المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدية مدينة من الجزائر



أمينة مرام
27/10/2006, 04:21 AM
المدية هي الولاية الجزائرية رقم 26 من أصل 48 ولاية, تقع في الشمال الجزائري على بعد 80 كلم عن العاصمة الجزائرية الجزائر, وهي ولاية داخلية مرتفعة بما يقارب 1000 م عن سطح البحر, طابع الولاية رعوي وفلاحي, أهم ما تشتهر زراعة الكروم وهي العادة المتروكة من قبل الاستعمار الفرنسي الذي غزى الجزائر سنة 1830 ليطرد سنة 1962, ووتتميز كذلك برواج امتهان حرفة صناعة الأحذية والتي تطورت لتحتل نطاقا أوسع وتنتقل من حرفة الى صناعة ذات أصول حديثة.
الولاية كباقي الشمال الجزائري يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط, وهي من أشد المدن الجزائرية بردا في الشتاء وتسمى ولاية الأمطار, يمر عليها الشتاء مثلجا فيصل علوه أحيانا أكثر من النصف متر, أما الربيع فهو فعلا كتاب مفتوح على الطبيعة بالولاية, مناظر ساحرة وصور بمنتهى الروعة من أعالي المدينة بمنطقة تبحرين ومن أسفلها بالكوالة, ابداع خلقي لا يوصف.
أما عن الجانب التاريخي فكذلك الولاية زاخرة بأحداث عظيمة منذ القدم أخذتها عن توالي الحضارات عليها من الرومان حتى دولة فرنسا.ورغم الظروف الاستعمارية فقد أنجبت الولاية عظماء من أمثال محمد بن شنب والذي تحمل ثانوية البنات بالمدية اسمه, وهي الثانوية التي قليلا ما تروح من بين يديها المرتبة الاولى على المستوى الوطني حسب نتائج الباكالوريا. وتبقى الكلمات أقل من أن يعبر بها عن تاريخ ولاية بهذه العظمة وهذا القدر الوافر من عوامل التاريخ التي عاشتها وعبرت لنا عنها بما بقي من الآثار والرموز لجميع من مروا بهذه الأرض السخية, فياليتنا جميعا نعي وندرك غلاوة الوطن الذي تربينا ونحن نجري على ثراه الغالي ونطرب بصوت عصافيره ونستنشق هواءه الذي يحمل مع كل هبة نسيم الأمل بغد أحسن تحت ظلال أشجار وطننا الذي تقول عنه الآنسة كاملة في العيون, ونقتدي نحن بها فقد صدقت هل هناك أغلى من العيون والوطن.

كاملة رجب
27/10/2006, 02:13 PM
هلا ببلاد(( المليون ونصف ))من الشهداء
هلا مرام الغالية
هلا بطلبة الوطن العربي المشاركين بالمشروع
لنا وطنٌ يعيش فينا
وشكراً لتعريفك لنا على مدينتك الرائعة
وازددنا شوقاً لمعرفة المزيد عنها
والمدية شقيقة عزيزة للمدن العربية ، وخاصة المدن 16 المشاركين بالمشروع
وسلمت يد مرام
وتحية لكل عربي مخلص ومحب لوطنه

أمينة مرام
28/10/2006, 12:24 AM
الهدف الأول من هذه الترجمة لشخص العلامة الشيخ محمد بن شنب هو تفنيد فكرة باتت اليوم وللأسف منتشرة بين صفوف العرب, حتى بعض النثقفين منهم, خصوصا بالجزائر, صار الواحد منا مقتنعا بأن الجزائر عقيمة عن انجاب العظماء, يقال هذا عن بلد أنجب العلامة محمد بن شنب والعلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ العربي بن بلقاسم التبسي والبشير الابراهيمي وغيرهم ممن سخروا حياتهم لخدمة الدين والوطن والعلم, وان كنا اليوم نشهد ندرة في الأدمغة والعلماء الأفذاذ فهو لأننا لم ندرك بعد وزن العلم وأهميته في حياة أي أمة فمتى سنعي أن بيتا لا تزينه مكتبة هو فقير حقير وان حوى كنوز الدنيا وقد قالها ميخائيل نعيمة, وعلى رأي المثل:"بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة" تدعو مشاريع تربوية كهذا الذي تمثل في أعمال على الكمبيوتر, الى النهوض بمقام العلم في نظر أبناء الأمة العربية, التي يعيش حبها وأصالتها وعمقها في التاريخ وامتدادها في المستقبل في روح كل عربي أبي يغار على كنز حضاري بهذا الحجم توجه الاسلام, فعلى يوما عرش الدنيا وسيعود ليعلوه كيف لا وهو الأجدر بذاك المقام السامي, اذا الى الأمام فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

وممن جاهدوا في سبيل العلم, العلامة الشيخ محمد بن شنب خرج من صلب ولاية المدية ذات ال26 من أكتوبر(تشرين الأول) 1869 يوم الثلاثاء ليبدأ مسيرة عمل وعلم, فأمضى طفولته ثم ألحقه أبوه بالكتاب القرآني ليتعلم بعدها اللغة الفرنسية بالمكتب الابتدائي بولاية المدية, انتقل بعدها الى الدور الثانوي بذات المدينة ومن ثم سافر الى العاصمة الجزائر سنة 1886 وتخرج من مدرسة المعلمين فيها ليعين أستاذا للغة الفرنسية ثم حصل على الشهادة نفسها في اللغة العربية, وتلاها نيل شهادة الباكالوريا سنة 1896 في زمن جعل فيه الاستعمار الفرنسي طموح الجزائريين لا يتعدى كسب لقمة العيش تسد الجوع وتصد الموت الا أن العلامة واصل يشق طريقه الى الأمام وتوجه لدراسة اللغات فتمكن من الأيطالية والألمانية والاسبانية والتركية واللاتينية والفارسية حتى أنه التقى بيهودي فلم يفوت فرصة أخذ العبرانية عنه, شغل منصب أستاذ بمدرسة بولاية قسنطينة مدينة العلم والعلماء بالجزائر, ثم انتقل الى المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة كما أنه ألقى دروسا بجامعة الجزائر والتي كان من أول الباعثين بها منذ تأسيسها سنة 1908 ورقي بذات الجامعة الى منصب استاذ محاضر ثم أستاذ بكلية الآداب الكبرى بالعاصمة في الجزائر.
مثل الحكومة الجمهورية في مؤتمر معهد المباحث المغربية بالرباط, ومثلها أيضا في مؤتمر المستشرقين السابع عشر في أكسفورد, وقد كان عضوا بالمجمع العلمي بدمشق.
ولم يكن النابغة بن شنب رجل علم وتعليم بحق وفقط, بل الى جانب ذلك كان شاعرا مرموقا, ترك آثارا عظيمة باللغتين العربية والفرنسية, منها كتابه تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب وكتابه أبو دلامة حياته وشعره.

من المآثر التي روت عن العلامة العالم الجليل أنه كان عذب الكلام حاد الفطنة والذكاء متقدهما, وقد كره الاستدمار والمستدمر الفرنسي كرها شديدا حتى أنه في يوم وهو مسافر من العاصمة الى قسنطينة مرتديا الزي العربي التقليدي سمع فرنسية ترهب ابنتها منه وتقول أن العرب وحوش, أكلة, فرد على البنت بالفرنسية بكل رزانة قائلا: لا تخافي فالعرب لا يأكلون الخنازير.

تعرف الرمز على عديد الشخصيات البارزةومنها الباحث المصري بجامعة أوكسفورد محمد علي كرب, الذي سحر بابن شنب حتى أنه قال في كتابه المعاصرون:" وددت لو لم أعرفه لأنني سرعان ما افتقدته", قال هذا اثر وفاة العلامة محمد بن شنب, كما أن من عرفوه من باحثين وسلاطين الفكر من عرب وأوروبيين قالوا أن كلامه خالد ينبؤ بعبقرية الرجل. وافاه الأجل رحمه الله يوم 5 فيفري 1929 بمستشفى مصطفى باشا أكبر مستشفى لحد الساعة بالعاصمة الجزائرية, ومشى في جنازته جمع غفير من =مسلمين ونصارى جنبا الى جنب تقديرا, تكريما, وعرفانا لشخصية فذة أفنت عمرها من أجل أن تعلو راية الحق, دفن بمقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي, رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه انا لله وانا اليه راجعون.

وكثيرا ما كتب عنه في الجرائد والصحف العربية بأيادي ذات أثر في الكتابة العربية, مثل ما نشر في جريدة النجاح سنة 1933:
"ليس في المتأدبين التونسيين, بل ليس في مثقفي الشمال الافريقي بأسره من يجهل اسم ابن أبي شنب, العالم الجزائري الذي الذي توفي لنحو ثلاث سنين مضت, بعد أن قضى ستين سنة في التعلم والتعليم, وكان في كامل حياته العلمية مثالا للنبوغ والعبقرية ودليلا عما يستطيع أن يبلغه ابن الشمال الفريقي من التفوق والتبرير من صح عزمه على انهاج سبل المعاني...فقد استطاع أن يأخذ من الآداب الافريقية ما شاء ويقتبس"

ونحن ندرس مسيرة حافلة بالعطاء العلمي, وحياتا ملؤها السعي والاقدام, وطريقا مكللا بالنجاحات والابداعات لعظيم من أبناء العرب, مالنا سوى أن نضع نصب أعيننا هدفا يستحق أن نعيش من أجل أن نحققه, هدفا أسمى من شهوات النفس وأغراض الحياة البسيطة, هدفا يدنو من أو يضاهي علو وسمو هدف نيل العلم النافع, ومنه الافادة والاستفادة, ولا أحد أقل جدارة من أن يحقق هذا المطلب الانساني, فقد ليسعى ويجهد وسنصل جميعا باذن الله الى مبتغياتنا.

أمينة مرام
11/11/2006, 02:00 AM
http://www.ciaj26.dz/principal.htm