المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟



أبو مسلم العرابلي
31/07/2017, 11:52 PM
من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟


هل هو آزر أم تارح كما ورد في الأثر عن أهل الكتاب؟
إذا كان تارح هو والده .. فمن يكون آزر له؟
وما الفرق بين الوالد والأب ؟
في عرف الناس لا يفرقون بين الأب والوالد
ويعدانهما شخص واحد في كل الأحوال.
أما في اللغة، والقرآن، واستعمال العرب قديمًا، فالتفريق بينهما قائم،
وما زال لهذا التفريق استمرار في بعض المناطق او القبائل؛
فقد لا يراد بالأب الوالد، بل يراد به العم المربي خاصة.
وقد يراد بالأب الوالد، ولكن يفرق بينهما في الاستعمال.
الوالد هو الذي يخلق الابن من نفسه لا من غيره،
ولا يخلق الإنسان إلا من نفس واحدة هي الأصل،
والولادة هي الخلق من النفس، والأب هو الأصل.
ولذلك قال تعالى عن نفسه: {لم يلد ولم يولد{3} الإخلاص.
أي أنه لم يأت بأحد من نفسه، ولا كان هو سبحانه من نفس غيره،
ومعنى ولدت المرأة؛ جاءت بمولود من نفسها ونفس زوجها،
وليس المعنى بأنها وضعت حملها على الاستعمال العامي،
والمشارك للوالد في ذلك ولا يتم الخلق إلا بهما؛ هي الأم فقط،
فجاء تأنيث الوالد بلفظ الوالدة للدلالة على الأم،
فكانت التثنية لهما معًا فقط بالتغليب بسبب هذه المشاركة،
ولأجل ذلك لا يثنى الوالد في الآباء ولا يجمع،
أما الأب فيثنى كما في تثنية الوالدين،
ويجمع الأب (آباء) من الأب الأدنى (الوالد) إلى الأب الأعلى؛ آدم عليه السلام،
إذا ذكر الوالدين في القرآن؛ ذكرا في موضع الترابط بينهما وبين الأولاد،
وإذا ذكر الأبوين في القرآن، ذكرا في موضع الانقطاع بينهما وبين الأبناء، بأسبابه المتعددة.
ولأن أكثر الناس وحتى طلاب العلم لا يفرقون بين الأب والوالد، فالأب عنده هو الوالد فقط في كل الأحوال؛
فأقدم لأجل ذلك هذه الدراسة التفصيلية لبيان الفرق بين الوالدين والآباء في استعمال اللفظين في القرآن الكريم، للوصول إلى حقيقة علاقة "آزر" بإبراهيم عليه السلام.

أبو مسلم العرابلي
31/07/2017, 11:54 PM
ورد ذكر "والد" في القرآن الكريم (27) مرة،

ذكر الوالد بالإفراد ثلاث مرات؛
في معرض الحديث عن عدم نفع كل من الوالد وولده لبعضهما في الآخرة؛
: {لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا {33} لقمان .
وفي قوله تعالى: {ووالد وما ولد{3} البلد، والمقصود به آدم وما ولد من ذريته، والنفس تخلق من نفس واحدة ولكن أنفسًا كثيرة قد يخلق منها، ولا انقطاع لأحد في نسبه عن آدم عليه السلام.
فالاتصال والارتباط بآدم في النسب قوي وشديد لا انفكاك له.
وذكرت الوالدة بالإفراد في ثلاث مواضع؛
مرتان منهما بالإضافة؛ إلى عيسى عليه السلام (والدتك، والدتي))؛ عندما كان طفلا ملتصقُا بها،
: { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا {27} .... وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا {32} مريم.
: { إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً {110} المائدة.
ومرة بإفراد الوالدة؛ الوالدة المرضعة؛
: { لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ {233} البقرة.
وذكرت الوالدات بالجمع مرة واحدة في الحديث عن الرضاعة؛
: { وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ {233} البقرة.
وقد جمعت الوالدة ولم يجمع الوالد؛ لأن الوالدة تبعًا وليست أصلاً، الأصل واحد، والأتباع يتعددون،
وقد تكون الوالدة تبعًا لأكثر من رجل في حياتها، فتلد لكل منهم أولادًا ينسبون لهم وليس لها.

أبو مسلم العرابلي
31/07/2017, 11:57 PM
وذكر الوالدان بالرفع (والدان) ثلاث مرات،
في قسمة الميراث، بعد موتهما مباشرة،
وبالجر (والدين) 17عشر مرة

: { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا {7} النساء.
: { وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ {33} النساء.

وقد ذكر الوالدان في حال الجر "والدين" (17) مرات؛ في طلب الإحسان إليهما، والدعاء بالغفران لهما، والوصية بهما ولهما، والإنفاق عليهما، والبر بهما، وشكرهما، وشكر الله على الإنعام عليه وعليهما، ومرة دعائهما لابنهما الكافر المتمرد على أمرهما، ومرة في بالشهادة بالحق ولو عليهما.
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ {135} النساء.
: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {83} البقرة.
: { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {36} النساء
: { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
{151} الأنعام.
: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {23} الإسراء.
: { كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ {180} البقرة
: { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ {215} البقرة.
: { وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ {19} النمل.
: { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ {15} لقمان
: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {41} إبراهيم
: { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ {28} نوح
: { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا {14} مريم.
: { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا {8} العنكبوت.
: { وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق {17} الأحقاف.
فقد كانا متمسكين به وحريصان على إيمانه ونجاته من الكفر والشرك، وذلك من شدة ارتباطهما به
: { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ
{14} لقمان.
: { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {15} الأحقاف
: { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} لقمان.
فقد جاء ذكر الوالدين في سياق شدة الترابط بين الوالدين وأولادهما بالرعاية والتعطف والإحسان من كليهما،
فجاء ذكرهما وهم أحياء وليس بعد الممات؛ لأن ذلك لا يتحقق إلا بحيادتهم جميعًا.
إلا في الميراث؛ لأن كثرة الورثة من أولادهما لا يكون إلا بسبب اجتماعهما على الوالد أو الوالدة، بكونهما أولاد لهما، فهذا من شدة الترابط بينهما والذي استحق الأولاد به التوريث، ولاستحضارهما في الموقف، لحداثة الفراق بينهما وبقاء الأثر الكبير له. فحسن وصفهما بالوالدين.

أبو مسلم العرابلي
31/07/2017, 11:59 PM
أما الأب فهو من مادة "أبو"،
وهي أخت مادة "أبي" التي تستعمل في الرفض والقطع والبعد،

فذكر الأبوان يكون عندما يحدث الانقطاع بين الآباء والأبناء، ولا يكون لهما سلطة على الأبناء في ثلاث حالات ؛
بموت الآباء: {كما أخرج أبويكم من الجنة}، {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق}، {وكان أبوهما صالحًا}
وبموت الأبناء : {ولأبويه لكل واحد منهما .... وورثه أبواه}
وبعدم السلطة على الأبناء : {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا} فالابن هو عزيز مصر له أمر ونهي فيها،
{وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} لا سلطة لهما على ابنهما في إصلاحه.
وذكر الأباء يأتي دائما في سياق الانقطاع؛ إما بالموت وإن كان آخرهم حيًا، وانقطاع بالكفر عن الإيمان بالله، وانقطاع في المكان بسبب اختلاف السكن. وانقطاع التآلف بينهما وجفاء العواطف بينهما، وقد يُكتفى بواحد منها أو أكثر، وتدبر الآيات التي ذكر فيها الآباء؛

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:00 AM
"آباؤ..." في حال الرفع في (26) موضعًا.

: { قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170} البقرة
: { آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا {11} النساء
: { وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً {22} النساء.
: { قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} المائدة.
: { وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ {91} الأنعام.
: { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ك {148} الأنعام.
: { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ {70} الأعراف.
: { أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ {71} الأعراف.
: {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ {173} الأعراف.
: { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ ..... أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ {24} التوبة.
: { أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ {62} هود.
: { قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا الرَّشِيدُ {87} هود
: { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ {109} هود.
: { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ {40} يوسف.
: { تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {10} إبراهيم.
: { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا {35} النحل.
: { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54} الأنبياء.
: { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {83} المؤمنون.
: { قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ {75} أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ{76} الشعراء.
: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ {67} النمل.
: { لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {68} النمل.
: { قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ {43} سبأ.
: { لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ {6} يس
: { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ {16} أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ {17} الصافات.
: { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ {23} النجم.
: { أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ {47} أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ {48} الواقعة.

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:01 AM
آباء في حال النصب (20) موضعًا؛

: {قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170} البقرة
: {فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا {200} البقرة
: {قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} المائدة.
: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا {28} الأعراف.
: {وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {95} الأعراف.
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ {23} التوبة.
: {قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ {78} يونس.
: {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ {44} الأنبياء
: {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53} الأنبياء.
: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ {68} المؤمنون.
: {وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا {18} الفرقان.
: {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ {74} الشعراء.
: {قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} لقمان.
: {فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ {5} الأحزاب
: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ {69} الصافات.
: {قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22} الزخرف
: {إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {23} الزخرف
: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ {24} الزخرف
: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى جَاءهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ {29} الزخرف
: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ {22} المجادلة.

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:04 AM
"آبائ..." في حال الجر في (18/) موضعًا.

: { قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} البقرة.
: { وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {87} الأنعام.
: { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ {38} يوسف
: { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ {23} الرعد.
: { مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا {5} الكهف.
: { وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ {24} المؤمنون
: { وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ{31} النور.
وهذا الانقطاع بين البنت وأبيها بسبب أنها أصحبت في بيت بعلها.
: { أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ {61} النور.
: { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {26} الشعراء.
: { قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ {36} القصص.
: { ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ {5} الأحزاب.
: { لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ {55} الأحزاب
: { اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {126} الصافات.
: { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {8} غافر
: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {8} الدخان
: { فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {36} الدخان.
: { بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {25} الجاثية.


تدبر الآيات السابقة
وستجد ذكر الآباء بالرفع والنصب والجر جاءت جميعًا في سياق التباعد والانفصال بين الآباء والأبناء
وكذلك الحال مع ذكر الأب بالإفراد في الآيات اللاحقة

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:12 AM
ذكر الأب مفردًا مجرورًا.

: { اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ {93} يوسف.
: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ {1} المسد
: {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ {86} الصافات.
: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} الأنعام.
: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ {114} التوبة.
: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {4} يوسف.
: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا {42} مريم
: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ {52} الأنبياء.
: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ {70} الشعراء.
: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ {85} الصافات.
: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {26} الزخرف.
: { إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ{4} الممتحنة.
: { فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {63} يوسف.
: { اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ {9} يوسف.
: { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ {59} يوسف.
: { ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا {81} يوسف.
: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ{78} الحج.
: { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {8} يوسف.

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:13 AM
ذكر الأب مرفوعًا

: { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ {68} يوسف.
: { وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ {94} يوسف.
: { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا{82} الكهف
: { يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا {28} مريم.
: { قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ {23} القصص.

أما في قوله تعالى : {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ {80} يوسف.
أبي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف إلى ياء المتكلم

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:14 AM
ذكر الأب منصوبًا .

: { قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {78} يوسف.
: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {40} الأحزاب.
: { قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ {80} يوسف.
: { وَجَاءُو أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ {16} يوسف.
: { قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ {61} يوسف.
: { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {8} يوسف.
: { قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ {11} يوسف.
: { قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ {17} يوسف.
: { فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {63} يوسف.
: { قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا {65} يوسف.
: { ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ {81} يوسف.
: { قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ {97} يوسف.
: { قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا {25} القصص.
"أبي" اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة قبل الياء وهو مضاف والياء مضاف إليه.
وآزر لم يكن له سلطة على إبراهيم عليه السلام، ولا كان الترابط بينهما قوي، فوصف "آزر" بأنه أب لإبراهيم عليه السلام.
ولا تكون العلاقة بين النبي ووالده بالصورة التي كانت بين إبراهيم وآزر ... لو كان آزر هو والده على الحقيقة ..
لأن الله تعالى أمر بالإحسان إلى الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف، وعدم طاعتهما في معصية، وليس العداء لهما، والتبرأ منهما، ومحاربتهما. كما فعل إبراهيم بأبيه "آزر" وليس والده "آزر"

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:16 AM
جاء ذكر الأب في المناداة التي ليس في الانقطاع بالموت وبعد الزمان، ولكن انقطاع في أمور اخرى؛

: { إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا {42} مريم
: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا {43} مريم
: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا {44} مريم
: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا {45} مريم.
الانقطاع والتباعد بين إبراهيم عليه السلام وآزر كان في التوحيد والعقيدة وهذه الدعوة والمناداة من إبراهيم لآزر تبين هذا الاختلاف وتوضحه.
وأداة النداء "يا" تستعمل مع المتباعدين المتصلين في السمع.

وجاءت كذلك التسمية بالأب في المناداة بين يوسف وأبيه يعقوب عليهما السلام في التبليغ بالرؤيا والتأويل لها،
والرؤيا خاصة بيوسف ومقطوعة عن يعقوب ولا يشاركه فيها؛
: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {4} يوسف.
: { وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا {100} يوسف.

وجاءت التسمية بالأب في المناداة بين ابنة الرجل الصالح في مدين وأبيها؛
: { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} القصص.
وذلك أن أباها يرفض قيام رعيان على ماشيته لعدم الثقة بهم، وهو كبير السن، فسدَّت ابنتاه مكانه في القيام على الماشية، على غير رغبة منهن بهذا العمل، فطلبت إحداهن من أبيها استجار موسى عليه السلام على العمل، وشجعته بأنه القوي الأمين على ذلك وخير من تستأجره،
فالانقطاع بين البنت وأبيها قائم؛ هي تريد راعيًا للماشية وهو لا يريد ...
ثم استجاب لها بعد ذلك بشروطه التي ربط بها الراعي الجديد به سنوات عديدة.

وجاءت التسمية بالأب في المناداة بين إسماعيل وإبراهيم عليهما السلام؛
: { قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ {102} الصافات.
وذلك أن إبراهيم عرض على إسماعيل ما رأى في المنام، ولم يرد أن ينفذ الأمر بالقوة عليه، واستجاب الابن، والتوافق والترابط بين اثنين يكون في منفعتهما أو لأحد منهما، والرؤيا فيها مصيبة على أب يذبح ابنه بلا حكمة ظاهرة له فيها، ومصيبة على الابن في ذبحه بلا سبب ظاهر يخفف عنه، وفيها فراق لهما بالموت لأحدهما لو نفذ الأمر. وقد تخلا عن مشاعرهما استجابة لأمر الله.

وكانت الحكمة في هذه الرؤيا أنه سيكون من ذرية هذين النبيين أمة تحمل أعباء حمل ونشر دين الله، ويضحي الآباء بأنفسهم وبأبنائهم في سبيل هذا الدين، ويرضى الأبناء بهذه التضحية بلا حدود، وقد تحقق ذلك منذ مبعث محمد صلى الله عليه وسلم دعوة أبويه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

فقد رأينا أن ذكر الأب في هذه الآيات جاء في موضع الانفصال والانقطاع في الزمان أو المكان، أو العقيدة، أو الرأي، أو العواطف والمشاعر ....

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:17 AM
ونعود للحديث عن آزر هل هو أب والد
أو أب وليس بوالد.؟

نزل القرآن بكلام العرب وأساليبهم.
ومن أساليب العرب أنهم يسمون العم بالأب،
وخاصة العم المربي والمهتم بشأن أبناء أخيه،
ولكنهم يميزون بينه وبين الوالد بذكر اسمه،
فإذا قال لك أبي عثمان؛ فأعلم أنه يقصد عمه عثمان،
وإذا قال أبي بلا تسمية وغير موجود؛ فأعلم أنه يقصد والده،
ولذلك لما سمى الله تعالى أبا إبراهيم "آزر" على استعمال العرب،
أراد البيان بأن آزر عمه وليس والده.
: { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} الأنعام.
وقد سمى الله تعالى العم بالأب في آية أخرى؛
: { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} البقرة.
فإسحاق هو الأب، وإبراهيم الجد هو أب أعلى، وإسماعيل هو العم؛ وكلهم آباء ليعقوب عليهم الصلاة والسلام.

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 12:19 AM
لا يصح أن يكون آزر والدًا لإبراهيم للأسباب التالية؛

أولاً : أنه لما سمى أبا إبراهيم "آزر" دل على أنه عمه جريًا على لغة العرب في تمييز الأب العم عن الوالد، ولها شاهد من القرآن
ثانيًا : أن الله تعالى لما قال؛
: { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ {33} البقرة؛
قال : {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {34} البقرة.
أن الاصطفاء كان لآبائهم أيضًا؛ لأن بعض الشيء من جنس بقيته، فكل الآباء بين كل نبي من الأنبياء المذكورين من المصطفين أيضًا.
ومع ذكر آزر تبين أنه كان كافرًا يعبد الأصنام، والله تعالى لا يصطفي أحدًا من الكفار.
ثالثًا : أن العلاقة بين آزر وإبراهيم عليه السلام علاقة عداوة، وليست العلاقة بين الوالد وولده تكون هكذا، فالله تعالى أمر بالإحسان إلى الوالد، ومصاحبة بالمعروف ولو كان كافرًا، فكيف إذا وصل الأمر إلى بالتبرؤ منه!.
رابعًا : أن اسم إبراهيم من البرهمة وهي البرعمة؛ لكن البرهمة تخرج من شجرة ميتة، والبرعمة من شجرة حية، وكان الظن أنه لما مات والد إبراهيم عليه السلام؛ قال الناس بأن شجرته قد مات، وإذا بها تحيا بعد زمن بهذا الابن، فكان اسمه إبراهيم تسمية على مسمى،
خامسًا : من كان في هذا الحال الذي أصبح عليه إبراهيم من اليتم فيحتاج إلى مؤازرة من أقرب الناس إليه، وهو عمه، لأنه وحيد والديه وليس له أخ أكبر يرعاه، فجاءت تسمية آزر بما يناسب مهمته في رعاية إبراهيم حتى استوى على سوقه،
وكان إبراهيم حريصًا على رد المعروف لعمه بالإلحاح عليه بترك الكفر وعبادة الأصنام، وعبادة اللهَ وحده.
سادسًا : لا يصح مع تسمية إبراهيم بإبراهيم أن يكون له والد حي يرزق بين الناس يكلمه، وهو المولود يتيمًا من شجرة ميتة.

سابعًا : ورد في الأثر عند أهل الكتاب أن والد إبراهيم عليه السلام اسمه "تارح"، ولا يهمنا التسمية بقدر ما يهما أنه لم يسلم السابقون بأن آزر هو والد إبراهيم عليه السلام.

وإذا صحت التسمية بتارح وأقول إذا صحت التسمية؛ فإن اسم تارح يدل من حروف التسمية أنه الذي مات ولم يترك ولدًا خلفه (كان أبترًا)، أي أن إبراهيم ولد يتيمًا، ولم يعرف حمل أمه به إلا بعد وفاة والده.
ثامنًا : أن آزر مات كافرًا، وهلك مع الكفار من قومه، وقد تبرأ منه إبراهيم عليه السلام في حياته؛
: { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ {114} التوبة.
فكيف يعود ويستغفر له آخر عمره، وإنما كان استغفاره لوالديه معًا، ولا يربط الأب بالأم إلا إذا كانا والدين له؛
: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {41} إبراهيم.
تاسعًا : ومن حكمة اللهَ تعالى أن معظم الأنبياء يولدون يتامى أو بلا آباء؛ إلا إذا كان الأب نبيًا كذلك، لئلا يقع من النبي عقوقًا لوالده، والله تعالى قضى بالإحسان إليهما.

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 06:56 AM
الأب الوالد هو الأب الأدنى
والأب العم هو الأب الأبعد
وقد جاء في صحيح البخاري وصف آزر بأبيه الأبعد

صحيح البخاري (4/ 139)

3350 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَخِي عَبْدُ الحَمِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَاليَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ، فَأَيُّ خِزْيٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: " إِنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ عَلَى الكَافِرِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ "
__________

أبو مسلم العرابلي
01/08/2017, 09:23 AM
لقد عشت في قبائل في جنوب الجزيرة العربية
إذا قال لك أبي فلان فاعلم أنه بقصد عمه
وإذا سألته : هل هو والدك؟ قال : بل عمي
ويقول عن ابن عمه : أخي فلان
وإن سألته : هل هو أخوك؟ قال بل ابن عمي
وكذلك أهل الرياض يفعلون
فهذا من الأساليب العرب المحافظ عليها إلى أيامنا هذه

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:38 PM
بعد اطلاعي ما تيسر لي من أقوال السابقين واللاحقين في "آزر"
تبينت لي أمور عديدة ؛

أولاً : يتبين أن البحث فيه غير منضبط وغير شامل للأدلة المتعلقة به؛
فأبوة "آزر" ثابتة في القرآن ثبوتًا قطعيًا،
فلا يبحث هل هو أبو إبراهيم .. أم لا ؟
بل هو أبو إبراهيم بنص القرآن،
ولكن يجب البحث في ؛
هل هو أب عم ؟ ...... أم أب والد ؟
هذا الذي يجب أن يبحث

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:40 PM
ثانيًا : أنه لم يبحث الفرق بين الأب والوالد،
وفي أي سياق يستعمل لفظ الأب،
وفي أي يستعمل الوالد.

وقد ذكرت كل الآيات التي وردت فيها لفظ "أب" أو "والد" وشامل للتثنية لهما أو الجمع، للاطلاع عليها من قرب، وليلحظوا ما توصلت إلى بيانه؛
بأن "الوالد" يذكر في السياق الذي تكون فيه العلاقة بين الوالد وولد علاقة ترابط وتلاحم وتعاطف،
وأن "الأب" يذكر في السياق الذي تكون فيه العلاقة بين الأب وابنه علاقة منقطعة بكل صورها.
ولذلك يقولون الأب ويقصدون به الوالد، وكأن الأب لا يكون إلا والدًا. خلاف لغة العرب والشواهد من القرآن.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:46 PM
ثالثًا : أن النسابين مجمعون على أن إبراهيم هو ابن "تارح" أو في العبرية "تارخ"،
وهذا النسب مأخوذ من أهل الكتاب. ولا يقولون بغيره،

ولم يعرفوا في كتبهم"آزر" ولا الحوارات التي جرت بين إبراهيم وأبيه وقومه،
فلما غابت هذه الحوارات من كتبهم ولم يذكر "آزر" إلا في سياقها،
فقد غاب معها ذكره، والأرحج لذلك أن يكون شخصُا آخر غير والده.
فأولد ذلك مشكلة للمفسرين والباحثين؛ أيهما أبوه ويقصدون والده.
فمنهم من عد إبراهيم بن تارج هو قول المفسرين والنسابين ،
والنسابون يخطئون، قلا ثقة بقولهم، وخاصة أنه جاء من أهل الكتاب.
وقال أحمد محمد شاكر في ذيل تحقيقه لكتاب (المعرب) للجواليقي من ص 407-413
تعليقاً على قول الجواليقي :(ليس بين الناس خلاف أن اسم أبي إبراهيم تارح ، والذي في القرآن يدل على أن اسمه آزر). قال شاكر :(وهذه الأقوال التي حكى أبو منصور - الجواليقي - غيرها مما ذهب إليه بعض المفسرين لا تستند إلى دليل ، وأقوال النسابين لا ئقة بها ، والصحيح أن آزر هو الاسم العَلَم لأبي إبراهيم).
فقد وقع في الحيرة في من هو أب لإبراهيم ويقصد والده، فأثبتها لآزر ونفاها عن تارح.
ولا يعنينا أن اسم والد إبراهيم هو"تارح" أو غيره من الأسماء، فلم يرد له اسمًا في كتاب ولا سنة،
ولكن ما يهمنا أن آزر ليس والده بما بيناه وسنبينه.
فقد قالوا أقوالاً في آزر لأجل هذا الاضطراب؛
- أنه أبوه وفي لفظ أبوه الحقيقي وهم يقصدون أنه والده بلفظ أبوه،
- أنه لقب له أو لأحدهما،
- أنهما اسمان لشخص واحد ... كتسمية يعقوب بإسرائيل .
- أنه اسم الصنم الذي كان يعبده أبو إبراهيم.
- أنه ليس باسم إنما هو سب بعيب، وفي معناه قولان أحدهما أنه المعوج والثاني أنه المخطئ.
- أن اسم تارح حرف وتغير إلى آزر.
- أن اسمه تارح بالسريانية وآزر في لغات أخرى
- وأن اسمه جاء من البلد "آزر" الذي جاء منها إبراهيم إلى الشام.
ففي معجم ياقوت آزر بفتح الزاي وبالراء ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز .
فلعل أهل حاران دعوه آزر لأنه جاء من صقع آزر .
ولكن آزر لم يهاجر مع إبراهيم من بلده، وهلك مع قومه الكافرين.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:47 PM
رابعًا : لم يؤخذ في الاعتبار أن إبراهيم وُلِد يتيمًا،

فمن المحال أن يكون الذي يجادله هو والده.
وهو قد مات قبل ولادة إبراهيم عليه السلام.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:48 PM
خامسًا : ولم يؤخذ بالاعتبار الأصل العربي لتسمية إبراهيم من البرهمة

وهي البرعمة ولكن من شجرة ميتة، والبرعمة تخرج من شجرة حية،
أي أن والده كان ميتًا عند ولادته،
وفي هذين النقطتين كفاية لمن أراد البصيرة في هذه المسألة.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:50 PM
سادسًا : أنه جرى التعامل كذلك مع اسم "آزر" على أنه اسم أعجمي.

جريًا على القول السائد بأن أسماء الأنبياء وغيرهم من غير العرب أسماء أعجمية.
ومعنى القول بأن في القرآن ألفاظ أعجمية ولو كلمة واحدة؛ أن القرآن أعجمي وعربي ...
وأبرأ إلى الله تعالى من هذا القول، وأن يكتب في صحيفة أعمالي.
فإن الناس إذا ركنوا إلى قول تركوا البحث فيه،
وأكثر العاملين في اللغة كانوا من الأعاجم،
وشرف لهم أن يكون في القرآن ألفاظ من لغات أقوامهم،
فارتضوا ذلك ورسخوه في الأمة في الكتب وفي قواميس اللغة عند العرب،
ووصف الله تعالى للقرآن بأنه حكم عربي، وبلسان عربي مبين، وأنه غير ذي عوج، ولا يعوج إلى لسان آخر غير اللسان العربي، وأنه أنزله عربيًا، وجعله عربيًا؛ لعل العرب يعقلوه قبل غيرهم.
فأهمل الأصل العربي لتسمية آزر من المؤازرة والمعاونة حتى يشتد،
ومن ولد يتيمًا فمحتاج إلى المؤازرة حتى يشتد ويقوم هو بشئون نفسه،
وأقرب من يقوم بمؤازرته عمه أو أحد أعمامه إن لم يكن له إخوة رجالاً.
والمؤازرة لا تكون من الوالد، لأن عمله جبلي، وواجب عليه، وهو الذي سعى ليكون له ولد،
فلا يمكن أن يكون "آزر" والد لإبراهيم.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:52 PM
سابعًا : أن هناك من لا يضع الشاهد من القرآن في المرتبة الأولى،

فتسمية العم بالأب غريبة في عصرنا الحالي،
وعد أحد الإخوة تسمية العرب العم بالأب لا دليل عليه مع كثرة التفاسير التي ذكرت ذلك عن أهل اللغة،
ونقله القرطبي عن النحاس أحد علماء اللغة، واشتهر عنه،
تفسير ابن كثير ت سلامة (1/ 447)
قَالَ النَّحَّاسُ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْعَمَّ أَبًا، نَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ؛

وقد سمعته من قبائل في جنوب الجزيرة العربية يعيشون في شعب لولا الحضارة ما وصلها أحد،
وعد استمرار تسمية العرب للعم بالأب بأنه من فساد اللسان العربي،
بل إن الشاهد الأقوى جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلـم ؛
ففي مصنف ابن أبي شيبة (7/ 402) في الحديث عن فتح مكة
36902 - عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنْ عِكْرِمَةَ , ..... [فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَرَكِبَ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْبَاءَ , وَانْطَلَقَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , رُدُّوا عَلَيَّ أَبِي , فَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ , إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَفْعَلَ بِهِ قُرَيْشٌ مَا فَعَلَتْ ثَقِيفٌ بِعُرْوَةِ بْنِ مَسْعُودٍ , دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَقَتَلُوهُ ]
وأيضًا في مصنف ابن أبي شيبة (6/ 382)
32212 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظَونِي فِي الْعَبَّاسِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ آبَائِي، وَإِنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ»
وفي زهرة التفاسير (1/ 418)
وإن أباهم إبراهيم وإسحاق وليس من آبائهم إسماعيل بل هو عم يعقوب وليس أباه ولا جده ولكن العرب تسمي على المجاز العم أبا - كما يسمى العم ابن أخيه ابنه، كما قال أبو طالب لقريش عندما طلبوا أن يعطوا أبا طالب بدلا لمحمد ابن أخيه أنهد فتى من قريش ليسلم إليهم محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم موبخا: آخذ ولدكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟
أما في كتب اللغة
ففي لسان العرب (14/ 8)
[قالَ ابنُ جِنِّيٍّ وسَمَّى اللهُ تعالى العَمَّ أَبًا فِي قَوْله {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة 133
وأبِيْتَ صِرْتَ أَبًا وَأَبَوْتُهُ وأبِيْتَ صِرْتُ لَهُ أَبًا وَالاسمُ الأُبُوَّة وَتَأبَّاهُ اتَّخَذَهُ أَبًا
قالَ بَخْذَجٌ (اطْلُبْ أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا ... )
وَمَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وَقِيلَ: مَا كنتَ أَباً وَلَقَدْ أَبَيْتَ، ، ]

اتخاذ الأب فيه خيار ولا خيار في الوالد فلا يقال اتخذه والدًا. لأن الوالد واحد والآباء يتعددون.
اللَّيْثُ: يُقَالُ فُلان يَأْبُو هَذَا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كَمَا يَغْذُو الوالدُ ولَده.
وقد فعل ذلك آزر مع إبراهيم عليه السلام.

لسان العرب (14/ 9)
وكل المفسرين عد الشاهد على أن العم يسمى أبًا من قوله تعالى حِكَايَة عَن بني يَعْقُوب ؛
: {نعْبد إلهك وإله آبَائِك إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق} وَكَانَ إِسْمَاعِيل عَم يَعْقُوب.
وَالْعرب تجْعَل الْعم أَبَا وَالْخَالَة أما، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَرفع أَبَوَيْهِ على الْعَرْش} يَعْنِي أَبَاهُ وخالته وَكَانَت أمه قد مَاتَت
وقيل : كل من كَانَ سَببا لإيجاد شَيْء أَو إِصْلَاحه أَو ظُهُوره فَهُوَ أَب لَهُ ، وَلَا يُرَاد بِالْأَبِ المربي أَو الْعم من غير قرينَة، وَلم يرد فِي الْقُرْآن وَلَا فِي السّنة مُفردا، وَإِنَّمَا ورد فِي ضمن الْجمع بطرِيق التغليب بِالْقَرِينَةِ الْوَاضِحَة.

وهذا قول حديث وقد قال به صاحب تفسير المنار.
والله تعالى لا يضع شيئًا في غير موضعه، وفيه البيان بأن العم يسمى أبًا أيضًا،
والقرآن يفسر بعضه بعضًا.
وفي تاج العروس (10/ 46)
المؤازرة، بالهمز أيضا: (المعاونة) على الأمر، تقول: أردت كذا {- فآزرني عليه فلان: أي ظاهر وعاون، يقال:} آزره (و) وازره، (بالواو) على البدل من الهمز هو (شاذ) ، والأول أفصح، وقال الفراء: {أزرت فلانا} أزرا: قويته، {وآزرته: عاونته، والعامة تقول: وازرته. وقال الزجاج:} آزرت الرجل على فلان، إذا أعنته عليه وقويته. (و) المؤازرة (أن يقوي الزرع بعضه بعضا فيلتف) ويتلاصق، وهو مجاز، كما في الأساس. وقال الزجاج في قوله تعالى: { {فآزره فاستغلظ} (الفتح: 29) أي} فآزر الصغار الكبار حتى استوى بعضه مع بعض.

ومن ذلك جاء اسم آزر من مؤازرته لابن أخيه،
وقد يكون هناك أعمامًا آخرين لإبراهيم غير أن المؤازرة كانت من أحدهم، كما كانت من أبي طالب لمحمد صلى الله عليه وسلـم دون بقية أعمامه.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:54 PM
ثامنًا : أنه لم يراع ذكر اسم علم بعد ذكر الأب، ولا يؤتى به إلا لأجل التمييز؛

ففي تفسير الفخر:الرازي : أن من الوجوه أن يكون " آزر " عم إبراهيم وأطلق عليه اسم الأب لأن العم قد يقال له : أب . ونسب هذا إلى محمد بن كعب القرظي . وهذا بعيد لا ينبغي المصير إليه فقد تكرر في القرآن ذكر هذه المجادلة مع أبيه فيبعد أن يكون المراد أنه عمه في تلك الآيات كلها .

ومعنى ذلك أنه الفخر الرازي لم يقنع بتسمية العم بالأب ويريد أن يصرح له تصريحًا بأنه عمه ولا يسميه أبًا.
وقد تكون التسمية بالعم لها مدلول لا يصلح أن يجعل في هذا السياق.

والرد عليه من الشعراوي في تفسيره (15/ 9096)
إذن: لو أن القرآن الكريم حينما تحدث عن أبي إبراهيم فقال (لأبيه) في كل الآيات لا نصرف المعنى إلى الأُبوة الصُّلْبية الحقيقية، أما أنْ يقول ولو مرة واحدة {لأَبِيهِ آزَرَ} [الأنعام: 74] فهذا يعني أن المراد عمه؛ لأنه لا يُؤتي بالعَلَم بعد الأبوة إلا إذا أردنا العم.
نعم فمجيء العلم للتمييز ولا يكون التمييز إلا بين أفراد من الجمع وليس للوحيد المفرد
وأول ذكر لأبي إبراهيم في سورة الأنعام : {إذ قال لأبيه آزر} فقد جرى تمييزه "آزر" عن والده في أول ذكر له حتى يفهم بعد ذلك بأن المقصود بأبيه هو "آزر" وليس والده تارح
.

أبو مسلم العرابلي
03/08/2017, 11:55 PM
تاسعًا : أنه يؤخذ دلالة قول إبراهيم : "أبي الأبعد"؛

في الحديث الشريف الذي يرويه الإمام البخاري رحمه الله في " صحيحه " (3350(
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( يَلْقَى إِبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَعَلَى وَجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ ، فَيَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لاَ تَعْصِنِي ؟ فَيَقُولُ أَبُوهُ : فَالْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ . فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : يَا رَبِّ ، إِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ ، فَأَي خِزْىٍ أَخْزَى مِنْ أَبِي الأَبْعَدِ ؟! فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا إِبْرَاهِيمُ مَا تَحْتَ رِجْلَيْكَ ؟ فَيَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ ، فَيُؤْخَذُ بِقَوَائِمِهِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ )

يستشهد بالحديث ولا يلقى بالا لقوله "ابي الأبعد"
وليس الأب الأبعد إلا العم لأن الأب الأقرب هو الوالد، والقول كان في موقف الحساب ولم يبعد آزر بعد إلى النار .

أبو مسلم العرابلي
05/08/2017, 06:56 AM
عاشرًا : أقول في الختام

إن الفقه ليس الوقوف على ظاهر الكلام
فهذا يقدر عليه أكثر الناس ناهيك عن أهل العلم،
ولكن الفقه أيضًا يحتاج إلى معرفة دقائق الأمور ومقصود الكلام،
ولا يتأتى ذلك إلا بالإحاطة بكل جوانب المسألة، وبعلوم العربية، والتدبر للنصوص ومعايشتها،
وليس ذلك بنظرة سريعة وبجهد المقل
فبظاهر النص نقول : أن اسم أبيه "آزر" وأن الأب هو الوالد على استعمالنا
: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74) الأنعام.
ولا ننظر في مراده بالأب الأبعد في حديث البخاري بأنه العم.
لو فعلنا ذلك لكان فيه رضا العامة
والحق الذي أراه خلاف ذلك.

وعلينا التنبيه بأن الاختلاف في هذه المسألة ليس اختلافًا في مسألة من العقيدة،
وقد قال بكلا القولين من كبار المفسرين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم،
بل هي مسألة علمية اجتهادية للاجتهاد فيها حظ واسع من النظر

وأن بحثي ليس في اختلاف اسم والد إبراهيم عليه السلام،
بل هو بيان أن آزر لا يمكن أن يكون والدًا لإبراهيم، وهو عمه على الرأي الآخر.

أبو مسلم العرابلي
05/08/2017, 10:10 AM
هل عاش إبراهيم طفولته في السرداب ؟



لم يذكر القرآن هذا الأمر صراحة
بل ذكر قصة مفادها أنه كان مختفيًا عن أعين الناس
ودل على أنه لم ير نجوم السماء ولا القمر ليلاً
ولا رأى الشمس نهارًا
قبل أن يكون مدركًا للأمور بالغًا
فكيف يفاجأ يرؤية النجوم ثم القمر ثم الشمس
والطفل يراها ويدركها ويعرف تسميتها في سنينه الأولى ؟!
فهذا يدل على أن كان مغيبًا في مكان ما لا يصله الناس،
وممنوعًا عليه الخروج لرؤية الناس ،
ولا يعرف عن عبادة قومه شيئًا؛
: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {74} وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ {75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ {76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ {77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {79} وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ {80}الأنعام
والعجيب أن أباه آزر لم يذكر باسمه إلا مع هذه القصة،
فميزالله تعالى أباه باسمه حتى لا يظن أنه والده.
فيكون والده على غير ما عليه كل والد لأحد الأنبياء.
وأن "آزر" هو الذي آزره طوال غيابه وقام على رعايته،
وأنه هو الذي كان يتفقده ويطل عليه، ويرعاه،
فمتى شاء آزر جاء إليه، وليس على مشيئة إبراهيم،
فكان في هذا الظهور والغياب سلوكًا مزعجًا لإبراهيم،
فلا يجده عندما يحتاجه،
وهذا ما انزعج منه عندما غاب الكوكب،
ثم عندما غاب القمر،
ثم عندما غابت الشمس،
يريد إلها لا يغيب عنه،
إلهًا يجده متى احتاجه،
فاهتدى بذلك إلى الله عز وجل،
وكان ذلك هو الحجة التي اعطاها الله له على قومه.
ومن البداهة أن تكون مواجهته لأقرب الناس إليه،
وأكثرهم اتصالًا به؛ إنه "آزر"
ويستنكر عليه عبادة أصنام هو يأتيها في مكانها
ولا قدرة لها على أن تفارق مكانها فيأتيك متى احتاجها.
وأن يعبد من لا يسمعه ولا يكلمه
فسنين غيابه في السرداب
لقنته الحكمة وأخذ الدرس وملك الحجة
في مواجهة قومه ودعوتهم إلى الله