المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل حقًا عَجْب الذنب الذي خلق منه الإنسان وفيه يركب.. هو عظم العصعص؟!



أبو مسلم العرابلي
08/07/2018, 11:43 PM
بحث في تحديد عَجْب الذنب الذي خلق منه الإنسان وفيه يركب يوم القيامة
أي عجب للذنب خلق منه الإنسان ويعاد فيه خلقه؟!

ورد ذكر الخلق من عجب الذنب بثلاث روايات مختلفة وكلها عن أبي هريرة رضي الله عنـه؛
الرواية الأولى: روايات لم يذكر فيها العظم كما في الروايات عند مالك وروايات عن أحمد وابن ماجة، ومسلم وغيرهم؛
الموطأ - مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ، إِلاَّ عَجْبُ الذَّنَبِ. مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ».
وفي رواية أبي مصعب الزهري عن مالك "يأكله التراب" بدلاً من "تأكله الأرض".
وما يؤكل لا يعود ثانية..
فرواية مالك عن الأعرح (عبد الرحمن بن هرمز) عن أبي هريرة، هي الأقصر والأعلى سندًا وكل من رواته وصف بأنه ثقة ثبت وأنه إمام أو عالم. وهم من رجال الصحيحين.
وانفردت هذه الرواية بالقول بأن عجب الذنب منه خلق ابن آدم، ولم يذكر فيها العظم.

أبو مسلم العرابلي
08/07/2018, 11:47 PM
الرواية الثانية : المتفق عليها في الصحيحين، ذكرت في ضمن أحاديث رواها أبو هريرة فيها شرح وحوار، فذكر فيها العظم، ولعل ذلك من فهمه فأسقط عجب الذنب المعروف في الدواب على مثيله في الإنسان ففسره به؛
صحيح البخاري (6/ 165)
- حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: 4935قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ» قَالَ: أَرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَبَيْتُ، قَالَ: «ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ البَقْلُ، (وقال و) لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ»
__________
الزيادة من رواية مسلم (4/ 2270)
فرواية الصحيحين عن أبي صالح عن أبي هريرة، ولا يتبين فيها أن ذكر العظم من فهم أبي هريرة في شرحه لعجب الذنب، أم أن اللفظ من النبي صلى الله عليه وسلـم، ولم يذكر في الرواية أن ابن آدم خلق من عجب الذنب. ولكن ذكر بأن منه يركب الخلق يوم القيامة. كما في رواية مالك.

أبو مسلم العرابلي
08/07/2018, 11:50 PM
الرواية الثالثة : ذكر فيها العظم في رواية عند مسلم وأخرى عند أحمد وابن حبان. أنهم قالوا : أي عظم هو ؟
143 -وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، (2955) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالُوا أَيُّ عَظْمٍ هُوَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «عَجْبُ الذَّنَبِ»
وإن صح ذكر العظم بلفظ النبي عليه الصلاة والسلام، فله مخرج لغوي سنبينه إن شاء الله.
ففي هذه الرواية لمسلم عن همام بن منبه عن أبي هريرة قد ذكر فيها العظم منصوصًا عليه، وهمام بن منبه ومحمد بن رافع هما ثقة ولكنهما دون درجة الرواة في حديث الموطأ. ولم يذكر كذلك في هذه الرواية أنه خلق من عجب الذنب.
وروي الحديث نفسه عند غير مسلم عن عبد الرزاق ابن أبي السريّ وهو صدوق حسن الحديث.
ومحمد بن رافع الذي روى مسلم عنه من المكثرين عن عبد الرزاق، وقد روى له مسلم (280) حديثًا، منها (148) أو أكثر عن عبد الرزاق. وفي هذه رواية عن همام بن منبه عن أبي هريرة، وليس عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وروى البخاري عن محمد بن رافع خبرين وحديثًا واحدًا عن النبي صلى الله عليه وسلـم مكررًا مرتين.
وفي ذلك دلالة على أن للبخاري رأي فيه غير رأي مسلم، مع أنه أحد رجال الصحيح.
وقد قال عنه : "من خيار عباد الله" فهو ممدوح في خلقه ثقة مأمون، وليس هذه الصفات كافية إذا لم يكن كذلك ثبت حافظ وعالم أو إمام لترتفع درجته أكثر.
وكما قال أحد العلماء أدركت في المدينة مائة من المأمونين ولا يؤخذ عنهم حديثًا واحدًا. لأنهم لا يستطيعون ضبط الأحاديث التي يروونها، ولا ضبط سند الذين نقلوا عنهم.

أبو مسلم العرابلي
08/07/2018, 11:55 PM
ما هو العَجْب؟

العَجْب من مادة "عَجَبَ" وهي مستعملة في رفض الشيء ودفعه وعدم قبوله، إما لغرابته أو أنه أمر لا يراد، والرافض له يصر على البقاء على حاله.
: { بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ {2} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ {3} ق.
فقد رفضوا التصديق برسول منهم وبعثهم بعد الموت، فلم يقبلوا به ودفعوه عنهم.
: { وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ{4}أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ{5}وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ {6} ق. رفضوا الوحدانية لله، وأصروا على البقاء على شركهم .
وانظر إلى إنكار الملائكة لرد زوج إبراهيم عليه السلام وعدم أخذها البشرى بالتسليم؛
: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ {72} قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ .. {73} هود. أي أنه أمر غريب لا تصدقه النفس.
وانظر إلى قول فتى موسى عليه السلام ؛
: { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا {63} الكهف.
ومعنى عجبًا من الاستعمال الجذري لـــــ"عجب"؛ أي مندفعًا ومبتعدًا، فلم يكن بمقدور الفتى القبض عليه وإرجاعه، فقوله عجبًا فيها نوع من الاعتذار لموسى عليه السلام، وأن الأمر فوق قدرته وطاقته على الإمساك به.

أبو مسلم العرابلي
08/07/2018, 11:57 PM
ويسمى أصل الذنب الثابت المغروز في مؤخر الدابة كالإبل والخيل والدواب التي لها ذنب: عجب للذنب، وهو فقرات العصعص أو طرفها المغروز بين الوركين. وهو الذي يدفع الذنب ويحركه وينشره .. وهذا الحال هو في الدواب دون الإنسان.
فالإنسان ليس له ذيل ولا ذنب حتى يوصف العصعص عنده بالعَجْب.
وانظر إلى لفظ الحديث : [إلا عجْب الذنب]
فالعجْب مضاف إلى الذنب، ويجب في الإضافة سبق وجود المضاف إليه، واشتهار معرفته، وإلا كان التعريف بالإضافة هو إضافة إلا مجهول، وزيادة في التنكير.
ولا يصح إسقاط ما في الدواب على الإنسان لوجود عظم مثيل له في الإنسان دون الصفة.
وتفسير عجب الذنب الذي هو خاص بالدواب بالعصعص عند الإنسان أو جزء منه أمر بعيد؛
لأن العصعص مع بقية العظام تتكون في المرحلة الخامسة من خلق الإنسان،
فبعد أن يكون الإنسان من سلالة من ماء مهين،
يكون نطفة،
ثم يكون علقة،
ثم يكون مضغة،
ثم يكون عظامًا يتشكل من جزء من هذه العظام العصعص بعد ذلك.
فلم يخلق منه الإنسان ابتداء، والحديث ينص على أنه منه خلق وفيه يركب يوم القيامة.
ولعل البخاري رحمه الله -وهو شديد الملاحظة-، وهو يعرض كل حديث على كتاب الله ليرى توافقه مع ما ذكر في القرآن، قد أدرك أن العظم الذي يتكون في المرحلة الخامسة لا يمكن أن يبدأ منه خلق الإنسان، فلم يأخذ بالحديث الذي ذكر فيه "منه خلق" مع علو سنده في الموطأ، لأنه لم يتبين له وجه يعقله فيثبته عنده في الصحيح، ولم يأخذ كذلك بالحديث الذي فيه السؤال "أي عظم هو" مع أن راوي الحديث؛ "محمد بن رافع" أحد رجاله. فقد رضي تفسير أبو هريرة للعجب بما عند الدواب، ولم يرض نسبته للنبي في قول صريح، لأنه ليس للإنسان ذنب، وبالتالي ليس له عجب يحرك الذنب ويدفعه.
و"عجب الذنب" مذكور في الأحاديث الصحيحة، ومنها في حديث الصحيح المتفق عليه عند البخاري ومسلم سندًا ولفظًا.
إذن فما المقصود بعَجْبُ الذَنَبِ الذي ذكر في الأحاديث؟!

أبو مسلم العرابلي
09/07/2018, 12:00 AM
الحديث يقول بأن هناك عجْب له ذنب، والعجْب هو الدافع للذنب، وإذا كان مستقلا بذاته فهو مدفوع كذلك بالذنب.
وهذه الصورة موجودة في ابتداء خلق الإنسان،
ولكن لم نشاهدها ونتعرف عليها إلا بعد تقدم العلم، ووجود المجاهير المكبرة للأشياء التي لا ترى بالعين المجردة آلاف المرات.
إنه الحوين المنوي، فرأس الحوين المنوي يحمل الشيفرة الوراثية الإنسان،
وهو يحرك ذنبه، وذنبه يحركه ويدفعه إلى أن يصل البويضة،
فمتى وصل البويضة ودخل فيها انقطع ذنبه وانفصل عنه خارج البويضة، وبذلك يبدأ خلق الإنسان.
وعند تكون الحوين المنوي من الخلية الأصل،
تمتد الخلية الأصلية الثابتة في جهاز الإنسان باستطالة قبل انقسام الخلية وانفصالها،
فيتكون من امتدادها ذنب الرأس المنقسم،
ثم تنقسم هذه الخلية المنفصلة انقسامين متتاليين يتكون منها أربع حوينات منوية، لتكثير عدد الحوينات المنوية،
فيحصل من مجموع الخلايا المنقسمة عشرات الملايين من الحوينات المنوية.

فما الذي يجعل عجب الذنب هذا لا يبلى؟!
لا يدوم هذا العجْب إلا بحفظ الله تعالى له حتى يعيد خلقه ثانية يوم القيامة،

فإذا كانت الخلية الأولى نمت وتكاثرت حتى تخلَّق منها الإنسان ..
فكيف يعاد تركيب الإنسان منها يوم القيامة ؟!
فالإجابة على ذلك لها أوجه عديدة؛
إما أن يكون الحفظ للخلية الأصلية التي تكون منها الحوين المنوي الذي تخلَّق منه الإنسان،
وإما أن يكون الحفظ لأحد الثلاثة الباقية من الأربعة؛ لأنها جميعها تحمل نفس مورثات الإنسان الذي خلق من أحدها،

وإما أن يكون الحفظ بعد تلقيح الخلية وانقسامها قسمين منفصلين متساويين، كما يحدث في التوائم المتشابهة،
واحدة تحوصل وتحفظ ليوم القيامة، وواحدة تنمو وتكبر حتى يتخلَّق منها الإنسان وتنفخ روحه فيها.
لكن في التوائم المتشابهة ينفخ في كل واحد منهما روح غير الروح التي تنفخ في الأخرى.
فإن حفظت الثانية إلى يوم القيامة، وأعيد خلق الإنسان منها، فلا يكون أي فارق بينهما،
فيعاد نفخ الروح نفسها في الجسد الجديد.
وكما بدأَ الله تعالى خلقنا من خلية واحدة أصغر من رأس دبوس لا ترى إلا بالمجهر،
نعود كذلك ثانية من خلية واحدة تنمو وتكبر حتى يتشكل منا الإنسان مرة أخرى.
كما تنمو النبتة والشجرة من البذرة.

فعجب الذنب موجود في رأس الحوين المنوي، وفيه أسرار الإنسان التي تميزه عن كل البشر.
وله ذنب ابتدأ خلقه وظهوره قبل انفصال العجب عن الخلية الأم ودفعه عن الخلية الأصل.
والعجب يدفع ويحرك الذنب، والذنب يدفعه حتى يوصله إلى البويضة،
ولولا دفعه لما وصل إلى البويضة واجتمع معها لميلاد مخلوق جديد.
والذنب ينتهي خارج البويضة ولا يكون له عمل في خلق الإنسان.

فالحديث كشف عن سر من أسرار خلق الإنسان، لم يكن معلومًا من قبل،
ولم يستطع الإنسان الوقوف عليه إلا في هذا العصر المتأخر.
وهذا موافق تمامًا لنص الحديث، دون إسقاط ما يوجد في البهائم على الإنسان.

وقد انتشر تداول خبر يفيد أن علماء في الصين حاولوا سحق وإفناء عصعص الإنسان فلم يستطيعوا ذلك، ثم تبين أن الصيني الكاتب لهذا الكلام كتبه للمسلمين لأنهم يحبون مثل هذه الأمور .. وقد انتشر هذا الخبر الباطل على أنه إثبات لإحدى المعجزات.

أبو مسلم العرابلي
09/07/2018, 12:01 AM
الذنَب من مادة "ذَنَبَ" وهي مستعملة في تفرق المجتمع، ومعرض للزوال
فقد سمي الذيل بالذنَب (بفتح النون) بما عليه من الشعر الوافر الطويل المرسل، فطول ذيل الفرس
بذنبه، وإذا قص ذنبه لا تجد إلا ذيلاً قصيرًا، ولذلك يسمى التابع المنقاد لغيره ذنبًا
وقد سميت نباتات وافرة الفروع المرسلة بذنب الفرس، أو ذنب الحصان، أو ذنب الثعلب. وغير ذلك؛ لأنها كشعر الذنب المرسل المتفرق.
وذنب الطائر ريشه على مؤخرته، الذي يضمه ويفرده متى شاء، وليس للطير ذيل، إنما هو نتوء يقوم مقام الذيل، وإذا نتف ريشه مؤخرته ذهب ذنبه.
وللذنَب عجْب ثابت مغروز بين الوركين وهو العصعص وبه يدفع ويحرك الذيل يمنة ويسرة، وإلى أعلى، فيتحرك الذنب وينتشر شعره وينبسط.
وحركت نون الذنَب، وتحريك عين الفعل من خصائص الأفعال لأن فيها حركة، وتسكينها من خصائص الأسماء؛ لأنها ثابتة، ولأن الذنب متحرك ويزول بالحلق والنتف؛ حركت عين فعله.
ومن مادة (ذَنَبَ)؛ الذنوب: وهو الدلو الممتلئ الذي يوزع به الماء المجتمع في البئر أنصبة على المستقين،
والتسمية قائمة على تفريق المجتمع من الماء أنصبة. والماء يذهب بهذا التقسيم .
ومن مادة (ذَنَبَ)؛ الذنْب (بتسكين النون) : وهو الخطيئة التي امتدت ومالت يمينًا وشمال عن صراط الحق المستقيم، فكانت معصية وكفرا وشركًا بالله.
ومن أفعال العباد، كقتل موسى عليه السلام الذي هو من قوم مستعبدين لرجل من القوم الذين هم سادة مصر: {ولهم علي ذنب فأخاف يقتلون{14} الشعراء
وكمراودة امرأة العزيز فتاها وهي امرأة من السادة: {يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك{29} يوسف
والذنب يزول بالمغفرة من الله ومن المحاسب على الذنب.
فمادة "ذَنَبَ" هي في تفرق المـُجْتَمِع وقابل للزوال؛
فذنوب الماء كما في الحديث : [أفرغوا عليه ذنوبًا من الماء] هو نصيب من الماء الذي يفرق على المستقين.
وقوله تعالى: {وإن للذين ظلموا ذنوبًا مثل ذنوب أصحابهم{59} الذاريات. أي لهم نصيب من العذاب.
والذَنْب؛ يذهب بغفران الله تعالى لبعض الذنوب في الدنيا أو كلها في الآخرة.

والذَنَب : شعر الذيل الذي يذهب بالقص أو الحلق أو النتف له.

أبو مسلم العرابلي
09/07/2018, 04:38 PM
إذا كان عجب الذنب من عظم في بعض الروايات
فعلينا أن نعرف: لماذا سمي العظم بالعظم ؟
مادة "عظم" مستعملة في الشيء الذي يرتبط به غيره ويعتمد عليه،
ويعظم الشيء بكثرة ما يرتبط به ويعتمد عليه
فهيكل الإنسان العظمي ترتبط به كل أعضاء الجسم ومعتمدة عليه في ثباتها في أماكنها
ولولاه لكان الإنسان قطعة لحم ملقاة على الأرض.
وخلق الإنسان مرتبط بالخلية الأولى ومعتمد على المورثات الجينية التي فيها وتعطيه التميز عن بقية الجنس البشري.
كما أن تفاصيل الإنسان ومميزاته تأخذ مكانها ليكون خلقًا آخر بعد أن تخلق العظام من المضغة.

وصف أكثر من ثلاثين شيئًا بالعظيم وليس له علاقة بشكل العظم الذي نعرفه ولا المادة التي خلق منها
سنبين لاحقًا سبب التسمية والوصف بالعظيم

أبو مسلم العرابلي
10/07/2018, 02:37 AM
وإذا عجب الله تعالى من مؤمن دفع عنه النار وأدخله الجنة
سنن أبي داود
رقم الحديث: 1019
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيّ حَدَّثَهُ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ ، يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ ، يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ " .

أبو مسلم العرابلي
10/07/2018, 08:52 AM
الفرق بين عجب وأعجب

فعل عجب هو في الرفض والدفع بعيدًا والإبعاد
وإذا دخلت همزة السلب على الفعل سلبته معناه وحولته إلى ضده
فالفعل "أعجب" في الرضا وحب الشيء وانشراح النفس له ... على خلاف وتضاد لمعنى عجب
: {وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ{221} البقرة
: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا {52} الأحزاب

في القرآن 275 فعلاً فيه همزة سلب
وفي الحقيقة كل فعل أو اسم على وزن "أفعل" همزته همزة سلب وتحول
وللسلب أكثر من عشرة وجوه
وقد حاولت دفع اثنين من الإخوة لتكون رسالتهم في الدكتوراة همزة السلب في القرآن... وقد رأوا (مع الأسف)ان الحمل عليهم ثقيل
لأنهم يريدون الحصول على الشهادة في مواضيع لا تحتاج جهدًا كالجهد في هذا
مع أنه لهذا البحث من تأثير وبيان واضح في التفسير
ونجن نرى أن الرسائل قد تحولت في كثير منها مع كثرة الكليات وكثرة الجامعات
هي في مضغ الممضوغ وتفصيل المفصل
ولأجل الحصول على بطاقة إعاشة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي
وليست لتكون درجة علمية ومنطلق إلى أكبر منها، ومنزلة تقرب إلى الله في خدمة اللغة والدين وإثقال الموازيين بالأجر والثواب

ومن لا يعرف همزة السلب فأنى له أن يفسر أفعالا كثيرة تفسيرًا صحيحًا أو يعرف السبب في الاختلاف بينها.
فمثلا كيف سيعرف سبب الفرق في المعنى بين "أتى" و"آتى" التي دخلت همزة سلب على الهمزة الأصلية
ففعل أتى لم يأت في القرآن إلا في الشدة وسلب الحياة والهناء والرحمة؛
كما في قوله تعالى: "أتاهم العذاب" "تأتيهم الساعة"، "أتاهم أمرنا ليلا أو نهارًا" والآيات كثيرة.
فلما دخلت همزة سلب على الهمزة الأولى سلبت المعنى وحولته إلى الإيجاب بدل السلب؛
"آتاهم من فضله" ، آتاهم الكتاب" ، "يؤتهم أجرًا عظيمًا". "آتوا الزكاة" التي فيها رحمة للفقير وللمعطي .
فعلى قدر فقهك في اللغة يزيد فقهك لكلمات الله في القرآن. وزيادة فضل الله تعالى عليك.

أبو مسلم العرابلي
10/07/2018, 09:33 AM
لما كان فهم العجب بمعنى الاندهاش والاستغراب خلاف استعماله في القرآن للدفع والإبعاد
ولغياب فقه استعمال الجذور الذي تعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها
وتحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها
وغياب فقه استعمال الحروف يكون فهم قسم من الأفعال على غير استعمالها

وعليه فقد أنكر القاضي شريح القراءة بالرفع لا النصب؛
لقوله تعالى : {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ {12} الصافات
بالتصب يعود العجب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وبالرفع يعود العجب إلى الله تعالى
فأنكر قراءة الرفع وهي قراءة متواترة عن عبد الله بن مسعود وغيره
فقال: إن الله لا يعجب إنما يعجب من لا يعلم
وقال غيره العجب من الشيء لجهل صفته وهذا لا يليق بالله تعالى
وانظر في التفاسير كيف حاموا لتفسير عجب ولم يقعوا على معناها اللغوي الصحيح
فبالرفع "عجبتُ" فإن الله تعالى يدفع الكفر والشرك ويبعده بما ينزله على رسوله
وبالنصب "عجبتَ" فإن الرسول يدفع الشرك والكفر بما نزل عليه من الله تعالى
وليست المسألة لا في الدهشة ولا في الاستغراب

أما فهم استعمال الجذور بفقه استعمال الحروف
فاستعمال حرف العين للدوام والبقاء
فالذي يدفع ما يأتيه ويرفضه ويبعده يبقى ثابتًا ودائمًا على حاله ويصر على ذلك كما فعل الكفار مع الأنبياء
واستعمال الجيم للإلحاق وهي محصورة (عين الفعل) أي يمتنع من قبول وإلحاق ما جاءه فيبعده عنه ويرفضه
واستعمال الباء للخروج وفيه الإبعاد ولما كان هو الحرف الأخير ودلالته على ما استقر عليه فالإبعاد له دائم ومستمر
فاجتماع هذه الحروف لتشكيل استعمال الجذر "عجب" مبني على استعمال الحروف الثلاثة
وتمثيلها قوي جدًا في الدلالة على الرفض والإبعاد

فإن غاب التوصل إلى استعمال الجذر من المشتقات والمبنيات منه
فإن الاستعانة باستعمال الحروف يوصل إلى المقصد

وقد ألف ابن فارس رحمه الله تعالى "معجم مقاييس اللغة"
فلم يستطع جمع مشتقات كل جذر على استعمال واحد
فجعل للجذور استعمال واحد بلفظ أصل واحد وبعضها له أصلان أو ثلاثة أو أربعة حتى أوصلها إلى ستة أصول
بل جعل بعضها بلا أصل ككلمة "ديك" قال : لا أصل له يتفرع منه
فكثر النساخ عنه من بعده
فكان كتابه صد عن التفكير في الأصل الواحد أي الاستعمال الواحد للجذر
فحرمت الأمة من علم وافر جزيل يبعد الأهواء والخيالات في فهم الأفعال والأسماء

وكان التعويض عن غياب فقه استعمال الجذور والحروف
الاكتفاء بربط المسميات بأسمائها
وتفسير الأفعال بالمترادفات لها
وهذا ما أوقع المعتزلة والفرق الضالة في كثير من الأخطاء التي وقعوا فيها
فأقاموا ما يعقلوه وهو مبني على جهلهم في اللغة
مقام ما صح من الشرع مما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام
ولم يسلموا بما جاء فخاضوا فيه فضلوا وأضلوا

وكان الرد أخطر مما وقعوا فيه
بأنه ليس كل ما في القرآن يفهم باللغة
خلاف ما صرح الله تعالى به في القرآن
بأن هذا القرآن لسان عربي مبين
وهو حكم عربي
وأنه أنزله وجعله قرآنًا عربيًا ليعقله الناس
وهذه طامة كبرى تفتح لطرح الآراء والخواطر بلا قيود
فإذا لم نعقله باللغة العربية فبأي لغة سنعقله ؟!
وتم الرضا بالقول بأن في القرآن كلمات أعجمية
وأن أسماء الأنبياء أعجمية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أبو مسلم العرابلي
11/07/2018, 03:39 PM
العظيم على وزن "فعيل" هو وزن للصفات الثابتة
والعظيم من مادة "عظم" والمستعملة في الذي يرتبط به غيره ويعتمد عليه.

وقد ورد في القرآن الوصف بالعظيم لله تعالى ولكتابه وعرشه، ولأشياء كثيرة
1. الله العظيم
2. وربك العظيم
3. وهو العلي العظيم؛
فكل الخلق هم مرتبطون بالله تعالى ويعتمد وجودهم عليه. ولا وجود لهم دونه.
4. والله ذو الفضل العظيم؛ (7) آيات
فالله تعالى هو المتفضل على خلقه، فكل فضل مرده من الله تعالى ومرتبط به. ودائم لهم؛ فمن ذلك إنزال كتابه القرآن الكريم على عباده، ومغفرة ذنوب المؤمنين، وحفظهم سالمين، وإعداد جنة لهم يدخلونها عرضها كعرض السماء والأرض.
5. العرش العظيم؛
فكل تدبير في هذا الكون مرتبط بالعرش منه يأتي الأمر وإليه يرفع. في كتاب عند الله فوق العرش.
6. ولملكة سبأ عرش عظيم ، منه تدير ملكها، وبه يرتبط.
7. القرآن العظيم؛
هو جامع لكل أحكام الله وشرعه والمرجع الذي يجب الارتباط به والعودة إليه في كل شأن من شئون العباد. وعليه يكافئون يوم القيامة أو يعاقبون.
وهو الكتاب الدائم في الدنيا والآخرة؛ لأنه كلام الله عز وجل، ويكون حاضرًا يوم القيامة؛
: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا {30} الفرقان
8. الأجر العظيم (18) آية؛
هو الجنة التي اجتمع فيها كل نعيم لا انقطاع لوجوده، ولا انقطاع له عن أصحابها، فالارتباط بينهما دائم أبدي لا انفكاك له.
9. الفوز العظيم؛ (13) آية.
وهو نيل رضا الله والدخول في الجنة التي لا انقطاع له بالخروج منها أو مفارقتها أبدًا.
10. ملكًا عظيمًا؛ مرتبط بالكتاب والحكمة؛
: { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا {54} فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا {55} النساء.
المال ملك، وآتى اهبِ تعالى سليمان عليه السلام ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده؛ ريح تنقله حيث يشاء، وجند من الإنس والجن والطير، وشياطين يغوصون ويأتون له باللؤلؤ والمرجان، ومنطق يخاطب به الطير، ولم يصفه بالعظيم. والتوهم بأن كثرة النساء تجعل الملك عظيمًا أمر عجيب.
والملك ما كان في حوزتك، ويكون سببًا في استغنائك عن الآخرين ويكونون تبعًا لك.
فكل الإنس والجن تبع لما نزل على آل إبراهيم من الكتاب والحكمة،
فقد اجتمع لآل إبراهيم عليه السلام ما لا يجتمع لغيرهم من الأمم؛ الكتاب والحكمة التي أنزلها على الأنبياء منهم، فقد انحصرت النبوة والكتاب في آل إبراهيم.
فإذا أعطيت سبب الملك والعزة والنعيم في الدنيا والآخرة، ومصدرهما الكتاب والحكمة، فقد أعطيت ملكًا عظيمًا.

أبو مسلم العرابلي
13/07/2018, 04:22 PM
11. ذو حظ عظيم
هو الذي اجتمع له المال الكثير الذي يعطيه القدرة على التمتع بما يشاء؛
: { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {79} القصص.
12. وذو حظ عظيم؛
ومن اجتمع له أجر عظيم بصبره على الأذى فينال به في الآخرة نعيم الجنة.
: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {35} فصلت.
13. خلق عظيم؛
قد اجتمع للنبي عليه الصلاة والسلام في خلقه كل فضل، وارتبط به كل فعل حسن محمود؛
: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} القلم.
14. رجل عظيم؛
الرجل العظيم في قومه الذي اجتمع له كثرة المال وكثرة الولد والأتباع، الذين يجتمعون حوله ويأتمرون بأمره. وما المال والولد إلا من عطاء الله تعالى لهم.
: { وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ {31} الزخرف.
15. قسم عظيم؛
القسم بمواقع النجوم قسم على شيء ذو عدد لا يحصى، ومسافات لا تقاس، وأزمنة لا تدرك، وحركة لها لا تتوقف، وقد أرانا الله بما فتح الله علينا من العلوم وبما مكننا فيه من صناعة الآلات والمجاهير، موت نجوم كان موتها قبل ملايين السنين، ونجوم تولد كذلك، في مواقع لعدد لا يحصى ولا يعد من النجوم.
: { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} الواقعة.

16. عذاب عظيم؛ (15) مرة
العذاب العظيم عذاب الآخرة، الذي لا ينقطع ولا مخرج له منه. واجتمع فيه ألوان العذاب، ومن مات بعذاب الله في الدنيا لغضب اهرج عليه، امتد عليه العذاب في الآخرة.
17. بلاء عظيم؛
اجتمع على ببني إسرائيل سنوات طويلة من الاستعباد، وفقدان الحرية وحرمان التملك، وذبح الأبناء، واستحياء النساء، ولم يكن لهم أي مخرج منه إلى أن هلك فرعون وجنده.
: { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ {49} البقرة، {141} الأعراف.
18. الحنث العظيم؛
هو الشرك العظيم الذي يصر أهل الشرك المتمسكون به على الثبات عليه.
: { وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ {46} الواقعة.
19. الميل العظيم إلى الشهوات
الميل إلى الشهوات يجر إلى مفاسد كثيرة مرتبطة ومبنية عليها، وقد جاء ذلك بعد بيان ما حلل وما حرم على الرجال في سياق تنظيم العلاقة الاجتماعية بين الذكر والأنثى؛
: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا {27} النساء.
20. الكرب العظيم؛
الطوفان الذي اجتمع فيه ماء السماء والأرض وتراكم وأحاط بالأرض وأغرق كل شيء حتى غطى الجبال.
: { وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {76} الأنبياء.
: { وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {76} وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ {77} الصافات.

21. والكرب العظيم؛
البلاء العظيم الذي أصاب بني إسرائيل على يد الفراعنة واجتمع فيه أنواع من العذاب والقتل والحرمان.
: { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ {114} وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ {115} وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ {116} الصافات.

أبو مسلم العرابلي
15/07/2018, 12:15 AM
22. ذبح عظيم؛
كبش قد تعاظم خلقه بما اجتمع فيه من لحم وشحم زائد على أمثاله.
: { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {107} الصافات.
23. وإن الشرك لظلم عظيم؛
الشرك هو الذنب الذي يجتمع على صاحبه كل أصناف العذاب التي لا انفكاك له منها، وفيه نقص كبير من حق الله في الشكر على ما أنعم الله به على الإنسان وسخره له في الحياة الدنيا، وجعله لغير الله مما لم يفعل له شيئًا، ولا ينفع ولا يضر بشيء.
: { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ {13} لقمان.
24. كالطود العظيم؛
شبه به ارتفاع الماء المتجمع بعضه فوق بعض على جانبي الممرات التي سلكها بنوا إسرائيل في البحر، وقد أحاط بآل فرعون فأغرقهم ولم يجدوا لهم منه مخرجًا.
: { فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ {63} الشعراء.


25. بهتانًا عظيمًا؛
هو القول على مريم لولادتها عيسى بلا أب، وهو أمر بالغ الفحش في امرأة من آل عمران الذي اصطفاهم الله تعالى وأم نبي آتاه الكتاب وجعله نبيًا؛ فقولهم في مريم يرتد سوءًا على نبوة عيسى وما أرسل به؛
: { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا {156} النساء.
26. وبهتانًا عظيمًا؛
وهو القول على عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك، وهو كذلك أمر بالغ الفحش في زوج نبي اختصه الله تعالى بكلماته، وامرأة هي بنت الصديق الذي لا يجهل أحد مكانته في الإسلام ومن النبي عليه الصلاة والسلام؛ وأحفظ النساء لسنته،
والطعن فيها يركب عليه الطعن في زوجها النبي وفي الإسلام الذي بعث به. وفي أمانة حفظها للسنة، فليس القول فيهما كالقول في بقية النساء.
: { وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ {16} النور.
27. القول بغير علم عند الله عظيم
فالقول في عائشة رضي الله عنـها بهتان وبلا علم، ويريد المنافقون بقولهم الوصول إلى الطعن في نبوة محمد صلى الله عليه وسلـم، وفي الإسلام نفسه.
: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ {15} النور.
28. قولاً عظيمًا؛
هو القول بأن الله اتخذ من الملائكة إناثًا هن بنات الله؛ وهذا يبنى عليه، أنه من احتاج للولد، ليس بالحي الذي لا يموت فيحتاج لمن يخلفه من نفسه، فكيف إذا كان محتاجًا لأنثى يتخذها من الملائكة؛ فهذا قول فيه شر يبنى عليه شر كبير مما هو أشر منه؛
: { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيمًا {40} الإسراء.
29. إنَّ كيدكن عظيم؛
الكيد دفع الآخر إلى هلاك أو رذيلة، أو لصد شره، أو دفعه عن خير، أو إلى شر، أو دفع التهمه إلى آخر، كما فعلت امرأة العزيز، ففعلها لا يقف عند برأتها، بعد يتعدى إلى غيرها بما يبنى عليه من عقاب عليه، وقد ردت التهمة عليه، وطلبت عقابه؛
فقد قالت : { قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {25} يوسف ، وقد سجن بعدها.
: { قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ {28} يوسف.
وكيد اهإِ لا قبل لأحد برده.
30. الخزي العظيم؛
وهو العذاب في نار جهنم الجامع لأشكال العذاب عليهم، والذي لا انتهاء له، ولا رفع له عنهم، ولا مخرج لهم منه.
: { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ {63} التوبة.
31. بسحر عظيم؛
قد اجتمع فيه فنون السحر التي استرهبوا به الناس؛ { إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى {69} طه
: { فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {116} الأعراف.
32. افترى إثمًا عظيما،
وهو الشرك بالله أعظم الذنوب المرتبط به أشد العذاب.
: { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا {48} النساء.
33. زلزلة الساعة شيء عظيم؛
قد اجتمعت فيها أهوال كثيرة تتبعها؛ بس الجبال ونسفها وتسييرها، وحملها ودكها ورجها هي والأرض، وتغييرات مهولة للسماء والبحار، فالأمر لا يقف عند الزلزلة؛
: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} الحج.
34. نكاح أزواج النبي من بعده أمر عظيم عند الله،
وقد كان العرب يرون من الزواج من نساء عظمائهم رفع شأن لهم، ففي الزواج من أزواج النبي إسقاط لمهابة النبي صلى اهفا عليه وسلم، وإفساد مهمتهن في نقل سنة النبي صلى اهنب عليه وسلم من داخل بيته خاصة، ففي الأمر أكبر من مجرد زواج؛
: { وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا {53} الأحزاب.

أبو مسلم العرابلي
15/07/2018, 12:23 AM
لقد تكلفت لدراسة وبيان ما وصف بالعظيم
والعظيم من مادة "عظم" التي منها العظم،
والعلاقة بينها جميعا هي علاقة الاستعمال الجذري الذي كان اشتقاقها جميعًا منه.
وهذا الاستعمال كان فيما ارتبط بشيء واعتمد عليه أو بني عليه
فالعظم ارتبط به كل عضل في الإنسان وأجهزته
ولولا ذلك لكان الإنسان قطعة لحم ممتدة على الأرض لا انتصاب لها
فإذا صح وصف عجب الذنب بأنه عظم،
أي أن خلق الإنسان مرتبط به ومعتمد عليه
وهذا يصح في رأس الحوين المنوي الذي يحمل الجينات الوراثية
وله ذنب يحركه ويدفعه إلى أن يبدأ خلق الإنسان عند دخوله واتحاده بالبويضة

وحتى لو تحوصلت الخلية الأولى بعد أول انقسام لها
ثم استقرت في العظم بعد تحول المضغة إلى عظام
واستقرت في العصعص
فالحفظ لها وليس للعصعص
وقد بينا أنه لا يصح وصف العصعص في الإنسان بالعجب
لأنه ليس للإنسان ذنب يضاف إليه العجب
والله تعالى أعلم