فقه اختلاف حركات أحد حروف الكلمة الواحدة

[أبو مسلم العرابلي]

لماذا اختلف حركة باء "مقبرة" ؟

مقبَرة
مقبُرة
مقبِرة

لأنها مكان ظاهر معلوم لدى الناس فهي مقبَرة بالفتح
ولأنها تخفي في باطنها جثث الأموات فهي مقبُرة بالضم
ولأنها مكان معتد لدفن الموتى فهي مقبِرة بالكسر

فمن قصد في قوله أن المقبرة مكان معلوم فتح
ومن قصد أن المقبرة مكان يخفي ويستر جثث الموتى ضم،
ومن قصد أن المقبرة المكان المعتمد لدفن الموتى كسر

فكان في تغيير الحركات شمول لجميع الصفات

[أبو مسلم العرابلي]

لماذا اختلفت حركة راء "رشوة" ؟


رَشوة
رُشوة
رِشوة


لأنها مال زائد يقتطع ويدفع للمرتشي فهي رَشوة بالفتح
ولأنها تدفع في خفاء عن الناس أو تدس في منفعة فهي رُشوة بالضم
ولأجل الاعتماد عليها في الحصول على حق أو الحصول على منفعة لا حق له فيها فهي رِشوة بالكسر

فحسب القصد تتغير الحركة
وتغيير الحركات للاسم الواحد لأجل تغطية كل صفاته

[أبو مسلم العرابلي]

كيف اختلفت حركة باء "برر"
فاختلفت المسميات


البَرّ
البُرّ
البِرّ


مادة "برر" مستعملة في الأمان من الأخطار

فالبَرّ بالفتح؛ خلاف البحر، وهو أمان من البحر، ومن كان في البحر وجاءه الخطر والموج من كل مكان يتمنى أن يصل البر لينجو.
واختيرت الفتحة لدلالتها على أن البر ظاهر ومعلوم فهو فوق مستوى سطح البحر

والبُرّ بالضم؛ الحب المخزون فيه الأمان عند القحط وفي فصول انقطاع الثمار والغذاء وكان فيه نجاة أهل مصر ومن حولها في سنين القحط التي ذكرت في زمن يوسف عليه السلام
واختيرت الضمة للبر لأنه يخزن في داخل مخازن أو داخل أكياس

والبِرّ بالكسر؛ الإحسان إلى الضعيف والكبير فيكون في الإنفاق عليه أمان له من سوء الخاتمة
واختيرت الكسرة في البر لأنهيصير اعتماد الضعيف وأمانه على المحسن إليه

[أبو مسلم العرابلي]

كيف اختلفت حركة حاء "حبب"
فاختلفت المسميات


الحَبّ
الحُبّ
الحِبّ

مادة "حبب" مستعملة في الثابت الدائم

الحَبّ بالفتح؛ ثمر النبات الثابت على حاله سنوات طولة فيخزن ويعتمد عليه في أوقات انقطاع الغذاء والقحط، خلاف الفاكهة والخضار الذي لا يدوم صلاحه للأكل إلا فترة قصيرة وأيامًا معدودة.
واختيرت الفتحة في الحب لهذا البقاء واستقرار حاله مدة طويلة

الحُبّ بالضم؛ ثبات الميل والمودة في القلب إلى شيء فيصعب نزعه من القلب.
واختيرت الضمة في الحب لأنه محل الحب في داخل النفس والقلب.

الحِبّ بالكسر؛ الثابت في ارتباطه بغيره كارتباط زيد بمحمد صلى الله عليه وسلم، وفضل العبودية عنده على الحرية في مفارقته، فتبناه ولدًا له حتى نزل تحريم التبني.
واختيرت الكسرة في الحب لأن زيدًا مولى يعتمد على مولاه في الثبات في القوم والانتساب لهم



يتبع ...