المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحالة الفلسطينية ، المؤثر والمتغير "وما بينهما"



سميح خلف
19/03/2017, 06:53 PM
الحالة الفلسطينية ، المؤثر والمتغير "وما بينهما"

الحالة الفلسطينية ، المؤثر والمتغير "وما بينهما"
ثمة علاقة وثيقة بين المؤثر والمتغير في صياغة الحالة الفلسطينية ببعدها الاجتماعي والثقافي والسياسي ، وبداية مع ظهور وعد بلفور وما قبله المؤتمر الصهيوني الأول في بازل واللذان أعطيا اليهود"" الحركة الصهيونية "" ببعدها الاقتصادي والسياسي والديني وطن لليهود في فلسطين ، وقد يكون البعد الاجتماعي والاقتصادي للشعب الفلسطيني في الخلافة والحكم العثماني وتغييب العامل السياسي وتفكيك الدولة الاسلامية وهزيمة الامبراطورية العثمانية وظهور( سايكس بيكو) بمؤثر على تقسيم المنطقة بحدود متنازع عليها ومن ثم الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي للمنطقة العربية وماخص فلسطين من استعمار بريطاني وامتداد لظواهر سائدة أبان حكم الامبراطورية العثمانية من حكم الاقطاع والأسر الكبيرة وتنصيب بعض القبائل الكبيرة في حكم الشعب الفلسطيني هي السمات السياسية والثقافية والاجتماعية وأبعادها الاقتصادية بين الملاك للأرض والمزارعين باستثناء فئات قليلة تمتلك بعض من الأراضي ولكن أيضا تحت سيطرة الاقطاع ، لم يتغير الحال ما بين حكم الامبراطورية العثمانية ووجود المندوب السامي البريطاني ، وإن كان بعض التطور في الحالة الاجتماعية والمجتمعية ظهرت في أبان الحكم البريطاني وهي ظاهرة التعليم التي تعدت مدارس الكتاب والمشيخات إلى دور ومدارس علم في بعض المدن في القدس ويافا مع احتكار التعليم لما يسمى طبقة " الذوات والباشوات وأبناء الأسر الكبيرة " ،وظهور الكيبوتسات الإسرائيلية الاستيطانية ، وإدخال منهجية متكاملة اجتماعية اقتصادية عسكرية أمنية ومجمعات إنتاجية متكاملة تحت حراسة قوات الاحتلال البريطاني..حكمت العائلات الفلسطينية بتوافقياتها واختلافها وخلافاتها الشعب الفلسطيني وإدارة العملية السياسية ما قبل الحرب العالمية الثانية وما بعدها وربما كان الانقسام بين تلك العائلات وخلافاتها على إدارة البلديات مثل القدس وغيره من المسببات الحقيقية والفاعلة في إجهاض حركة التحرر الفلسطيني والتي كانت تتصدى للهجرة اليهودية لفلسطين ، وربما أيضا واجه الشعب الفلسطيني حكم الإقطاع والعائلات الكبيرة في ثورة (36) والتي أجهضت فيما بعد نتيجة تلك العوامل الذاتية والموضوعية .
وقبل أن استطرد في المؤثر والمتغير والحالة المجتمعية للشعب الفلسطيني لا بد أن أنوه أن سوسيولوجيا تعني العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكم تطوره وتغيره، وترجع أصول علم الاجتماع لعصور قديمة ففي اليونان حاول ديمقريطس وأرسطو وأفلاطون ولوكريتيوس تفسير أسباب التغيرات الاجتماعية، والقوى التي تحرك حياة الناس وأصل الدولة والقانون والسياسة.
فإن علم "السوسيولوجيا" اليوم هو من العلوم المهمة والتي أخذت المجتمعات المتطورة الاهتمام به أكثر من السابق لكونه يساهم مساهمة فعالة في تتبع مشاكل الفرد والمجتمع وقد يعرض حلوله وبرامجه في نفس الوقت.
إن متغير النكبة والهجرة واللجوء قد غير من الخارطة الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني من تشتت وانفصام عائلي ومجتمعي كان مستقرا نوعا ما إلى نسيج من اللاجئين عبر مخيمات داخل الوطن وفي دول الاقليم وإن لوحظ بعض النشاط الاقتصادي لما تبقى من أرض الوطن نتيجة وجود الوصاية الاردنية والمصرية على كل من قطاع غزة والضفة ووجود وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين وتوفير الحد الادنى من منظمة الحماية الانسانية وتوفير التعليم لكل طبقات وفئات الشعب التي قد تساوى معظمها في الحالة الاقتصادية ما عدا بعض الاسر من بقايا الاقطاع والراسمالية وانفصام ثقافي ما بين ماهو لاجيء وما هو مواطن .
ولكن الظاهرة الاساسية للمكون المجتمعي الفلسطيني والواقع اضفت ظاهرة نضالية وتحررية لاسترداد الارض والحقوق من خلال الاحزاب مثل الحزب الشيوعي والاخوان والقوميين العرب والبعثيين وهي انشطة حزبية لا تتجاوز دور الاعداد الثقافي والوعوي والتعبوي ..... ولقد لعبت ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر دورا حيويا في ايقاظ الروح الوطنية والثقافية والخروج من ظاهرة الصدمة التي لحقت بالشعب الفلسطيني من جراء اللجوء والنزوح...... ولقد اثرت حركة التعليم وانتشارة لتوفير الاف الفرص التشغيلية في السوق العربية كدول الخليج والمغرب العربي في انعاش الحالة الاقتصادية للاسر والمجتمع الفلسطيني .
ان ظهور ارتكازات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وخاصة بعد نكسة وهزيمة 67م وهي ارتكازات ثقافية ومجتمعية وسياسية وامنية ومن خلال محددات طرحتها في ادبياتها وشعاراتها الى تحول في الثقافة المجتمعية والسياسية للشعب الفلسطيني والتي كان لها بعد امني وعسكري بل اعادت صياغة اللغة الثقافية للاسرة الفلسطينية ، وقضت على الانسلاخات التوجهات الحزبية ومن خلال مربع واسع يحتوي الكل الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وتوجه كل الطاقات في الثورة كادوات رئيسية في حرب التحرير الشعبية ..... ولكن المؤثر الاقليمي مرة اخرى وضغوطاته وامكانياته قد فرض على الفلسطينيين التحول من الثورة الة عالم التجاوب مع الاطروحات والمبادرات الدولية والتي استثنت فيها منظمة التحرير وحركة فتح شعاراتها واهدافها من تحرير لكامل التراب الفلسطيني وتصفية اسرائيل مؤسساتيا وهزيمة نظريتها الصهيونية .
في عصر الاحتلال المباشر لما تبقى من ارض الوطن حدث انتعاش كبير للحركة الاقتصادية من خلال عشرات بل مئات الالاف من فرص عمل مختلفة للفلسطينيين داخل الارض المحتلة مما احدث تغير ا في شكل ومظهر المخيمات الفلسطينية داخل الوطن من حيث الانشاء والقوة المادية اما مخيمات اللجوء فقد حدث لها تطور مشابه ايضا من خلال سوق العمل العربي والمحلي ... باستثناء المخيمات في لبنان وبقوانيين جائرة وصادمة وظالمة من انعدام فرص العمل وبقاء المخيمات كما هي عليه وبنية تحتية مدمرة وفتح باب الهجرة لاوروبا وكندا وغيره .
وحدة الشعب الفلسطيني السياسية والثقافية اصابها المؤثر من ثقافات عربية محلية فالشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل تاثر بالثقافة المجتمعية الاسرائيلية وكما هو الحال في الدول خارج الارض المحتلة