المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجود والكرم



ماهر محمدي يس
07/05/2017, 06:37 PM
http://www14.0zz0.com/2017/05/07/18/351549884.jpg

الجُود والكَرَم
ماهر محمدي يس

الجُود والكَرَم خُلُق تسُود به المحبَّة والمودَّة والرحمة في المجتمعات، وبه يكون التآزر والتعاون والتضامن بين الناس، وهو خُلقٍ من أخلاق الصالحين ، الجود والكرم من صفات الله عز وجل ، فالكريم من أسمائه، والجود والكرم من صفاته.
الجود والكرم يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين ، ويحب على المسلم أن يكون كريمًا، ويتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وبصحابته في إنفاقهم وجودهم وكرمهم ، وعليناأن نكثر من الجود والكرم في جميع أوقات العام، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم ، كذلك في الأعياد والمناسبات التي تحتاج منا ذلك ، فعلى المسلم أن يجعل الجود والكرم صفة لازمة له على الدوام، حتى يفوز برضوان الله وجنته.

قال سبحانه وتعالى :
* يَا أَيُّهَا الذَِّينَ ءَامَنُواْ أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَاكَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِنَ الأَرْضِ ولاتَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُم بِأَخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (سورة البقرة: 267).
* ... وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (سورة البقرة: 272).
*وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (سورة البقرة: 195).
* مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة: 261).
* الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (سورة البقرة:274).
* لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ من شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ (سورةآل عمران: 92).
* فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (سورة الليل : 5- 7).
* هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (سورة الذاريات: 24 – 27).
* وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (سورة الإسراء:70).
*وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (سورة الإسراء: 26- 27).
* وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ... (سورة الإسراء: 29).
* ... وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ... (سورة سبأ: 39).
* وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ... (سورة النحل: 18).
* وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ... (سورة النحل: 53).
* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ٍ (سورة العلق: 3).
* وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (سورة الشورى:25-26).

* عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله جواد يحبُّ الجوادَ ، ويحب معاليَ الأخلاق ، ويكره سَفْسافها".
* عن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بن آدم، إنَّك أنْ تبذل الفضلَ خيرٌ لك، وأن تمسكه شرٌّ لك ، ولا تلام على كفافٍ، وابدأ بمن تعول، واليد العُليا خير من اليد السُّفلى".
* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دينارٌ أنفقته في سبيل الله ، ودينارٌ أنفقته في رقبةٍ، ودينارٌ تصدَّقت به على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك ؛ لأنَّ النَّفقة على القريب صِلَة وصدَقة ".
* وقد قال علي -رضي الله عنه- وهو يحث على العطاء وإن قَلَّ: لا تستحي من عطاء القليل؛ فالحرمان أقل منه، ولا تجبن عن الكثير؛ فإنك أكثر منه ".
* (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ".
* فعَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها " أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً ثم وزعوها على الفقراء، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " مَا بَقِىَ مِنْهَا ؟ قَالَتْ مَا بَقِىَ مِنْهَا إِلاَّ كَتِفُهَا ، قَالَ بَقِىَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا ".
* وقيل لحكيم: "أيُّ فعلٍ للبَشَر أشبه بفعل الباري تعالى، فقال: الجُود".
* وعن حسن بن صالحٍ، قال: "سُئِل الحسن عن حُسْن الخُلُق، فقال: الكَرَم، والبَذْلة، والاحتمال".
* قال الفيرزابادي رحمه الله: " والكرم إذا وصف اللّه به فهو اسم لإحسانه وإنعامه، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة الّتي تظهر منه ".
* قال عبد اللّه بن جعفر رحمه الله: «أمطر المعروف مطرا، فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب اللّئام كنت له أهلا ".
* وقال أبو سليمان الداراني: " جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل في قلبه خصالاً: الكرم والسخاء والحلم والرأفة والشكر والبر والصبر ".
* وقال جعفر بن محمَّد الصَّادق: "إنَّ لله وجوهًا مِن خلقه، خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجُود مجدًا، والإفضال مغنمًا، والله يحبُّ مكارم الأخلاق".
* وقال بعض الحكماء: " أصل المحاسن كلها الكرم، وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام، وجميع خصال الخير من فروعه" .
* وقال بعض العلماء: " الكرم هو اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل، ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل".
* وفي الحديث القدسي: "يَا عَبْدِي، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ".
* " أفضل الناس إيماناً ، أبسطهم كفاً " (الطحاوي)
* " خير الناس مؤمن فقير يعطي جُهْدُهُ " (الطيالسي والديلمي)

ما أحوج النَّاس إلى هذا الخُلق العظيم، في زمنٍ فشَت فيه كلُّ مظاهر الأنانية والبخل والشح ،
الجود والكرم خلُق عظيم، وعملٌ صالح جليل، أَمر به ربُّ العالمين، وحثَّ عليه سيد المرسلين ، ذلكم الخُلق العظيم الذي نحتاجه في كلِّ وقت وحين ، خصوصاً هذه الأيام التي يشكوا فيها كثير من الأفراد.
فمِن الواجب على المسلِم أن يُشرك غيرَه فيما آتاه الله من فَضله، وأن يجعل في ثرْوته متَّسَعًا يُسعِفُ به المنكوبين ويُريح المتعَبين ؛ لذلك كان الأمر بالإنفاق على القرابة والمساكين من الأمور المحببة من رب العالمين ، وتجعل صاحبها محبوب من الخالق الكريم ، وقريب من الخلق أجمعين .
وفقنا الله جميعا إلى ما فيه الخير والرشاد.

ماهر محمدي يس / خبير تقني الأشعة والتصوير الطبي
عضو شبكة تعريب العلوم الصحية
منظمة الصحة العالمية – شرق المتوسط

السعيد ابراهيم الفقي
07/05/2017, 10:04 PM
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (سورة البقرة: 261).
====
بوركت أيها الطيب أستاذ ماهر محمدي يس
====
جعلها لله في ميزان حسناتك
ورزقك خير الدارين

ماهر محمدي يس
07/05/2017, 11:25 PM
شكرا جزيلا للأستاذ الفاضل والأديب الكبير السعيد إبراهيم الفقي ،
ولك شكري وتقديري لمتابعة سيادتكم التي أعتز بها ، وبارك الله فيكم

ماهر محمدي يس