المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يتوحد العرب وفيهم أمثال هؤلاء ؟؟



كاظم فنجان الحمامي
12/07/2015, 02:56 AM
كيف يتوحد العرب وفيهم أمثال هؤلاء ؟؟

كاظم فنجان الحمامي

تعالت هذه الأيام أصوات الخطباء المحسوبين على الإسلام، وارتفعت عقيرتهم بالصياح عبر مكبرات الصوت في المساجد والجوامع، وفي صلاة الجمعة، وهم يكررون عبارات قطعية شمولية جازمة. يطالبون فيها الناس بترديدها بصوت واحد، فيقولون: (الموت للشيعة. الموت للمسيحيين. الموت للنصارى. الموت للعلويين. الموت للفاطميين. الموت للحوثيين). الموت - الموت - الموت – الموت، ليس سوى الموت والتفجير والتفخيخ والسحل والقتل والذبح والتعذيب والاغتصاب، وليس سوى الهلاك والتمزق والتنافر في هذه الحملات المسعورة الموتورة، التي تدعو لنشر ثقافة الموت والدمار في أرجاء الوطن العربي، وفي العالم الإسلامي. وهكذا كانت خناجر الموت تتربص بالشيعة، وبالمسيحيين، وبالحوثيين، وبالعلويين، وبالفاطميين. وراح ضحيتها أبناء السنة، حتى ذبحت ما ذبحت من العرب في الأسواق، وفي المدارس، وفي دور العبادة. فتناثرت جثثهم في كل مكان، بينما راحت أبواق دعاة الفتنة والتعصب تتعمد تشويه صورة الطوائف المنكوبة، فتستعرض صورة مقلوبة يظهر فيها الضحايا هم الجناة، وهم الذين يؤججون الفتنة الطائفية. وما أكثر الشواهد الملموسة على تعالي أصوات دعاة التكفير والموت والدمار.
من أمثال هؤلاء نذكر الإرهابي المأجور (محمد بن عبد الملك الزغبي)، الذي امتهن التدليس، وكرَّس جهوده التحريضية لتحويل المساجد إلى أداة من أدوات تعميق العداوات الطائفية، حتى بات من الصعب جمع شتات الأمة، وأصبح من المتعذر لملمة شملها في ظل حملات التحريض والكراهية. وما أكثر التسجيلات الموثقة، التي يظهر فيها هذا المعتوه وهو يؤلب العرب ضد بعضهم بعضا، وما أكثر الفضائيات والبرامج التلفزيونية المخصصة لتكفير الشعب العراقي أو لتكفير الشعب السوري، لدواعي سياسية مدفوعة الثمن. تفوح منها روائح البترو - دولار، وأجندات مكتوبة سلفا. تدار من بعيد لبعيد لغايات واضحة، تستهدف إشاعة الفوضى، وتمزيق وحدة الأمة. تبث سمومها من بلدان مشحونة بالحقد والكراهية.
ترى ما الذي يفعله هذا الكائن (الزغبي) وأمثاله لو كان يمتلك قنبلة نيوترونية ؟. أغلب الظن أنه سيلقيها من دون رحمة على خلق الله، ويفجرها فوق رؤوسهم من دون تردد، ومن دون تأخير، فالزغبي الذي يعد نفسه من ألد أعداء الشيعة، ومن أشد المتعصبين ضد الحوثيين والعلويين والفاطميين، ومن المتطوعين الدائميين لتشويه صورة المسيحيين والأقباط حيثما كانوا، كان من أشد المقربين من أسرة القذافي، ومن العاشقين لحسني مبارك عندما كان في سدة الحكم. لكن أصحاب الوجوه الزئبقية والضمائر المعطوبة يتصرفون كما القرود في كل زمان ومكان.
حري برجل الدين الذي يخشى الله أن يدعو الناس للتسامح والمحبة والتعايش السلمي، ويدعو لإشاعة الألفة بينهم مهما كانت دياناتهم وطوائفهم وقبائلهم، فقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف، لا لنتخاصم ونتشاجر، فيقتل بعضنا بعضا.
من أين يأتي هذا (الزغبي) بكل هذه النيران ليحرق بها الأخضر واليابس ؟. ثم ما الجريمة التي ارتكبها شيعة العراق، والمسيحيون في لبنان، والعلويون في سوريا ضد الشعب المصري ؟. حتى يتحامل عليهم هذا (الزغبي)، فيحرض الناس لقتلهم وتعذيبهم ؟. وهل صار الدين في المفهوم (الزغبي) عبارة عن أداة من أدوات التدمير الذاتي الشامل ؟.
https://www.youtube.com/watch?v=59fQqkA4X1c

كاظم فنجان الحمامي
12/07/2015, 03:14 AM
يبدو أن هذا الرجل لم يسمع بعد بأسواق بيع الفتيات المسيحيات والأيزيديات في الموصل، ويصور الأمر على وفق التوجهات الطائفية التي تسعى لتمزيق وحدة الأمة العربية، فيدس السم بالعسل، ويوحي للناس بأن معركة الإسلام والمسلمين تتطلب القضاء على شيعة العراق كلهم ومن دون استثناء، وتتطلب القضاء على الصليبيين (المسيحيين)، وتتطلب القضاء على بشار ورهطه (من العلويين). هكذا يريد كنس الأرض من سكانها وتجريدها من البشر، والعمل على الحاق أكبر قدر من الدمار، وتدميرها أكثر مما هي مدمرة.
وهل الإسلام يدعو إلى نشر القتل والتعامل بهذا التعصب وبهذا التطرف مع سكان المدن العربية من المسيحيين والأقباط والأيزيديين والشيعة والحوثيين والفاطميين والعلويين. ألم يأمرنا الله جل شأنه بالعدل والإحسان والكلمة الطيبة، وهل يتعين على المسلمين أن يشهروا سيوفهم بوجه هذه الطوائف كلها من دون سبب ؟. ألم تكن المدن العربية والأقطار العربية كافة تعيش بوئام وانسجام وتواد من دون فوارق ؟. ثم ما الذي يريده هؤلاء ؟. وإلى أي مدى يتعين علينا أن نسمح لهم بتفريقنا وتشتيتنا وتمزيقنا وبعثرتنا ؟. أليس من الحكمة والعقل أن نأمر بالمعروف وأن نمد يد السلم والسلام حتى نعيش بأمن وأمان ونضمن سلامة أولادنا من دون دماء ومن دون كوارث ؟، ثم ما الذي سنربحه لو قضينا على شيعة العراق، وقضينا على الأقباط في مصر وعلى الدروز في لبنان وعلى الحوثيين في اليمن، وعلى الأمازيغ في الشمال الأفريقي ؟ هل هذا هو الذي امرنا به الله جل شأنه. أم إن السياسة ركبت موجة العواطف الطائفية وتلاعبت بها من أجل تأجيج براكين الفوضى والدمار ؟؟؟؟؟؟