المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المصلح الخاتَم



عبد الرزاق مرزوكَ
25/08/2016, 12:24 PM
احتجبَ عُمُراً عن العالم الحديث وهو لا يدري
وفي ليلة تَنَجّزَ وتَجَهّز
فأصبح هاديا غازيا

سميرة رعبوب
02/09/2016, 06:39 PM
شدني العنوان وتساءلت بعد قراءة الأقصوصة : يا ترى من المصلح الخاتم ؟ وكيف يكون الخاتم ؟ ومن شهد له بذلك ؟ وكيف يكون المرؤ مصلحا لمجتمعه وهو قد احتجب عنه عمرا وهو لا يدري ما تخلله من تطور وتغير وكما هو معلوم أن ما يصلح لزمان قد لا يصلح لزمان آخر ؟!! وهل من الممكن أن يتنجّز ويتجهز في ليلة ويصبح هاديا ومرشدا وغازيا ؟ كيف تم له ذلك هل هو معجزة إلهية خارقة من علامات الساعة التي ما فتئ العلماء عن ذكرها أم غير ذلك ؟
أعذرني على كثرة أسئلتي أديبنا الكريم أ/ عبد الرزاق؛ فالأقصوصة جميلة تناسب الواقع كثيرا .. الواقع الذي كثر فيه الجماعات المنسوبة للإسلام كل منها يدعي أنه مصلح في الأرض وجميعها تتفق على تكفير من يعارضها من الجماعات الأخرى وقتاله في سبيل الله .. بينما الصهاينة في مأمن من الغزو والجهاد !! وقد أكون مخطئة في جميع ما سبق ..
دمت ودام إبداعك ..

سعيد نويضي
03/09/2016, 06:16 AM
احتجبَ عُمُراً عن العالم الحديث وهو لا يدري
وفي ليلة تَنَجّزَ وتَجَهّز
فأصبح هاديا غازيا

بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديب الفاضل عبدالرزاق مرزوك

سيظلا فعلا "أصلح /أفسد" يتبادلان الأدوار كل من موقعه إلى أن تقوم الساعة...حقيقة و سنة في خلقه و مخلوقاته...
لكن الجميل في قضية الحياة لو نظرنا إليها من هذه الزاوية باعتبارها قضية تطرح العديد من التساؤلات تستوجب أجوبة بالضرورة حتى يطمئن الإنسان...و إن كان القلق سمة العصر...تجعل من الحضور و الغياب مسألة وعي...مسألة علم...مسألة دراية...فإن كان إنسان العصر حاضرا بالجسد غائبا بالوعي...بمعنى حاضر بالعالم الحسي و المادي جملة و تفصيلا و غائبا عن الوعي الحقيقي باعتباره "...لا يدري..." فكيف سيجعل من الحضور الحقيقي و ليس الحضور المزيف "فعل إصلاح"..و قد لا يكون غيابه فعل "إفساد" بالضرورة...

زمن إصلاح الذات قد يكون في ليلة ينعم فيها المنعم الذي لا ينام و لا تعجزه مسألة عن مسألة في الاستجابة لدعاء صادق نابع من قلب يبتغي مرحلة أو درجة اليقين فيمن لا يقين إلا فيه...سبحانه جل في علاه...فيفتح الله عليه بما يشاء...أما زمن إصلاح مجتمع أو أمة حتى تستقيم على مراد الله في ليلة...و هذا لا يعجزه كذلك و إنما وضع الحق لذلك شروطا و هي شروط موضوعية لا شأن للذاتية في حركيتها...فالهوى شيء ذاتي و الهدى شيء موضوعي...و من تفاعلهما يتم الإصلاح أو الإفساد...فإن غلبت كفة الهوى الذي لا يحتكم إلى الهدى عم الفساد و تحرك الإصلاح لذلك...و إن عمت الهداية تقلص جانب الهوى و ظل هذا الأخير في حدوده الشرعية تحقق الإصلاح الذي ترتقي به الأمم...الارتقاء الذي يرضاه الله جل و علا و الذي تجمعه كلمة "التقوى"...
من هنا كان الإنسان المتبع للهدى هو في حد ذاته مصلح لنفسه و غيره و يشكل نقطة نهاية لتصبح نقطة بداية للآخر...لذلك ليست هناك نهاية مطلقة...فالانتقال من حال إلى حال هو مآل الإنسان...و مسألة "الختم و الختام" ما هي إلا تعبير عن تغيير من حال إلى حال...خذ على سبيل المثال لما "يختم" الإنسان المصحف الكريم في شهر أو شهرين في أقل أو أكثر من ذلك...يبدأ من جديد في القراءة و في التدبر و في التساؤل...فالإنسان كائن متسائل لا يتنهي من شيء حتى يبدأ شيء آخر...
لذلك كانت الهداية غزو لمساحات شاسعة من الجهل بما يسمى العلم...و مع ذلك تظل كينونة الجهل و الظلم تتعاقبان تعاقب الليل و النهار...و الإنسان في كدح مستمر لكي يحقق ما يعتقد في صحته...
و يمكن القول أن تاريخ البشرية هو كدح مستمر لكي يخرج الإنسان من دائرة الجهل إلى دائرة العلم...أو بالتعبير القرآني من الظلمات إلى النور...بتحقيق مستويات من العدل في العلاقات التي تربط الإنسان بربه و بنفسه و بالآخر...

قراءة متواضعة لقصيصة أثارت فضول القول لما تحمله من تساؤلات افتتحتها الأستاذة الفاضلة سميرة رعبوب...
فإن أصبت فبتوفيق من الله و إن أخطأت فمن جهلي...
تحيتي و تقديري...

عبد الرزاق مرزوكَ
03/09/2016, 01:31 PM
حياك الله سيدتي الأستاذة الفاضلة سميرة رعبوب

شرف لأقصوصتي القليلة أن تتناولها سطورك الثمينة بالقراءة، ويزيدها شرفا واتساع آفاقٍ أسئلتك الملحة التي تخللت طواياها مكاشفة صلاتها العميقة بالواقع

والحق أني إنما استلهمتها وانتزعتها من سيرة المهدي المنتظر المثبة في أحاديث أخباره الصحيحة لدى أهل السنة والجماعة، التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)، ومنها أيضا أنه عليه السلام يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا .....

فعسى أن أكون موفقا في هذا الاستلهام والانتزاع، لا سيما وأني خشيت أن يغلب على النص عنصر الإلغاز ...

بارك الله فيكم

عبد الرزاق مرزوكَ
03/09/2016, 01:49 PM
حاشاك أن تجهل أستاذي الأديب الفاضل سعيد نويضي

بل قراءتك لهذه القصيصة زادها امتلاء وامتدادا بارك الله في قلمك وحرفك..

وقد بينت في الإجابة على قراءة أختنا الأدبية الفاضلة سميرة رعبوب فحوى ما قصدت

وهي مفتوحة للنقاش والاستزادة من التحليل والنقد

مودتي لك وشكري وتقديري

سميرة رعبوب
09/09/2016, 09:08 PM
حياك الله سيدتي الأستاذة الفاضلة سميرة رعبوب

شرف لأقصوصتي القليلة أن تتناولها سطورك الثمينة بالقراءة، ويزيدها شرفا واتساع آفاقٍ أسئلتك الملحة التي تخللت طواياها مكاشفة صلاتها العميقة بالواقع

والحق أني إنما استلهمتها وانتزعتها من سيرة المهدي المنتظر المثبة في أحاديث أخباره الصحيحة لدى أهل السنة والجماعة، التي منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة)، ومنها أيضا أنه عليه السلام يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا .....

فعسى أن أكون موفقا في هذا الاستلهام والانتزاع، لا سيما وأني خشيت أن يغلب على النص عنصر الإلغاز ...

بارك الله فيكم

آمين .. اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين.

بارك الله فيك أ/ عبد الرزاق مرزوك .. الآن وضحت ..
والأقصوصة قوية ورزينة وطيبة فقد أثثت من نبع صافٍ زلال
فشكرا لك والشكر موصولٌ للأديب الفاضل الأستاذ/ سعيد نويضي
أدام الله لكما الصحة والإبداع
تحياتي وتقديري،،