المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف حافظ الله تعالى على صفة تسمية سليمان بسليمان ؟!



أبو مسلم العرابلي
14/04/2017, 11:31 PM
كيف حافظ الله تعالى لسليمان عليه السلام
على صفة تسمية بسليمان؟!

قيل لأعرابي : السلام عليكم
قال الأعرابي : وعليكم الضحضاح،
فقيل له : ما هذا ؟
قال : رميتني بشجرة شوك، وأنا رميتك بأشد منها،
لم يفهم الأعرابي من لفظ الإسلام إلا تلك الشجرة.
شجر السَلَم، أو السلام؛ شجر شوكي لا يمكن اعتلاؤة؛ لأن شوكه ينشب في ملابسك وجلده،
ولو كان عليك شجر السلام ، فلا مجال لأحد لاعتلائك
والإسلام هو الحامي لعلوك وعزك والضامن بعدم علو الأعداء عليك،
ولذلك السلام عليكم تحية للمسلمين فقط، بالدعاء لهم،
بثبات ارتباط العلو للمسلم وعدم اعتلاء الكافر عليه،
والسُّلَّم : أداة تمكنك من اعتلاء ما ارتفع من أسطح الأبنية والقلاع وغيرهما.
فمادة "سلم" مستعملة في العزة والعلو
ولو أردت تعريف الإسلام وربطه بالجذر الذي اشتق منه،
أقول : الإسلام هو طلب العزة والعلو لله بالعزة والعلو على شياطين الإنس والجن
بدلا من التعريف الذي درَّستُه أكثر من عشرين سنة؛ الإسلام: هو الاستسلام لله بالدعوة والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك؛
معان صحيحية ومطلوبة من المسلم ، ولكن ارتباطها بمصدر اشتقاق الإسلام غير واضح.
وسليمان عليه السلام من مادة "سلم" التي هي في العزة والعلو
فكيف حافظ الله تعالى على هذه الصفة لسليمان عليه السلام.
العزة والعلو تكون على العقبات والمعيقات التي تحجز الساعي خلفها.
فكل ما ورد عن سليمان عليه السلام تجاوز فيه هذه العقبات؛
- عقبات مكانية، عقبات السير في البر والبحر، والجبال، والوصول إلى قاع البحر، وقد تجاوز سليمان عليه السلام ذلك بالريح التي تعلو البر والبحر والجبال والغواصين من الجن؛
: { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ {36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ {37} ص.
- عقبات زمانية، وهي طول المدة في الوصول، وقد تجاوزها سليمان عليه السلام بسرعة الريح، وسرعة مراسلاته، وقدرة ملئه بإحضار الشيء؛
: { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ {12} سبأ.
: { اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ {28} النمل.
: { ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ {37} النمل.
: {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ..{40} النمل.
- عقبات سمعية، والسمع هو الاستجابة لما يقال بما يجب بعد إدراك مراده، وقد تجاوزها سليمان بتعليم منطق الطير ، والقدرة على مخاطبة الجن؛
: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ {17} النمل
: { وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ {16} النمل.
: { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا .. {19} النمل.
- عقبات بصرية، وهي عدم رؤية الشيء سبب الحواجب عن الرؤية في البعد وفي القرب،وقد تجاوزها سليمان عليه السلام؛ برؤية الجن، وصرحه من قوارير تكشف ما خلفها أو فوقها أو تحتها، وبالطير (الهدهد) الذي يأتي بخبر البعيد.
: { فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ{22} النمل.
: { وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12} سبأ.
: { وَآَخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ {38} ص.
: { قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ .. {44} النمل.
- عقبات القدرة، وهي في ضعف القوة العسكرية، وضعف المعاونين له، وقد تجاوزها سليمان عليه السلام، بتنوع جنده، وقدرات ملئه من الجن وأصحاب العلم؛
: { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ {17} النمل
: { اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) النمل
- عقبات إمكانيات، وذلك أنه قومه رعاة وزراع، لا يعرفون الصناعة، فتجاوز ذلك بقدرات الجن؛
: { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} الأنبياء.
: { .. وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12} يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ .. {13} سبأ.
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ {37} ص
: { فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {14} سبأ.
: { قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ .. {44} النمل.
- عقبات تاريخية، في علوه على من سبق، وعلى اللاحق، وقد تجاوز ذلك بالتفوق بالحكم على أبيه، وأن ملكه لا ينبغي لأحد من بعده،
: { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ {78} فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا .. {79} الأنبياء.
: { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ {35} ص.
- عقبات علو سليمان في الممات، حيث يسبق الموت المرض والاستلقاء على الفراش، وكونه بلا حول ولا قوة عند غسيله وتكفينه، وقد تجاوز ذلك بخصوصية موته واقفًا لمدة عام، واستمرار أمره بعد موته، وموته بعيدًا عن الناس حيث يتكفل بمثل هذا الحال الملائكة كما حدث مع حنظلة الغسيل، وبقاء قبره مجهولاً لا تصله الأيدي.
: { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {14} سبأ.

اقرأ أيضًا : وألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب (www.wata.cc/forums/showthread.php?106499-)

أبو مسلم العرابلي
30/04/2017, 10:07 PM
سنعمل إن شاء الله تعالى على سلسلة
كيف حافظ الله تعالى على صفة تسمية الأنبياء بأسمائهم

أبو مسلم العرابلي
30/05/2017, 11:48 PM
كتسمية آدم عليه السلام بآدم
وتسمية إبراهيم بإبراهيم
وتسمية موسى بموسى