المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اين المريض؟؟



د- صلاح الدين محمد ابوالرب
12/05/2007, 11:57 AM
اين المريض...؟


تجمع الطلبة حول أحدهم في مستشفى الأمراض العقلية ، لينتهوا من الواجب المفروض عليهم من طبيب الصحة النفسية ،الذي يصر أن يداوم طلبته يوماً كاملاً في مستشفى الأمراض النفسيه، حيث تلتف كل مجموعة حول مريض من الذين يمكن الحديث معهم ويكتبوا ملاحظاتهم حوله ... وحول تشخيص حالته وطرق علاجه ..
كانت شروط الطبيب المشرف عدم الجلوس أو الإستفسار من أي من موظفي المستشفى .. وعدم جرح مشاعر المريض، .. وأختارت كل مجموعة مريض وجدته أمامها ....أما هذه المجموعة فأختارت هذا الجالس بهدوء لا تبدو عليه علامات الخطورة ،سألوه عن سبب وجوده في المستشفى..
* قال لهم إنها ظروف الحياة...
- هل أنت مرتاح في هذا المستشفى؟
* الجميع هنا طيبون والحياة هادئـــة
- هل تكره الناس في الخارج؟
* لا أكرههم بل نحن جميعاً نكره أفعالهم
وبدأ النقاش بهذه الصورة والإجابات الفلسفية من( خالد) الحالة التي إختاروها وبدأ كل منهم يختار أسئلته بدقه، وتكون إجابات خالد أكثر تشتيتاً.. لاحظوا عليه أنه يسرح عند كل سؤال ثم يجيب بهدوء .. كان يحاول بين الفترة والأخرى أن يقوم ليحضر لهم الشاي مرحباً بهم، لكنهم من رعبهم وخوفهم كانوايفزعون من حوله مع كل حركة او لفتة، ثم يجلسونه مرة أخرى وهم يضحكوا
لا يريدونه أن يتحرك خوفاً منه أن يعتدي على أحدهم، وخوفاً من أن يهرب منهم فتضيع منهم المادة التي يدرسونها ..
ويستمر الحال هكذا لساعات ...وفجأة ......جاء صوت الطبيب من الخارج .. يا خالد .. إنتفض خالد من مكانه وهرب الطلاب من حوله كل يبحث عن ملجأ .. وعاود الطبيب المناوب ينادي يا خالد، يا فراش الندامة ، ألم أطلب منك أن تعمل لي شاي منذ ساعات، ورد خالد مسرعاً حاضر يا سيدي كنت أداعب الطلاب فقط.

ايمان حمد
12/05/2007, 12:15 PM
الدكتور الأديب / صلاح ابو الرب

قصة فريدة وكأنها طرفة !
العجيب ان الطلاب يسيرون بلا هدى ! هل هذا ما يحدث فعلا فى مرحلة الأمتياز ؟ هل يذهب الطلبه لأى واحد يختارونه او تعرض عليهم ملفات المرضى من قبل مدير المستشفى او مدير القسم وخلفية عنه - ثم يتم توزيعهم ؟
قصتك الطريفة هذه اوحت لى بالفوضى فى المستشفى واللامبالاه من قبل مشرف المجموعات التى تزور المستشفيات !
ومن ناحية اخرى : تساءلت .. ياترى من هو المريض ؟ الطلاب الذين يخافون من ظلهم .. ام الفراش الذى اختاروه لأنه يجلس مسالما ! الم يخطر على بالهم انه لا يمكن ان يكون المريض النفسى مضيافا ويعرض عليهم الشاى كل لحظة ؟ هو الذى يدخل كليه الطب يبقى خلاص عبقرى ؟؟
والله انها وقفات تثير التفكير والعجب ! ولكنها " قفشة " جميلة منك من واقع العمل !

الطلاب الساذجين كيف يمكنهم ان يكونوا اطباء المستقبل ان كان كل من يروه جالسا يعتبروه مريضا - هذا فهم خاطىء وساذج بالطبع

تختفى حضرتك وتعود لأمتاعنا بمواقف طريفة تستوجب التفكير .. مواقف من الحياة

تحيتى:fl:

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
12/05/2007, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلةايمان الحسيني
اشكر لك مرورك السريع
واشكر لك كلماتك البديعة دائما
ان ما ذكرت لهو تحليل للواقع
ان ما يدور في خلد اي طالب ومنهم طلبة الطب انهم قد ملكوا العالم وغالبا ما تبدأ التجارب وهم على مقاعد الدراسة
تحية

زاهية بنت البحر
12/05/2007, 02:45 PM
رائعة بحق، وهو يجيبهم خطرت ببالي حكمة علي أن أسجلها في حكمة اليوم (خذ الحكمة من أفواه المجانين)ترى ألم يشعر هؤلاء الطلاب بأن خالد ليس بمجنون؟ فأجوبته تدل على وعي فلو كان مجنونًا لظهرت عليه علامة فارقة من خلال تصرفاته التي مهما حاول ضبطها فلابد أن تنزلق إحداها لتقول هذا الرجل مجنون ..على كل حال يعيشون ويأخذون غيرها، بارك الله بك أخي المكرم د.صلاح الدين محمد أبو الرب وعودًا حميدًا وصيدًا ثمينًا من مستشفى المجانين ثمينًا..:fl:
أختك
بنت البحر

محمد فؤاد منصور
13/05/2007, 12:32 AM
:good: أخى الفاضل/ دكتور صلاح الدين محمد أبو الرب
أهنئك على هذه اللقطة الرائعة والموحية والتى تترجم كثيراً مما نشاهده بل وتفضح الكثير من أنماط سلوكنا حين نتعامل مع العالم من حولنا بإنطباعات سابقة التجهيز.
نحن هنا أمام كمين غير مقصود إنسان يتصرف بشكل تلقائى تماماً ومع ذلك فقد تم التعامل معه على أنه مريض فعلاً وأصبحت كل حركة منه تفسر على أنها من أعراض المرض إنها آفة تعاملاتنا فى كثير من الأحيان حين نتعامل بأحكام صادرة سلفاً ،قصتك تستدعى الكثير من التأمل ..أهنئك
ولك تحياتى..
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

نزار ب. الزين
13/05/2007, 01:32 AM
قصة طريفة يا د.صلاح الدين ،جذبتني من ألفها إلى يائها .
فراشك مثل دور المريض العقلي لتسلية طلاب الطب في غياب مرشدهم الطبي أو أي من طاقم المستشفى ، و لكنني شهدت فراشا يأمر و ينهي و يتصرف مع العباد من أصحاب المصالح باسلوب شرس غير مقبول ، و عندما بلغت المسؤول وأخبرته عن سلوك فراشه ، أجابني ( هكذا ناس يحتاجون إلى هكذا فراش ) ، كما شاهدت فراشا آخر يجمع الرشاوى للموظفين لتحريك قضاياهم علانية .
سلمت يداك و دمت مبدعا
نزار

عبلة محمد زقزوق
13/05/2007, 09:54 AM
تغيب وتعود بالجديد البديع
رائعة د. صلاح الدين محمد
فلقد رسمت البسمة على الشفاه، وذلك عندما تصورت نفسي امام هذا الفراش المدعي الجنون كطالبة علم حديثة العهد تسكنني الرهبة والخوف من عالم خرج خارج حدود العقلاء:)
كان الله في عونهم... ويعيشون؛ ولهم مثلها :)
فائق شكري وتقديري :fl:

fadya
13/05/2007, 11:43 AM
هذه قصة قصيرة مكتملة الأركان.
لقد انتزعت مني ضحكة.
شكراً لك.

ريمه الخاني
13/05/2007, 12:04 PM
رائعة بحق
اعشق هذا النوع الرائع من الفن الخفيف الظل
تقديري

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
14/05/2007, 06:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة والتألقةدوما زاهية بنت البحر
لا يوجد مجتمع لا نستطع الاستفادة منه ..ليس مهم المجتمع بل المهم من يحاول ان يستفيد ويتعلم
شكرا على مرورك وعلى كلماتك

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
14/05/2007, 06:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الدكتور محمد منصور
الكمين في المشهد موجود بقوة.. وهو يعني الكثير
اشكرك على كلماتك التي غصت بها في ثنايا الكمين في المشهد
تحية

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
17/05/2007, 07:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل نزار الزبن
الناس معادن تتجلى تاثيراتها في المهن الطبية
شكرا على مرورك
تحية

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
17/05/2007, 07:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة عبلة محمد زقزوق
انا لا استطيع ان اغيب عنكم فانتم الزاد والزواد..حفظكم الله جميعا
وشكرا على مرورك وكلماتك الجميلة
تحية

عبد الحميد الغرباوي
17/05/2007, 10:43 PM
وفجأة ......جاء صوت الطبيب من الخارج .. يا خالد .. إنتفض خالد من مكانه وهرب الطلاب من حوله كل يبحث عن ملجأ .. وعاود الطبيب المناوب ينادي يا خالد، يا فراش الندامة ، ألم أطلب منك أن تعمل لي شاي منذ ساعات، ورد خالد مسرعاً حاضر يا سيدي كنت أداعب الطلاب فقط.
د. صلاح الدين محمد
يبدو أن المنتدى وجد ما كان ينقصه من زمان، ألا و هو روح الدعابة و النكتة الهادفة..
لم يكن يزرع البسمة هنا، سوى العزيز ، الرقيق، النبيل أخي الخرباوي..لكن غيابه عنا (خرب) البسمة فينا..و عزاؤنا ، إلى أن يعود إلينا، في إبراهيم عبد المعطي إبراهيم بنصيه الجميلين، و الدكتور صلاح الدين محمد، الذي أتحفنا بهذه القطعة الأدبية الزاخرة بالنقد الساخر لما يدور في ردهات و أقسام المستشفيات، بين الطلبة الأطباء و المرضى..
لكن علينا ألا نكون قساة في حكمنا على فلذات أكبادنا و هم يشقون طريقهم على درب الدرس و التحصيل، فمثل تلك المواقف التي سجلها النص،تدخل في باب " ملح الحياة".. ملح الدراسة، و هي الزاد من الحكايات التي قد يحكونها حين يصيرون أطباء كبارا..
و أنا أدرى بمثل تلك، أو هذه المواقف، فزوجتي ممرضة ، و تحكي لي حكايات في هذا الباب، و العديد من الأطباء الذين أصبح لهم اسم، و نجحوا في هذه المهنة النبيلة، حققوا قسطا يسيرا من النجاح، لكنه مهم في امتحاناتهم بما قدمته لهم من معلومات، و بيانات..
إنه الخوف ، و الاضطراب اللذان يربكان الطلبة في تلك الأوقات الحرجة، فتخذلهم الذاكرة، و تصير صفحة شبه بيضاء..
أسجل إعجابي بعملك الإبداعي هذا..
مودتي

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
18/05/2007, 10:17 AM
هذه قصة قصيرة مكتملة الأركان.
لقد انتزعت مني ضحكة.
شكراً لك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة فاديا
وهذه كلمات رقيقة وسعت كل المكان
شكرا على مرورك وعلى التعليق الجميل
تحية

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
18/05/2007, 10:21 AM
رائعة بحق
اعشق هذا النوع الرائع من الفن الخفيف الظل
تقديري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة ريمة الخاني
بحثك بين الكلمات رائع وكلماتك اكثر من رائعة
لكن هذا النوع من السرد القصصى وهو القصة القصيرة او الاقصوصة او القصة ذات المشهدالواحد
قد تحمل احياناقمة المعاناة
شكرا لك على مرورك وعلى كلماتك
تحية

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
19/05/2007, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل الاستاذعبد الحميد الغرباوي

اشكرك على كلماتك
ان استرسالك في التمحيص في مااحاول ان اخط من سرد محدود..اهو من الامور التي اعتز بها

ان تسجيل مثل هذه المواقف يصعب احيانا على اهل القلم من غير المتعايشين مع اهل هذه المهنه

وكما قلت في كلماتك ان مثل هذه المواقف كثيرة وبعضها طريف وممتع وبعضها مخيف ومفزع
اشكرك على مرورك
تحية

فاطمة عتباني
11/08/2008, 01:47 AM
أستاذي توقفت طويلاً ، أيها أختار، وعندما اخترت، عجزت عن التوقف ، جاءت سلسة ، سهلة ، معبرة، تفوق تعابير الإعجاب العادية. :good:

د- صلاح الدين محمد ابوالرب
28/11/2008, 02:49 PM
أستاذي توقفت طويلاً ، أيها أختار، وعندما اخترت، عجزت عن التوقف ، جاءت سلسة ، سهلة ، معبرة، تفوق تعابير الإعجاب العادية. :good:

الفاضلة الكريمة فاطمة محمد عمر عتباني
اشكرك كثيرا على كلماتك اتلجميلة الكبيرة
واعتذر من تأخر الرد
تحية