المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع الهندسة اللغوية ... أعظم خدمة للعربية ولكل اللغات



أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:19 PM
مشروع الهندسة اللغوية

المقدمة


مشروع الهندسة اللغوية هو مشروع للكشف عن الأساس التي قامت عليه اللغة، وكيف تشكلت به، لضبط المعاني، واستعمالها على الوجه الأمثل، وهو مشروع مؤسسي لا يمكن إنجازه بعدد قليل من الباحثين في وقت قصير.
وقد بدأت العمل به منذ ما يزيد على ربع قرن؛ وكانت بداية البحث فيه عام 1989م بفقه استعمال الجذور.
عندما سألت نفسي : لماذا لا يكون لكل جذر استعماله الخاص الذي يفسر سر كل المشتقات والمبنيات منه، والتي تبدو في كثير منها كأنها متباعدة لا رابط بينها.
وكنت قد عانيت على مدار 13 سنة (1976-1989م) وأنا أنظر في القواميس لأصل إلى مبتغاي فيها، لضبط فهم آيات خلق السماوات والأرض، دون جدوى، حتى تولد عندي فقه استعمال الجذور. فأخرجت بعدها كتابي : حقيقة السماوات كما صورها القرآن، عام 2006م بعد ثلاثين سنة من البحث.
ثم قاد البحث في الجذور إلى البحث باستعمالات الحروف الهجائية عام 1992م، ولم أنته منها نهاية يطمئن لها قلبي إلا بعد عشر سنين (1992-2002م)،
ولما كان لا بد من معرفة سر رسم السين والشين رسمًا واحدًا قبل التنقيط، والحاء والجيم والخاء كذلك، وبقية الحروف التي لها نفس الرسم لضبط استعمالات الحروف هو الذي مد البحث عشر سنين.
وقد طبقت هذه الاستعمالات على أكثر من 4000 جذر، وكان الأمر شاقًا، ولكن لا بد منه ليطمئن قلبي. وكان هناك إشكال في بداية الأمر في عين الفعل، حتى ظهر لي أن حصر الحرف يحصر عمله وقد ينقلب استعماله إلى المعنى المضاد له، أما استعمالات الحروف في موضع فاء الفعل أو لامه فكانت واضحة لا إشكال فيها مهما تأخر التوصل إليها.
وأخيرًا جاء بعد ذلك البحث في فقه الحركات ثم فقه الأوزان.

وقد شغلت أيضًا بفقه المعاني للرسم القرآني، والذي رافق البحث فيه من بدايته مع الفقه في الهندسة اللغوية، والذي صدر لي خمسة كتب فيه وأحتاج إلى ثلاثة كتب أخرى، ليصل مجموع البحث فيه لأكثر من 3000 صفحة، وقد ساعدني في الفقه فيه الفقه في الهندسة اللغوية، وخاصة فقه استعمالات الحروف الهجائية خاصة.

وقد قلت في محاضرة لي في جامعة الحسين بن طلال بمعان، عام 2008م: أحتاج إلى ثلاثين مجموعة بعدد أيام الشهر، ولا يقل عدد كل مجموعة عن خمسة أفراد يرأسهم دكتورًا، يؤمن جميعهم بالمشروع، للبحث (10-12) في كل شهر، لأكثر من 6000 جذر حيّ، غير المعاونين لهم في الجمع والتنسيق والمراجعة، وموقعًا مفتوحًا لمساهمة كل المهتمين به من العشاق للغة والمختصين بها، ومناقشات شبه يومية فيما تتوصل إليه كل مجموعة؛ لإخراج علم خاص باللغة العربية، يكون أساسًا لكل دراسة للغات العالمية، وذلك في أقل من ثلاث سنوات.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:21 PM
التعريف بمشروع الهندسة اللغوية


مشروع الهندسة اللغوية يقوم على البحث الشامل في أربعة أنواع من الفقه في اللغة، وهي أركانه الرئيسة في هذا المشروع؛

1. فقه استعمال الجذور.
2. فقه استعمال الحروف.
3. فقه استعمال الحركات.
4. فقه استعمال الوزان.

ولن أكون مبالغًا إن قلت بأن هذه الأنواع من الفقه هي فقه فوق الفقه المعهود، والتي وقفت البشرية حائرة أمامها، وقلت الجهود فيها.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:22 PM
التعريف بأنواع الفقه الأربعة

الفقه الأول : فقه استعمال الجذور

فقه استعمال الجذور : هو العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها.
وبغياب هذا الفقه اكتفى أهل اللغة بربط المسمى باسمه دون بيان معرفة سبب تسمية المسمى باسمه، وتم الاكتفاء بالمترادفات لبيان الأفعال، وقد حلت محل بعضها، فأوجدت إشكالات لا علاقة لها بالأفعال نفسها في الفقه والعقيدة.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:23 PM
الفقه الثاني : فقه استعمال الحروف

فقه استعمال الحروف : هو العلم الذي يعرف به الاستعمال الخاص الثابت لكل حرف من الحروف الهجائية (حروف المباني)، أينما وضعت، وكيفما استعملت؛ كانت مفردة في المعاني وفي النحو، أو مشاركة لغيرها في الجذور، وما يشتق ويبنى منها. كانت أصلية فيها أو زائدة عليهما، ومعرفة خصوصية استعمالها كفاء للفعل، أو لام للفعل، أو عين للفعل. ومعرفة أثر اجتماعها معًا في تشكيل الجذور.
وقد أثر غياب فقه استعمال الحروف على دقة دلالة بعض الأفعال، فكانت دلالتها بأحد حروفه، وتجاهل بقية الحروف من حيث لا يعلمون، وبعدم معرفة سر استعمال بعض الحروف في المعاني التي استعملت فيها، وبدلاً من توحيد استعمالات الحرف (حروف المعاني) على معنى واحد كأساس لبقية المعاني، صار الجهد فيها منصبًا في التفصيل وإيجاد معان عديدة للحرف الواحد.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:24 PM
الفقه الثالث : فقه استعمال الحركات


فقه استعمال الحركات : هو العلم الذي يعرف به الاستعمال العام لحركات الحروف، وفي عدم استعمالها (في حال السكون)، وعلاقة استعمالها بأخواتها من حروف المد، ودورها في تغيير المعاني؛ في استعمالها مع فاء الفعل، أو لام الفعل، أو عين الفعل، وأسرار استعمالها في كل من الأسماء والأفعال والنحو.
وأدى غياب هذا الفقه إلى التلقين لقواعد النحو خاصة، لعدم معرفة سبب اختيار الضمة مثلا على الحرف الأخير علامة للرفع في الأسماء، وعلامة المضارعة في الأفعال، والفتح على آخرها علامة للنصب، وعلامة للفعل الماضي، وتسكين آخره، أو حذف حرف العلة علامة للجزم، والكسر علامة للمجرور والمضاف إليه، وفتح الأول للبناء للمعلوم، وضمه للبناء للمجهول.... وغير ذلك.
وكذلك في عدم معرفة تغييرات حركة فاء أو لام أو عين الاسم الواحد مع بقاء المعنى، أو تولد معان جديدة أو قريبة للأول.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:39 PM
الفقه الرابع : فقه استعمال الأوزان


فقه استعمال الأوزان : هو العلم الذي يبحث في أثر الأوزان في جلاء وتثبيت المعاني التي وضعت في قوالبها، وتحديد استعمالها للكشف عن سر اختيارها فيما استعملت فيه، وما لا لم تستعمل فيه. وما لا يصح استعمالها فيه.
وأدى غياب هذا الفقه، إلى عدم تحديد دلالة أوزان كثيرة. وعدم جلاء المعاني من خلالها أوزانها.

وغياب هذه الأنواع من الفقه، وقلة الجهور فيها، والتي تكاد تنعدم في بعضها، إلا خواطر طرحت فيها هنا وهناك، ولم تبن على أسس شاملة؛ أدى إلى الجهل بجوانب عديدة من أسرار هذه اللغة وجمال سحرها، ودقة أداءها للمعاني.

وكان لغياب هذه الأنواع من الفقه، انعكاسات سلبية في علم اللغة، والفقه، والتفسير، والتشريع، والترجمة، والتعليم، وغير ذلك. وأثر هذا الغياب على العقائد، بتولد فئات ضالة بمفاهيم خاطئة من فهم خاطئ في اللغة.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:40 PM
الجدية في العمل بمشروع الهندسة اللغوية
يتطلب الأيمان بما يلي :


- الإيمان بقدسية اللغة العربية التي لم ينزل الله تعالى كلماته إلا بها.
- أن أصل اللغة وابتداءها لم ينشأ من التجارب البشرية، بل كان تعليمًا من الله تعالى لآدم عليه السلام؛ وقد فهم ما يقال له بها، وعبر بها عما في نفسه بأقوال مفهومة لكل من تعامل معهم.
- أن أبو البشر آدم عليه السلام، قد تكلم مع الله عز وجل، وتكلم مع الملائكة، ومع إبليس قبل هبوطه إلى الأرض، واستعماره فيها، وقبل وجود الذرية له فيها.
- أن دور البشر كان في الزيادة على البناء، والتوسعة فيه، بتسمية كل جديد يحدثه الإنسان في حياة ، من أفعال وأدوات في كل المجالات في حياته لحمايته، وتحسين وضعه، وبلوغ ما يرغب في الوصول إليه، والتمتع به في حياته الدنيا.
- أن الله تعالى لم يخلق الإنسان إلا لأجل عبادته، وأن أعلى درجات التعبد لله تعالى هو التعبد بكلماته، وهي الواردة في القرآن الكريم وحده. وبها كان تحدي البشرية بإتيان مثلها في النظم والدقة والفصاحة .
- ولذلك قدم الله تعالى في أول سورة الرحمن تعليم القرآن على خلق الإنسان، أي حدد الله تعالى ما يتعبد به من كلماته ، قبل خلق الإنسان الذي سيتعبد الله بها، وأنه علمه البيان حتى ترقى بعض ذرية آدم في بيانهم إلى أن يصلوا إلى مستوى تصلح فيه لغتهم أن تكون وعاء للقرآن، يفهمونه، ويطبقون ما جاء فيه، وكان العرب هم أصحاب هذا الحظ في نزول القرآن بلغتهم.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:42 PM
كيفية الوصول إلى الفقه في أركان الهندسة اللغوية


كيفية الوصول إلى فقه استعمال الجذور
طريقة البحث في الجذور للوصول إلى استعمالاتها المفسرة للمبنيات والمشتقان منها ؛

أولاً : بدراسة استعمال هذا الجذر بكل مشتقاته ومبنياته في القرآن الكريم، لإيجاد الرابط الذي يوحدها، إن وجد له استعمال متعدد في القرآن.
ثانيًا : دراسة كل المبينات والمشتقات من الجذر الواحد؛ ما وجد منها في القرآن أولاً، ثم ما وجد في اللغة ولم يذكر في القرآن، وتوحيدها على استعمال واحد.
والدراسة في ذلك تسهل إذا كان المشتقات عديدة، وتثقل إذا كانت كثيرة، وتعسر إذا كانت قليلة ونادرة.
ثالثًا : إذا كان في حروف الجذر حرف علة، مع حرفين صحيحين؛ تدرس كل الجذور التي فيها نفس الحرفين مع حروف العلة كلها، أو مكرر أحد الحرفين أو كليهما، مع بقاء الأول متقدمًا والثاني متأخرًا، في شجرة جذور لها اثني عشر جذرًا.
رابعًا : إذا لم يكن في الجذر مشتقات عديدة، تدرس العوامل المشتركة في الجذور التي تشاركها في فاء وعين الفعل، أو في فاء ولام الفعل.
خامسًا : إذا لم يكن هناك إلا مشتق واحد من الجذر، يمكن استنباط استعماله، من استعمالات حروفه المكونة لجذره.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:46 PM
أمثلة توضيحية للطرق السابقة
لمعرفة استعمال الجذور


المثال الأول : مادة "نَجَمَ" في القرآن.
النجم : جرم سابح في الفضاء يظهر في السماء ليلا في وقت محدد من السنة (وبالنجم هم يهتدون(16) النحل. (والنجم إذا هوى (1) النجم.
النجم : نبات حولي لا تمتد حياته أكثر من فصل أو فصلين من السنة لمرة واحدة، أما الشجر فهو النبات الذي تمتد حياته سنوات طويلة؛ (والنجم والشجر يسجدان(6) الرحمن.

الجامع بين النجمين؛ أنهما يظهران في وقت محدد من السنة باستمرار وانتظام، ويختفيان في باقي السنة، فهذه الصفة لاستعمال مادة "نجم"، جعلت التسمية صالحة لذاتين مختلفتين؛ واحدة نبات ضئيل يظهر في الأرض، وأخرى جرم عظيم يظهر في السماء ليلاً.
والاسم يدل على ذات الشيء بإحدى صفاته، وتتعدد أسماؤه بتعدد صفاته، ويتعدد إطلاق الاسم على الأشياء بتعدد حاملي الصفة نفسها ويكون معروفًا بها.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:51 PM
المثال الثاني : مادة عصر

العصير : السائل المستخرج من الفاكهة
العصر : جزء من النهار يكون بعد الظهر إلى المغيب.
العصر : مدة حياة جيل أو مدة حكم حاكم.
المعصرات : سحب ممطرة.
أعصرت الفتاة : بلغت سن الزواج.
الإعصار : ريح شديدة تهب بعنف شديد من جهة البحر، حاملة معها مطرًا غزيرًا.

استعمال الجذر "عصر" : رجوع الشيء أو استرداده بأفضل منه بطريق آخر.
ويوضحه هذا الاستعمال بفعل : اعتصر هديته.
رجل قدم هدية ثمينة لمسئول له مصلحة عنده، بمناسبة مجيء مولود جديد له، وبعد فترة راجعة في المصلحة التي له عنده، فيسر له الوصول إليها وتمريرها له، فكسب بذلك مالاً يساوي أضعافًا كثيرة لثمن الهدية التي قدمها له من قبل.
فهدية الرجل للمسئول استردها بأفضل منها، بطريق أخر.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:54 PM
تطبيق استعمال الجذر على المشتقات منه


العصير : هو السائل المسترد من الفاكهة بطريق آخر، وبأفضل من الماء التي سُقيت به أشجارها.
العصر : وقت رجوع الناس إلى بيوتهم؛ ففي الصباح كانوا يذهبون إلى حقولهم للعمل والتعب وأيديهم خالية، وأخر النهار يعودون لبيوتهم للراحة والنوم، ويحملون في أيديهم أو على دوابهم ما جنته أيديهم.
في الصباح اتجاه إلى الحقول، وآخر النهار اتجاه إلى البيوت.
في الصباح ذهبوا للعمل والمشقة في الحقول، وعادوا آخر النهار للراحة والنوم.
وفي الصباح كانت أيديهم خالية ، وعادوا آخر النهار وأيديهم ممتلئة.
فاستردوا عملهم وتعبهم في الحقول والمراعي بالأجر أو الخير الذي عادوا به. وكان رجوعهم خيرًا من ذهابهم وأفضل منه.

العصر : مدة حياة جيل أو مدة حكم حاكم.
كل أمة تبدأ في نشأتها بترابط أفرادها وشدتهم، وقلة ما في أيدهم، حتى إذا فشا الخير وانتشر بينهم وكثر؛ فسدت أحوالها، وضعف حالها، فيأتي من هو أشد منها قوة وترابطًا، فينهي وجودها كما فعلت هي بمن قبلها. (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44) الأنعام، والحاكم يبدأ في حكمه ومعه ماله قليل، وينتهي وقد جنى أموالاً كثيرة .
المعصرات : سحب ممطرة أعادت المياه التي تبخرت ببطء شديد من مياه الأرض العذبة والمالحة ومن المياه الطاهرة والنجسة، ومن المياه الصافية والعكرة؛ أعادتها إلى الأرض طاهرة نقيه وبمقادير كبيرة وعظيمة.
أعصرت الفتاة : إذا بلغت الفتاة، وتقدم رجل للزواج بها؛ فإنه يتكلف المهر، والبيت الشرعي، وتكاليف إشهار الزواج، وغير ذلك، ولكن هذه التكاليف ترجع إليه بعد سنوات عديدة بخير منها؛ بنين وبنات يملئون بيته وحياته.
الإعصار : ريح شديدة محملة بالمطر الغزير النقي الطاهر، تهب بعنف شديد من جهة البحر، بحركة عكسية لحركة مياه السيول والأنهار التي تصب في البحر، وتكون محملة بالطين ومخلفات الأشجار وغير ذلك.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:56 PM
تصويب لأمرين بالاستفادة من استعمال الجذور:

الأول : في مفهوم "يعصرون" في قوله تعالى: (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون (49) يوسف
فقد انصب فهم فعل "يعصرون" على عصر الفاكهة، وإنما فعل العصر هو الطريقة في استرجاع الماء من الفاكهة.
فمن مفهوم استعمال مادة عصر في استرجاع الشيء بأفضل منه بطريق آخر؛
نقول : إن ما يبذره الفلاحون في سنين القحط لا يعود عليهم بشي.
وبعد أن يأتي الغيث؛ فما يبذرونه في الأرض من القمح وغيره؛ يعود عليهم بأضعاف كثيرة مما بذروه، وهم في أشد الحاجة إليه، ويتطلعون إليه برغبة شديدة.
فمعنى يعصرون: يعود عليهم ثمار ما يبذرونه في الأرض أضعافًا كثيرة هي خير مما بذروه.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 03:58 PM
الثاني : في مفهوم "العصر" الذي أقسم الله تعالى به في سورة العصر: (والعصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذي آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (3) العصر.
فُهم العصر في الآية بالوقت الذي يرجع فيه الناس آخر النهار إلى بيوتهم بما جنته أيديهم، وهو من فعل للناس.
وهناك عودة لكل الناس بما جنته أيديهم من حسنات وسيئات إلى الله تعالى يوم القيامة في موقف عظيم رهيب، والفعل في ذلك لله تعالى وحده .
فما الذي هو أولى بالقسم ؟
أيقسم الله تعالى بفعله أم بفعل الناس ؟
بعودة الناس متفرقين لبيوتهم والفعل لهم ... ؟
أم بعودة الناس مجتمعين إلى الله عز وجل في موقف والفعل لله وليس لهم.؟

وعلى ذلك فالعصر في هذا القسم يكون اسمًا من أسماء يوم القيامة.
ولا تدرك مثل هذه التسميات وتحدد إلا بفقه استعمال الجذور.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:01 PM
المثال الثالث : في الجذور التي فيها حرف علة


نأخذ حرفي الميم والراء مع حروف العلة ومع التكرار للحرفين كمثال عليه؛

مادة "مرر": مر على الشيء: أتاه وتجاوزه إلى ما بعده.
: والمريء يمر الطعام فيه من الفم إلى المعدة ولا يتوقف فيه.
: والمُرّ : الذي لا تحتمل بقاءه في الفم؛ فإما تمرره إلى الجوف ببلعه، وإما تلفظه خارج الفم بعيدًا عنك.
مادة "أمر" : يجاوز الآمر الفعل عن نفسه إلى غيره، مكلفًا إياه بالقيام به.

مادة "مرأ"؛ المروءة : أن تفعل الفعل وتذهب من غير انتظار لأجر أو مديح.
: المرأة هي التي تستقل بنفسها في أمر من الأمور، وتتجاوز فيه عن ولي أمرها، ولا تكون تابعة له سواء كان أبًا أو زوجًا؛
فإن كان هو مؤمنًا وخالفته في إيمانه؛ كانت هي كافرة؛ كامرأة نوح وامرأة لوط.
وإن كان هو كافرًا، وخالفته في كفره، كانت هي مؤمنة؛ كامرأة فرعون.
(ويطول التوضيح إذا وقفنا على كل امرأة ذكرت في القرآن).
وقد سميت الأنثى في القرآن بامرأة حسب السياق التي ذكرت فيه؛ فتسمى بالمرأة إذا كانت مستقلة بنفسها عن وليها، وبالزوج إذا كانت متممة لزوجها في ارتباطهما ببعض، وبالصاحبة إذا كان كانا متعلقين ببعضهما، وبالأهل: إذا كان يعود إليها بعد كل خروج، وبالحليلة: إذا كان التمتع بها يحل له، وبالنساء لجنسها لتأخير مكانتها في التكاليف والقوامة عن الرجل. فالذات واحدة، والتسميات حسب الوصف لها بما يناسب سياق ما ذكرت فيه.
مادة "مور"؛ المور: شدة الاضطراب، وعدم توقف الشيء في مكانه، ويتحرك باستمرار واندفاع شديد.
مادة "مرو"؛ المرو: حجر صلب أملس لا يستقر عليه الماء، وتنزلق عنه الأشياء، وكذلك المرمر.
مادة "مير" : الميرة تمكن الحاصل عليها من تجاوز القحط إلى أن ينتهي، ويأتي الغوث كالذي حصل في سورة يوسف ؛ (ونمير أهلنا (65) يوسف.
ولم تأت جذور أخرى من هذه الشجرة ؛ مأر، مري، ومر، يمر، ممر.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:05 PM
المثال الرابع : في الجذور التي قل الاشتقاق فيها


من الأمثلة في هذا الباب؛
القبط : وهو اسم خاص لأهل مصر وسكانها الأصليين.
ولمعرفة سبب تسمية أهل مصر بالقبط ؛ ندرس الجذور التي اشتركت معها بحرفي القاف والباء بنفس الترتيب. نجدها في الجمع والقبض؛

قبض : القبض تناول الشيء وجمعه بكامل الكف.
قبص : القبص تناول الشيء وجمعه بأطراف الأصابع.
قبر : جمع التراب على الميت المدفون.
قبس : قبَسَ النار: جاءه بشيء منها، ويكون في جزء من العود محترق.
قبح : القبيح الذي تجمعت فيها عيوب كثيرة مكروه.
قبل : قبل الشيء : ضمه إليه.
وعمل أهل مصر هو في الزراعة وتجميع الغلال التي فيها نجاتهم، والنجاة لغيرهم وخاصة في سنين القحط؛ كما حدث في زمن يوسف عليه السلام، فجاءت تسميتهم من فعلهم الذي اشتهروا فيه بجمع الغلال وتخزينها.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:07 PM
المثال الخامس : في الجذور انعدم الاشتقاق فيها

بغل : ليس في مادة الجذر "بغل" اشتقاق غير البغل، والتشبه به، ولذلك لا تعرف سبب تسميته إلا باستعمالات حروف.
: الباء للظهور والخروج، والغين للغياب، واللام للقرب والالتصاق.
والعجب في خلق البغل؛ خروجه جنسين مختلفين، وانحصار وغياب ذرية لا تتكون له، فيظل ملتصقًا بحال لا يتعداه. ولا ينتقل إلى ذرية منه.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:09 PM
الركن الثاني : فقه استعمال الحروف


كيفية الوصول إلى الاستعمالات الثابتة للحروف الهجائية

الحروف الهجائية تعرف بأمور عديدة :
- باستعمالها في تشكيل الجذور وما يشتق ويبنى منها.
- بصفاتها ومخارجها ، وبالحروف المشاركة للحرف في مخرجه أو صفاته، وما جاوره من المخارج.
- وبالشكل والتنقيط الذي يتميز به كل حرف.

وأهم هذه الطرق دراستها في الجذور
ينظر لكل الجذور التي فاؤها الحرف نفسه؛ للوصول إلى دلالة واحدة ظاهرة في تلك الجذور، لأن الحرف الأول هو وجه الفعل ، وأهمها في تمثيله.
وكلما عُرف استعمال حرف من الحروف أعانت معرفة استعماله في الوصول إلى استعمالات بقية الحروف الأخرى التي يشاركها في جذورها. لأن استعمال الجذور مبني على جميع حروفه، وليس على حرف واحد.
والحرف في لام الفعل يحمل نفس الاستعمال، إلا أنه يضاف إلى معناه استقرار الفعل واستمراره عليه لأنه الخاتمه.
أما الحرف في عين الفعل فهو محصور بين الحرف الأول؛ وجه الفعل، والحرف الأخير؛ مستقر الفعل، وحصره يؤدي إلى حصر عمله، أو أن يكون عمله في مجال محصور، أو يقلب حصره إلى استعمال مضاد لاستعماله.
والحروف المتشابهة في الرسم؛ هي كالليل والنهار يعرف كل منهما بالآخر، وهي تتبادل الأدوار إذا كانت في عين الفعل، وهذا هو السر في رسمها بصورة واحدة قبل التنقيط، وجاء التنقيط للتفرقة بينهما.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:12 PM
من نتائج دراستي لاستعمالات الحروف
(1992م – 2002 م)
تبين لي استعمالاتها الحروف جميعًا
في الجدول التالي.


وقد طبقتها على أكثر من 4000 جذر للتأكد من صحة ما توصلت إليه، فما زادني في استعمالاتها إلا يقينًا بها.
لوحة مفاتيح استعمالات الحروف الهجائية في اللغة العربية
واضعه : أبو مسلم عبد المجيد العرابلي


الحرف استعماله الحرف استعماله
الهمزة : للامتداد المتصل
الألف : للامتداد المنفصل
الباء : للظهور والخروج
التاء : للتراجع
الثاء : للكثرة
الجيم : للإلحاق
الحاء : للانفراد
الخاء : للتغيير
الدال : للتضييق والحصر
الذال : للاتساع والانتشار
الراء : للالتزام
الزاي : للزيادة
السين : للتفلت
الشين : للاستمرار
الصاد : للامتناع
الضاد : للقبول
الطاء : للامتداد باستعلاء وهيمنة
الظاء : للتوسط
العين : للدوام والبقاء
الغين : للغياب
الفاء : للحركة
القاف : للثبات
الكاف : للرجوع
اللام : للقرب والإلصاق
الميم : للإحاطة والغلبة
النون : للنـزع
الهاء : للانتهاء
الواو : إشارة للباطن والداخل
الياء : للتحول

تطبيق استعمالات الحروف يحتاج إلى فطنة، وثقافة واسعة، وعيش مع الجذور المبتدئة بها أولاً حتى يتم استيعابها، واستنباط استعمال الحرف من أثره فيها جميعًا.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:23 PM
أمثلة تحليلية لبعض الأفعال لمعرفة
كيفية شرح استعمالات الحروف فيها.


ونختار خمسة أفعال عشوائية للتمثيل فقط، والتعامل مع حروف جذرها الأصلية؛ ويمكن معرفة استعمال كل حرف بسهولة من الجدول السابق؛

الفعل الأول : كتب ؛ من مادة "كتب"، وهو مكون من ثلاثة أحرف.
الكاف : للرجوع ، وهي وجه الفعل الأكثر تمثيلا له.
التاء : للتراجع، وهي محصورة، فينقلب استعملها بسبب حصرها إلى منع التراجع .
الباء : للظهور والخروج . وهو في وضع الاستقرار والاستمرار.
ما نكتبه هو ما نحتاج للرجوع إليه كعلم أو مستند، وما لا نحتاج الرجوع إليه، فلا داعي لكتابته وتدوينه، وقد مثلت كاف الرجوع الحاجة لما يكتب.
ولأن الأشياء نفقدها ويتراجع تذكرنا لها كما طالت المدة بيننا وبينهما، فالكتابة تمنع هذا التراجع وتظل محفوظة كما حدثت، وقد مثل منع ذلك تاء التراجع المحصورة .
ولأن ما كتبناه سنخرجه ونظهره كلما احتجنا إليه، فقد مثلت باء الظهور والخروج هذا الأمر، وتكراره.
فقد مثلت الحروف الثلاثة سبب اللجوء للكتابة، والحاجة إليها؛ تمثيلاً حقيقيًا ودقيقًا، ولا تصلح أي حروف أخرى لتؤدي هذا الوصف الدقيق للهدف من الكتابة.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:26 PM
الفعل الثاني : قَرَأَ ، من مادة "قرأ"،
وهو مكون من ثلاثة أحرف.


القاف : للثبات. وهو وجه الفعل الأكثر تمثيلاً له.
الراء : للالتزام، وهي محصورة، فيزداد الالتزام بحصرها، لأن الالتزام حصر.
الهمزة : للامتداد المتصل، وهو في وضع الاستقرار والاستمرار.
فعند القراءة لا بد من التثبت من جميع حروف الكلمة قبل قراءتها، لأن ذلك يؤثر على حركات كل حرف منها، فلو ظهر الحرف الأول والثاني من كلمة "جبـ" فاحتمالات الكلمة عديدة؛ جَبَر، جُبن، جَبَل، جَبَدَ، جِبْس، جبهة..... وقد مثل التثبت من الحروف بقاف الثبات.
وبعد التثبت من حروف الكلمة، يجب الالتزام بها من غير زيادة عليها أو نقصان منها أو تبديل لها. وقد مثل ذلك راء الالتزام المحصورة.
ثم بعد ذلك الابتداء بلفظها؛ من أول حرف منها باتصال واستمرار إلى آخر حرف فيها، ثم الانتقال بعدها من كلمة إلى كلمة بالطريقة نفسها.
فقد مثلت هذه الحروف الثلاثة فعل القارئ وطريقة قراءته للكلمات تمثيلاً بديعًا.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:30 PM
الفعل الثالث : شَابَ، من مادة شيب ،
وهو مكون من ثلاثة أحرف؛


الشين : للاستمرار وهي وجه الفعل الأكثر تمثيلاً له.
الياء : للتحول وهي عين الفعل المحصورة.
الباء : للظهور والخروج. وهي في وضع الاستقرار والاستمرار.
الشيب إذا بدأ ظهوره في الشعر، يستمر ولا يتوقف ولا يتراجع؛ وقد مثل هذا العملية شين الاستمرار .
والشيب يحدث بتحول الشعر من اللون الأسود إلى الأبيض، ويكون محصورًا فيه، ومثل هذا العملية ياء التحول المحصورة.
والشيب يبدأ بالظهور بين الشعر الأسود، ويزداد ظهوره ويتراجع سواد الشعر إلى أن يكون يغلب بياض الشيب سواده ويستمر له الظهور ويدوم.
فقد مثلت استعمالات الحروف الثلاثة تمثيلاً حقيقيًا ودقيقًا لعملية حدوث الشيب، لا تقوم به أي حروف أخرى.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:32 PM
الفعل الرابع : جَبَر (الكسر) من مادة "جبر"
وهي مكونة من ثلاثة أحرف؛


الجيم : للإلحاق وهو وجه الفعل الأكثر تمثيلا له.
الباء : للظهور والخروج، وهي محصورة ، فصارت لمنع الخروج.
الراء : للالتزام، وهو في وضع الاستقرار والاستمرار.

عندما نريد عمل جبيرة لكسر، فلا بد أولاً من إلحاق الجزء المكسور بالأصل، وهذا الإلحاق قد مثلته جيم الإلحاق.
ثم نثبت الجزأين بالجبيرة، حتى لا يخرج أحدهما عن الآخر، وهذا ما مثلته الباء المحصورة في منع الخروج.
وبعد فترة نجد أن العظم قد التزم بعضه ببعض وعاد كما كان واستمر على ذلك، وقد مثلت ذلك راء الالتزام التي هي في وضع الاستقرار والاستمرار.
ونحن نرى أن هذه الحروف الثلاثة على ترتيبها قد مثلت عملية جبر الكسر، تمثيلا حقيقيًا ودقيقًا لا يقوم غيرها به.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:34 PM
الفعل الخامس : وَقَف (في الطريق).
وهو مكون من ثلاثة أحرف.


الواو : إشارة للباطن والداخل ، وهو وجه الفعل الأكثر تمثيلاً وأهمية فيه.
القاف: للثبات، وهي محصورة، فانحصر ثباتها بالحركة وعدم الاستقرار.
الفاء للحركة، وهو في وضع الاستقرار والاستمرار .
الواقف في الطريق صار داخلاً في وسط المسافة بين منطلقه والمكان الذي يطلبه، وقد مثلت واو الإشارة للباطن والداخل مكان الواقف.
ولأن ثباته في مكانه لا يدوم، فقد مثلت قاف المحصورة في عدم الثبات فيه ولزم الحركة ولو بعد حين.
ولأنه لا بد له من الحركة؛ إما أن يستمر في سيره إلى طلبه، وإما أن يرجع إلى منطلقه ومبتدأه، فقد مثلت فاء الحركة ذلك من موضع الاستمرار والاستقرار.
فقد مثلت هذه الحروف الثلاثة بترتيبها فعل الواقف تمثيلاً دقيقًا، لا يؤديه غيرها.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:37 PM
ونأخذ اسمًا واحدًا؛ من مادة "شجر"
في بيان استعمال الحروف المختارة فيه.
شجر : وهو مكون من ثلاثة أحرف


الشين : للاستمرار، وهي وجه الفعل الأكثر تمثيلاً وأهمية فيه.
الجيم : للإلحاق، وهي محصورة، وحصر الإلحاق يؤدي إلى حاء الإنفراد أو خاء التغير المشتركتان معها في الرسم.
الراء : للالتزام، وهو في وضع الاستقرار والاستمرار.
الشجر هو النبات الذي يستمر نموه ويمتد عمره سنوات طويلة، وقد مثلت شين الاستمرار هذا الوصف الأهم في تسمية النبات بالشجر.
ولما كان للشجر استمرار في النمو في كل عام، فإنه يلحق به، أوراق وأغصان جديدة إلى أن يلحق بها أزهار وثمار، ويحدث له تغيير في الضخامة، وغلظ السيقان، وتكون ثمار عليه، وقد مثلت جيم الإلحاق المحصورة ما يلحق بالشجر كل عام، ومثل التغير فيها؛ خاء التغيير، ومثل انفرادها عن الأرض بقيامها على ساقها؛ حاء الانفراد.
فالجيم المحصورة مثلت ثلاث استعمالات لحروف تحمل الصورة نفسها.
ولما كان استمرار نمو الشجر يزيدها ثباتًا والتزامًا بالأرض ويزداد كل عام، فقد مثلت راء الالتزام ثبات واستقرار الشجر في مكانه، فالطفل يستطيع خلعها أول ما تزرع، وبعد سنوات نحتاج إلى آلة ضخمة لقلعها، لقوة التزامها في الأرض.
ولما كانت التسمية لجمع الشجر سبق مفردة لكثرة وجودة في الأرض، فإن إفراده يحتاج إلى زيادة تاء مربوطة في آخره لتصبح الكلمة "شجرة"
وسر هذه الزيادة في استعمال حرفي الهاء والتاء؛ فهي تقرأ مع تواصل القراءة، تاء التراجع، فإذا تراجع الجمع صارت مكوناته أفردًا، والتراجع حركة، وهي تقرأ تاء مع الحركة.
وتقرأ هاء الانتهاء مع التسكين؛ والسكون انتهاء، وانتهاء الجمع يجعله أفرادًا، فقد أدت التاء المربوطة في الحركة وفي الوقف بالسكون، تراجع الجمع وانتهائه ليصبح أفرادًا، وهذا أمر بديع وعجيب من بدائع وعظمة وسحر لغتنا العربية.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:40 PM
ونأخذ ثلاثة أمثلة فيكل مرة على حرف واحد في ثلاثة أوضاع في الجذور؛ لبيان كيف يحافظ الحرف الواحد على استعماله حيث يكون
في الجذر؛ فاءً أو عينًا أو لامًا للفعل.

أولها حرف الشين الذي يستعمل للدلالة على الاستمرار، وهو أول الحروف الهجائية، التي توصلت إلى استعمالها، وحافظ على استعماله، وفي المعاجم أكثر من 1200 جذرًا فيها الشين، وقد ألقيت محاضرة في الجمعية الفلكية الأردنية عن الاستمرار في حرف الشين، وعرضت 300 فعلاً واسمًا مختارًا فيها حرف الشين، وخشيت أن يكون في فعلي ملل لهم، وفوجئت الإصرار منهم على ذكرها جميعًا.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 04:49 PM
الشين للاستمرار أينما كانت
وفي الشرح إشارة خفية لاستعمالات الحروف الأخرى
المشاركة للشين في هذه الجذور،
والشرح مختصر جدًا


الشين : فاء الفعل
الشجر: هو النبات الذي يستمر نموه سنوات طويلة
شمعة : تستمر الشمعة في توقدها دون القيام عليها حتى تنتهي.
شكر الله : الشاكر هو الذي يستمر على طاعة الله وامتثال أوامره
شرك: يستمر حال العاجز والضعيف عن القيام بأمره بشريك يشاركه في عمله.
شلح: استمر بخلع الملابس حتى لم يبق منها شيء.
شَعْر: يستمر الشعر في نموه، فيحتاج إلى حلق أو تقصيره كلما طال كثيرًا.
شهد: يستمر الشاهد على قوله، لا يتراجع عنه ولو تراجع عنه لكان كاذبًا
شرع: يوضع ما يشرع للناس للاستمرار على العمل به أجيال عديدة.
شمس: تطلع الشمس كل يوم من نفس الجهة وتستمر في سيرها.
شرق: الجهة التي تستمر الشمس في شروقها منه
شرب: يستمر الشارب شربه من الماء حتى ينتهي منه، ويقطّعه في الأكل.

الشين : عين الفعل
نشر: يستمر الناشر بنزع الخشب من جزء محصور منه.
حشر : استمر الحاشر يفردهم في مكان يلزمهم فيه.
حشد : يفرد الحاشد المحشودين في مكان يستمر حصرهم فيه.
الخشب : قطع من الشجر تغيرت وانحصر استمرار زيادتها بسبب قطعها.
عشق : دام واستمر في حبه وثبت عليه.
نشأ : نُزع في تربيته على شيء فيستمر انحصاره فيه ويمتد .
مشى : استمر في سيره في
جهة أو طريق يسير فيه
عشب : نبات يدوم ظهوره كل عام وينحصر استمراره بالرعي واليبس
رشد : التزم بالحق واستمر عليه وحاصرًا نفسه عليه.
غشم : الغشيم الذي استمر غياب المعرفة في أمر عنه
فشل : ترك وابتعد عن أمر وحصر استمراره فيه لعجزه عنه.

الشين : لام الفعل
عاش : استمرت حياته بعد مرض أو حادث أصابه
فَحُش: تبع رغبته فتغير وانفرد عن الحلال ولحق بالحرام، واستمر عليه.
نهش : ينزع الناهش من الشيء، ويستمر بنهم فعل ذلك.
رعش: لزمه ضعف حصر تحكمه في أعصابه ، فاستمرت حركة أطرافه.
قرش : عملة ثابتة الشكل والوزن يستمر التداول بها
رمش: لزم عينه ما أصابها فاستمر يحرك أهدابها.
غشَّ : أخفى عيب بضاعة يستمر عيبها فيها ولا قدرة على إصلاحه.
عرش : يدوم العرش ويستمر لواحد لا يشاركه فيه أحد.
نكش (الأرض): نزع من الأرض وردها عليها، مكررًا فعله فيها باستمرار
نبش : نزع واستمر يخرج الشيء من مكانه ويبعثره
وحش : حيوان يعيش في مجاهل الأرض ويستمر منفردًا بعيدًا عن الناس.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 05:07 PM
الباء للظهور والخروج أينما كانت
وفي الشرح إشارة خفية لاستعمالات الحروف
الأخرى المشاركة للباء هذه الجذور


الباء: فاء الفعل
برأ : خرج من مرضه، ودامت له صحته
برع : أظهر في الشيء قدرته فيه
بحر : ماء كثير ظاهر على الأرض لا يخفى على أحد
برز : خرج وظهر من مكمأنه أو من بين جماعته
بهت : أخرج كذبًا لا ينتهي بتداول الناس له، فيتراجع لأجل ذلك حاله.
بعد : خرج ودام في سيره فظلت الرؤية له تضيق وتضعف.
بقر : يبقر البقر الأرض بالمحراث فيخرج باطنها على ظهرها.
بعث : أخرج من يحمل رسالته إلى من يرسله إليهم ليكثر بهم.
برق : ضوء يخرج من السحب وبينها، ثبت به رؤيا الأشياء في الظلام
بلع : أخرج الطعام من فمه إلى جوفه، بحصر بقائه في الفم.
بذر : أخرج الحب ينثره في الأرض فيلزم ترابها. لينمو بعد ذلك.

الباء: عين الفعل
دبغ : ضيق على الجلد يخرج شعره حتى غيره
صبر : احتمل الشدة وامتنع عن الخروج مما فيه ولزمه
نبع : نزع الماء المحصور من مكانه ودام ظهوره.
قبر : مكان ثابت لا خروج للمدفون فيه منه.
جبر (الكسر): ألحق طرفي الكسر ببعضهما، ومنع بالأربطة خروجها
عبر : دام في سيره لا يخرج منه حتى يقطعه
عبد : دام على الطاعة لا يخرج منها، وحصر فعله في طاعته.
ربح : لزم تجارته لكسبه فيها، فانحصر خروجه منه، وانفرد بلا شريك يحتاجه
سبح : تفلت من الماء بحركاته، فظهر محصورًا منفردًا في وسطها.
لبس : اللباس ما يلي الجسد ويلتصق به، فيمنع ظهور العورة والثوب يكون فوقه.
نبت : نزعت البذرة التراب عنها بما خرج منها، وتراجعت بذرتها وضمرت

الباء: لام الفعل
ركب : لزم ظهر الدابة وخرج بها إلى مبتغاه
كتب : ثبت ما يحتاج إلى إخراجه عند الرجوع إليه
لعب : لصق بما يحب من اللهو، ودام محصورًا فيه إلى أن يخرج منه.
رغب : لزمه حب شيء لا يملكه قد ظهر وخرج له
شرب : استمر في تناول الماء ولزمه إلى أن ينتهي منه فيخرجه ويبعده عنه.
نهب : نزع أملاكًا من يد أصحابها، وخرج بها لنفسه.
قرب : ثبت قدومه إليه، وسيدوم ظهوره عنده بعد ذلك.
الكلب : يرد الغريب والغنم والصيد، ويمنع بقاءهم بإخراجهم من المكان.
حلب : أفرد اللبن لنفسه عن الضرع، بإخراجه منه. وحصر بقائه فيه.
شبب : استمرت حياته، وخرج من طفولته بحال جديد يظهر في شبابه
عجب : دام نظره إلى شيء جديد ليس له سابق يُلحق به وفاق في خروجه أمثاله.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 05:29 PM
الغين في الاستعمال للغياب
والعين للدوام والبقاء
وقد تماثلا في الرسم
واختلفا في الاستعمال
كاختلاف الليل والنهار


الغين : فاء الفعل

غرق : غاب تحت الماء وثبت في قاعه
غطس : غاب تحت الماء ثم ظهر متفلتًا في وسطه .
غمس : أدخله في شيء ثم أخرجه متلطخًا به.
غرب : غاب ثم يظهر لاحقًا بعد ذلك
غَلب : غيبه عن المكان بقهره وإخراجه منه
غدر : أخفى تدبيره إلى أن يقع فيه فيظهر له مكره به
غاب : اختفى وانفصل عن الحضور ليظهر لاحقًا.
غسل: أخفى الوسخ عن الشيء وأبعده بالماء وغيره .
غفل : غاب عنه العلم أو الفطنة في فهم ما يحدث.
غشي : وقع عليه شيء دام به قطع رؤية الأشياء عنه فخفيت عليه.
غمر : غطى الماء الأرض ولزمها فأخفاها تحته.

الغين : عين الفعل
بغى : أخرج ما يملك من يده، وتحول به وغاب عنه.
بغل : حيوان يظهر من جنسين مختلفين، وتغيب عن الوجود ذرية منه.
رغب فيه: لزمه حب شيء غائب عنه أو لا يملكه.
شغل : استمر في شيء يغيبه عن شيء آخر يطلبه.
طغى : استعلى الشيء وغيب ما تحته كطغيان الماء
شغب عليه : استمر في مواجهة خصمه، فانحصر ضبطه وغياب عنه، فخرج عن المعهود.
رغد : رغد العيش يلزمه فيه، فيغيب عن الناس لا يكثر الخروج إليهم.
لغا : قال بما لا يغيب عن لسانه لكثرة النطق به، ومن ذلك كانت اللغة.
كغم فم الدابة؛ غطاه بما يمنعها من الرضاعة أو الأكل.
بغت : خرج عليه من مكان كان يختفي فيه فتراجع لذلك أمامه
زغب: يغيّب الزغب الريش تحته إلى أن يطول الريش ويعظم فيسقط عنه.

الغين : لام الفعل
بلغ : خرج يطلب مراده حتى دخل فيه وغاب.
صبغ : تدخل الصبغ الجلد ويمتنع من الخروج منه، ويختفي لونه.
دبغ : أزال ما على الجلد من شعر وغيب لونه.
نزغ الشيطان: نزعه من الطاعة وأبعده وغيبه عنها.
مضغ : أحاط بالطعام في فمه الذي غيبه فيه، ثم في جوفه وغلبه بتقطيعه.
سبغ : أنعم عليه بما يكفيه ويغيبه عن الخروج، أو ألبسه ما يخفي جسده تحته.
ولغ : أدخل الكلب لسانه في الماء، وغيبه فيه ليشرب به.
لدغ : التصق العقرب بالجلد، وأدخل إبرته مغيبًا لها فيه بسرعة.
صاغ الذهب: أحدث فيه أشكالا جديد يغيب فيها شكله السابق.
بزغ : نور القمر وضياء الشمس فيحل محل الظلام ويغيبه بالإزالة له.
زاغ : زاد في سُبُله التي يسير فيها، فخرج عن سبيل الحق وغاب عنه.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 05:40 PM
الركن الثالث : فقه استعمال الحركات


دراسة الحركات دراسة واسعة بسعة أوزان الأسماء والأفعال، وعمل النحو فيها؛ ولتلازم وجودها مع كل الحروف،
واستعمالاتها هي مستمدة من استعمالات حروف المد الثلاثة؛
فالفتحة هي أخت ألف الامتداد المنفصل، وله أحواله. والذي انفصل قد عرف وتحدد وعلم.
والضمة هي أخت الواو التي تشير في استعمالها إلى الباطن والداخل.
والكسرة هي أخت ياء التحول إلى ثابت. ودائمًا الثابت هو الذي يعتمد عليه، فالكسرة هي علامة الاعتماد.
وليس لدينا مساحة لشرح الكثير،
فالضمة تشير كالواو إلى الباطن والداخل؛
فالفعل المضارع مرفوع بالضمة، لأن الفاعل ما زال داخل الفعل ولم يخرج منه.
والفاعل مرفوع بالضمة؛ لأن الفعل جاء من نفسه وبقرار منه، ولم يطلب ويفرض عليه الفعل من خارجه.
والفعل الماضي قد علم وتحدد بالانتهاء منه، والفتحة هي التي تناسبه.
وفي الأمر؛ فالفاعل ليس داخل الفعل ولا خرج منه؛ فالسكون هو الذي يناسبه، وقد رسمت علامة السكون كحلقة مغلقة تناسب عدم دخول الفاعل بعد في الفعل.
والجزم يأتي في نفي الدخول في الفعل، فحاله كحال الأمر ساكنًا.
والمبني للمجهول مضموم الأول إشعارًا لعدم معرفته، فهو باطن مجهول والضمة هي المناسبة للإخبار عن حاله.
أما المبني للمعلوم فهو محدد وظاهر، والفتحة هي التي تناسبه.


وسنأخذ ثلاثة من الأمثلة لبيان سر اختار الحركات في الأسماء

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 05:46 PM
المثال الأول : البَر، البُر، البِر، من نفس الجذر،
ولها نفس الحروف، واختلفت في حركة الحرف الأول؛
من حيث فقه استعمال الجذور؛ فمادة "برر" هي في الأمن الذي يحتاجه الضعيف عند وجود الخطر؛
فالبَرّ: هو أمان من البحر، وإذا يأتي الخطر في البحر يتمنى من فيه وصول البر.
والبُرّ: الحب أو القمح المخزون، وهو أمان لنا في وقت القحط، وانقطاع الغذاء.
والبِرّ: هو الأمان من الأبناء للأبوين العاجزين والضعفاء عند الكبر ولغيرهم.
وقد اختيرت الفتحة للبَر؛ لأنه ظاهر ومعلوم
واختيرت الضمة للبُر؛ لأنه يحفظ في داخل أكياس أو مستودعات.
واختيرت الكسرة للبِر؛ لأن الضعيف والعاجز يعتد على البِر به.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 05:48 PM
المثال الثاني : المقبَرة، المقبُرة، المقبِرة.

فالمقبرة لها ثلاث صفات:
أنها مكان ظاهر معلوم للناس، والفتحة تناسب بيان هذه الصفة .
أنها مكان لإخفاء جثث الموتى في داخل الأرض، والضمة هي المناسبة لذلك.
أنها مكان معتمد لدفن الموتى، وكسرة الاعتماد هي المناسبة لذلك.
فتغيير الحركات لم تأت من تغير اللهجات، ولا التلون في الحركات. بل تبعًا للمعاني والدلالات.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:17 PM
المثال الثالث : فقَه، فقُه، فقِه.

فالفقه له ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: معرفة الظاهر من النصوص في لفظها ومعاني كلماته، وأحوالها في النحو، والفتحة هي التي تناسبها.
الدرجة الثانية: معرفة مقصود الكلام ، ودقائق الأمور، ومقارنتها وربطها بغيرها، والضمة هي المناسبة لهذا المراد من الفقه.
الدرجة الثالثة: اعتماد العلم فيه والعمل به دون التحول إلى ما يخالفه، وهذا الأمر يناسبه كسرة الاعتماد.
فكان تنوع الحركات في "فقه" لبيان هذه الدرجات والمقامات للفقه.
وفي هذه الأمثلة الثلاثة بيان كاف لأهمية الفقه في الحركات للوقوف على خصائص اللغة وجمالها وقدرتها على التأثير فيها.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:20 PM
الركن الرابع : فقه استعمال الأوزان


أوزان الأسماء والأفعال كثيرة، والحديث عنها والبيان لها متسع وطويل.
وتنوع وتعدد الأوزان يأتي من الحروف الزائدة، ومن الحركات والسكون.
ونأخذ بعض الأمور على الأوزان كأمثلة لبيان أهمية هذا الفقه للمعاني في اللغة.

الأمر الأول : مجيء القرآن على وزن فعلان
كنت أعجب من مجيء "القرآن" على وزن فُعْلان، اسمًا لكتاب الله عز وجل، وأقول في نفسي إن وراء التسمية أمر عجيب، حتى وقفت في دراستي لأسرار الرسم القرآني على أوزان الجموع. لمعرفة سر حذف وإثبات ألف الجموع في الرسم القرآني. ولبيان ذلك نأخذ ثلاثة أمثلة على وزن "فعلان" لبيان سر هذه التسمية لكتاب الله تعالى؛
رُمَّان : يمتاز حب الرمان أنه مفصول عن الخارج، وهو على سواء واحد في النضج وعدمه، وفي اللون والحجم والطعم، ولا يتقدم أو بعضها عن بعض في النضج.
رُهْبان : جماعة من العباد ينزلون في بيت من بيوت العبادة، وهم على سواء واحد في التعبد، لا يخرجون ليسكنوا مع الناس، ولا الناس تأتي لتسكن معهم.
رُكْبان : جماعة تذهب للتجارة، يلتزمون ببعضهم في ذهابهم وإيابهم، لا يدخلون غريبًا معهم، ولا يخرج منهم أحد ويفارقهم.

من ذلك نستنبط أربع صفات للقرآن الكريم من جعله وزنه على "فعلان"
• أن آياته وكلماته على سواء واحد في النظم والفصاحة والبيان.
• أنه كلام الله تعالى، فهو مفصول عن كلام البشر ولا يشابهه في نظمه.
• أنه لا يدخل على القرآن كلام من خارجه فيصبح جزءًا منه.
• وأنه لا يخرج شيء منه فيهمل وينسى.
ومع أن هذه المعاني معلومة للمتدبر لها، إلا أن الوزن قد جلاها وبينها من معرفة استعمال وزن فعلان.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:25 PM
الأمر الثاني : اختيار الوزن من الأوزان لشيء واحد

جمع "حمار": "حمير" و"حمر"
حمير على وزن فعيل؛ وهو وزن للصفات الثابتة،
وقد جاء ذكر "حمير" في القرآن في صفة ثابتة للحمير أنهار صاحبة أنكر الأصوات؛ قال تعالى : (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير(19) لقمان، وهي صفة ثابتة لها، لا تتراجع فيها، ولا يأتي ما يتفوق عليها.
ولو قال تعالى : (إن أنكر الأصوات لصوت الحمار) لما صح الكلام؛ لأن هناك ما هو أنكر من صوت الحمار، وهو صوت حمير مجتمعة، فيظهر صوت الحمار كأن لطيف معها.
ولكن انظر عند فرار الحمير يتغير الوزن؛ يقول تعالى: (كأنهم حمر مستنفرة (50) فرت من قسورة(51) القمر.
فالفرار هو خلاف للثبات، فلا يصلح وزن فعيل الدال على الثبات مع ذكر الفرار، فجيء بوزن آخر يناسب السياق "حُمُر"، وضمة الأول التي تشير للباطن والداخل، تفيد أن هناك من ألجأها إلى الفرار، وأنها تسعي في فرارها للدخول في مأمن لها بعيدًا عن خطر من يطلبها من الأسود.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:28 PM
الأمر الثالث : في اسم نصارى جمع نصران
على وزن فعلان


إذا ذم الله تعالى اليهود؛ سماهم في القرآن يهودًا، وإذا ذكرهم بفضله عليهم؛ خاطبهم يا بني إسرائيل، وإذا ذكر بأن منهم صالحين؛ سماهم الذين هادوا.
أما النصارى إذا مدحهم سماهم نصارى، وإذا ذمهم سماهم أيضًا نصارى، فكنت أعجب من ذم ومدح النصارى بالتسمية نفسها
ففي اللغة جمع "ناصر- ناصرون"، وجمع "نصير – أنصار" وجمع "نصران – نصارى" فكل اسم مفرد أو جمع له خصوصيته.
فوزن فعلان؛ هو للذين يدخلون في حال مؤقت ثم يرجعون عنه إلى الأصل ؛
مثل : عطشان، جوعان، غضبان، زعلان، عريان؛ فالعطشان ينتهي عطشه بالشرب، والجوعان ينتهي جوعه بالأكل، والغضبان ينتهي غضبه بالسكون، والزعلان ينتهي زعله بالرضا،
والنصارى تقدموا في بداية أمرهم إلى دين المسيح فآمنوا به ودخلوا فيه، فيمدحون على ذلك، ثم تراجعوا وتخلوا عنه إلى سابق عهدهم، وأحدثوا فيه ما ذكره الله تعالى في كتابه، فيذمون على ذلك.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:30 PM
الأمر الرابع : عدم جواز بعض الأوزان


فوزن "أفعال" هو وزن للأشياء التي لها امتداد طويل؛ مثل: آباء، أبناء، أعمال، فالآباء لهم امتداد إلى آدم عليه السلام، والأبناء قد يكون لهم امتداد إلى يوم الدين.
أما جمع "حفيد" على "أحفاد" فلا يصح؛ لأن الحفيد هو الخادم، والصغير يخدم جده وهو صغير ويحل غيره ممن في البيت بعد أن يكبر، وتنتهي خدمته بوفاة جده، فالخدمة ليس لها امتداد طويل، ولذلك لا يصح جمع حفيد على أحفاد، وجمع "حفدة" جمع آخر يناسبه.
ومثل ذلك لا يجمع "نجل" على "أنجال"؛ لأن الأنجال مياه تنز في جوانب الوديان، ويولد النجل من ماء واحد نز من أبيه، ولا يكون امتداد الأبناء من نفس الماء، لذلك لا يصح جمع النجل على أنجال.

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:50 PM
كان المتوقع أن يبدأ بهذا المشروع قبل 17 عامًا
والمعيقات أمام المشروع كثيرة ؛
أهمها:
1- محاربة خفية للغة العربية تحول دون تحقيق مثل هذه المشاريع.
2- جهات لا تقف إلا مع من يحمل جنسية البلد التي منها تلك الجهات ..
3- الإعاقة من علماء وهم في الحقيقة على ما وصفوا به: سكريتيري أموات ....
ولا يعرفون من العلم إلا النسخ واللصق. ومن بيده القرار يرجع إليهم.
4- كبار السن من أهل التخصص الذين يغلقون على أنفسهم ويرفضون كل جديد.
5- وكذلك من الذين إذا جهل أحدهم شيئًا أنكره وعاداه، ويحسب أنه من الهداة المهتدين.
وإذا أراد الله شيئًا فتح له القلوب والعقول، ويسر له سبل الانتشار والوصول

أبو مسلم العرابلي
19/12/2016, 06:58 PM
في الختام قول لا بد منه

لما أصبت بالربو عام 1988م، ومرت علي أوقات كنت فيها بين الحياة والموت،
صرفت نفسي عن إكمال دراسة لا أعلم؛
هل أعيش لإكمالها، أم أعيش للانتفاع بها،
وأكون كالذين يسعون للحصول بالدراسة على بطاقة إعاشة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهم ...،
وأصبح همي في علم ينفعني عند ربي في يوم لا ينفع فيه مال وبنون،
وتنتفع أمتي به في لغتها ودينها،
فكرست نفسي لثلاثة أمور؛ خلق السماوات والأرض،
وفقه المعاني للرسم القرآني،
وفقه الهندسة اللغوية،
وشاء الله تعالى أن أسعى فيها جميعًا منذ تلك السنة،
وتنازلت عن أشياء كثيرة لأجل هذه العلوم، نالني ببعضها الضرر ..
ولم يكن أمامي غير فعل ذلك، وأنا أرى فسحة العمر قصيرة،
وشاء الله تعالى أن يمتد عمري .. وهنا أدخل في الستين من عمري على ما أنا فيه ...
وأرجو من الله تعالى أن ييسر من يحمل عني هم هذه الأمور ممن يقدرها بقدرها،
ويتمم ما لم أستطع إكماله، أو قصرت فيه، ويحقق لكل من اطلع عليها،
ويتمنى صدورها في كتب حتى لا تضيع ولا تظل في ملفات مبعثرة على حاسوبي.
فأهمية هذا المشروع، بأثره الكبير في فتح أبواب عريضة وجديدة في الدراسات اللغوية،
وما سيكون لها أثر كبير في اللغة والتصويب والحفظ للعلوم في التفسير والفقه،
وصحة العقيدة، والترجمة، والتعليم والتدريس، والدراسات اللغوية.
والحمد لله أن الأمة لا تخلو ممن يحمل هم اللغة التي أنزل الله تعالى كتابها به،
ويسعى لرفعتها والعلو بها ...
هذا ما أسعفنا القول عن هذا المشروع في هذه الصفحات القليلة.
وأسأل الله تعالى أن يهدنا لما فيه خيري الدنيا والآخرة لديننا وأمتنا،
والشكر والتقدير لكل من يسعى في إتمام هذا الأمر لأجل انتفاع الأمة به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدم مشروع الهندسة اللغوية
عبد المجيد عثمان عرابلي

أبو مسلم العرابلي
22/12/2016, 03:39 PM
لهفي على أمة لا تملك نفسها
ويهجرها من يتميز من أبنائها
ولا يسمح لها إلا بالقدر الذي يبقيها
بلا قوة ولا قرار