تطبيق سلوك الحيوان على الإنسان

[أبو مسلم العرابلي]

زواج الكلاب في السياسة الأمريكية

عندما زار كاتر مصر قبل الانتخابات
وصرح: بأن الإخوان المسلمين لا يريدون إلغاء كام ديفيد ولكن يريدون تعديل الاتفاقية.
فقلت يومها : مبروك لكم أيها الإخوان المسلمين حكم مصر
وسبقني لساني بالقسم : لكن والله ... سيجعلونكم عبرة ...
لأنكم لا تعرفون سياسة زواج الكلاب في السياسة الأمريكية.
أمريكيا والغرب خبيرون في طبائع الحيوانات وعملوا منها نظريات طبقت على الإنسان .
كيف هو زواج الكلاب
الكلبة عندما يأتي وقت عشارها (استظأرب الكلبة: أجعلت واستحرمت)
يجتمع حولها كلاب الحي والمنطقة؛
فهذا عند الشجرة، وهذا بجانب الصخرة، وهذا بجانب الحائط،
وكل واحد اتخذ موقعًا حولها ...
والكلاب تعرف من هو أقواها ..
والرقم الثاني في القوة لا يتحدى الأول في القوة ...
فعندما يتقدم أقواها ويمسكها كعريس أول لها ...
يقوم الثاني بالنباح عليه ... فيهيج كل الكلاب عليه ..
فيقوم بطرده ... وإبعاده .... ويصبح في آخر الطابور ... إن سنحت له فرصة بعد ذلك.
فيقوم الكلب الثاني مكانه ...
وتقر له جميع الكلاب بهذه المكانه .. لأنه هو الذي قادهم في إبعاد الأول والتخلص منه.
وهذه السياسة طبقتها أمريكيا في سوريا حتى أوصلت حافظ الأسد إلى الحكم.
وطبقتها في إثيوبيا وفي غيرهما لتوصيل رجالها إلى سدة الحكم بعد عدة انقلابات.
وبعد مبارك أصبح الكرسي في مصر فارغًا
وأقوى المعارضين المرشحين له هم الإخوان المسلمين
فجاء كاتر بعد رفضهم للأمر وفصل أبو الفتوح لترشحه للرئاسة
ليشجعهم على التنافس على الكرسي؛
لأجل خلعهم خلعًا أبديًا أو إلى أمد بعيد عن قيادة الساحة المصرية.
وانخدع الإخوان بتشجيع الولايات المتحدة لهم فكانوا أول الجالسين على كرسي الرئاسة ...
ليقوم الثاني في القوة بقيادة المعارضة
والانتفاض على صاحب الكرسي ليحل محله.
وكان الأمر كما خططت له وأصبحت مصر على ما هي عليه الآن.
بل الضربة كانت لكل المسلمين وليس للإخوان المسلمين فقط.
والأمر المضحك أن الجاهل يظن أن الولايات المتحدة تتخبط في سياستها .
فإظهارها بالمتخبط سياسة منها حتى لا تنكشف سياستها ولا تتحمل مسؤولية الجرائم التي تحدث من جراء تطبيق سياستها في المنطقة.