المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ذاق طعم السُلطة نســــــى السَلطة



عباس النوري
26/10/2006, 04:11 PM
العراقيون يعيشـــــــون حالة حرب، كل يوم يسقط العشرات من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب وفي كل مكان، لكن الزخم على مدينة بغداد.
المعروف بأن العراقي في أيام الصيف ذو الحرارة الشديدة يلجئون للسطوح للنوم، لكن أصبح الأمر شبه مستحيل في أيامنا هذه. الطائرات المروحية ذات الأصوات المزعجة تحلق بين الحين والحين، وأصوات قذائف الهاون، والرصاص يمر من خلال السطوح لكي يلقى برئ غارق في نومه ومن بعد يفقد حياته لأنه عراق ألتجئ للسطح هروبا من الحر ولأن الكهرباء منقطع النظير. عند خروج العراقي من داره قاصدا عمله حاملا كيس فارغ ليملئه ببعض المأكولات غالية الثمن وفي الحقيقة هو قد وضع حياته في ذلك الكيس...أما أن يرجع ببعض البطاطس والطماطم أو قد لا يرجع ...وتبدأ العائلة بالبحث عنه في عدد من المراكز والمستشفيات.

الطفل في البيت أو المدرسة يشرب ماءا غير صحي، وتسبب له أمراض، وليس هناك الدواء الكافي أو الملائم لشفائه. السيارات مصطفة بطوابير تنتظر دورها لكي تحصل على وقود من أجل لقمة العيش الملونة بشتى أنواع الخوف.

في المنطقة الخضراء محصنين، ولكن تأتيهم بعض القذائف من جوانب متعددة لأن أطراف بغداد غير مسيطر عليها من قبل القوات الحكومية ولا دخل للقوات المتعددة الجنسيات أو المحتلة للحد من تلك الظاهرة، ويقول البعض بأن لتلك القوات يد في أكثر الجرائم. الذي كان بالأمس يهتف بأعلى صوته أنه مقاوم للاحتلال دخل المنطقة الخضراء المحصنة وبدأ يدافع عن أهمية بقاء القوات المحتلة... والمصيبة أعظم حين يوقع على عقود بعيدة المدى لبيع الشعب والوطن وثرواته لأنه ذاق طعم السُلطة.

أما كيف نسى الســـَلطة، لأن كل الوجبات التي تقدم على المائدة الخاصة فيها لحوم متنوعة فلا يرغب أحد بالسَلطة.

قد يكون مشاركة جميع الأطياف في الحكومة أمرٌ جيد، لأن من ذاق طعم السُلطة لا يقاوم...لكن بقي البعض القليل اللذين خرجوا أو أخرجوا من الســُلطة تعلوا أصواتهم بين الحين والفين....أو اللذين لا يريدون السُلطة ولا الســَلطة لأنهم ثمنهم بات مدفوعا من قبل فلا حيلة لهم إلا الاستمرار في القتل.

من الوطني الحقيقي في هذا البلد؟
كيف علينا التعامل مع هذا الوضع المأساوي والمرير؟
الأمة العربية والأمة الإسلامية أين هما من معاناة الشعب العراقي؟

أرجوا أن لا تحملوا طرفا دون طرف...الحكومة شكلت من جميع الأطراف وعلى الجميع مساندة الحكومة ...ومن يواجه الحكومة أو يعرقل حركتها ويخالف سياستها فهو لا يريد الخير للعراق.

العراقيون في المهجر ما هو واجبهم حيال أبناء شعبهم، وأعداء العراق يدس السموم من خلال وسائل الأعلام من أجل التفرقة وتشتيت قوى الشعب المخلص. عليهم التصدي لكل كلمة تحاول عرقلة المسيرة السياسية ...عليهم تحميل قوات الاحتلال كل ما يجري على أرض العراق .. عليهم مخاطبة الأمم المتحدة من خلال فروعها في الدول وتحملها المسؤولية الكبرى لأنها أعطت الشرعية لهذه القوات الغازية، على الحقوقيين أن يدرسوا القوانين الدولية بخصوص مسؤولية المحتل اتجاه الشعب المحتل وحمايته. لنعري جميع اللذين يحاولون النيل من العراق وشعبه وبالوسائل السلمية والسليمة.
الشعب العراقي لا يمكنه التظاهر وتنظيم المسيرات والاعتصام ، لأن الحر شديد والمفخخات كثيرة ومنتشرة ولا أحد يسمع صوته...اللذين في المهجر لديهم كل الإمكانيات والوقت والحالة الأمنية لكي يوصلوا صوت شعبهم المظلوم. لنحمل الشرعية الدولية المسؤولية ..لنلفت نظر العالم الذي ساند الأمريكان لاحتلال العراق بأن يقفوا اليوم من أجل إنقاذ العراقيين من محنتهم أوقفوهم إنهم مسئولون.....

على جميع العراقيين في الخارج تنظيم مسيرات واحتجاجات أمام فروع الأمم المتحدة ووزارات الخارجية لتلك الدول وإرسال البرقيات والرسائل لرؤساء دول العالم وتحملهم مسؤولية الصمت وذبح العراق. ولا تنســــوا الســــــَلطة.


عباس النوري