المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين يدي الشيء ... ما المقصود به؟



أبو مسلم العرابلي
10/04/2017, 03:33 AM
ماذا نقصد بالقول : بين يدي الشيء؟

سميت اليد بهذا الاسم من صفتها في التحكم في الأشياء بتحويلها إليها أو عنها؛ فبها يتم امتلاك الأشياء أو تقريبها أو دفعها وإبعادها. فهي أداة القوة والتمكن بالأشياء.
: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ {28} المائدة.
: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ {11} المائدة.
: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ {182} آل عمران.
: {بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} آل عمران.

فتسمية اليد باليد ليس لشكلها، ولا لأنها من عظم وعضل ومفاصل، بل لأنها هي الأداة التي بها نحن البشر امتلاك هذه القدرة، فوصف هذا العضو باليد لأجل ذلك، وامتلاك هذه القدرة يكون بعضو وبغير عضو، فليس كل ما له عضو وصف بأن له يد؛ (بين يدي الساعة)، ( بين يدي العذاب)؛ (بين يدي رحمته)، (بين يدي نجواكم) .

وإذا ذكرت اليدان فلبيان أن القدرة والتحكم بالأشياء والأمور أشد وأعظم من التحكم باليد الواحدة،

وتستعمل "بين" في بيان ارتباط الشي باثنين على سواء واحد، وارتباط الأشياء بيدين وليست بيد واحدة، علامة على شدة التحكم في الشيء والتمكن منه والإحاطة به، فالتحكم بالشيء يكون من طرفين يحيطان به معًا، وليس من طرف واحد فقط.
يقول الله تعالى؛
: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ {57} الأعراف.
: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا {48} الفرقان
: {وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ {63} النمل
رحمة الله تعالى في الآيات السابقة؛ هي السحاب الممطر الذي لا حياة ولا نماء دونه، وعندما ينزل يعم الأرض التي ينزل عليها، ويؤثر فيها تأثيرًا كبيرًا. وكثرة المطر ترتبط بسرعة الريح التي تساعد على تبخر أكثر للماء، وارتفاع درجة إشباعها به أكثر، فينزل المطر بعد ذلك بغزارة على من يسوقه الله تعالى إليه.

وقد جاء الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه السلام شاملاً للتوراة ومتحكمًا بها، بالتصديق لما جاء فيها، وبالتعطيل لبعض أحكامها، والإضافة عليها من البيان والأحكام الجديدة؛
: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {50} آل عمران.
: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ {46} المائدة
: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ {6} الصف.

ثم جاء القرآن فاحتوى ما نزل على الرسل من قبل، وهيمن عليه وخاصة التوراة والإنجيل؛ بالتصديق لما جاء فيها بتحقق البشرى أولاً بمحمد عليه الصلاة والسلام، ونسخ بعض الحق الذي فيها من القصص، ولكن بكلمات الله تعالى وليس بكلمات من البشر، والعفو عن حق آخر فيها قد ترك العمل به، وبيان الباطل الذي أضيف لها وكشفه وفضحه والتحذير منه، وإضافة الكم الكبير الذي لم يذكر فيها من القصص والشرائع والأحكام خاصة؛
: {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ {30} الأحقاف.
: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {92} الأنعام
: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ {3} آل عمران.
: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ {97) البقرة.
: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ {37} يونس.
: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {111} يوسف.
: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ {31} فاطر.
: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ {48} المائدة.
: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآَنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ {31} سبأ.

وهو محكم عصي على دخول الباطل فيه والاختلاط به؛
: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ {42} فصلت.

وجعل الله تعالى رصدًا يرصد ما علمه الرسول وأحاط به فبلغه، وما لم يعلم به؛ فبلغته رسالته أم لم تبلغه.
: {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا {27} لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا {28} الجن.
يحفظون ما أحاط بعلمه ومما لم يعلم به. فالحفظ لكل شيء بأمر الله.
: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ {11} الرعد.

وسليمان عليه السلام مالك لأمر الجن لا يستطيعون الخروج عن أمره ومعصيته، وظلوا بعد موته في أعمال شاقة وصفوها بالعذاب المهين لأنهم لم يكتشفوا موته إلا بعد ان مر زمن طويل على موته.
: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12} سبأ.

وهلاك الأقوام السابقين لكفرهم بالله والرسل الذين أرسلو إليهم وبالشريعة التي أنزلت عليهم؛ قد بلغ خبر هلاكهم أقوامهم وأحاطوا بها علمًا؛ فكانت نذرًا لهم لاتباع الحق وهجر الباطل؛
: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {21} الأحقاف.
والشيطان يأتي الناس من حيث يعلمون ويملكون، ومن حيث لا يعلمون؛
: {ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17} الأعراف.
والله تعالى يعلم كل شيء مما أحطنا علمًا به ومما لم تعلم به ولم يبلغنا، ولم يكن امام نظرنا؛
: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ {255} البقرة.
: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا {110} طه.
: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى {28} الأنبياء.
: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ {76} الحج.
وما بين أيدينا من السماء والأرض مما هو أمامنا وخلفنا؛ نراه وعرفناه وأحط علمنا به،
: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ {9} سبأ.
وما يعملون به وينشغلون به مما بين أيديهم وما هو قادم من خلفهم تغشية لهم تعمي أبصارهم عن العمل للآخرة؛
: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ {9} يس.
: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ {14) فصلت.
: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ {25} فصلت

ونور وجه المؤمن يريه الدرب أمامه على الصراط، والنور بيمنيه يمكنه من رؤية أوسع لما حوله؛ لأنه قادر على تحريكها يمنة ويسرة؛
: {النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ {8} التحريم.

وقد يفتري المرء من ذكر وأنثى بما قدر عليه وتمكن من فعله؛
: {وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {12} الممتحنة.

وتقوى الله تعالى في كل شيء مما قدرنا على ملكه أو العلم به، وما يستجد ويكون بعده؛
: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {45} يس.
الله سبحانه وتعالى هو المالك والمتحكم بما بين أيدي الملائكة والمكلفين بالتصرف به، وما خلفهم، وما بينهما وهو أنفسهم؛
: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا {64} مريم

وعذاب الاخرة عذاب شديد لا وقاية ولا منجاة منه؛
: {مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ {46} سبأ.
كانت الصدقة المقدمة قبل النجوى هي المتحكمة في النجوى، فامتنع الفقير والبخيل عن النجوى، وأشفقوا من تقديم الصدقة قبلها، ثم أتى نسخ لذلك سريعًا بعد أيام او في نهاية النهار.
وكان في ذلك تأديبًا لهم، حتى لا يشغلوا النبي بأمور خاصة بهم.
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً {12} المجادلة.
: {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ {13} المجادلة.

وكذلك النهي عن الإسراع في تقديم الرأى أما النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو أعلم وأخبر بالأمور منهم؛
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {1} الحجرات.

ولأن اليدين تقدم سوءًا وشرًا أو تقدم خيرًا ينفعه في آخرته يعض الظالم على يديه لأنهما لم تقدمان له خيرًا ينفعه في آخرته؛
: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا {27} الفرقان.

واليد التي تقطع بها الأشياء عنك أو عن غيرك لتكون لك تسمى باليد اليمنى، كما أن اليمين يقطع الشك والتكذيب، وكذلك اليمن البلد الواقع في الطرف المقطوع من جهة الجنوب فلا تواصل للبر بعده، أما اليد الأخرى فتسمى باليسرى؛ لأن الخير إذا كثر لا تطيق الإحاطة به باليد اليمنى فقط وحمله بها وحدها، فتحتاج إلى اليد الأخرى، وذلك من كثرة الخير فسميت باليسرى، وحاش الله تعالى عن هذا العجز، فكلتا يديه يمين. كما جاء في الحديث .

أبو مسلم العرابلي
11/05/2017, 02:38 AM
بين يدي الشيء ... ما المقصود بهذا القول ؟