لطائف التفريق بين القدم والرِّجل والرَّجل في القرآن و(33) وقفة

[أبو مسلم العرابلي]

لطائف التفريق بين القدم والرِّجل وعلاقة الرِّجل بالرَّجل في القرآن

القدم والرجل عضو واحد بصفتين فحمل اسمين
القدم من مادة "قدم" وذكرت في القرآن (42) مرة.
وهي ما دون الكعبين الثابتة على الأرض
ولا تذكر مادة "قَدَمَ" إلا مع الثبات وعدم الزوال
الرِّجل من مادة "رجل" وذكرت في القرآن (73) مرة.
والرِّجل ما دون الكعبين {وأرجلكم إلى الكعبين}
ولا تذكر مادة "رَجَلَ" إلا مع الحركة والسعي والمشي.
القدم عند الحركة والانتقال هي الرجل التي يعتمد عليها السائر في حركته وانتقاله وبلوغ مراده.
وإذا وقف السائر وثبت في مكانه فالرِّجل هي القدم حال سكونها والتزام مكانها على الأرض.

وفي الآيات وقفات ونكات ولفتات جميلة بلغت (33) وقفة
تفهم من ثبوت القدم وحركة الرجل؛

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الأولى : أن تسمية الرجال من مادة "رجل" وليس لهم تسمية من مادة "قدم"

فالرِّجل تُقدِّمها للحركة والسير والانتقال، والرَّجلُ هو المـُـقَدَّم للسعي وحمل المسؤولية.
واعتماد الرجال في سيرهم على أرجلهم.
فكل رجل ذكر، وليس كل ذكر رجل، ولو كان كبيرًا إذا لم يكن له سعي وتحمل مسؤولية نفسه وغيره.
: { أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا (195} الأعراف.
: {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا {239} البقرة. أي سائرون على أرجلكم، أو ركبانًا على الدواب.
: { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} الحج.
: { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ {64} الإسراء.
: { وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ {45} النور
: { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ {42} ص.
: { وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى {20} القصص.
: { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} يس.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثانية : درجة الرجال فوق درجة النساء.



لأن الرجال هم المكلفون بالسير والسعي وطلب الرزق لأنفسهم ومن يعولونه من النساء والأولاد؛
: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {34} النساء.
: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ {228} البقرة. بهذا التكليف وإنفاق المال؛

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثالثة : ذكر النساء مرتبط بذكر الرجال ولكن بعدهم؛

لأن تسمية الرجال جاءت من السير والتقدم، وتسمية النساء جاءت من تأخير منزلتهن بعد الرجال؛
: {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء {1} النساء
: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ {7} النساء
: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ {32} النساء
: { وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ {25} الفتح.
: {وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ {176} النساء.
: { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {81} الأعراف.
: { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ {55} النمل.
أما في الشهادة فذكرت المرأة مع الرجال؛ لأنها شاركت الرجال في الفعل، وتسمية المرأة جاء من الاستقلالية وتجاوز ولي الأمر، ولو كانت تابعة لولي أمرها في الشهادة لكانت شهادتهما باطلة.
: {وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ {282} البقرة.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الرابعة : تسمية الرجال من الحركة والسعي وليس من القوة

فتسمية الرجال دالة على الحركة والسير في العمل وطلب الرزق، وليس من القوة المطلقة والجبروت، وإن كانوا أكثر قوة من النساء، ولذلك قد يضيق عليهم ويستضعفون ويبقى لهم الوصف بالرجولة.
: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ {75} النساء
: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً {98} النساء.
: { أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ {31} النور.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الخامسة : التكليف بالرسالة والدعوة للرجال دون النساء؛

لأن الرسالة تتطلب الذهاب والسعي لإيصال الرسالة للناس ومواجهة الظالمين.
: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى{109} يوسف.
: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {43} النحل.
: { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {7} الأنبياء.
: { أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {63} الأعراف.
: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ {69} الأعراف.
: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ {9} الأنعام.
: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا {155} الأعراف
: { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ {2} يونس.
: { إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا {47} الإسراء
: { إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ {25} المؤمنون.
: { إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ {38} المؤمنون
: { وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا {8} الفرقان.
: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ {7} سبأ.
: { قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ {43} سبأ.
: { وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ {28} غافر.
: { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ {31} الزخرف.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السادسة : في الدعوة ودور العبادة والجهاد

فتواجد الرجال يكثر في المساجد وساحات الجهاد والأسواق بوصفهم سعاة في الأرض؛
: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا {23} الأحزاب.
: { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ {108} التوبة.
: { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ {37} النور.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السابعة: اعتداء قوم لوط على الرجال

بما أن صفة الرجال هي في السعي والحركة، فيسافرون ويأتون ديارًا غير ديارهم، فمثل هؤلاء هم من يعتدى عليهم، ويسبب ذلك قطع السبيل، وهذا فوق انتشار الفاحشة بينهم.
: { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ {29} العنكبون.
ومن رحمة الله أنه لم يكن للوط عليه السلام بنين في بيئة لا يستطيع حمايتهم فيها.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثامنة : تسمية الذكور بالرجال غير مقتصر على الإنس .

والسعي والدعوة يكون في الجنسين
: { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا {6} الجن.
: { وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ {62} ص. وهذا شامل للإنس والجن.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة التاسعة : أصحاب الأعراف رجال يتحركون

الأعراف ليست مكانًا للاستقرار الدائم فهم في حركة عليها، فهم رجال.
: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ {46} الأعراف.
وعندما خاطبوا أصحاب النار وصف المخاطَبين أيضًا بالرجال؛
لأن أصحاب النار في حركة وطواف دائم بين الحميم والجحيم،
: {وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ {48} الأعراف.
ولم يوصف أصحاب الجنة بالرجال؛ لأنهم في استقرار على الرفائف الخضر وعلى الأرائك متكئون. ويأتيهم في أماكنهم كل ما يطلبون ويشتهون.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة العاشرة : الذكر الميت رجل

لأنه سار وتحرك من الحياة إلى الحياة الآخرة ، ولم يبق في مكان تواجده.
: { وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً {12} النساء

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الحادية عشرة: لا يكون للرجل قلبان.

لأنه كل قلب سيجعله يسعى باتجاه معين،
ومن المحال السعي في اتجاهين مختلفين في آن واحد،
والمقصود السعي في طريق الإيمان وفي طريق الكفر
: { مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ {4} الأحزاب.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثانية عشرة : في الرجولة مفارقة.

فإذا اجتمع القوم على أمر واستقروا عليه، فالمفارق لهم والمبتعد عنهم هو رجل؛
: { وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ {78} هود
أي يخرج عن هذه السفاهة التي عليها القوم.
وقد خالف رجلان من قوم موسى بقية القوم الرافضين للقتال؛
: { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {23} المائدة.
وفي القتال سعي كل من الطرفين للآخر لقتاله؛
: { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ {15} القصص.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثالثة عشرة : الخادم رجل لأنه يسعى ويتحرى في حاجات سيده.

: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {29} الزمر.
: { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {76} النحل.
وصاحب الجنتين اغتر بنجاح سعيه وبكثرة ماله وولده
: { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ {32} الكهف.
: { أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا {37} الكهف.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الرابعة عشرة : غسل الأرجل والمسح عليها وليس الأقدام؛

لأن الأقدام حال الثبات على الأرض، والغسل سيكون عند ذلك لظاهر القدم دون الباطن،
أما أن الغسل للأرجل، فتحرك وترفع ويغسل ظاهرها وباطنها؛
: { فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ {5} المائدة
وفي قراءة "وأرجلِكم" ففي المسح كما في الغسل تحريك اليدين أيضًا على العضو.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السادسة عشرة : تخصيص الأرجل مع الأيدي بالقطع لدورهما في السعي والعمل

: { أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ {33} المائدة.
: {أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ {65} الأنعام.
: { لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ {124} الأعراف.
: { فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى {71} طه.
: { لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ {49} الشعراء.
: { وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ {12} الممتحنة.
: { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {31} النور.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السابعة عشرة : ما تحت الأرض يخرج من تحت الأرجل وليس الأقدام

لأن الخروج يحرك الأرجل، والأقدام من صفتها الثبات.
: { لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ {66} المائدة
: { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {55} العتكبوت.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثامنة عشرة : شهادة الأرجل لا الأقدام على أصحابها يوم القيامة

لأن الأرجل هي التي سارت للعمل ونقلت أصحابها إليه وليست الأقدام
: { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} النور.
: { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {65} يس.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة التاسعة عشرة : مع الأقدام (الأرجل الثابتة)

ذكر القدم لبيان الثبات، فتذكر في مواضع الثبات ؛
: { وَلاَ تَتَّخِذُواْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ الْسُّوءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {94} النحل.
وسؤال الله تعالى للثبات أم العدو في القتال بثبوت الأقدام وعدم التراجع لا الأرجل لتحقيق النصر.
: { قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {250} البقرة.
: { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {147} آل عمران.
: { مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ {11} الأنفال

: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ {29} فصلت.
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ {7} محمد

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة العشرون : بأخذ الكفار للنار بالأقدام

وذلك أن الكافر لن يتحرك من نفسه لدخول النار، ويحاول تثبيت أقدامه حتى لا يسحب إليها.
: { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ {41} الرحمن.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الحادية والعشرون : في ثبات ما وعد الله به بوصف قدم صدق

: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ {2} يونس.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثانية والعشرون : في ثبات ارتباط العمل بصاحبه في خير أو شر

كل امرئ بما كسب من الأعمال رهين، ولا انفكاك له منها،
فارتباطه بها ثابت ودائم، والآيات في ذلك كثيرة؛
: { وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ {95} البقرة.
: { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ {182} آل عمران
: { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ {51} الأنفال
: { ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ {10} الحج.
: { وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ {47} القصص.
: { فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ {62} النساء.
: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ {57} الكهف.
: { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ {36} الروم.
: {تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ {80} المائدة
: { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {110} البقرة
: { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ {48} غافر.
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ {18} الحشر.
: { وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {7} الجمعة.
: { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا {20} الزمر.
: { يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ {13} القيامة.
: { إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا {40} النبأ.
: { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ {5} الانفطار.
: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} يس.
: { قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ {60} ص
: {قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ {61} ص.
: { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي {24} الفجر.
: { قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ {28} ق.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثالثة والعشرون : آثار الأفعال يثبت على الفاعل
أو يثِّبت الفاعل كان ذلك في الدنيا أو الآخرة

: { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ {223} البقرة.
: { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ {48} يوسف

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الرابعة والعشرون : النهي عن التقديم بين يدي الشرع

تقديم الشيء لكون أساسًا ثابتًا لما يبنى عليه،
والشرع من كتاب الله وسنة رسوله يبنى عليه ولا يبنى هو غيره؛
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {1} الحجرات.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الخامسة والعشرون : في تقديم الصدقة قبل المناجاة

المناجاة تكون بين اثنين ذا علاقة ثابتة، وكثير من الصحابة يريدون هذه الخصوصية دون البقية،
فجعل الله تعالى على فاعل ذلك صدقة تكفر عن سعيه هذا،
فأحجم بعضهم عن الفعل إدراكًا للأمر وبعضهم بخلاً؛
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً {12} المجادلة.
: { أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ {13} المجادلة.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السادسة والعشرون: في الإقدام على إبطال العمل

والقدوم إلى عمل لأجل إحداث التغيير فيه، فيبطله أو يثبته،
أما العمل الصالح فهو ثابت عن الله ولا يحتاج لتغيير،
والعمل الفاسد هو الذي يتحول إلى هباء منثورًا.

: { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا {23} الفرقان.
ليس من مادة "رجل" فعل ثلاثي، لأن تقديم الرجل فعل جبلِّي يقوم به كل الناس،
دال على الحركة وعدم الثبات دون بيان الوجهة أو سبب الحركة.
ويأتي الفعل "ترجل" إذا كان راكبًا فنزل ومشى على رجليه، أو ترجل الجند عن الخيل للقتال.
وترجل أو ترجيل الشعر: تسريحه، فقبل ذلك يكون متشابكًا وثابتًا،
فبالتسريح يجعله يتحرك بفعل تمرير أصابع اليد فيه، أو المشط، أو الريح.
فإن كانت الحركة لأجل الوصول إلى شيء معلوم ثابت كان الفعل من مادة قدم،
عندما يقدم في الرجوع أو الذهاب لشيء فيتقدم إليه.
أو يقدم الشيء ليكون له قاعدة لثباته حال الوصول.أو سببًا لذلك كما في الجزاء والعقاب يوم القيامة.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة السابعة والعشرون : في تقدم فرعون قومه في النار

فرعون هو الأساس الثابت الذي أورد قومه النار بادعائه الألوهية والربوبية،
فرضوا وسكتوا عنه واتبعوه، فكان هو أسبقهم وأثبتهم في النار؛
: { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ {98} هود.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثامنة والعشرون : في الفعل الخماسي "تقِّدم"

قدَّم غيره على نفسه أو آخر غيرهما، فجعل نفسه هي المتأخرة،
وتقدَّم هو على غيره وجعل نفسه في الأمام وغيره في المؤخرة،
وذنب النبي صلى الله عليه وسلـم هو الذي تقدم ولم يكن النبي هو الذي قدمه،
فكان في ذلك إشارة إلى أن الذنب هو زلل غير مقصود متعمد. أو تقديم عمل على عمل أولى
: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ {2} الفتح.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة التاسعة والعشرون : في أكثر الهالكين من يقدِّموا غيرهم

عندما تقدم غيرك تكون تابعًا له في أكثر الأحوال، وتنسى نفسك، وتراه أقدر وأعلى وأقوى منك،
وأنت الضعيف أمامه، أما إذا تقدمت أنت وجعلت الآخرين خلفك كنت الفائز،
فأول منفعة لك النجاة يوم القيامة، ومن تأخر كان كان في النار.
: { لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ {37} المدثر.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثلاثون : في دلالة الاستقدام والاستئخار

عندما يدهم الخطر أحدًا يقوم بدفعه وتأخيره بعيدًا عنه، فإن لم يستطع فيجعل همة في الثبات أمامه، واستمرار بقائه، فإذا جاء الموت فلا إبعاد له ولا ثبات أمامه إلى أجل طويل أو قصير؛
{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {34} الأعراف.
{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {49} يونس.
{ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ {61} النحل.
{ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ {30} سبأ.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الحادية والثلاثون : في دلالة المستقدمين والمستأخرين

المستقدمين هو الذين كان لهم وجود ثم مضوا وذهبوا،
والمستأخرين الذين لم يظهروا بعد وتأخر وجودهم.
والله تعالى محيط بهم جميعًا لا يغيب أحد منهم عن علمه؛
{ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ {24} الحجر.

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثانية والثلاثون : في ثبات القديم

القديم على وزن "فعيل" وهو وزن للصفات الثابتة، فهو من أثبت الأشياء،
حيث لا مجال ولا سلطة عليه لتغييره أو تجديده وقد أصبح في زمن ماضٍ لا عودة له.
: { قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ {95} يوسف.
: { وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {39} يس.
: { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ {11} الأحقاف.
: { أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ {76} الشعراء .

[أبو مسلم العرابلي]

الوقفة الثالثة والثلاثون والأخيرة : وجوب أن يكون أبناء النبي رجالاً

لأنه لو كان له ولد من بعده لوجب عليه حمل الرسالة والقيام بالدعوة وهذه صفة الرجال،
ولكن جعل ذلك للصحابة رضي الله عنـهم فوصفوا هم بالرجال؛
: { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ {40} الأحزاب.