المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يزرع الريح يحصد العاصفة



كاظم فنجان الحمامي
30/06/2015, 12:20 AM
من يزرع الريح يحصد العاصفة

كاظم فنجان الحمامي

لا توجد دولة خليجية واحدة لم تسهم بطريقة أو بأخرى في دعم الإرهاب، ثم ما الغريب بالأمر إذا كانت هي نفسها، التي تبرعت بأموالها، وشاركت بجيوشها في الغارات الجوية التي دمرت العراق. فالذي أدمن الغدر وأعتاد التآمر لن يتورع عن تقديم المد التعبوي للخلايا العابثة بأمننا واستقرارنا في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان وغزة وسيناء ؟. لكن الذين يزرعون الدمار لابد أن تصيبهم الشظايا الطائشة، والذين يروون مزارع الحنظل لابد أن يتجرعوا العلقم غصة بعد غصة، والذين يلعبون بنيران الطائفية لا ينجون أبدا من محارقها.
بالأمس القريب وقف المجرم المعتوه شافي العجمي وسط الكويت متبجحا بارتكابه مجزرة بشرية شنيعة. اقترفها في سوريا مع سبق الإصرار والترصد، وبعلم السلطات الكويتية، التي كانت تتفرج عليه وكأنه فارس من فرسانها، من دون أن تلجمه تلك السلطات المتواطئة مع الإرهاب. دلالة ذلك أن النائبة الشجاعة صفاء الهاشم، وجهت انتقاداتها الصريحة للأجهزة الأمنية الكويتية المتهاونة مع المد التكفيري، وبالتالي فأن انقلاب خلايا الإرهاب ضد الكويت لم يكن مفاجئا ولا مستغرباً. آخذين بنظر الاعتبار أن سرطان التطرف تغلغل في أعماق الخليج بالطول والعرض، ولن تفيده الحلول الترقيعية، التي كانت السبب المباشر لهذا الدمار الشامل. قالت لهم الباحثة الأمريكية (ليندا هير): (الإرهاب الذي صنعتموه سيرتد عليكم)، لكنهم لم يسمعوها. وربما صدقت نبوءة المخابرات الروسية، التي أرسلت تحذيراتها المفصلة للحكومات الخليجية، بأنها ستتحول من ممول للإرهاب، إلى هدف سهل من أهدافه. فالتفجير الذي وقع في الكويت، من المتوقع أن يتكرر في عواصم خليجية أخرى، وهنا لابد من توجيه أصابع الاتهام للأنظمة العربية التي احتضنت أفراخ التطرف، وأرضعتهم من أثداء الكراهية، ووفرت لهم الأوكار، ثم أرسلتهم إلى العراق وسوريا ومصر، لينشروا الرعب، ويزهقوا الأرواح البريئة، ويعبثوا ويقتلوا ويسحلوا ويغتصبوا ويقطعوا الرؤوس بفتاوى صريحة صادرة من المؤسسات الدينية الغارقة في ممارسة الرذيلة السياسية. فالعائدون من سوريا، من الذين أرسلتهم دويلات الخليج إلى درعا والحسكة وحمص وحلب، لابد أن يمارسوا هواياتهم، التي أتقنوها وتفننوا بها باسم الجهاد البترولي المعزز بدعم القوى الظلامية الغاشمة، ولابد أن ينقلوا تجربتهم (الجهادي) إلى الأوكار التي انطلقوا منها.
يتعين على أقطار الخليج أن تعيد حساباتها، وأن تأخذ تحذيرات موسكو على محمل الجد، فهي أضعف من أن تقف بوجه الضباع التي استأسدت وتمردت، وتحولت إلى ديناصورات تتكاثر بالانشطار في ظل هذه الظروف الفوضوية المؤاتية. ويتعين عليها الوقوف بحزم بوجه تيارات التطرف الديني، وأن تضع حداً لنموها وتفاقمها. وإلا فأن النتائج ستكون كارثية. ولات حين مندم.