المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جل وعلا ... جل وعلا ... فعل علا لم يأت لا في القرآن ولا في السنة



أبو مسلم العرابلي
23/10/2018, 07:27 AM
جل وعلا ...جل وعلا


في خطبة الجمعة، في أحد المساجد كرر الخطيب "جل وعلا"؛ عشرات المرات
وبعد الخطبة سلمت عليه وعرفت منه أن دكتور في الحديث.
فقلت له إن الله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو المتعالي، كما وصف نفسه سبحانه وتعالى بذلك.
لكن الفعل "علا" لم يرد في القرآن الكريم ، ولم أقف على حديث صحيح ورد فيه
والسر في ذلك أن فعل "علا" يقتضي وجود الند والنظير،
فإذا غلب الند نده ونظيره فقد علا عليه.
بشر يعلو على بشر فنعم؛
: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {4} القصص.
: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {139} آل عمران.
والإله يعلو على إله مثله؛
: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ {91} المؤمنون.
والله تعالى لا ند له ولا نظير حتى يعلو عليه.
ولهذا لم يذكر الفعل "علا" في كتاب الله ولا سنة نبيه
لأن إسناد الفعل إلى الله عز وجل قبيح حيث لا ند ولا نظير لله عز وجل حتى يعلو عليه.
ولفظ "جل وعلا" يتردد على لسان ليس الخطباء فقط بل لسان كل مسلم،
لكن الجميع لا يقدر الفرق بين الفعل والاسم،
فاشتقوا من الاسم الفعل "علا" اشتقاقًا بلا وعي، على نية تعظيم الله.
غفر الله تعالى لنا ولكم ولجميع المسلمين

فكان جواب الخطيب : هل أحد من السلف نبه إلى ذلك ؟!

أبو مسلم العرابلي
23/10/2018, 08:45 AM
العلي اسم من أسماء الله تعالى
وهو يحمل صفة العلو
ومادة "علو" مستعملة في بسط القدرة بالعطاء أو البطش أو النظر
والله تعالى باسط قدرته بالبطش بأعدائه
وباسط قدرته في العطاء لخلقه
وفي الحديث في الأخذ والعطاء : اليد العليا خير من اليد السفلى
وباسط قدرته في العلم بخلقه وهو السميع البصير

ومعنى أن الله تعالى هو "العلي" على وزن "فعيل"، وهو وزن للصفات الدائمة،
فصفة العلو في الله صفة دائمة لا ينازعنه عليها أحد
وليست صفة يتم تداولها بين المتنافسين والمتحاربين
كما قال تعالى للمؤمنين وهم في حال الانهزام والغلبة "وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"
وقوله تعالى "وتلك الأيام نداولها بين الناس"

فصفة العلو صفة ملازمة لذات الله تعالى لا ينزعها منه أحد لأنه لا ند له ولا نظير في بسط القدرة على الآخرين
أما فعل العلو فهو حدث ينتهي وقد يبدل بضده

وألأهم من ذلك؛ أن الله تعالى لم يذكر هذا الفعل ويسنده إلى نفسه،
لا في الكتاب ولا في السنة وهو أعلم بنفسه سبحانه وتعالى وبما يصفها

أبو مسلم العرابلي
23/10/2018, 09:42 AM
وأقول دائما يجب الإيمان بأسماء الله وصفاته
واشتراط وبالألفاظ التي وردت فيها الأسماء.
فاشتقاق اسم من فعل،
أو فعل من اسم،
فيه محاذير قد تخفى على صاحب العلم،
فيقع فيها وهو لا يعلم.
فمن السلامة الوقوف على الألفاظ وترك الاشتقاق.
فنحن لا نعلم عن الله إلا ما أعلمنا عن نفسه سبحانه وتعالى.