المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيسى عليه السلام بلا قوم



أبو مسلم العرابلي
30/03/2017, 03:29 PM
عيسى عليه السلام بلا قوم


لوط عليه السلام لم يكن من القوم الذين أرسل إليهم: وخاطبهم : يا قوم
لأنهم كانوا مستقلين بذاتهم عن غيرهم.

ولم يخاطب موسى عليه السلام بني إسرائيل بـ : يا قوم؛
إلا بعد خروجهم من مصر وانتهاء استعباد الفراعنة لهم ،
وكذلك عندما عزم على الخروج واستعد له، ودعا على فرعون وملئه بطمس أموالهم ،
فأصبحوا بحكم المستقلين عنهم، وصارت قيادة بني إسرائيل لموسى وحده
فصاروا بذلك قومًا يقومون بأمور أنفسهم بأنفسهم، إذ جعل الله فيهم أنبياء وجعل فيهم ملوكًا
وكل نبي خاطب من أرسل إليهم بيا قوم؛ لأنهم قوم مستقلون بأنفسهم عن غيرهم ...
وليس لأن النبي كان أحد ذرياتهم ..
وعيسى عليه السلام لم يخاطب بني إسرائيل بأنهم قومه مع أن أمه منهم،
وليس ذلك لأنه ليس له أب من بني إسرائيل ولا من غيرهم ، وهذه ليست العلة في ذلك لوحدها ،
بل لأن بني إسرائيل لم يكن لهم استقلال تام عن الروم ، وهم قد تعاونوا مع الروم لأجل قتله،
ولأن حياته انقسمت قسمين مع قومين مختلفين؛
قسم من عمره قضاة مع بني إسرائيل في بداية حياته،
وقسم آخر من عمره سيكون مع القوم الذين سينزل عليهم،
فأي القومين أحق بعيسى ؟!
الذين كذبوه وحاولوا قتله ؟!
أم الذين سيجد فيهم التأييد والنصر .... والأمان بينهم؟!ة

أبو مسلم العرابلي
30/03/2017, 05:52 PM
يقول الله تعالى : {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب .....{59} آل عمران
المثلية لم تقف عند الخلق فقط ..
كانت هناك مثلية في العدد؛ كل منهما ذكر (25) مرة ..
ومثلية في عدم الانتساب لقوم ،
فحتى ينتسب الفرد لقوم يجب أن يكون القوم مستقلين ، ويعد هو واحد منهم
فآدم عليه السلام لا ينتسب لأحد ، فليس قبله أحد ينتسب إليه ،
ولذلك لا قوم لآدم عليه السلام كما لا قوم لعيسى عليه السلام

أبو مسلم العرابلي
01/04/2017, 03:00 PM
سؤال من أحد الإخوة :
القوم تطلق على الرجال وحدهم، إشارة إلى قوله تعالى : {ولا يسخر قوم من قوم ..... ولا نساء من نساء .... {11} الحجرات.
والجواب على ذلك؛ أن الناس برؤوسهم وأصحاب القوامة فيهم، ومخاطبتهم هو مخاطبة لأتباعهم كذلك،
وإذا أريد مخاطبة أتباعهم بجانب مخاطبتهم؛ يخصون بخطاب لوحدهم،
والرجال هم قوامون على النساء ..
فمخاطبة الرجال مخاطبة للنساء كذلك لأنهن تبعًا لهم .
ولكن لما خص الرجال بخطاب، والنساء بخطاب؛ اختص لفظ القوم بالرجال فقط ،
كما خاطب الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، وكان فيهم واحد من الجن تابعًا لهم ،
كان الخطاب للجميع بما فيهم الذي أصبح بعد ذلك إبليسًا ثم شيطانًا .