أبو مسلم العرابلي
05/10/2016, 09:06 AM
أقول للعلماء إن سوء فهم
قوله تعالى "استوى على العرش"
طامة كبرى
يجب أن لا يسم الله تعالى ولا يوصف إلا بما سمى ووصف به نفسه وبالألفاظ التي سمى ووصف بها والتقيد بها،
ويجب التقيد بالألفاظ التي أخبر الله تعالى ورسوله بها عن أسمائه وصفاته، وعدم التصرف بها بألفاظ أخرى لم تذكر في النصوص الشرعية عنهما،
الله تعالى أخبرنا انه (استوى على العرش)؛ بصيغة الفعل الماضي؛
فبأي حق أن يحول اللفظ إلى صيغة المضارع بدلاً من الماضي، ويقال بأنه يستوي على العرش،
وبأي حق أن يحول القول من فعل يدل على الحداثة إلى اسم يدل على الثبات؛ ويقال بأنه مستو على العرش،
وبأي حق أن ينقل القول من الحديث عن فعل الله إلى الحديث عن ذات الله سبحانه وتعالى،
وبأي حق أن يفصل الفعل عن القول، والقول بأن الله على العرش دون ذكر الفعل "استوى"
وبأي حق أن يحول القول من "على العرش" إلى "فوق العرش"،
هذا التصرف بألفاظ القرآن بما لم يقل به الله تعالى طامة كبرى في فهم "استوى على العرش"
لا أقلل من شأن العلماء،
ولكن يجب أن يكون العلماء على مستوى الوصف الذي يوصفون به،
وألاَّ يكونوا من الذي لا يعلمون من العلم إلا العنعنة،
والقصص التي يجعلونها ملح دروسهم ومجالسهم،
وينجر وراء كل زلة بلا مراجعة ولا تمحيص، وكان قائلها ممن لم يفته علم وانه من المعصومين،
العالم لا يكون عالمًا حتى يستوعب المبني من العلوم ويزيدها بالبناء عليها،
لو راجعنا استعمال مادة "سوي" في القرآن خاصة وفي اللغة عامة،
لوجدناها مستعملة عند الانتهاء من شيء والفراغ منه، والابتداء بما بعده،
فعند الانتهاء من خلق الأرض في الأيام الأربعة الأولى من خلق السماوات والأرض،
استوى الله تعالى إلى السماء لإتمامها سبع سماوات؛
قال تعالى: { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} فصلت
وقال تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29} البقرة.
فلا يصح أن يقال إن الله تعالى يستوي إلى السماء لإتمامها سبع سماوات، والأمر قد انتهى وأنجز، وأصبح ماضيًا، فالحديث عنه على انه فعل قد مضى وانتهى،
وبعد الانتهاء من من خلق السماوات من أجل عيش الإنسان فيها، لم تترك، إنما جاء دور التدبير لهما الذي لا بد منه بعد الخلق،
وهذا التدبير إلى قيام الساعة وما بعدها؛ قد وضع وثبت في اللوح المحفوظ،
ومكان اللوح المحفوظ فوق العرش،
قال تعالى : { يَمْحُوا اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} الرعد.
ومنه تأخذ الملائكة الأوامر، وترفع الأعمال إليه،
وقد جاء ذكر تدبير الأمر باللفظ نفسه، أو بما يدل عليه بالأشياء التي سخرها، وبعلمه بما يحدث فيهما،
فجاء تدبير الأمر باللفظ في أربع آيات؛
قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} الأعراف.
وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِيُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {3} يونس.
وقال تعالى: { اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {2} الرعد.
وقال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} السجدة.
وفي آية بما يدل على التدبير ومن علاماته معرفة ما يحدث فيهما ومتابعته؛
: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {4} الحديد.
وفي آية بما دل على التدبير باسم الخبير الذي يعلم بما يحدث ويتابعه، ولا يسأل الجاهل بما لا يعلم،
: { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا {59} الفرقان.
وفي آية بما يدل على التدبير بالملك والعلم بما ظهر وما خفي؛
وقال تعالى: {تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى {5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى {6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} طه.
فهذه الآيات السبعة التي ذكر فيها أن الرحمن "استوى على العرش" تحدثت عن فعل الله تعالى بعد الانتهاء من خلق السماوات والأرض بالتبير لهما وما فيهما، ولم تتحدث عن ذاته، وان تدبيره لما يملك بعد الخلق له يجري من أم الكتاب الذي لديه فوق العرش.
ففعل "استوى" دل على الانتهاء من خلق السماوات والأرض، وبدأ بعده التدبير لهما وما فيهما،
فلو قلنا بأن الله تعالى: (يستوي على العرش) ؛ فمعنى ذلك أنه لم ينته بعد من خلق السماوات والأرض، والخلق لهما قد حدد بستة أيام،
ولو قلنا بأن الله تعالى : (مستو على العرش) بالاسم لا الفعل؛ فهذا يعنى أن الله تعالى لن ينته أبدًا من خلق السماوات والأرض، ولن يكون هناك تدبير حتى ينتهي من خلقه لهما،
ومثل هذا التصرف بتحويل الفعل الماضي إلى مضارع أو اسم؛ يؤدي إلى خلل كبير لمنطوق الآيات،
الذي أدى إلى نقل الحديث عن فعله سبحانه وتعالى، إلى الحديث عن ذاته، وقد جاء النهي الصريح بالمنع لذلك،
وجر هذا الفهم الخاطئ إلى فهم خاطئ آخر لمعنى نزول الرحمن، وعلو الرحمن، ......
ولو كان فعله سبحانه وتعالى "استوى على العرش" يدل على ملازمة الله تعالى الدائمة للعرش، لذكر ذلك قبل خلق السماوات والأرض،
ولكن الفعل "استوى" دل على الانتهاء من شيء سابق، وهو خلق السماوات والأرض، والابتداء بشيء آخر لاحق، وهو التدبير لهما ولما فيهما.
وتمام الشرح للموضوع نفسه في المنتدى على هذه الروابط
حقيقة استواء الرحمن على العرش وإلى السماء (www.wata.cc/forums/showthread.php?24893-)
نزول الرحمن إلى السماء الدنيا بلا انتقال ولا تجسيد (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?25169-)
قوله تعالى "استوى على العرش"
طامة كبرى
يجب أن لا يسم الله تعالى ولا يوصف إلا بما سمى ووصف به نفسه وبالألفاظ التي سمى ووصف بها والتقيد بها،
ويجب التقيد بالألفاظ التي أخبر الله تعالى ورسوله بها عن أسمائه وصفاته، وعدم التصرف بها بألفاظ أخرى لم تذكر في النصوص الشرعية عنهما،
الله تعالى أخبرنا انه (استوى على العرش)؛ بصيغة الفعل الماضي؛
فبأي حق أن يحول اللفظ إلى صيغة المضارع بدلاً من الماضي، ويقال بأنه يستوي على العرش،
وبأي حق أن يحول القول من فعل يدل على الحداثة إلى اسم يدل على الثبات؛ ويقال بأنه مستو على العرش،
وبأي حق أن ينقل القول من الحديث عن فعل الله إلى الحديث عن ذات الله سبحانه وتعالى،
وبأي حق أن يفصل الفعل عن القول، والقول بأن الله على العرش دون ذكر الفعل "استوى"
وبأي حق أن يحول القول من "على العرش" إلى "فوق العرش"،
هذا التصرف بألفاظ القرآن بما لم يقل به الله تعالى طامة كبرى في فهم "استوى على العرش"
لا أقلل من شأن العلماء،
ولكن يجب أن يكون العلماء على مستوى الوصف الذي يوصفون به،
وألاَّ يكونوا من الذي لا يعلمون من العلم إلا العنعنة،
والقصص التي يجعلونها ملح دروسهم ومجالسهم،
وينجر وراء كل زلة بلا مراجعة ولا تمحيص، وكان قائلها ممن لم يفته علم وانه من المعصومين،
العالم لا يكون عالمًا حتى يستوعب المبني من العلوم ويزيدها بالبناء عليها،
لو راجعنا استعمال مادة "سوي" في القرآن خاصة وفي اللغة عامة،
لوجدناها مستعملة عند الانتهاء من شيء والفراغ منه، والابتداء بما بعده،
فعند الانتهاء من خلق الأرض في الأيام الأربعة الأولى من خلق السماوات والأرض،
استوى الله تعالى إلى السماء لإتمامها سبع سماوات؛
قال تعالى: { قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ {9} وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ {10} ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ {11} فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {12} فصلت
وقال تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {29} البقرة.
فلا يصح أن يقال إن الله تعالى يستوي إلى السماء لإتمامها سبع سماوات، والأمر قد انتهى وأنجز، وأصبح ماضيًا، فالحديث عنه على انه فعل قد مضى وانتهى،
وبعد الانتهاء من من خلق السماوات من أجل عيش الإنسان فيها، لم تترك، إنما جاء دور التدبير لهما الذي لا بد منه بعد الخلق،
وهذا التدبير إلى قيام الساعة وما بعدها؛ قد وضع وثبت في اللوح المحفوظ،
ومكان اللوح المحفوظ فوق العرش،
قال تعالى : { يَمْحُوا اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ {39} الرعد.
ومنه تأخذ الملائكة الأوامر، وترفع الأعمال إليه،
وقد جاء ذكر تدبير الأمر باللفظ نفسه، أو بما يدل عليه بالأشياء التي سخرها، وبعلمه بما يحدث فيهما،
فجاء تدبير الأمر باللفظ في أربع آيات؛
قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ {54} الأعراف.
وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِيُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ {3} يونس.
وقال تعالى: { اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ {2} الرعد.
وقال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} السجدة.
وفي آية بما يدل على التدبير ومن علاماته معرفة ما يحدث فيهما ومتابعته؛
: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {4} الحديد.
وفي آية بما دل على التدبير باسم الخبير الذي يعلم بما يحدث ويتابعه، ولا يسأل الجاهل بما لا يعلم،
: { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا {59} الفرقان.
وفي آية بما يدل على التدبير بالملك والعلم بما ظهر وما خفي؛
وقال تعالى: {تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {4} الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى {5} لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى {6} وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} طه.
فهذه الآيات السبعة التي ذكر فيها أن الرحمن "استوى على العرش" تحدثت عن فعل الله تعالى بعد الانتهاء من خلق السماوات والأرض بالتبير لهما وما فيهما، ولم تتحدث عن ذاته، وان تدبيره لما يملك بعد الخلق له يجري من أم الكتاب الذي لديه فوق العرش.
ففعل "استوى" دل على الانتهاء من خلق السماوات والأرض، وبدأ بعده التدبير لهما وما فيهما،
فلو قلنا بأن الله تعالى: (يستوي على العرش) ؛ فمعنى ذلك أنه لم ينته بعد من خلق السماوات والأرض، والخلق لهما قد حدد بستة أيام،
ولو قلنا بأن الله تعالى : (مستو على العرش) بالاسم لا الفعل؛ فهذا يعنى أن الله تعالى لن ينته أبدًا من خلق السماوات والأرض، ولن يكون هناك تدبير حتى ينتهي من خلقه لهما،
ومثل هذا التصرف بتحويل الفعل الماضي إلى مضارع أو اسم؛ يؤدي إلى خلل كبير لمنطوق الآيات،
الذي أدى إلى نقل الحديث عن فعله سبحانه وتعالى، إلى الحديث عن ذاته، وقد جاء النهي الصريح بالمنع لذلك،
وجر هذا الفهم الخاطئ إلى فهم خاطئ آخر لمعنى نزول الرحمن، وعلو الرحمن، ......
ولو كان فعله سبحانه وتعالى "استوى على العرش" يدل على ملازمة الله تعالى الدائمة للعرش، لذكر ذلك قبل خلق السماوات والأرض،
ولكن الفعل "استوى" دل على الانتهاء من شيء سابق، وهو خلق السماوات والأرض، والابتداء بشيء آخر لاحق، وهو التدبير لهما ولما فيهما.
وتمام الشرح للموضوع نفسه في المنتدى على هذه الروابط
حقيقة استواء الرحمن على العرش وإلى السماء (www.wata.cc/forums/showthread.php?24893-)
نزول الرحمن إلى السماء الدنيا بلا انتقال ولا تجسيد (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?25169-)