أبو مسلم العرابلي
08/06/2018, 02:27 AM
حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج
مسند أحمد ط الرسالة (16/ 125)
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو(بن علقمة الليثي)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ(بن عبد الرحمن بن عوف)، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ"
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي- فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
عندما ألفت كتابي "أحبك أيها المسيح" لم أعتمد فيه على أي شيء من مصادر أهل الكتاب، وكله دراسات لما في القرآن فقط عن المسيح وبعض الأنبياء.
وجعلت السبب في ذلك إلى أن ما عند أهل الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام ؛
قسم حق نسخه الله بكلماته في القرآن الكريم؛ فإن أترك كلام الله تعالى إلى كلام بشر كله ترجمات عن ترجمات ... فذلك من الغبن.
وقسم حق ولكن قد عفا الله عنه، ولم تعد الحاجة قائمة له، فإن الشغل بمثله هو من باب العبث الذي لا فائدة منه.
وقسم باطل قد اختلط بكتبهم فأخشى الوقوع فيه.
فمن السلامة لي عدم اعتماد مراجعهم في كتابي وقد فعلت.
والحديث "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" لم يرد في الصحيحين،
وفيه عدة إشكالات؛
والإرشاد على خلافه في أحاديث أخرى؛
مصنف ابن أبي شيبة (5/ 312)
26421 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ كِتَابًا حَسَنًا مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي»
مسند أحمد ط الرسالة (22/ 468)
14631 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ، وَقَدْ ضَلُّوا، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
والعلة التي بينتها الأحاديث السابقة وغيرها
أن الله لم يبعث رسله ليكونوا أمما وجماعات بل ليكونوا أمة واحدة على دين الله.
وأنه لو حافظ السابقون على طهارة كتبهم وعقيدتهم، وكان ما فيها صالحًا لكل أمورهم ، لما كانت الحاجة لإرسال أنبياء جدد لهم.
أن القرآن والسنة الصحيحة جديدان نقيان لم يختلط بهما ما يفسدهما
وأنه كيف تطلب الهداية من سابق قد ضل ؟
وأن الخشية من تكذيب قول صحيح من الله،
وهو الذي يكون من القسم الذي عفا الله عنه.
وأن الخشية كذلك من تصديق كذب، قد اختلط بكتبهم.
قال تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} المائدة
فمما كانوا يخفونه؛ حق أظهره الله بكلماته في القرآن، وحق قد عفا عنه،
وما جاء من الله نور وصفحة بيضاء ساطعة نقية ليس كالذي بين أيديهم.
وقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79} البقرة.
فكيف بعد ذلك نؤمر أن ننقل وننشر ما عندهم ونجعلهم مرجعًا مأمونًا لنا ؟!
لكن فهم الحديث إن صح على غير الظاهر الذي تم فهمه سابقًا ..
مسند أحمد ط الرسالة (16/ 125)
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو(بن علقمة الليثي)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ(بن عبد الرحمن بن عوف)، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ"
صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي- فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف.
عندما ألفت كتابي "أحبك أيها المسيح" لم أعتمد فيه على أي شيء من مصادر أهل الكتاب، وكله دراسات لما في القرآن فقط عن المسيح وبعض الأنبياء.
وجعلت السبب في ذلك إلى أن ما عند أهل الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أقسام ؛
قسم حق نسخه الله بكلماته في القرآن الكريم؛ فإن أترك كلام الله تعالى إلى كلام بشر كله ترجمات عن ترجمات ... فذلك من الغبن.
وقسم حق ولكن قد عفا الله عنه، ولم تعد الحاجة قائمة له، فإن الشغل بمثله هو من باب العبث الذي لا فائدة منه.
وقسم باطل قد اختلط بكتبهم فأخشى الوقوع فيه.
فمن السلامة لي عدم اعتماد مراجعهم في كتابي وقد فعلت.
والحديث "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" لم يرد في الصحيحين،
وفيه عدة إشكالات؛
والإرشاد على خلافه في أحاديث أخرى؛
مصنف ابن أبي شيبة (5/ 312)
26421 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ كِتَابًا حَسَنًا مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي»
مسند أحمد ط الرسالة (22/ 468)
14631 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَغَيْرُهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ، وَقَدْ ضَلُّوا، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي " (1)
__________
(1) إسناده ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد. يونس: هو ابن محمد المؤدب.
والعلة التي بينتها الأحاديث السابقة وغيرها
أن الله لم يبعث رسله ليكونوا أمما وجماعات بل ليكونوا أمة واحدة على دين الله.
وأنه لو حافظ السابقون على طهارة كتبهم وعقيدتهم، وكان ما فيها صالحًا لكل أمورهم ، لما كانت الحاجة لإرسال أنبياء جدد لهم.
أن القرآن والسنة الصحيحة جديدان نقيان لم يختلط بهما ما يفسدهما
وأنه كيف تطلب الهداية من سابق قد ضل ؟
وأن الخشية من تكذيب قول صحيح من الله،
وهو الذي يكون من القسم الذي عفا الله عنه.
وأن الخشية كذلك من تصديق كذب، قد اختلط بكتبهم.
قال تعالى: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ {15} المائدة
فمما كانوا يخفونه؛ حق أظهره الله بكلماته في القرآن، وحق قد عفا عنه،
وما جاء من الله نور وصفحة بيضاء ساطعة نقية ليس كالذي بين أيديهم.
وقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ {79} البقرة.
فكيف بعد ذلك نؤمر أن ننقل وننشر ما عندهم ونجعلهم مرجعًا مأمونًا لنا ؟!
لكن فهم الحديث إن صح على غير الظاهر الذي تم فهمه سابقًا ..