المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تنهض أمة تهين أبناءها؟



سيد يوسف
17/05/2007, 08:25 AM
كيف تنهض أمة تهين أبناءها؟
سيد يوسف

http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com/?post=322096

تمتلك مصر عدة مفردات استراتيجية تمكنها من بناء نهضة حقيقية من ذلك اتساع أراضيها، وتعدد مواردها، موقعها الجغرافى، وكثرة سكانها أو ما يسمى بالطاقة البشرية، مجموعة من الكوادر العلمية التى تتمتع بكفاية واقتدار...ولكن كيف تبنى أمة نهضة وهى تخاصم العلماء؟! وكيف تبنى أمة نهضتها وهى تهين أبناءها؟! كيف وهى تعتقل علماءها؟!

(1)
كيف تنهض أمة تعتقل العلماء؟!

وفقا لما ذكره د. فريد إسماعيل عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين فإن السياسات العشوائية للنظام المصرى كانت سببا مباشرا فى هجرة 844 ألف مهاجر من خبراء مصر وعلمائها في مختلف العلوم الدراسية والتكنولوجية والبحثية...وقد ذكر من هؤلاء العلماء المصريين الذين هاجروا من مصر 700 عالم حققوا نجاحًا عالميًا، منهم 94 عالمًا في الهندسة النووية و48 في الكيمياء و25 في الفضاء و28 في الأحياء و73 في الليزر، إضافة إلى كثير من غيرهم يعدون من أبرز علماء العالم في كافة التخصصات.

والحق أن الأمة التى تهين أبناءها فضلا عن علمائها لا يمكن أن ترتفع لها راية، والنماذج فى أوطاننا العربية عامة والمصرية خاصة تدعو للرثاء فما دلالة أن يُعتقَل العلماء فى الداخل أو يجبروا - بالغباء الروتينى أو المحاصرة والتضييق الإداري- على الهجرة للخارج؟!، ما دلالة أن يعتقل د. خالد عودة- أستاذ الجيولوجيا بجامعة أسيوط والمتخصص في علم طبقات الأرض والحفريات - ويقدم ظلما وعدوانا لمحاكمة عسكرية بعد إذ برأته ساحات القضاء المدنى من تهم سياسية وجهت إليه؟! وما دلالة أن يعتقل الدكتور عصام عبد المحسن عفيفي محمد- أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الطب بجامعة الأزهر- ويقدم ظلما وعدوانا لمحاكمة عسكرية أمام قاض عسكرى؟! وما دلالة تصريح . د. أحمد زويل بأن مصر تاهت في خط الزمن ؟!

وبالأمس القريب جدا هدد نحو ألف وخمسمائة عالم من العاملين بهيئة الطاقة الذرية البدء في عصيان واسع والنزول للشوارع بشكل متصاعد ومنظم ردا علي عزم الحكومة تسريح ما يزيد علي ألف من علماء الهيئة بزعم ضغط النفقات.


(2)
كيف تنهض أمة تهين القضاة؟!
وكيف تنهض أمة تعلو فيها المؤسسة الأمنية على مؤسسة القضاء بله إهانة القضاة وضربهم، والتعسف فى علاجهم حتى يناشد القضاة – باكين- رئيس الجمهورية بالتدخل؟!!، وكيف تنهض أمة يتم الالتفاف حول مطالب قضاتهم ويتعرضون لمذابح قاسية كما بالأمس القريب...؟!! وكيف تنهض أمة تهدر فيها كرامة القضاء بعدم تنفيذ أحكامه؟!! أم كيف تنهض أمة بخلق قضاء عسكرى مواز تحيل إليه مؤسسة الرئاسة القضايا السياسية للتخلص من خصومهم السياسيين؟!!

(3)
كيف تنهض أمة تهين المعلمين؟!
أوضاع المعلمين الأدبية والمادية فى بلادى لا تبعث على التفاؤل، ونظام الحكم يلعب بفكرة الكادر الخاص للمعلمين مذ سنتين على الأقل (2005) دون تطبيق فعلى له رغم تفريغ هذا الكادر من مضمونه، ورغم أنه صار شكلا بلا مضمون، ورغم أن أجهزة الشرطة فى بلادى – حتى الخفر- زادت رواتبهم دون أن يحس بذلك أحد ...فكيف تنهض أمة صار التعليم فيها بلا شكل وبلا مضمون وسادت فيه ثقافة غرفة الدروس الخصوصية، بل صار المعلمون فيه ألعوبة بيد النظام الحاكم يستخدمها حين الانتخابات؟!!

(4)
كيف تنهض أمة تكرس الاستبداد؟!
وكيف تنهض أمة وقد استنفذت أسباب التأخر حيث الاستبداد والجهل والفقر والمرض ووفقا لما تعلنه منظمات المجتمع المدنى وأجهزة الرقابة بالدولة نفسها وذلك يرجع بصورة رئيسة ومباشرة إلى توحش الجهاز الأمني وتوغله حيث:

تزوير الانتخابات سواء البرلمانية أو المحلية وما يفرزه ذلك من إحباط معنوى وقتل حقيقى ومادى للناخبين، وحيث تجميد إجراء الانتخابات سواء النقابية أو حتى فى جمعيات تنمية المجتمع والنوادي وما يفرزه ذلك من استمرار وضع الرجل غير المناسب – اللصوص ومعاونى الأمن- فى المكان غير المناسب ومن هنا تتعطل الحياة والأنشطة فى تلك الميادين، وحيث منع ذوى المهارة والكفاية والاقتدار من تبوء ما يستحقون من مراكز ومناصب وفقا لتعليمات الأمن سواء كان ذلك فى الجامعات من حيث تعيين المعيدين، أو فى المساجد من حيث تعيين الأئمة والوعاظ، أو غير ذلك، وحيث فصل وإقصاء ذوى الكفاية والاقتدار من المدرسين والعاملين ببعض وظائف الدولة إلى مناطق نائية...ولنا فى تعذيب المواطنين الآمنين فى مقار أمن الدولة التى تسمى زورا وبهتانا أقسام الشرطة ما يسهم فى خلق مناخ ملائم لصناعة البلطجة والإرهاب، كما لنا فى تلفيق التهم للأبرياء رغم تبرئة المحاكم المدنية لهم، ولنا فى الدكتور حسن الحيوان، ومتهم حادثة بنى مزار، وإلصاق التهم بالإخوان عن جرائم سفاح المعادي، وفى غيرها خير شاهد.

أخيرا كيف تنهض أمة تصادق الغباء وتخاصم العلم وتهين أبناءها؟! كيف؟!

خاتمة وملاحظات
يكفى أن ترصد عين الناقدين شوارع القاهرة لا سيما شارع القصر العينى والمربع المحيط بميدان التحرير ليراقب الفزع الأمني وتناثر أحوالنا الفرط ، ويكفى رصد الاحتجاجات العمالية التى بلغت حتى كتابة هذه السطور أكثر من ٢٢٢ احتجاجاً عماليا تنوعت ما بين ٤٧ إضرابا و٧٩ اعتصاما و٢٤ تظاهرة و٧٢ تجمهرا، وهي جميعها أرقام غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث وذلك وفق ما ذكره د. عمرو الشوبكى.

لسنا نرصد بذلك واقعا نلطم به الخدود، أو ليزداد التشاؤم بين بنى وطنى، أو لفضح أنظمة لا ترعوى بالنقد ...كلا كلا وإنما هو ناقوس خطر نرجو بالتنبيه به أن ينتبه المخلصون القادرون لعل وعسى... فالذى لا شك فيه أننا نأمل أن يكون الغد خيرا لأبنائنا إذ فاتنا الحاضر.

سيد يوسف

عامر العظم
17/05/2007, 09:48 AM
الأخ سيد يوسف،

أخشى أن مقالك هذا يوهن الشعور القومي، الأمر الذي يؤدي إلى محاكمتك ويسرع في إعلان الجمعية الحرب الكونية:)
الواقع العربي لا يترك للأسف خيارا إلا المواجهة..
الجمعية انتقلت من مرحلة التحليل والتشخيص إلى مرحلة اتخاذ زمام المبادرة وهي مستعدة لإعلان الحرب المفتوحة..

تحية جوـ أرضية

صبيحة شبر
17/05/2007, 09:53 PM
لايمكن للامة التي تهين ابناءها ان تنهض
لهذا نحن في هذا الوضع الذي يسر اعداءنا

سيد يوسف
17/05/2007, 11:13 PM
أخونا الكريم أ/ عامر
شرف لمن ينتمى لهذه الجمعية أن يجد فيها وطنا يشعر بالانتماء الفكرى إليه لا سيما انتماء الفاعلين
وأجدنى أسارع إلى إعادة القول: لسنا نرصد بذلك واقعا نلطم به الخدود، أو ليزداد التشاؤم بين بنى وطنى، أو لفضح أنظمة لا ترعوى بالنقد ...كلا كلا وإنما هو ناقوس خطر نرجو بالتنبيه به أن ينتبه المخلصون القادرون لعل وعسى... فالذى لا شك فيه أننا نأمل أن يكون الغد خيرا لأبنائنا إذ فاتنا الحاضر.

وذلك لأقول إننا فى حاجة فعلية لإعادة الاعتبار للإنسان العربى: مواطنا وعالما ومثقفا ومفكرا
وهذا الاحتياج لا تصنع وسائله بين يوم وليلة لكنه يحتاج إلى خطوات كثيرة ومراحل متتابعة نرجو أن تتكامل جهود القادرين فى السير نحوها بخطى ثابتة ومتراكمة وواعية...وفى هذا الصدد ها ذى يدى لك ولكل من يسير معنا فى هذه الطريق.

سيد يوسف
17/05/2007, 11:16 PM
حياك الله اختنا المبدعة صبيحة ...والحق أننا فى حاجة للنهوض إذ لم يعد من المجدى أن تتقدم كل بلاد العالم (إفريقية وآسيوية) ويستثنى من ذلك أوطاننا العربية!!

سعيد نويضي
26/05/2007, 03:43 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

الأخ يوسف...حياك الله

الوضع يستدعي وقفة حقيقية مع الذات...لا أقول محاسبة الذات لأن ذلك صعب المنال من خلال الذات إلا إذا استدعيا الآخر ليقوم أوضاعنا و يشخص أمراضنا و يقترح علينا الدواء الذي يلائمه، بطبيعة الحال لا الذي يلائمنا، بناء على مفهوم المصلحة الذي يتحكم في العلاقات...فهل نحن بالغباوة حتى نستدعي من خرج من الباب لندخله من النافذة...و إن كان في الأصل أنه لا زال قابعا في عقر الدار...
كيف ننهض أم من سباتنا؟ أم من غفلتنا؟ أم من ماذا؟ كل إنسان يخاف رب العالمين فهو مستيقظ يحذر الآخرة ...
إذن ما هي شروط النهضة؟ و كيف يتم تشخيصها؟ و من أين نبدأ في معالجة هذه الذات العليلة؟ فأينما وضعت يدك تجد مشاكل لا حصر لها؟ أليس لدينا من الخبراء ما يستعين به الغرب لتشخيص حالهم؟ أليس لدينا من ذوي الاختصاص ما يكفي لمعرفة الداء و الدواء؟ أين يكمن الخلل؟ هل في شروط النهضة؟ أم في القائمين على تنفيد شروطها؟ لماذا يدرك المسئول أنه مسئول أمام الله عز و جل، و رغم ذلك يقوم بما يمليه عليه الشيطان{من الجن أو من الإنس} ليحقق مصلحة آنية أو منفعة وقتية، تضيع معها العديد من المصالح التي ترقى بأمة قال فيه الله جل و علا: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110. أستغفر الله العظيم هل {كنتم} تنطبق على الماضي، و الماضي ولى و اندثر، فهل سقطت معه خير الأمم؟ و لم يعد إلا الحلم مجالا لبناء النهضة و التقدم و رفع شأن الحضارة و تحقيق الحق؟ حقيقة هو وعد الله حق بالنصر. مما لا شك فيه. و هل هل ننتظر المعجزات لتؤيدنا بالنصر و التمكين، فذاك لا يكون إلا للأنبياء، و زمن الأنبياء ولى مع خاتم الأنبياء و المرسلين. و ما ننتظره من السماء هو العون و المعونة،و لقد أمدنا بها مند زمن بعيد{ حبل الله المتينن قرآنه الكريم و سنة نبيه العظيم} و أمرنا بالدعاء و العمل الصالح...فأين الإنسان أيا كان منصبه من حمل الأمانة؟ أليست الأمانة مسؤولية بلغة العصر؟ أين نحن من فهمنا لسورة العصر؟ و بالتالي أين مسؤوليتنا اتجاه الحق؟ و كل الدول تتبجح بالحقوق{ و أعتقد أن مفهوم الحق و الحقوق يختلف باختلاف المرجعيات التي يستند إليها} فأين مرجعيتنا كأمة لها مبادئ و تصور يخالف التصورات التي عرفتها البشرية؟
فالخلل في عقلية الإنسان و تركيبته الذهنية...و وقفة مع الذات قد تصحح ما أفسده المرضى بمفهوم الخلود و حب الخلود...حتى يدرك حقيقة الآية الكريمة: {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176
ولو شئنا أن نرفع قدره بما آتيناه من الآيات لفعلنا, ولكنه رَكَنَ إلى الدنيا واتبع هواه, وآثر لَذَّاته وشهواته على الآخرة, وامتنع عن طاعة الله وخالف أمره. فَمَثَلُ هذا الرجل مثل الكلب, إن تطرده أو تتركه يُخْرج لسانه في الحالين لاهثًا, فكذلك الذي انسلخ من آيات الله يظل على كفره إن اجتهدْتَ في دعوتك له أو أهملته, هذا الوصف -أيها الرسول- وصف هؤلاء القوم الذين كانوا ضالين قبل أن تأتيهم بالهدى والرسالة, فاقصص -أيها الرسول- أخبار الأمم الماضية, ففي إخبارك بذلك أعظم معجزة, لعل قومك يتدبرون فيما جئتهم به فيؤمنوا لك.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
يتبع...

سيد يوسف
26/05/2007, 08:31 PM
حياك الله أ/ السعدنى ...فى انتظار استكمالك للتعليق بكل شغف لك تقديرى واحترامى