المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاسبر اللطيف وكاسبر المخيف



كاظم فنجان الحمامي
05/07/2015, 08:02 PM
كاسبر اللطيف وكاسبر المخيف

كاظم فنجان الحمامي

كلنا نعرف (كاسبر اللطيف) أو (كاسبر الشبح) بطل المسلسل الكارتوني (Casper the friendly ghost)، الذي كان من أروع الأعمال الكوميدية التلفزيونية في السبعينيات، لكن معظمنا لا يعرف شيئا عن الكوابيس الحربية المرعبة، التي خطط لها، وتنبأ بها (كاسبر المخيف). والتي سجلها في سلسلة متعاقبة من كتبه المروعة، وترجمها إلى اللغات الحية، لكي يطلع عليها الرأي العام العالمي.
كان (كاسبر الودود أو اللطيف) شخصية كارتونية أمريكية ظهرت على التلفاز ثم اختفت. أما (كاسبر المخيف) فلم تختف صورته التحذيرية من ذاكرة المؤسسات العسكرية والمخابراتية، وربما وجدت طريقها إلى الانتشار عبر مجموعة من مؤلفاته، التي كتبها من واقع تجربته المباشرة باعتباره طرفاً مدمراً في تأجيج حروب الشرق الأوسط. نذكر منها: كتاب (الحرب القادمة The next war)، و(قتال من أجل السلام Fighting for peace)، و(Chain of command)، و(Home of brave)، وغيرها كثير.
كاسبر المخيف هو: كاسبر ويلارد واينبرغر Casper W. Weinberger، من مواليد سان فرانسيسكو 1917. درس في هارفارد، وتخرج فيها عام 1941، خاض غمار السياسة مبكرا، فتدرج في مسالكها الوعرة حتى أصبح عضوا في برلمان كاليفورنيا، ثم رئيسا للإدارة الفدرالية للتجارة في حكومة نيكسون، ثم وزيراً للصحة والتعليم، فوزيراً للدفاع في حكومة ريغان للمدة من 1981 إلى 1987.
أنصبت اهتماماته في تعزيز قوة القواعد الحربية الأمريكية في حوض الخليج العربي، وكرس جهوده المضنية في تعميق الخلافات بين أقطار المنطقة، وتوريطها في سلسلة لا متناهية من حروب التدمير الذاتي. فكان أول من وضع سيناريوهات العلاقات العربية المتوترة، وأول من أشعل فتيل المعارك الطائفية المتجددة.
المثير للدهشة أن هذا الكاسبر المرعب نشر سيناريوهات حروبه القادمة والمتوقعة في كتابه الموسوم (الحرب الوشيكة)، والذي نحن بصدده الآن، لكننا نحن العرب لا نميل للقراءة، ولا نريد أن نعرف تفاصيل نهايتنا المحتومة بمعاول القوى الشريرة، التي عبرت الأطلسي، وقطعت آلاف الكيلومترات، لتحفر خنادق الإرهاب والدمار الدولي في أعماق جزيرة (قطر) مكمن الخطر. فالحروب التي تناثرت شظاياها الآن في المضارب العربية، لم ولن تكن آخر الحروب التي ستشهدها الأجيال القادمة، والتي ظلت تراهن عليها أمريكا منذ زمن بعيد. فما هذه المعارك والنزاعات التي ترونها الآن إلّا حلقة صغيرة من سلسلة حلقات تم التخطيط لها من أجل فرض الهيمنة الكاملة على المنطقة، ومن أجل بسط النفوذ المباشر من دون وكلاء، ومن دون عملاء، ومن دون وسطاء، ومن لم يصدق هذا الكلام يتعين عليه مراجعة اعترافات (كاسبر) في كتابه (الحرب الوشيكة) لكي يتعرف على تفاصيل الحروب التي تنتظرنا في نهاية هذا النفق الأسود، والتي باتت وشيكة الوقوع.
والله يستر من الجايات