المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلاغة التقديم والتأخير في بشرى زكريا بيحيى عليهما السلام



أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 01:38 AM
بلاغة التقديم والتأخير في بشرى زكريا بيحيى عليهما السلام
في سورتي آل عمران ومريم


: { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء {38} فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ {39} قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء {40} قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ {41] آل عمران.

: { كهيعص {1} ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2} إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا {4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا {5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا {6} يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا {7} قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {8} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا {9} قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا {10} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا {11} يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا {12} وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا {13} وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا {14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا {15} مريم.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 01:45 AM
دعاء المؤمن يتكرر ويكثر ويلح به مع شدة الحاجة،
فيستذكر مع تكريره للدعاء ما لا يذكره في دعائه الأول،
ولذلك جاء هذا الاختلاف، فناسب التقديم في ترتيب السور ما ذكر في سورة آل عمران،
وناسب التأخير ما ذكر في سورة مريم وتذكر ضعفه والحال الذي عليه، ومخاوفه في حياته وبعد موته.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 01:48 AM
سورة آل عمران :

(1) متقدمة في ترتيب سور القرآن.
(2) وعمران مذكر.
(3) وآل عمران جماعة.
(4) وآل عمران هم الأصل لمريم.
سورة مريم :
(1) متأخرة في الترتيب،
(2) ومريم أنثى،
(3) وهي فرد وليست بجماعة.
(4) ومريم فرع من آل عمران.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 01:51 AM
في آل عمران :
(5) كان الدعاء بعد الرؤية للرزق مباشرة؛ {هُنَالِكَ دَعَا}.
(6) فكان وصف الطلب بلفظ يدل على قوة الطلب، وعلى شدة القرب؛ {دَعَا}.
(7) والجهر بالدعاء ولم يكن خفيًا؛ {قَالَ رَبِّ}.
(8) وقد طلب ذرية طيبة من زوجه؛ {هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}
(9) وكان التفاؤل والرجاء بالإجابة أعلى وأقوى؛ {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء}.
(10) وكانت دعوته في المحراب مكان عبادته، حيث يكون العبد أقرب ما يكون لله، في مكان قريب من مريم حيث رأى الرزق عندها؛ {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ}.
(11) ولم يذكر ضعفه وكبره ولا أن امرأته كانت عاقرًا،
(12) ولا الخشية من الشقاء بدعائه.

في مريم :
(5) الحديث عن دعاء لزكريا كان في زمن سابق وليس مباشر؛ { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ }، وكان الدعاء بعد تذكر الحال الذي عليه، وبعد حاله عن الأمل بالولد؛ فكان الدعاء بلفظ
(6) {نَادَى} التي يدل على وجود الاتصال ولكنه ليس عن قرب شديد،
(7) وكان الدعاء خفيًا غير مجهور به؛ {نِدَاء خَفِيًّا}. وقد أخفى دعاءه عن زوجه ولم يجهر به حتى لا يحزنها
(8) ولم يطلب ذرية ويطلب وليًا يتولاه؛ {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا}.
(9) ولم يكن تفاؤله بالاستجابة كبيرة؛ {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}،
(10) ولم يذكر المحراب.
(11) وذكر شكواه لله من الحال الذي عليه من الضعف؛ { إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}،
(12) والخشية من الشقاء إن كان دعاؤه فيما لا يجوز له، وإذا لم يستجب له، أو إذا تأخرت الإجابة عليه؛ {وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 02:02 AM
: {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ {39} آل عمران.
: { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا {7} مريم.

في آل عمران : جاءت البشرى لزكريا
(13) سريعة ومباشرة ومؤكدة من الملائكة {أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ}؛ فنادته بالبشرى قبل وصولها؛ {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ} وقبل الخروج من صلاته، {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ}.
(14) ولم يوصف بأنه غلام وكأنه سيولد مباشرة.
(15) وسمته باسمه؛ {بِيَحْيَـى}.
(16) ووصف يحيى بصفات عالية طمأنة لزكريا بحال ابنه الذي يولد على كبر؛ {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ} وهو عيسى ابن مريم، أي هو ليس سندًا لأبيه فقط، بل سندًا لابن المرأة التي دفعه إتيان الرزق لها من الله بغير حساب؛ إلى طلب الذرية الطيبة، و{وَسَيِّدًا}؛ يجمع القوم حوله، ويكون فيهم مطيعًا، فلا خشية من الموالي عليه، و{وَحَصُورًا}؛ يحصر نفسه عن اللعب واللهو والهوى، وعن الرغبة في النساء لانشغاله عنهن، و{وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ}؛ أي نبي يوحى إليه، وله اتباع يهتدون بهديه، و{ مِّنَ الصَّالِحِينَ}؛ الذي يبقون على فطرتهم وصلاحهم من صغرهم، فلم يعرف عنه أنه اقترف إثمًا أو ذنبًا.

في مريم :
(13) لم تذكر الملائكة ولا مناداتها وسرعتها في حمل الخبر بالبشرى، مع أنها هي التي بشرت زكريا بيحيى، وكانت الوساطة بينه وبين الله، وكانت المناداة من الله؛ { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ}، فالتجاوز عن ضعفه الذي شكا منه لا يرفعه إلا الله تعالى، وإن كلفت به الملائكة،
(14) ووصفه بأنه غلام؛ {بِغُلَامٍ}.. (والغلام الذي لا يجتمع مع أبيه في مكان وزمان واحد)، وهو غلام حتى يولد ويجتمع مع أبيه وستمر فترة طويلة حتى يولد.
(15) وحدد اسمه؛ {اسْمُهُ يَحْيَى}، لأن امرأته كانت تعقر الأجنة بعد أشهر من حملها، فتسقطها قبل تمامها، أما هذا فيحيى حتى تلده أمه كبقية الأولاد، فالنص على أن اسمه يحيى طمأنة لوالديه بأنه سيعيش.
(16) فلما كان بقاؤه حيًا أهم شيء عند والديه لم تذكر صفاته التي ذكرت في آل عمران، وجمعت وأكثر منها في قوله تعالى؛ {لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا}. أي مثيل له، وقد كان يرجو دون الولد، بأن يهب الله له مولى.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 02:07 AM
: {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء {40} آل عمران.
: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا {8} قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا {9} مريم.

في السورتين : { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}؛ لأن الغلام بشر به بعد ذلك وليس في مقام العبادة في المحراب، وستكون له آية عندما يتم حمل أمه به، أما مريم فقد حملت بعيسى عليه السلام مباشرة في نفس الموقف؛ فقالت : {أنى يكون لي ولد} من نفسها من غير أب له.

في آل عمران :
(17) قدم زكريا نفسه (الذكر) على زوجه (الأنثى)؛ { وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ}.
(18) وعاقر مرفوعة { عَاقِرٌ}، والرفع أعلى من النصب،
(19) ولم يذكر طول عقرها بأنها كانت عاقرًا،
(20) وجعل البلوغ للكبر ولم يبين أثره عليه؛ { وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} وليس لنفسه التي أضرها الكبر؛
(21) وكانت الإجابة في إطلاق المشيئة وإطلاقها أعلى؛ { قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء}

في مريم :
(17) قدم زكريا زوجه (الأنثى) على نفسه (الذكر)؛ {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}. ،
(18) وعاقر منصوبة؛ والنصب أدنى من الرفع؛ {عَاقِرًا}.
(19) وطول عقرها؛ {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}،
(20) وجعل بلوغه العتي بسبب الكبر في بيان شدة ضعفه؛ { وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}.
وعتا يعتو: نحل عظمه وجف ويبس من امتداد العمر في الكبر، وفي ذلك انعكاس وعلامة على ضعف وقلة مائه، وبعد الأمل في تخلق الولد.
(21) وكانت الإجابة في قدرة محددة بما ذكر؛ أن الخلق عليه هين، ومثل عليه بخلق زكريا من قبل؛ {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}.

أبو مسلم العرابلي
29/08/2018, 02:12 AM
: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ {41} آل عمران.
: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا {10} فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا {11} مريم.

في السورتين طلب زكريا من الله تعالى أن يجعل له آية على بداية خلق يحيى المبشر به؛ وكانت الآية ألا يكلم الناس؛

في آل عمران :
(22) ذكر الأيام ولم يذكر الليالي، واليوم هو النهار، ونور النهار أعلى من ظلمة الليل؛ { أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ}،
(23) ولم يقل ثلاثة أيام سويًا، لأنه بعد اليوم الثالث ستكون الليلة الثالثة، فالأيام حكمًا ستكون سوية.
(24) لم يذكر الخروج من المحراب بعد نهاية الأيام؛ لأنه بقي عليه ليلة.
(25) ذكر مع الأيام عدم الكلام؛ { إِلاَّ رَمْزًا}؛ لأن الرمز يرى في ضياء النهار. ويستغنى به عن الكلام.
(26) طلب منه هو أن يذكر ويسبح؛ { وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}؛ لأن مدة منع الكلام مع الناس لم تنته، وتبقى ليلة عليه بعد آخر يوم.
(27) بدأ الأمر له بالتسبيح مع ذكر الأيام بالعشي قبل الإبكار؛ لأن بعد النهار يكون العشيء ثم الإبكار في اليوم التالي.
(28) لم يذكر يحيى بعدها لأن المدة لم تنته، وبقيت ليلة قبل بدأ خلق يحيى عليه السلام.

في مريم :
(22) ذكر الليالي ولم يذكر الأيام، فقد سبق ذكرها؛ { أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا }.
(23) وزاد سويًا؛ لأن الليلة الأخيرة قد يؤخذ من آخرها شيء للعجلة، فأرادها الله كاملة.
(24) بعد نهاية الليلة الثالثة انتهت المدة المضروبة في الآية؛ فخرج من المحراب؛ { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ}.
(25) ذكر مع الليالي أوحى؛ { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ}، فقد انتهت مدة المنع من الكلام مع الناس، والليل ينتهي بالفجر، ولكن الرؤية لا تكون واضحة، والوحي تسمعه دون رؤية صاحبه.
(26) طلب منهم أن يسبحوا؛ { أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}؛ لأن مدة المنع للكلام مع الناس قد انتهت، ويستطيع بعدها أن يكلمهم فأمرهم بالتسبيح.
(27) بدأ الأمر لهم بالتسبيح مع ذكر الليالي؛ بالإبكار قبل العشي؛ لأن بعد الليل يكون الإبكار ثم العشيء في نهاية اليوم..
(28) يذكر يحيى بعدها لأن المدة قد انتهت، وبدأ خلق يحيى عليه السلام.

{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا {12} وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا {13} وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا {14} وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا {15} مريم.

هذه المقارنة من الحكمة التي نتعلمها مع القرآن وبالقرآن
وعلى قدر ما تعطي القرآن يعطيك
ولله الحمد والمنة