المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتحاد كتاب المغرب ينعي الشاعر المغربي محمد بنعمارة



عبد الحميد الغرباوي
14/05/2007, 01:08 PM
ينعي المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب لعموم الأدباء و المثقفين الشاعر المغربي المتميز محمد بنعمارة.
لقد وافته المنية بعد زوال يوم السبت 12 ماي 2007 بمنزله بمدينة وجدة، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، قاومه الراحل بإيمان صادق، و أمل كبير في العلاج، و روح معنوية عالية.
رحل الشاعر محمد بنعمارة عن عمر يناهز 62 سنة، و هو بعد في عز عطائه الأدبي و الفكري و الإعلامي. لقد ظل الراحل طوال حياته شاعرا مخلصا للكلمة الصادقة ، معتبرا الشعر تجربة ترادف الحياة، و تضفي عليها الإحساس بالجمال، و تتيح التخلص من الضيق، و توسع الأفق و المدارك، لقد اهتم الراحل في بحوثه الجامعية بأثر التصوف في الشعر العربي و المغربي، و بما أضفاه هذا الأثر على الشعرين من قيم و مزايا جديدة أغنت وسائل التعبير الفني، و وسعت آفاق المعنى و الرؤية فيهما. و بالقدر نفسه اتخذ الراحل من شعره فضاء رحبا للصوفية، مفاهيم و تجليات ، جعلت من شعره تاريخا لسيرته الروحية ، و كشفا عن أشواقه المكنونة ، و تعبيرا عن تأملاته الوجودية ، و رؤاه الخاصة. فهو بذلك واحد من رواد تجربة في الشعر و البحث، قوامها تشييد تناغم و تفاعل روحيو ذاتي بين الإبداع ، و بين الحياة و الوجود.
تميز الشاعر محمد بنعمارة بحضوره الثقافي اللافت من خلال عضويته و مسؤوليته في اتحاد كتاب المغرب ، و مشاركته المنتظمة في المهرجانات الشعرية و الملتقيات الأدبية و الفكرية داخل المغرب و خارجه. لقد كان للراحل دور إيجابي و مؤثر في مستوى الإعلام الثقافي على امتداد ثلاثة عقود من عمره، حيث أسهم في إنتاج عدة برامج أدبية و ثقافية لحساب إذاعة وجدة الجهوية ، و الإذاعة المركزية بالرباط، و ستظل برامجه " حدائق الشعر" و " إضمامة شعر" و " أذواق و أشواق" و " يسألونك" مرجعا للذاكرة و الإعلام الثقافيين بالمغرب. فيما تعتبر دواوينه الشعرية المتتالية الصدور: " الشمس و البحر و الأحزان" (1972)، " العشق الأزرق" (بالاشتراك ـ 1976) " عناقيد وادي الصمت" ( 1978) " نشيد الغرباء (1981)" مملكة الروح" (1987)" السنبلة" (1990)" في الرياح..و في السحابة" ( 2001)، مثالا نموذجيا لتجربة شعرية خاصة ، تـتساكن فيها الطبيعة بالشجن، و المرح بالتوتر، و الإقبال على الحياة بالعزلة الشعرية و الانكفاء الصوفي على أحزان النفس، تجربة تستظل بنكهة صوفية متشبعة بالمحبة و بالوجود و بما هو إنساني فيه.
إن اتحاد كتاب المغرب، و هو يستحضر بعضا من الوجوه المشرقة للفقيد و المعبرة عن ألق الشاعر و موضوعية الباحث و روح المسؤولية ، ليتقدم بأحر التعازي و أصدق المواساة لأسرة الشاعر و لأصدقائه و قرائه و مستمعيه، ممن افتقدوا برحيله صوتا شعريا و إعلاميا نذر حياته للإسهام في إغناء المشهد الأدبي و الثقافي و الإعلامي بالمغرب. و عسى أن يكون في أخلاقه و أثاره الباقية خير عزاء متمنين لذويه جميل الصبر و حسن الاحتمال.