المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما المراد من اتخاذ الله إبراهيم خليلاً ؟



أبو مسلم العرابلي
10/04/2017, 11:08 PM
اتخذ الله إبراهيم خليلاً لتبديد الكفر وتحطيمه،
لا ليكون صاحبًا وصديقًا

كل المواد اللغوية التي فيها الخاء واللام بتقديم الخاء ومعهما أحد حروف العلة أو مضاعفة اللام في دخول شيء في فرجة شيء آخر فتحت له؛
الخال من مادة "خول" والخال يدخل في صفات أبناء أخته؛ البدنية والخلقية، ويتدخل في شئونهم الحياتية كلما تطلب الأمر. و"الخول" النعمة التي فتحت له وقدر له الدخول فيها.
والخيل من مادة "خيل"؛ وهي التي تميزت باستعمالها لسرعة الانتقال والدخول في صفوف الأعداء وتبديد جمعهم.
: { وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {6} الحشر.
: { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ {60} الأنفال.
: { وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {8} النحل.
: { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ {64} الإسراء.
والخيال أيضًا من مادة "خلل"؛ وهو الذي يدخل بين ثنايا المرأي المشاهد كأنه فيه؛
: { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى {66} طه.
والخلاء : من مادة "خلو" وهو المفتوح لدخول من يشاء فيه، بلا مانع يمنعه.
والخلل : من مادة " خلل" الفرجة التي تسمح للدخول والخروج عبرها؛
كخروج الماء وغيره من مكمنه؛
: { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا {91} الإسراء
: { كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا {33} الكهف
: { فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ {43} النور
: { أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا {61} النمل
: { وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ {48} الروم
أو لدخول المخالف أو المعادي منه في الشيء لتوهينه وإضعافه،
: { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ {47} التوبة.
: { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ {5} الإسراء.
والخليل أيضًا من مادة"خلل"، وهو الذي يدخله صاحبه في أموره المغلقة على الآخرين؛ لثقته به.
ويكثر استعمالها مع الفساد الناتج من أثر هذه العلاقة؛
: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {67} الزخرف.
: { يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا {28} الفرقان.
: { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73}الإسراء. أي خليلاً لهم في فسادهم.
وقد نفى الله تعالى فعل البيع القائم على المبادلة يوم القيامة، ولا أحد يدخل نفسه في شأن غيره، أو يدخل غيره في شأنه؛ فيؤثر أحدهما على الآخر، في يوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود عن والده؛
: { قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ {31} إبراهيم.
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ {254} البقرة.
واتخاذ الله تعالى "إبراهيم خليلاً"؛
في قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125} النساء.
لا يفهم من الآية أن اتخاذ إبراهيم خليلاً بمعنى الصاحب والصديق؛
الله عز وجل اعظم وأجل من أن يتخذ صاحبًا أو صاحبة،
فالله عز وجل ليس له شريك في ملكه، ولا ظهير له في فعله،
ولا مالك لما لا يملك، ولم يخلق الإنس والجن إلا لعبادته؛
قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} الذاريات.
وقد قال تعالى في محمد وهو أعلى منزلة ومرتبة عند الله من جميع الأنبياء؛
: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {65} بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ {66} الزمر.
فاتخاذ الله عز وجل إبراهيم خليلاً لمهمة يريدها الله تعالى؛
ليبلغ الناس بما يؤثر فيهم، ويقلب حالهم من الكفر إلى الإيمان،
ولتبديد الشرك وأهله؛ بدعوتهم وجهادهم وإقامة الحجة عليهم،
وإقامة دين الله وشعائره في الأرض،
فلأجل هذه المهمة فقد ابتلاه بما يبين صلاحه لهذا الأمر العظيم؛
فكان إبراهيم عليه السلام أمة حنيفًا مسلمًا قانتًا لله،
وجعله إمامًا للناس، متبوعًا غير تابع لأحد قبله،
وهو أول من حطم الأصنام،
وهو أول من أوتي صحفًا من الله،
وأول من رفع قواعد أول بيت وضع للناس ليقيم الناس الصلاة،
وجعل في ذريته النبوة والكتاب،
وأمرنا باتباع ملته،
فبه وبدعوته وذريته كان تبديد الكفر،
وهداية الناس التي غيرت حياتهم من الكفر إلى الإيمان،
وعظمت هذه المهمة وكملت واستمرت بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم،
ففي صحيح مسلم : حديث عن جندب قال : (سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، قبلَ أن يموتَ بخمسٍ، وهو يقولُ: إني أبرأُ إلى اللهِ أن يكونَ لي منكم خليلٌ فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاُ ، كما اتخذ إبراهيمَ خليلاً ,ولو كنتُ متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً , ألا وإن من كان قبلَكم كانوا يتخذون قبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجدَ, ألا فلا تتخذوا القبورَ مساجدَ, إني أنهاكم عن ذلك .)
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري: (ولو كنتُ مُتَّخِذًا خليلًا من أمتي لاتخَذْتُ أبا بكرٍ، إلا خُلَّةَ الإسلامِ)،
وعن عبد الله بن مسعود في صحيح البخاري: (ولو كنتُ مُتَّخِذًا خَليلًا غيرَ رَبِّي لا تَّخَذْتُ أبا بكرٍ، ولكِنْ أُخوَّةُ الإسْلامِ ومَوَدَّتُهُ)،
وعن عبد الله بن عباس في صحيح البخاري: (لو كنتُ متخذًا من هذه الأُمَّةِ خليلًا لاتَّخذتُه، ولكن خُلَّةُ الإسلامِ أفضلُ ، أو قال : خيرٌ . فإنَّهُ أنزلَه أبًا ، أو قال : قضاه أبًا ..)
وعن عبد الله بن مسعود في صحيح مسلم: (لو كنتُ متخذًا خليلًا لتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا . ولكنه أخي وصاحبي . وقد اتخذ اللهُ ، عز وجل ، صاحبُكم خليلًا، ..)

هل المقصود باتخاذ النبي عليه الصلاة والسلام لأبي بكر خليلاً في حياته .. أم بعد موته ..؟
في حياة النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن لأحد له منزلة فوق منزلة أبي بكر رضي الله عنـه،
والذي أراه أن المقصود بذلك بعد وفاته، واختياره في قيادة المسلمين في حرب الكافرين وتفريق جمعه وتبديدهم بالجهاد في سبيل،
ولو جرى تخصيص ذلك بأبي بكر،
فماذا يفعل أبو بكر غير ما فعل النبي صلى الله عليه وسلـم؟
وماذا يفعل من يأتي بعدهما، إلا السير على سنتهما ...
لكنها هي خلة الإسلام الباقية عبر العصور في ضرب الكفر والشرك، وجهادهم إلى يوم الدين لتبديدهم وتفريقهم عنه على يد أمة وليس فردًا، بما أنزله الله تعالى، وجاء به النبي عليه الصلاة والسلام.

أبو مسلم العرابلي
01/05/2017, 11:41 PM
اسم إبراهيم عليه السلام من البرهمة وهي البرعمة التي تخرج من شجرة ميتة ؛
لأن الناس لم يعرفوا إبراهيم إلا بعد سنوات من وفاة والدة "تارح"
وقد كان ظن الناس أن شجرة والده ماتت .. فإذا هي تحيا من جديد ...
فسمي لذلك بإبراهيم ..
أما آزر فهو في الحقيقة أب عم؛ عمه الذي آزره ورباه حتى اشتد عوده وصار فتى

أبو مسلم العرابلي
09/05/2017, 12:07 PM
لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟