المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحت المجهر



السعيد ابراهيم الفقي
23/10/2018, 11:21 AM
تحت المجهر
-----
مسرحية قصيرة جدأ جدأ (م ق ج ج)
-----

(خلفية المسرح حائط متهالك تساقطت بعض لبناته فكثرت فيه الفتحات التي ينبعث من خلفها خيوط ضوء)

(يُضاء المسرح على كومة من النفايات والمخلفات والمهملات)

(يصاحب الإضاءة أصوات حشرات وإيقاع موسيقي نشاذ وشاذ)

(تنبعث أدخنة غريبة من جوانب المسرح بروائح كريهة)

(بعد خمس ثوان، يخرج من كومة النفايات هيكل شبه بشري برأس فأر)

(يُصاحب ظهور رأس الفأر صرير خافت، يستمر خمس ثوان)

(يعلو الصرير شيئاً فشيئاً حتى يتحول إلى مايشبه النهيق على إيقاع الصرير)

(فجأة، يتحول النهيق إلى صوت حاسوبي شبه بشري)

رأس الفأر: " سأدمر كل مخازن غلالكم و سأقرض خصاص نوافذكم"

(تسقط من قمة الحائط المتهالك قطعة حجرية في حجم الكف على رأس الفأر فتفجره ليختفي في كومة النفايات)

سعيد نويضي
23/10/2018, 12:25 PM
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديب الفاضل اللبيب السعيد إبراهيم الفقي...


"كل الكائنات ستسقط بشكل أو بآخر بحكم "سنة السقوط" التي جعلها الخالق سبحانه من السنن الطبيعية في الإنسان و الحياة و الكون..."
الأشياء "المادية" تسقط إلى الأسفل و الأشياء "المعنوية" تسقط نحو الأعلى...

صرح الحضارة الإنسانية، مهما تهالك و مهما نزلت به النوازل، و مهما بلغت الكائنات التي أودعها الله عظمت قدرته أسرار وجودها من القبح...تظل تمارس فعلها طبقا لما أودعها الحق سبحانه في ثنايا فطرتها و غريزتها...فما وجدت عبثا...لكن الكائن العاقل بحكم تكليفه في سلم الارتقاء من الآدمية إلى البشرية ثم إلى الإنسانية هو المشكلة الكبرى...لأن الجميل ما يراه جميلا و القبيح ما يراه قبيحا من حيث المشهد و المنظر و حتى من حيث المنفعة و المصلحة...و قد يشكل هذا جزء من اعتقاده...و لكن من حيث الوجود لا نملك إلا أن نقول "هذا خلق الله..."...
فنص المسرحية القصير جدا...و الذي يعبر بحق عن مهزلة الإنسان بحكم ما وصل إليه من تفنن في التكنلوجية، دون أن ينظر إلى صرح الإنسانية التي شيدها و لا زال في طور من أطوار بنائها، حتى يرتقي إلى ما هو أفضل و أحسن و أجمل، سيظل يعيش في تناقض لا مثيل له...تناقض سواء على مستوى الوعي أو على مستوى اللاوعي...تناقض تقول به النصوص الثابتة القطعية أن العالم ذاهب في اتجاه الزوال و الانقراض و الفناء...و عقل الإنسان المرتبط أساسا بالدنيا و في غيبوبة عن الآخرة يراوده الشعور ضمنيا "بفكرة الخلود" و من تم لا يهدأ عن البحث عن سبل تخطي الصعاب و تحدي القوانين الطبيعية و السنن الكونية في طموحه لتحقيق ما لم تستطيعه الأوائل...فكون العالم يسير في اتجاه الفناء...فلماذا السباق و التسابق و التنافس في صنع ما يهلك الحرث و النسل...؟ ما بال الإنسان لا يتريث قليلا ليرى بعين بصيرة أنه يصنع ما يفنيه...و هو محكوم عليه بالفناء و الرحيل...؟ لماذا لا يتسابق و يتنافس عكس ذلك...مع العلم أنه راحل عن الدنيا لا محالة...
أن يقفز كائن من الكائنات من بين النفايات ليقول كلمة...و في الكلمة فعلين لا يبشران إلا بالحقيقة التي غفلت عنها الجن...و لم يعقلها الإنسان...و هو الأكثر كرامة و عقلانية من غيره من الكائنات الأخرى...حين خر سليمان عليه السلام بعد أن قضى عليه الموت بزمن لم تدركه الجن التي تعتقد أنها أكثر قوة من غيرها من الكائنات الحية...

فلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
سبإ - الآية 14
صدق الله العظيم و سبحان الله العظيم...
نص المسرحية الذي شكل المكان النص الصامت الذي يقول كل شيء عن هلاك الطبيعة بشقيها البيئي و العمراني...ترك فسحة للقول حتى يعبر الكائن الحي عن فعلين ظاهرهما شر و باطنهما يعلمه الله سبحانه...التدمير و الانقراض...لكل المخزون( الذاكرة...و ما يجري في فضائها و فلكها...) و المخزون المعيشي الذي تتجدد به القوى و الإرادات للمزيد من الطموح في العيش و الغزو و الاستعمار و التعمير ...كما عليه أن يدمر خضائص النوافذ التي من خلالها قد يأتي ما يشبه النور و الفرج و الضياء لغد أقل تعاسة من مشهد اليوم و أكثر جمالية و نظافة مما عليه الحال...
فمن خصائص النوافذ أنها بوابات للحرية الحقة التي تحمل معها النسيم الطيب و النور المشرق...

نص يطرح سؤال على العاقل...إلى أين تقوده التكنلوجية و تلعب به التقنية المتجددة...؟ هل غابت عنه العقلانية...؟

تحيتي و تقديري...

السعيد ابراهيم الفقي
23/10/2018, 06:18 PM
بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأديب الفاضل اللبيب السعيد إبراهيم الفقي...


"كل الكائنات ستسقط بشكل أو بآخر بحكم "سنة السقوط" التي جعلها الخالق سبحانه من السنن الطبيعية في الإنسان و الحياة و الكون..."
الأشياء "المادية" تسقط إلى الأسفل و الأشياء "المعنوية" تسقط نحو الأعلى...

صرح الحضارة الإنسانية، مهما تهالك و مهما نزلت به النوازل، و مهما بلغت الكائنات التي أودعها الله عظمت قدرته أسرار وجودها من القبح...تظل تمارس فعلها طبقا لما أودعها الحق سبحانه في ثنايا فطرتها و غريزتها...فما وجدت عبثا...لكن الكائن العاقل بحكم تكليفه في سلم الارتقاء من الآدمية إلى البشرية ثم إلى الإنسانية هو المشكلة الكبرى...لأن الجميل ما يراه جميلا و القبيح ما يراه قبيحا من حيث المشهد و المنظر و حتى من حيث المنفعة و المصلحة...و قد يشكل هذا جزء من اعتقاده...و لكن من حيث الوجود لا نملك إلا أن نقول "هذا خلق الله..."...
فنص المسرحية القصير جدا...و الذي يعبر بحق عن مهزلة الإنسان بحكم ما وصل إليه من تفنن في التكنلوجية، دون أن ينظر إلى صرح الإنسانية التي شيدها و لا زال في طور من أطوار بنائها، حتى يرتقي إلى ما هو أفضل و أحسن و أجمل، سيظل يعيش في تناقض لا مثيل له...تناقض سواء على مستوى الوعي أو على مستوى اللاوعي...تناقض تقول به النصوص الثابتة القطعية أن العالم ذاهب في اتجاه الزوال و الانقراض و الفناء...و عقل الإنسان المرتبط أساسا بالدنيا و في غيبوبة عن الآخرة يراوده الشعور ضمنيا "بفكرة الخلود" و من تم لا يهدأ عن البحث عن سبل تخطي الصعاب و تحدي القوانين الطبيعية و السنن الكونية في طموحه لتحقيق ما لم تستطيعه الأوائل...فكون العالم يسير في اتجاه الفناء...فلماذا السباق و التسابق و التنافس في صنع ما يهلك الحرث و النسل...؟ ما بال الإنسان لا يتريث قليلا ليرى بعين بصيرة أنه يصنع ما يفنيه...و هو محكوم عليه بالفناء و الرحيل...؟ لماذا لا يتسابق و يتنافس عكس ذلك...مع العلم أنه راحل عن الدنيا لا محالة...
أن يقفز كائن من الكائنات من بين النفايات ليقول كلمة...و في الكلمة فعلين لا يبشران إلا بالحقيقة التي غفلت عنها الجن...و لم يعقلها الإنسان...و هو الأكثر كرامة و عقلانية من غيره من الكائنات الأخرى...حين خر سليمان عليه السلام بعد أن قضى عليه الموت بزمن لم تدركه الجن التي تعتقد أنها أكثر قوة من غيرها من الكائنات الحية...

فلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
سبإ - الآية 14
صدق الله العظيم و سبحان الله العظيم...
نص المسرحية الذي شكل المكان النص الصامت الذي يقول كل شيء عن هلاك الطبيعة بشقيها البيئي و العمراني...ترك فسحة للقول حتى يعبر الكائن الحي عن فعلين ظاهرهما شر و باطنهما يعلمه الله سبحانه...التدمير و الانقراض...لكل المخزون( الذاكرة...و ما يجري في فضائها و فلكها...) و المخزون المعيشي الذي تتجدد به القوى و الإرادات للمزيد من الطموح في العيش و الغزو و الاستعمار و التعمير ...كما عليه أن يدمر خضائص النوافذ التي من خلالها قد يأتي ما يشبه النور و الفرج و الضياء لغد أقل تعاسة من مشهد اليوم و أكثر جمالية و نظافة مما عليه الحال...
فمن خصائص النوافذ أنها بوابات للحرية الحقة التي تحمل معها النسيم الطيب و النور المشرق...

نص يطرح سؤال على العاقل...إلى أين تقوده التكنلوجية و تلعب به التقنية المتجددة...؟ هل غابت عنه العقلانية...؟

تحيتي و تقديري...



=====

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حفظك الله أخي الفاضل الأديب سعيد نويضي
أشكرك وأحييك على اهتمامك بالنص
وتحليلك المستفيض
وتأصيلك الصائب
لمحتوى النص