ابراهيم عبد المعطى داود
15/05/2007, 08:12 PM
البند لايسمح
عبد الحميد افندي موظف بوزارة -----
يتفانى فى عمله ---بلا تعب أو كلل ---
بحكم وظيفتة فى الملفات فإنة مضطلع على أحوال المصلحة وأسرارها --
ولكنه بغض الطرف عن مبالغ ومكافآت توزع هنا وهناك لمن لا يستحق --!!
وفى يوم ما همست فى أذنة موظفة المخازن --
أنت قديم يا عبد الحميد أفندي --لماذا لاتطالب بحقك --؟؟؟
فيجيب وعيناه على الملفات أمامه
أي حق لي --؟؟
فتجيبه بخبث وبصوت هامس وهي ترنو إلى المكتب المجاور حيث زميلته سحر
حقك من المكافآت --!!
ويفطن عبد الحميد إلى مرادها --
وبنفس الهمس وبخبث أشد يقول
تجوع الحرة ولا تأكل ب------
فتضحك موظفة المخازن ضحكة مائعة جريئة وتقول وهي تغمز بعينها
الشاعر قال تجوع --ولم يقل تموت
ثم أكملت:
نحن أموات ياعبد الحميد أفندي --الغلاء أكل كل شيء ولا ندري كيف نربي
أولادنا
رد وعيناه تدور في الملف:
نربيهم فى الحلال
أي حلال والبلد كلها في انهيار تام -- انتشرت الرشاوي --كثرت السرقات
أصحاب الذمم الخربة هم القدوة وهم أصحاب النفوذ-حتى حق الفقراء أخذوه
لهم الجمعية كان بها لحمة سوداني الكيلو ب16 جنيها أين ذهبت ؟
ذهبت لأشتري للأولاد فوجدت طابورا وما أن اشترى ثلاثة او أربعة حتى أعلن
البائع أن اللحم انتهى --- أين ذهب -؟؟ ذهب في كراتين كبيرة إلى أصحاب النفوذ
والسلطة ---إلى السادة --وتركوا العبيد يشترون اللحم ب40 جنيها
أجاب فى هدوء وهو شارد الذهن :
لنا الله -- اذهبي إلى عملك ---ولا توجعي قلبنا --!!
نحا عبد الحميد أفندي الملفات جانبا --
وجلس يفكر ---
فعلا ماهو الحل --مطلوب منه دفع الدروس الخصوصية -- وكذا رمضان على
الأبواب والمصاريف فى هذا الشهر أكثر من مصاريف العام كله ---
امتلأ رأس عبد الحميد أفندي بالهموم --
وجلس يفكر حتى هده تفكيره ---
سحب ورقة وقلما وكتب إلى المدير العام يطالبة بإدراج اسمه في كشوف المكافآت
معددا أعماله وخدماتة طوال السنوات الطويلة فى المصلحة ---
أصلح من هندامه --و ارتدى نظارتة الطبية --- واطمأن إلى لمعان حذائه -------
وتقدم متجها إلى المدير العام ---
أشار له السكرتير فى سخط بالانتظار حتى ينتهي سيادة المدير العام من عمله --
بعد أكثر من ساعة --انفرج باب مكتب المدير --
كانت زميلته سحر هي التي بالداخل ---!!!
خرجت تتبختر فى دلال ---وينبعث من جسدها الممشوق عطر أخاذ --
وعلى وجهها ابتسامة غامضة ---
وفى أدب جم تقدم عبد الحميد أفندي إلى مكتب المدير وحياه --وبيد مرتعشة وضع
أمامه الورقة المكتوبة ---
نظر المدير العام بعينين كعيني السكير الذى يفيق فجأة ---وقرأها -و ارتسمت على
وجهه مشاعر مبهمة ومد يده بالقلم --وكتب جملة --!!
وبنظرة ساخرة مد يده بالورقة لعبد الحميد أفندي --
طوى عبد الحميد أفندي الورقة --وخرج متهللا وهو لا يعلم ما بها --
وعلى مكتبه التفت يمنة ويسرة وأخرج الورقة من جيبه --
فتح الورقة وقرأ:
"البند لايسمح"
ابتسم ابتسامة بلهاء ---
وتقوس على مكتبه كمن تلقى طعنة قاتلة --
وندت عنه صرخة ---ثم سقط على وجهه ---
تصلب عوده ---و ارتعدت أطرافه --وطفح الزبد من شدقيه -
انتهت بحمد الله يوم الجمعة الموافق 2007/3/2
************************************
عبد الحميد افندي موظف بوزارة -----
يتفانى فى عمله ---بلا تعب أو كلل ---
بحكم وظيفتة فى الملفات فإنة مضطلع على أحوال المصلحة وأسرارها --
ولكنه بغض الطرف عن مبالغ ومكافآت توزع هنا وهناك لمن لا يستحق --!!
وفى يوم ما همست فى أذنة موظفة المخازن --
أنت قديم يا عبد الحميد أفندي --لماذا لاتطالب بحقك --؟؟؟
فيجيب وعيناه على الملفات أمامه
أي حق لي --؟؟
فتجيبه بخبث وبصوت هامس وهي ترنو إلى المكتب المجاور حيث زميلته سحر
حقك من المكافآت --!!
ويفطن عبد الحميد إلى مرادها --
وبنفس الهمس وبخبث أشد يقول
تجوع الحرة ولا تأكل ب------
فتضحك موظفة المخازن ضحكة مائعة جريئة وتقول وهي تغمز بعينها
الشاعر قال تجوع --ولم يقل تموت
ثم أكملت:
نحن أموات ياعبد الحميد أفندي --الغلاء أكل كل شيء ولا ندري كيف نربي
أولادنا
رد وعيناه تدور في الملف:
نربيهم فى الحلال
أي حلال والبلد كلها في انهيار تام -- انتشرت الرشاوي --كثرت السرقات
أصحاب الذمم الخربة هم القدوة وهم أصحاب النفوذ-حتى حق الفقراء أخذوه
لهم الجمعية كان بها لحمة سوداني الكيلو ب16 جنيها أين ذهبت ؟
ذهبت لأشتري للأولاد فوجدت طابورا وما أن اشترى ثلاثة او أربعة حتى أعلن
البائع أن اللحم انتهى --- أين ذهب -؟؟ ذهب في كراتين كبيرة إلى أصحاب النفوذ
والسلطة ---إلى السادة --وتركوا العبيد يشترون اللحم ب40 جنيها
أجاب فى هدوء وهو شارد الذهن :
لنا الله -- اذهبي إلى عملك ---ولا توجعي قلبنا --!!
نحا عبد الحميد أفندي الملفات جانبا --
وجلس يفكر ---
فعلا ماهو الحل --مطلوب منه دفع الدروس الخصوصية -- وكذا رمضان على
الأبواب والمصاريف فى هذا الشهر أكثر من مصاريف العام كله ---
امتلأ رأس عبد الحميد أفندي بالهموم --
وجلس يفكر حتى هده تفكيره ---
سحب ورقة وقلما وكتب إلى المدير العام يطالبة بإدراج اسمه في كشوف المكافآت
معددا أعماله وخدماتة طوال السنوات الطويلة فى المصلحة ---
أصلح من هندامه --و ارتدى نظارتة الطبية --- واطمأن إلى لمعان حذائه -------
وتقدم متجها إلى المدير العام ---
أشار له السكرتير فى سخط بالانتظار حتى ينتهي سيادة المدير العام من عمله --
بعد أكثر من ساعة --انفرج باب مكتب المدير --
كانت زميلته سحر هي التي بالداخل ---!!!
خرجت تتبختر فى دلال ---وينبعث من جسدها الممشوق عطر أخاذ --
وعلى وجهها ابتسامة غامضة ---
وفى أدب جم تقدم عبد الحميد أفندي إلى مكتب المدير وحياه --وبيد مرتعشة وضع
أمامه الورقة المكتوبة ---
نظر المدير العام بعينين كعيني السكير الذى يفيق فجأة ---وقرأها -و ارتسمت على
وجهه مشاعر مبهمة ومد يده بالقلم --وكتب جملة --!!
وبنظرة ساخرة مد يده بالورقة لعبد الحميد أفندي --
طوى عبد الحميد أفندي الورقة --وخرج متهللا وهو لا يعلم ما بها --
وعلى مكتبه التفت يمنة ويسرة وأخرج الورقة من جيبه --
فتح الورقة وقرأ:
"البند لايسمح"
ابتسم ابتسامة بلهاء ---
وتقوس على مكتبه كمن تلقى طعنة قاتلة --
وندت عنه صرخة ---ثم سقط على وجهه ---
تصلب عوده ---و ارتعدت أطرافه --وطفح الزبد من شدقيه -
انتهت بحمد الله يوم الجمعة الموافق 2007/3/2
************************************