إعتذار الى حمار

[عبدالوهاب القطب]

يَا حِمَارَاً مَا شَابَهَتْهُ حَمِيرُ
أنْتَ عِندِي صِدْقَاً حِمَارٌ كَبِيرُ

عَبَثاً فِي السُّلوكِ شُبِّهْتَ فِيهِمْ
وَيَقِينِي مَا ثمَّ فِيهِمْ نَظِيرُ

إنَّ للدَّهْرِ نَهْفَةً ذاتَ سُخرٍ
حَمْرَنَاتُ الوَرَى إليْهَا تُشِيرُ

وَرِياحُ الحُظُوظِ سَاقَتْكَ قَسْراً
لِبِلادٍ فِيهَا الغَبَا مَوْفُورُ

مِنْ شُذودِ الأقْدَارِعَاصَرْتَ عَهْداً
طَاوَلَ النِّسْرَ فيهِ ضَبٌّ حَقيرُ

يا أبا صَابِرٍ تَحَلَّ بِصَبْرٍ
وَتَحَمَّلْ وَأنتَ ، صِدْقاً ، صَبورُ

إنَّنِي نَادِمٌ لِتَشْبِيهِكَ فِيهِمْ
بِئْسَ ذاكَ التَّشْبِيهُ وَالتَّفْكِيرُ

أنْتَ وَاللهِ فَوْقَهُمْ دَرَجَاتٍ
بِاحْتِرَامِي الكبيرِ أنْتَ جَدِيرُ

أنْتَ لَمْ تَذبَحْ أوْ تُكَفِّرْ وَتَقتُلْ،
بِعُقولٍ للحَقِّ لا تَسْتَنِيرُ

أنْتَ لَمْ تَغْتَصِبْ وَلَمْ تَسْرِقِ
النَّاسَ وَفِي هَذا عِفَّةٌ وَطُهورُ

أنتَ تَحْيَا مُسَالِمَاً لا مُغِيرَاً
مِثْلَهُمْ ، كَالذئابِ حِينَ تُغِيرُ

فَجَّرُوا دُونَ رَحْمَةٍ كُلَّ شَيْءٍ
مَا نَجَا فِي التَّفْجِيرِ حَتَّى القُبُورُ

أيْ نَعَمْ،مَا فَعَلتَ شيئاً كَهذا
بَعُدَ الكُفرُ عَنْكَ وَالتَّكفِيرُ

أنتَ تَسْمُو عَلى أولئكَ قَطْعَاً
بَعْدَمَا مَاتَ قَلبُهُمْ وَالضَّمِيرُ

لَا يُحاذيكَ عِفَّةً أيُّ شَيْخٍ
أو يُدانِيكَ حَاكِمٌ أوْ وَزِيرُ

أُشْهِدُ النَّفسَ أنْتَ أفْضَلُ مِنْهُمْ
يَا حِمَارَاً تَعْتَزُّ فِيهِ الحَمِيرُ

أيُّهذا الحِمَارُ هلْ تَقْبَلُ اليوْمَ
إعْتِذاري، قدْ غابَ عنِّي الكَثِيرُ

[خشان خشان]

سلم البنان والجنان.

قم معي نبتهل إلى الله يوما .....ـ عن ( .....) تنوب الحمير