المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما سر حذف اللام من الليل (اليل) في الرسم القرآني؟



أبو مسلم العرابلي
28/09/2017, 08:41 AM
ما سر حذف اللام من الليل (اليل) في الرسم القرآني

ورد ذكر الليل في القرآن (92) مرة.
الليل : (59) مرة
والليل : (7) مرات.
بالليل : (6) مرات.
وبالليل : (1) مرة واحدة
المجموع : (73) مرة
بليل : (1) مرة واحدة
ليلاً : (5) مرات.
ليلة : (8) مرات.
ليلها : (1) مرة واحدة
ليالٍ : (3) مرات.
لياليَ : (1) مرة واحدة
المجموع الكلي : (92) مرة.
كل ما جاء من ذكر لليل معرفًا بالألف واللام؛ اجتمع فيه لامان متتاليان،
وقد كتبت لام واحدة وحذفت الثانية.
والسر في ذلك راجع لاستعمال اللام في اللغة؛
استعمال اللام في اللغة أينما وجدت؛ فهي للقرب والإلصاق،
ومعنى ذلك أنه لا يوجد فاصل بين الشيئين أو المذكورين،
واللام الأولى : لام تعريف زائدة على أصل الكلمة
واللام الثانية : لام أصلية هي فاء الفعل أو الفاء الجذر الثلاثي
فإذا أثبتنا اللامين معًا ؛ كانت إحداهما أدنى وألصق من الأخرى، وفاصلة لها،
وعندها يبطل استعمال الأخرى للقرب الإلصاق
فجرى لأجل ذلك حذف إحدى اللامين،
والمرجح أن الثانية هي المحذوفة، والأولى تغني عن الثانية
وحذف الأولى لا يبقى من دلالتها في التعريف شيئًا، إذ هي الأصل في التعريف.
ورسم كل كلمة في القرآن مطابق لدلالتها ودلالة كل حروفها،

أبو مسلم العرابلي
28/09/2017, 08:44 AM
وقد حذفت اللام من الذي والتي للسبب نفسه.

الاسم الموصول دال على معرفة معلوم جنسه وعدده،
ولذلك لكل جنس من ذكر أو أنثى، لفظ يدل عليه؛
الذي – اللذان – الذين .
التي – اللتان – اللاتي(لجمع القلة) و اللائي (لجمع الكثرة)
الذي مؤلفة من: ال – لذي
"ذا" اشارة إلى معلوم بكل ما تعرفه عنه
لأن استعمال الذال للاتساع والانتشار .
والألف واللام للتعريف، ولما اجتمع في الكلمة لامان متتاليتان؛
وجب حذف إحداهما للسبب نفسه الذي خذفت فيه لام الليل.
ولما كان الاسم الموصول دال على معرفة ولا يجوز أن يستعمل مع نكرة؛
كانت "ال" جزء من الاسم، ولا يجوز حذفه، وحذفه يلغي الاسم الموصول

أبو مسلم العرابلي
28/09/2017, 08:45 AM
التعريف بأل في اسم الجلالة

ما سر اختيار الألف واللام للتعريف ؟
الشيء المعروف يجب أن يتصف بصفتين رئيستين؛
الأولى : أن يكون منفردًا عن كل شيء حتى لا يختلط به فيحدث التباس بينهما.
والثانية : أن يكون شديد القرب ولا يفصله شيء يكون بينهما فيحجبه.
والصفة الأولى : مثلها حرف الألف الدال على الامتداد المنفصل
والصفة الثانية : مثلها حرف اللام الدال على القرب والإلصاق.
والاسم النكرة يصبح معرفة بــزيادة "ال"، والمعرفة تصبح نكره بحذف"ال".
لكن الله عز وجل لا يجوز أن يكون نكرة في أي حال من الأحوال،
وكيف يكون ذلك ولم يعرف شيء إلا به.
ولذلك "ال" جزء من اسم الله لا ينفصل ولا ينفك عنه.
وهناك مسائل ثلاثة متعلقة باسم الله تعالى

أبو مسلم العرابلي
28/09/2017, 08:47 AM
ثلاث مسائل متعلقة باسم الله عز وجل

المسألة الأولى : حذف الألف عند إضافة لام الملكية لاسم الله،
لما كانت الألف دالة على أن المعرَّف مستقل بذاته، منفصل عن غيره،
وفي الإضافة يجعل معه شيء آخر، فلم يعد الذكر له وحده، فصار الذكر لاثنين أو كثر،
فوجب عندها حذف صورة الألف لذهاب دلالتها على الانفراد.
المسألة الثانية: عدم إضافة لام الملكية لاسم الله (لله) ،
لأن إضافة لام الملكية تفيد أن التملك للشيء حادث، ولم يكن مملوكًا له من قبل،
أما الأمر مع الله تعالى، فله ملك السماوات والأرض وما بينهما،
فليس هناك شيء لم يكن مملوكًا لله عز وجل من قبل ثم ملكه بعد ذلك،
فلذلك إضافة اللام، هي إضافة باطلة لا تجوز أن تزاد في الله سبحانه وتعالى.
المسألة الثالثة : اجتماع لامين في اسم الله ولم تحذف إحداهما (الله)
اللام إذا كانت محصورة في الوسط أي عين الفعل كما يقال؛
فإما أن يظل استعمالها، ولكنه في حيز محصور
وإما أن ينحصر عملها، وتصبح دال على خلاف استعمالها،
فاللام الأولى في اسم الله دالة على شدة القرب، فهو السميع البصير،
واللام المحصورة دالة على انفصال الله تعالى عن كل شيء ومنفرد عنه .

أما هاء الانتهاء في اسم الله فهي دالة على أن الله في مكانة ومنزلة ليس بعدها منزلة، ولا تحتمل يكون فيها أكثر من واحد، فهي لله وحده،
وحذف ألف التعدد التي قبل الهاء في اسم الله على أن هذا الاسم خاص بالله ولا يشاركه فيه أحده، ولم يجرؤ أحده على تسمية نفسه باسم الله.
فتعالى الله وعز وجل عن كل وصف لا يليق بعظمة الله وجلاله.

أبو مسلم العرابلي
28/09/2017, 10:40 PM
سؤال طرح في محاضرة قبل سنوات ؛
لماذا أضيفت اللام في قوله تعالى : {لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ {65} الواقعة،
ولم تضف في قوله تعالى: {لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ {70} الواقعة.
وأحب ان أجيب على هذا السؤال كما أجبت عليه يومها،
وكما بينته في تفسيري لسورة الواقعة
"سورة الواقعة سورة أحبها (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?105387-)".

استعمال حرف اللام هو للقرب الإلصاق
ولذلك تستعمل hgbl للدلالة على الملكية؛ لالتصاق المملوك بمالكه
وتستعمل في القسم لأجل تقريب الشهادة والوثوق بها، وتقبلها وعدم رفضها وإبعادها،

وفي الآية؛ فإن كل نبات مآله أن يكون حطامًا وخاصة بعد أن يعطي ثماره؛
قال تعالى : { ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا {21} الزمر.
وقال تعالى : { كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا {20} الحديد.
لكن إذا قُرِّب زمن الحطام قبل أوانه، وقبل أن يعطي الزرع ثمره صار عقابًا عليهم،
فجاءت اللام لتبين هذا الأمر وأثره عليهم،
وقد وضح أثره عليهم قولهم : {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ {66} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ {67} الواقعة.

أما الماء الذي ينزل من المزن لا يتحول إلى أجاج؛ فمنه ما يشرب، ومنه ينبت به الزرع، ومنه ما يتسرب إلى الأرض،
ومنه ما يجري حتى يصب في البحر، وعندها سيختلط بماء البحر ويصير أجاجًا.
فليس تحول الماء إلى أجاج أمرًا حتمًا لا بد له أن بصير أجاجًا، فنقرب وقته،
ولذلك لم يؤت باللام لعدم الحاجة إليها، وهدم الفائدة من إتيانها.
أما الزرع، فمهما طال عمره فمآله أن يكون حطامًا.