المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصائص معلّم العربية للناطقين بغيرها في ضوء المعايير الدولية



خالد حسين أبو عمشة
12/02/2017, 12:42 PM
خصائص معلّم العربية للناطقين بغيرها في ضوء المعايير الدولية

على الرغم من اختلاف فلسفات التدريس في السنوات الأخيرة وانتقالها من التعليم المتمركز حول المدرس إلى التعليم المتمحور حول الطالب، وغيرها من الأساليب والمسميات يبقى أستاذ العربية للناطقين بغيرها حجر الزاوية في تسيير العملية التعليمية والتعلمية، فهو المايسترو الذي يقود الفرقة بانتظام وتناغم وانسجام، وقد تعددت الدراسات التي تحاول وضع خصائصه أو معاييره ضمن مرجعات مختلفة ومتعددة، منها ما تستند إلى التجربة والممارسة والميدان، وأخرى اشتقت معاييرها من لغات أجنبية وفلسفات وضعية مختلفة، وقليلة بل نادرة تلك التي استلهمت آراء الدارسين أنفسهم، في وضع خصائص المعلم الذي نبحث عنه ونريده لإنجاح تجربة تعليم العربية للناطقين بغيرها.

ويمكن القون إن حركة المعايير العالمية حول إعداد المعلمين وتأهليهم قد بدأت في ستينيات القرن العشرين، إثر إطلاق القمر الاصطناعيSputnik من قبل الاتحاد السوفيتي عام 1957. ومنذ ذلك العهد خضعت المناهج في الولايات المتحدة الأمريكية للمراجعات والتحسينات والاجتهادات بغرض تطويرها ورفع أداء الطلاب في المناهج عموماً واللغات خصوصاً.

فقد أكد تقرير "أمة في خطر"(a nation at risk) الصادر عام 1983 -وهو أهم وثيقة عن التعليم في أمريكا خلال العقود الماضية- أن مشكلات الأمة الأمريكية في التعليم ترجع بالدرجة الأولى إلى انخفاض المستويات الأكاديمية للطلاب، وإلى تدني نوعية التعليم وأشار أيضا بأصابع الاتهام إلى المعلم نفسه.

وظلت اللجنة التي أصدرت تقرير "أمة في خطر" منعقدة حتى نهاية القرن العشرين. ذلك التقرير مهد أيضا لظهور الخطوة التي رسمها الرئيس بوش عام 1990 بعنوان أمريكا عام 2000 استراتيجية للتعليم المتضمنة الكثير من اتجاهات الإصلاح التي نادى بها تقرير 1983.

معايير المجلس الوطني لاعتماد مؤسسات إعداد المعلمين NCATE

يعد المركز الوطني من أشهر المؤسسات التي تقدم اعتمادًا للمعلمين، وترجع فكرة تأسيسه إلى عام 1954، وهو مجلس أمريكي يمنح مؤسسات برامج إعداد المعلم اعتمادًا يكسبها جودة محلية, وتحسنًا واعترافًا عالميًا. وقد وضع هذا المجلس ستة معايير لإعداد الكوادر التربوية، وكل مؤسسة تطلب الاعتماد المهني التربوي عليها أن تطبق تلك المعايير، وهي كالتالي:

المعيار الأول: معارف الطلاب ومهاراتهم واتجاهاتهم: ويتضمن هذا المعيار كل الجوانب المتعلقة بكل من مخرجات التعلم, وجودة التعليم, ويركز على اكتساب الطلاب مدى واسعًا من المهارات والمعارف التي تنمي شخصياتهم بشمولية وتؤهلهم في حياتهم العلمية والمهنية.
المعيار الثاني: نظام التقييم والتقويم: يكون لدى الكلية نظام تقييم وتقويم يشمل جمع البيانات وتحليلها عن قدرات الطلاب وأداء الخريجين، وكذلك وجود نظام لتقويم الكلية وتطوير برامجها.
المعيار الثالث: الخبرات الميدانية: يمارس الطلاب المهارات والمعارف ميدانيًّا وعمليًّا تحت إشراف ومتابعة منظمة, ويتم تحديد أهداف التدريب الميداني بوضوح ومهام عمل الطلاب ودورهم في التدريب الميداني مع توضيح ضوابط ومسئوليات التدريب الميداني.
المعيار الرابع: التنوع: تصمم الكلية برامجها بحيث تراعي التنوع في الطلاب المقبولين وفي خلفياتهم والتنوع في المهام التي يقوم بها الخريجون, والتنوع في مراحل التعليم التي يعدون للتدريس فيها.
المعيار الخامس: تأهيل أعضاء هيئة التدريس وأداؤهم وتنميتهم المهنية: يقوم بالتدريس في الكلية أعضاء مختصون ومؤهلون أكاديميًّا وتربويًّا, ويتم توظيفهم تبعًا لضوابط محددة, وتنظم الكلية برامج للتطوير المهني والذاتي للأعضاء مع متابعة لهم وتقويم لأدائهم.
المعيار السادس: إدارة الكلية والمصادر: يكون لدى الكليات منشآت تعليمية مناسبة مع توفر الأجهزة التعليمية والخدمات المرتبطة بها ووجود وسائل لضمان أمن وسلامة الطلاب والهيئة التعليمية.


معايير الاتحاد العالمي لتعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها TESOL

المعيار الأول: معرفة جيدة باللغة ومستوياتها المختلفة: الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، والمهارات الأربعة الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، ودور السياق في الدلالة والبلاغة والخطاب، فضلاً عن معرفة جيدة بنظريات اكتساب اللغة وتطبيقاتها، والفروق بين اللغة الأولى والثانية.

المعيار الثاني: الثقافة بمفهومها الواسع، التي تتكون من أنماط متكاملة من السلوك البشري تتضمن الأفكار، والاتصالات، واللغات، والممارسات، والمعتقدات، والقيم، والعادات والتقاليد، والمجاملات، والطقوس، والأدوار التفاعلية، والعلاقات، والسلوكيات المتوقعة من المجموعات العرقية أو الدينية أو الاجتماعية.

المعيار الثالث: تخطيط الدروس وتنفيذها وإدارتها، بهدف تأسيس بيئة داعمة للتعلم.

المعيار الرابع: التقييم، تقييم المنهج والدارسين والاختبارات وعملية التدريس نفسها.

المعيار الخامس: التنمية المهنية: وتتضمن البحث في مضمار تعليم اللغات الأجنبية، والمشاركة في الدورات والمؤتمرات ذات العلاقة.



معايير المجلس الوطني الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية آكتفل ACTFL

المعيار الأول: اللغة واللغويات (اللسانيات) والتقابل اللغوي، المعرفة بأنظمة اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، وأوجه التشابه والاختلاف بين اللغة المتعلمة واللغات الأخرى.

المعيار الثاني: المعرفة الثقافية والأدبية، بهدف دمج العلوم الأخرى وخاصة العلوم الأدبية عبر العصور والثقافة بمفهوما الواسع في العملية التدريسية.

المعيار الثالث: نظريات اكتساب اللغة وتعلمها وتطبيقاتها التربوية، وذلك على مستويين، مستوى الفهم من أجل إنشاء البيئة التعليمة الداعمة، ومستوى التطبيق عبر تطوير الممارسات التعليمية.

المعيار الرابع: دمج المعايير في الأهداف والمنهج والتدريس، ويضم هذا المعيار ثلاثة مستويات، مستوى التخطيط وفق المعايير، وتطبيقها في التدريس، وتصميم المواد التدريسية في ضوئها.

المعيار الخامس: التقويم اللغوي والثقافي والتعليمي، عبر معرفة أنواع التقييم، وتطبيق التقييم التأملي بأنواعه الثلاثة: التأمل القبلي، والتأمل في أثناء العملية التدريسية، والتأمل البعدي، وأخيرًا رفع التقارير عن أداءات الدارسين.

المعيار السادس: التنمية المهنية، وذلك عبر الإيمان بقيمة التطور الذاتي والمهني المستمر، و إدراك قيمة تعليم اللغات الأجنبية.



المعايير المهنية لتدريس اللغات والثقافات بحسب المعايير الأسترالية AFMLTA
وضع الاتحاد الأسترالي لرابطة أساتذة اللغات الحديثة (AFMLTA) مجموعة معايير لاختيار وإعداد المعلمين، وAFMLTA هيئة مهنية وطنية تمثل المعلمين من جميع اللغات في أستراليا، هذه المعايير هي:

المعيار الأول: النظرية التربوية والممارسة.

المعيار الثاني: اللغة والثقافة.

المعيار الثالث: فنيات تدريس اللغة.

المعيار الرابع: الأخلاقيات والمسؤولية.

المعيار الخامس: العلاقات المهنية.

المعيار السادس: الوعي، السياق الأوسع.

المعيار السابع: الدافعية والتعزيز الذاتي والتطور المهني.

المعيار الثامن: الخصائص الشخصية.



معايير المدرس الجيد بحسب الإطار الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الأجنبية CEFR

المعيار الأول: الجانب الشخصي

وذلك بأن يتمتع المدرس بالدافعية والذكاء والقدرة على التغيير وحب ما هو مُقدم عليه، والرغبة الملحة في مساعدة الدارسين.

المعيار الثاني: فهم الإطار الأوروبي المشترك

الإطار المرجعي الأوربي ليس طريقة فحسب، وليس وصفة سحرية، وفي الوقت ذاته إنه إلى حد كبير أكثر من مجرد مجموعة من ستة مستويات للكفاءة. إنه يوفر فرصة للنظر في التخطيط والتدريس والتقييم من وجهات نظر مختلفة، وترابطها جميعًا بعضها مع بعض.

المعيار الثالث: المحتوى والوعي اللغوي

المعرفة بأنظمة اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، ومهاراتها الأربع: الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة، وأوجه التشابه والاختلاف بين اللغة المتعلمة واللغات الأخرى، ونظريات اكتساب اللغات وتعلمها.

المعيار الرابع: المنهجية والتقويم

معرفة أنواع التقييم وطرائق تطبيقها، وتطبيق التقييم التأملي بأنواعه الثلاثة: التأمل القبلي، والتأمل في أثناء العملية التدريسية، والتأمل البعدي، وأخيرًا رفع التقارير عن أداءات الدارسين والمدرسين.

المعيار الخامس: البحث العلمي

يعد البحث في مجال التعليم من أفضل الوسائل في تطوير مهارا المدرس، والإجابة عن كل التساؤلات التي قد تخطر على باله.

المعيار السادس: المواد الدراسية ومصادر التعلّم

ينبغي أن يحيط المعلم بأنواع المواد التعليمية والمصادر التعلمية وأن يعرف كيف يستغلها بما يتناسب مع مستويات الدارسين وحاجاتهم.

المعيار السابع: الإدارة الصفية

تعد الإدارة الصفية من المهارات المهمة لمدرس اللغة عبر إيجاد بيئة صفية مشجعة ومساعدة على التعليم، بشقيها المادي والمعنوي.

المعيار الثامن: إدارة صفوف المحتوى واللغة المتكاملة

للغة طرائق متعددة في تعليمها، ومنها تدريسها وفق المضمون وليس المهارات فقط، فاللغة كل متكامل.

المعايير المهنية للمدرس الجيد في السعودية

طورت المملكة العربية السعودية معايير لبرامج إعداد المعلم في المملكة تستفيد من المعايير العالمية، مثل: معايير NCATE وغيرها، وتشجع الجامعات على تبني تلك المعايير، وعن سبب اعتمادها على تلك المعايير، ذكر مسؤولون تربيون سعوديون أن معايير المجلس القومي لاعتماد إعداد المعلمين NCATE تعد من أقوى المعايير لاختيار المعلمين وتأهيلهم.

المعيار الأول: المعرفة والمهارات والاتجاهات نحو المهنة

وذلك بحيث تكون برامج المؤسسة عامدة إلى توفير المعرفة الكافية، والمهارات الضرورية لممارسة مهنة التدريس.

المعيار الثاني: نظام التقويم والامتحانات

ويتضمن أن تتمتع المؤسسة بنظام تقويمي وامتحانات قوية تستطيع أن تجمع البيانات عن الدارسين والمدرسين، بما يساعد على التغذية الراجعة ويتضمن هذا المعيار عدة معايير متفرعة: نظام التقييم، وجمع البيانات، وتحليلها، والتقويم، واستخدام البيانات لتحسين البرنامج.

المعيار الثالث: الخبرات الميدانية والممارسات العملية

حيث تقدم المؤسسة خبرات ميدانية تقوم بتصميمها وتنفيذها بالاشتراك مع المدارس بما يفيد في التأهيل العلمي للطلاب المعلمين، وينمي معارفهم المهنية، ويطور من خبراتهم ومهاراتهم، ويرفع من اتجاهاتهم نحو المهنة.

ويتضمن هذا المعيار عدة معايير متفرعة منها:

- تعاون الكلية مع المدارس الشريكة

- تصميم وتنفيذ وتقويم الخبرات الميدانية والممارسات العيادية

- نمو المرشحين وتمكنهم من المعارف والمهارات والتوجهات المهنية لمساعدة كافة التلاميذ على التعلم.

المعيار الرابع يطلق عليه «التنوع»

حيث تصمم الوحدة وتنفذ وتقوم برامج دراسية وخبرات تعليمية لعملائها، تساعدهم على طلب المعرفة والمهارات وتكوين الاتجاهات الموجبة بما يساعدهم في التعليم المهني.

ويتفرع من هذا المعيار عدة معايير هي:

- تصميم وتنفيذ وتقييم المنهج والخبرات

- خبرات العمل مع أعضاء متنوعين

- خبرات العمل مع مرشحين متنوعين

- خبرات العمل مع تلاميذ متنوعين بالمدارس.

المعيار الخامس يتضمن مؤهلات أعضاء هيئة التدريس والأداء والنمو المهني

المعايير المهنية للمدرس في جمهورية مصر العربية
حددت وزارة التربية والتعليم في مصر عام 2003 معايير المعلم في خمسة مجالات انبثق عنها ثمانية عشر معيارًا، وذلك كما يلي:
المجال الأول: مجال التخطيط
ويضم تحديد الاحتياجات التعليمية للتلاميذ والتخطيط لأهداف كبرى وليس لمعلومات تفصيلية وتصميم الأنشطة التعليمية الملائمة.
المجال الثاني: مجال إستراتيجيات التعلم وإدارة الفصل
ويضم استخدام إستراتيجيات تعليمية استجابة لحاجات التلاميذ، وتيسير خبرات التعلم الفعال، وإشراك التلاميذ في حل المشكلات والتفكير الناقد والإبداعي، وتوفير مناخ ميسر للعدالة، والاستخدام الفعال لأساليب متنوعة لإثارة دافعية المتعلمين، وإدارة وقت التعلم بكفاءة والحد من الوقت الفاقد.
المجال الثالث: مجال المادة العلمية
ويضم التمكن من بنية المادة العلمية وفهم طبيعتها، والتمكن من طرق البحث في المادة العلمية، وتمكن المعلم من تكامل مادته العلمية مع المواد الأخرى، والقدرة على إنتاج المعرفة.
المجال الرابـع: مجال التقويم
ويضم التقويم الذاتي، وتقويم التلاميذ والتغذية الراجعة.
المجال الخامس: مجال مهنية المعلم
ويضم أخلاقيات المهنة والتنمية المهنية.
المعايير المهنية للمعلم في المملكة الأردنية الهاشمية
في مؤتمر المعايير الوطنية لتنمية المعلمين مهنيًّا الذي عقدته وزارة التربية والتعليم بالأردن عام 2006، تم إقرار المعايير التالية للمعلم:

المجال الأول: التربية والتعليم في الأردن
ويضم فهمًا للمرتكزات التي يقوم عليها النظام التربوي في الأردن ولخصائصه الرئيسة ولاتجاهات تطويره.
المجال الثاني: المعرفة الأكاديمية والبيداغوجية (التعليمية) الخاصة
ويضم فهما للمبحث أو المباحث التي يعلمها ولكيفية تحويل محتواه/ محتواها إلى محتوى قابل للتعلم.
المجال الثالث: التخطيط للتدريس
ويعني القدرة على التخطيط لتدريس فعال.
المجال الرابع: تنفيذ التدريس
أي ينفذ الخطط التدريسية بفعالية.
المجال الخامس: تقييم تعلم الطلبة
أي يظهر فهمًا لإستراتيجيات وأساليب تقييم الطلبة ويستخدمها بفعالية.
المجال السادس: التطوير الذاتي
يستخدم المصادر والأدوات والوسائل المتيسرة لتطوير نفسه مهنيا.
المجال السابع: أخلاقيات مهنة التدريس
يظهر في سلوكه داخل المدرسة وخارجها أخلاقيات مهنة التعليم.