المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شروط اقامة دولة داعش هل تتحقق...!!!



سميح خلف
10/06/2015, 12:24 PM
شروط اقامة دولة داعش هل تتحقق...!!!

ثمة تساؤلات تطرح وبشكل ملح حول داعش وتمددها في اراضي واسعة وفي امكنة مختلفة في الشرق الاوسط بل تجاوزت ذلك الى افريقيا وشمالها، وداعش هل هي فكرة للتغيير ام هي اتت بناء على نظرية المؤامرة في تحليل اسباب وجودها وتمددها.. نظرية المؤامرة هو ذاك الفعل والتفكير الباطني الذي يستمد شواهده من حاضر وظواهر يستند فيها التحليل للوصول الى فكر ونظرية وتقييم نهج"" نظرية المؤامرة"...
وجدت داعش في اراضي الرافدين، بعد تسلسل زمني انهارت فيه الدولة العراقية الوطنية و العلمانية نتيجة الغزو الامريكي ودول التحالف ليخلف هذا الغزو وبدعم من قواه ظاهرة تكريس احقاد دفينة لها امتداد مذهبي ليسيطر على السلطة كما رسمها الاحتلال ودستور برايمرز، وكأن الغزو ثبت فصول من الحقد والاضطهاد والظلم لشريحة كبيرة من الشعب العراقي، ومن اهمال وضعف الخدمات لمناطق كبيرة من الشعب واحتكار بناء الجيش العراقي على فئة من الشعب المغذاه مذهبيا ومدعوم من مليشيات متعددة لمرجعيات دينية مارست القتل والتشريد والترحيل والاقصاء الديموغرافي لقبائل واسر في هذا البلد الذي لم يسلم للان من التصور الغربي لوجوب انهاء خريطة سايكس بيكو التي ابرمت بعد الحرب العالمية لتقسيم الاراضي العربية بجغرافيا سياسية بينها مناطق نزاع وتداخلات قد تسبب في اي لحظة مناطق نزاع.
هناك مسلمة يجب ان نتفق عليها ان لم تكن ظاهرة الاقصاء والظلم وعدم العدالة وسوء ادارة الحكم والفقر الناجم عن تلك الظواهر هي المسبب الرئيسي والاوحد لظهور ظاهرة التطرف بكل اشكالها الفكرية، فان تلك الظواهر كفيلة بتفسخ المجتمعات طبقيا وتبدو صالحة لاي فكر يخرج في منطقه وقواعده عن المألوف وطنيا وسياسيا وعقائديا.
اسئلة تطرح .... هل يمكن لداعش ان تصبح ظاهرة باكثر توسعا وخاصة في المناطق العربية المقلقلة والمضطربة اجتماعيا ومذهبيا...؟؟ وهل لها ان ترسم خريطتها السياسية وترسم وتثبت استقرارها على بقعة جغرافية او عدة مناطق او اتصال جغرافي لمكونات الدولة...؟؟
يجب ان لا نخلط بين تمدد داعش السريع على اراضي واسعة في العراق وسوريا وليبيا وبين الوصف بانهاء دولة او يمكن ان تشكل دولة بكل مواصفات الدولة المستقرة..... تذهب داعش بذكاء استراتيجي للسيطرة على مناطق الثروة في العراق في الموصل وكركوك وفي ريف سوريا الذي يمتلك الثروات البترولية والغازية وكما تعمل الان في ليبيا للسيطرة على ابار البترول في سرت ليبيا وتحقق تقدما في مواجهة فجر ليبيا الذي تقوده مصراته تلك المدينة التي قادت التمرد على النظام السابق بقيادة معمر القذافي وهي المدينة التي سكانها كانوا اشرس حقدا وممارسة على النظام السابق وبكفي ان تصفية القذافي اتت على ايدي شاب مراهق من مدينة مصراته، وهي التي تولت قيادة كل الجبهات وتقودها مجموعات من نهج الاخوان المسلمين، اصبحت داعش ليبيا على ابواب مصراته، مما حذا بمجلس مدينتها طلب الحماية للمدنيين من بطش داعش لو تقدمت لاحتلال مصراته.
اما في العراق فتحرك تنظبم داعس وعرباته المفخخة اصبحت نموذجا استراتيجيا لمواجه مليشيات الحشد الشعبي الممول والمدعوم ايرانيا والجيش المدعوم امريكيا باحدث التقنيات العسكرية، وما يلاحظه المتتبع للمواجهات في العراق ان الجيش العراقي المذهبي ومليشياته تخسر دوما وتفشل في تحقيق انتطارات او تقدم في مواجهة داعش... الى ان وصل الامر للسيطرة على اكبرمحطات انتاج البترول "" مصفاة بيجي"" بعد تحقيق انجازات في الانبار بكاملها وصلاح الدين والموصل وهي على اعتاب حزام بغداد.... كما هو الحال في سوريا وتمددها للسعي لمنطقة جغرافية متصلة بين العراق وسوريا.
ونعود للسؤال الملح ثانية هل لداعسش ان تشكل دولة فعليا بحدود جغرافية في المشرق العربي؟؟؟ وهل لها مقومات الدولة..؟؟؟ فالتمدد لا يعني الاستمرار.... فللدولة شروط لبقائها :
1- الاقتصاد والموارد

2- المنظمة المالية

3- الجيش

4- الحاضنة

5- العلاقات الدولية مع الاقتصاد الدولي

6- الطرح والبرنامج السياسي المتزن الذي يتكيف مع الوضع الدولي

7- التعليم

8- الامن وقدرة الدولة على حفظ الامن

ثمان عوامل تتميز بها الدولة المستقرة، فداعش تتحدث عن الاكتفاء الذاتي المعتمد على السيطرة على مناطق الثروات وتدعي ان لها حاضنة في العراق وسوريا ومن ثم في ليبيا في منطقة اخرى. ولديها جيش وامن ومنظومة تكنولوجية، ولكن هل هذا يكفي... وهل لغة الاعلام الموجه الذي تصنعه بعض الدول بتعريف داعش بالدولة الاسلامية هو كفيل لاستقرار جغرافيتها السياسية..؟؟ اعتقد ان العالم تربطة منظومة دولية متكاملة كالصندوق الدولي والتجارة العالمية والنقد والعليم والصحة، فهل داعش قادرة على ان تطرح فكر وبرنامج معتدل يتناغم فيما بعد كامر واقع مع العالم ..؟؟ هنا السؤال: وهل نظرية المؤامرة ومسؤلية امريكا والغرب لتقسيم المقسم في الوطن العربي قادرة ان تكون احدى العوامل الاساسية لاستقرار دولة داعش ليس في العراق فقط ، بل في ليبيا وهي مناطق بترولية وكذلك الامر في سوريا.. وهل العالم يتقبل وجود هذه الدولة كما تقبل وجود الثورة الاسلامية في ايران...؟ وهل وجود دولة داعش خط دفاع خلفي لانتكاسات الغرب في مفاوضاتها حول الملف النووي الايراني.. وابقاء مناطق ساخنة دوما في المنطقة تجعل من الدول المحيطة في الخليج في حالة استنزاف لمواردها وهروب الى الامام في اتجاه امريكا..؟؟؟
انها معادلات معقدة.

سميح خلف