المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "فــرفور" فلسطين يزعج "ميكي" أمريكا!



رامي
11/05/2007, 07:19 PM
"فــرفور" فلسطين يزعج "ميكي" أمريكا!

فرفور يغرس المبادئ والقيم في نفوس أطفال فلسطين
غزة - "أنا من غـزة وبلدتي الأصلية حيفا.. حتما سنعود يوما إلى يافا وعكا.. اللهم حرر أسرانا من سجون الاحتلال.. مساكين أطفال العراق.. أمريكا ظالمة.. فلسطين وطننا وعاصمتها القدس.. تعالوا نحترم الكبير ونعطف على الصغير". هذه العبارات تصدر من "فرفور" الشخصية الكرتونية في برنامج "رواد الغد" الأسبوعي الذي يبث عبر فضائية "الأقصى" من فلسطين. تلك العبارات أزعجت مؤسسات إسرائيلية مختصة في رصد الصحافة الفلسطينية، اعتبرت أنها تحمل رسائل سياسية معادية لإسرائيل وأمريكا، تريد إيصالها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المالكة لقناة الأقصى التي انطلقت مؤخرا وما زالت في مرحلة بثها التجريبي.
كما بادرت وسائل إعلام أمريكية لاتهام الفضائية بـ"سرقة" شخصية ميكي ماوس الأمريكية وتحويلها إلى شخصية "فرفور" لتعليم الأطفال الفلسطينيين ما وصفته بـ"الإرهاب" و"كراهية" الولايات المتحدة، وهو ما نفته الحركة.
رسائل سياسية
"روَّاد الغد" برنامج للأطفال يبث أسبوعيا مساء كل جمعة تُقدمه الطفلة سرّاء برهوم "10" مع شخصية "فرفور"، ويلقى إقبالا جماهيريا لافتا من النشء الفلسطيني، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".
وتقوم فكرة البرنامج على تلقي اتصالات هاتفية من الأطفال لمناقشة الموضوع المطروح في الحلقة، ومن خلال المناقشات تُحاول سرّاء وفرفور غرس المبادئ والقيم في نفوس الأطفال كمساعدة الآباء والحث على أعمال الخير والتعاون. كما يتطرق البرنامج للحديث عن الواقع الذي يعيشه أطفال فلسطين من حرمان وحصار ولا ينفك فرفور عن تذكير الأطفال بأرضهم ووطنهم وأسراهم ومدنهم التي هُجِّروا منها.
كما لا يغفل "رواد الغد" عن الترويح عن الأطفال ورسم الابتسامات على شفاههم من خلال مواقف كوميدية بين "سراء" و"فرفور".
وأثار البرنامج امتعاض مؤسسة إسرائيلية متخصصة في رصد الإعلام الفلسطيني، ونشرت تقريرا حول "روَّاد الغد" قالت فيه إن "فرفور ينشر أفكارا تروِّج للأفضلية الإسلامية ولكراهية إسرائيل والولايات المتحدة".
ورأت "المؤسسة الإسرائيلية لرصد الإعلام الفلسطيني" أن "حركة حماس تستخدم شخصية فرفور في نقل رسائل سياسية معادية".
وإلى جانب فرفور المتهم، عبرت المؤسسة عن استيائها من صديقته مقدمة البرنامج الطفلة "سرّاء" واستنكرت المؤسسة مواصلة تذكيرها بالأسرى الفلسطينيين وقولها في إحدى الحلقات: "سيسـألنا الله يوم القيامة ماذا فعلنا من أجلهم".
يُشار أن الطفلة سّراء تتمتع بموهبة إنشادية وصدرت لها عدة أناشيد وتُجيد التحدث باللغة العربية الفصحى وهي طالبة متفوقة في دراستها.
ازدواجية معايير
معلقا على ما أثارته المؤسسة الإسرائيلية، رأى " صالح النعامي" الخبير الفلسطيني في الشئون الإسرائيلية أنه "يندرج تحت سياسة المعايير المزدوجة التي تعتمدها إسرائيل والعالم الغربي في التعامل مع الفلسطينيين".
وأوضح أن "مناهج التربية في إسرائيل، وبتأكيدات من خبراء إسرائيليين، تُكرس لسياسة التحريض والعداء تجاه الفلسطينيين".
وأضاف النعامي لإسلام أون لاين نت: "ما هو مسموح لإسرائيل.. محظور على الفلسطينيين.. على الرغم من أن هناك فرقا شاسعا بين الأمرين.. فالحديث عن تحرير الأسرى مطلب عادل كفلته الشرائع والقوانين الدولية.. والحديث عن حب الأرض والوطن أمر طبيعي".
ورأى أن "إسرائيل تتابع الفلسطينيين في كل صغيرة وكبيرة وتضعهم تحت المجهر من أجل فرض مفهوم مُحدد للتربية والإعلام والدين، فهي تريد لنا أن نضبط على هذه الإيقاعات وإلا فنحن متهمون بالإرهاب"
اصمتوا وإلا..
وفي تصريحات خاصة لشبكة "إسلام أون لاين.نت"، ذكرت أوساط إدارية وإعلامية في مرئية الأقصى الفضائية أن "عشرات وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والإسرائيلية اتصلت بالقناة للاستفسار عن رأيها في الاتهامات الإسرائيلية، إلا أن القناة ارتأت عدم الحديث حتى لا يتم تأويله وتحريفه"، مشيرة إلى أن "القضية لا تستحق كل هذه الضجة وأن القناة مصممة على الاستمرار في إيصال رسالتها".
أحد مُعدي ومقدمي البرامج في القناة، والذي رفض الكشف عن هويته في إطار قرار إدارة القناة عدم الإدلاء بتصريحات علنية، أوضح في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "غيظ المؤسسة الإسرائيلية من تطرق البرنامج لفضائل الإسلام وتعاليمه تأكيد واضح على أن حرب أمريكا وإسرائيل ليست حربا على العراق أو على فلسطين بل هي حرب على الإسلام".
وتساءل قائلا: "كيف لطفل فلسطيني والده أسير يُشارك في البرنامج ألا يهدي سلامه لأبيه ويتمنى له الإفراج وكيف لابن شهيد ألا يتذكر والده؟".
فرفور سيبقى
ورأى أن ما سببه البرنامج من إزعاج دليل على أن القناة تسير في الطريق الصحيح وقال: "هم يريدون لشخصية الكرتون ألا تتجاوز الترفيه والتسلية.. يُدركون جيدا ما لتنشئة الطفل من أهمية التربية وكيف أنها تؤثر على تكوين شخصيته في المستقبل".
العديد من وسائل الإعلام الأمريكية اهتمت أيضا مؤخرا بشخصية "فرفور"، ومن بينها شبكة "فوكس نيوز" التي اعتبرت في تقرير لها الثلاثاء أن شخصية فرفور "التي تشبه تماما شخصية ميكي ماوس" الكرتونية الأمريكية الشهيرة "تعلم الأطفال الإرهاب" وأنه "بدلا من تقديم مادة مسلية للأطفال، يعمل البرنامج على غرس مفاهيم أيديولوجية لديهم".
ورفض مسئولون بالقناة التعليق على اتهامات "فوكس" بأن قناة الأقصى سرقت شخصية ميكي ماوس، غير أن أحد المسئولين بالأقصى اكتفى بالقول "إن الشخصية (ميكي ماوس) مكررة في برامج تليفزيونية في العديد من الدول".
ولم تقتصر الاتهامات لـ"فرفور" على جهات غربية وإسرائيلية، فقد رأى مسئول بسلطة البث الفلسطيني التي تديرها حركة فتح أن "شخصية فرفور ليست مهنية".
وقال المسئول الذي يدعى أبو سمية لتليفزيون "بي بي سي": "لا أظن أن من المهنية أو الإنسانية في شيء استخدام الأطفال في برامج سياسية فظة كهذه".
لكن المعد بقناة "الأقصى" أوضح أن "حلقات البرنامج لا تحمل أي طابع سياسي فظ، وإنما تطرح قضايا اجتماعية خفيفة يناقشها الأطفال، كالصدقة والتعاون وبر الوالدين، ومن الطبيعي جدا في الوقت نفسه أن ينطق أطفال فلسطين بالسياسة فهم أكثر أطفال العالم إتقانا لها نظرا للأحداث المحيطة بهم".
أخطر من العمليات
جدير بالذكر أن برنامج "رواد الغد" يعد نسخة مشابهة لبرنامج كانت تقدمه إذاعة الأقصى المحلية التابعة لحركة "حماس" وكان يحمل اسم "أفنان وأغصان" حيث يُحاول المذيع من خلاله ربط الأطفال بدينهم ووطنهم وتذكيرهم بالأسرى وبالشهداء، وهو البرنامج الذي أفردت له الصحف الإسرائيلية عشرات التحليلات والمتابعات ووصل الحد إلى وصفه بأنه "أخطر" من العمليات الاستشهادية. وما زال البرنامج يُبث حتى اللحظة وتُحاول إسرائيل في كل مرة التشويش عليه من خلال الدخول على الموجة.
"فوزي برهوم" الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أكد أن البرنامج يقوم بإيصال رسائل حقيقية يريد أطفال فلسطين توجيهها لأطفال العالم". ورأى في حديث لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن "محاربة البرنامج تعني أن الرسالة وصلت وأن محاولة التضليل والخداع الذي يمارسه الاحتلال على الرأي العام لن تنجح أو تنطلي".
وشدد على أن الزج باسم حركة حماس في القضية من جهات إسرائيلية وأمريكية واتهامها بتوجيه رسائل سياسية "سببه أن الحركة واضحة متمسكة بالثوابت والحقوق التي لا تروق لأمريكا ولا لإسرائيل".

http://www.islamonline.net/servlet/S...&ssbinary=true