المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فما بكت عليهم السماء والأرض نفي للبكت (العذاب) وليس نفي للبكاء



أبو مسلم العرابلي
08/03/2018, 07:47 PM
من كتابي حقيقة السماوات كما صورها القرآن
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?65339-

67- بكاء السماء

قال تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) الدخان.
ورد في تفسير هذه الآية أقوال كثيرة: أن موضع صلاة الإنسان، ومصعد عمله في السماء يبكيان عليه إذا مات، وذكر أقوال كثيرة على بكاء السماء عند مقتل الحسين رضي الله عنه، مما لا يصح عقلاً ولا نقلاً، وقد قتل سيد الشهداء حمزة رضي الله عنه وثلاث من الخلفاء الراشدين عمر، وعثمان، وعلى بن أبي طالب رضي الله عنه ، وعلي أفضل من ابنه الحسين وما رأى الناس شيئًا مثل ذلك.
وكيف تبكي السماء على من فاز بالجنة فأصبح من المقربين في الفردوس الأعلى؟!.
وروى الترمذي حديثًا في هذا الباب وقد ضعفه:[(3178) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه ِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ بَابَانِ بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ *] سنن الترمذي.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ، في كسوف الشمس، يوم مات ابنه إبراهيم في عشرات الأحاديث الصحيحة نذكر واحدًا فقط: (983) حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ يَقُولُ قَالَ النَّبي ِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَقُومُوا فَصَلُّوا) رواه البخاري.
أقول على نفس منهج الرسول صلى الله عليه وسلم: السموات والأرض هما خلقان من خلق الله، وآيتان من آيات الله، لا يبكيان على أحد ولا يضحكان لأحد.
وأما النفي في قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) فهذا النفي للبكت، وليس للبكاء، وأصلها بكتت حذفت إحدى التاءين من أجل الثقل والحذف في مثل هذا في اللغة والقرآن كثير.
التبكيت: لغة التوبيخ والتقريع والتعنيف واستقبال المرء بما يكره، وبكته: ضربه بالعصا وبالسيف.
وعلى هذا المعنى والنفي الوارد في الآية أنه لم يأتهم ما يكرهون من السماء ولا من الأرض ... فعندما تسمع ذلك أو تفهمه ... تظن أنه لم يأتهم أي عذاب، فنفي أن يكون أصابهم من العذاب القليل هو نفي للعذاب الشديد.
ولكن الله تعالى ختم الآية بما ينفى هذا الفهم الذي تولد في صدر الآية فقال تعالى: (وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) أي لم يتركهم الله دون عذاب ولم يمهلهم.
إذن ما الذي الحدث ؟ لقد أغرقهم في اليم 0 فختمت الآية بما يوافق صدرها.
ولو كان "بكت" من البكاء لا من البكت لاختل المعنى لأن نفي البكاء يدل على العذاب الموجب له، ولما احتاج القول إلى نفي أنهم لم يكونوا منظرين لأنهم قد عذبوا فعلاً.
فالآية نفت البكت وليس البكاء والسماء والأرض لا يبكيان على أحد، وحمرة السماء التي قيل فيها ما لا يستحق الوقوف عليه، ظاهرة طبيعية نتيجة انكسار الضوء عند المغيب فافهم ذلك.

أبو مسلم العرابلي
08/03/2018, 07:52 PM
حتى أن البكاء لا يكون إلا بسبب عذاب يقع في النفس أو عليها
وحذف تاء بكتت لأنه لم يقع العذاب
كحذف لام ظللت في قوله تعالى : {وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفًا {97} طه.
لأن عبادة العجل انتهت برجوع موسى عليه السلام

أبو مسلم العرابلي
06/05/2018, 01:02 PM
وفقًا للفقه في الهندسة اللغوية
إذا نظرنا إلى عائلة الباء والكاف مع أحد حروف العلة
نجدها تدور حول تجمع الشيء فيكثر فيزدحم ويفيض
فحرف الباء للخروج والظهور
والكاف للرجوع إلى المنطلق
فيؤدي ذلك إلى تجمع الخارج وازدحامه ويفيض إذا لم يحتمله المكان
وهذا ما يحدث عند البكاء
فما تفرزه العين من دمع يتجمع ويكثر إلى أن يفيض خارجًا على الخدين
والبكاء من مادة بكا (بكو)
ومن مادة "أبك" : أَبِكَ الرجلُ أَبْكاً وأَبَكاً كثر لحمه.
ومن مادة "بوك" : باكَت الناقة تَبُوك بَوْكاً سمنت. والبَوائِكُ: السمان؛
والبَوْك: تَثْويرُ الماء، تَثْوير العين يعني عين الماء.يقال: باكَ العينَ يبُوكها.
وذلك لأجل تكثير الماء وجعله يتدفق
والبَوْك: سفاد الحمار.باك الحمار الأتان بوكًا؛
وذلك أن الحمار أكثر الدواب دفقًا لمائه عند السفاد، ولكثرة مائه كأنه يبول بولاً.
وسميت غزوة تَبُوك لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى قوماً من أَصحابه
يَبوكون حسْيَ(عين) تَبُوك أَي يدخلون فيه القِدْح ويحركونه ليخرج الماء،
فقال: ما زلتم تَبُوكونها بَوْكاً، فسميت تلك الغزوة غزوة تَبُوك،
ومن مادة "بكك" وبَكْبَكَ الشيءَ: طرح بعضه على بعض ككَبْكَبه. وجمعٌ بَكْباك: كثير.
ورجل بَكْباك: غليظ،
وكل شيء تراكب فقد تَباكَّ. وتباكَّ القوم: تزاحموا. وفي الحديث:
فتَباكَّ الناس عليه أي ازدحموا. والبَكْبَكةُ: الازدحام، وقد تَبَكْبَكُوا.
قال تعالى : {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركًا وهدى للعالمين{96} آل عمران.
بَكَّةُ ما بين جبلي مَكَّة لأن الناس يبكُّ بعضهم بعضاً في الطواف وفي طرقاتها أي يَزْحَمُ؛
قيل: إن بَكَّة موضع البيت وسائر ما حوله مَكَّة.

ففروع هذه الشجرة مستعملة في الكثرة المؤدية للازدحام والإفاضة والتدفق

ونرجع إلى الآية لنرى أثر ذلك في فهم الآية

أبو مسلم العرابلي
06/05/2018, 01:26 PM
لقد هلك قوم فرعون بالغرق بماء اليم
وغرق قوم نوح بماء الطوفان
ففي الطوفان كانت كثرة من الماء تنزل من السماء ؛ {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر }

وكثرة من الماء تتدفق من الأرض ؛ {وفجرنا الأرض عيونًا فالتقى الماء على أمر قد قدر}

فلما كان البكت هو العذاب عامة؛
فالغرق الذي أصابهم لم يات من تدفق من ماء السماء ولا من ماء الأرض

ففي نفي ذلك توهم عدم الهلاك لهم
فجاءت خاتمة الآية لإبعاد هذا التوهم من النفس {وما كانوا منظرين }
ولو كان النفي هو نفي البكاء عليهم ؛ أي أنهم قد عذبوا،
فكيف يقال {وما كانوا منظرين} وتختم الآية بهذه الخاتمة،
إلا إذا كان النفي للعذاب (البكت) وليس نفي البكاء