المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول شارع يمين



ابراهيم عبد المعطى داود
18/05/2007, 04:54 PM
أول شارع يمين
فى مدينتى الجميلة دارت أحداث هذة القصة - -
الخير والشر يتقاتلان الى يوم القيامة - -
الخير باق - - وان كثر الشر - - وومضة صغيرة من ومضات الخير كفيلة بقهر جيوش الشر كلها
الاسكندرية مدينة رائعة الجمال - - يحرسها بحر ممتد الاطراف - - متقلب المزاج - - فى أغلب
الايام تراة منبسطا - - رائقا - - صافيا - - أزرق اللون - - يتماوج تماوجا خفيفا فية بهاء ودلال
يعلو الذبد فوق سطحة كاكليل من الفل انتثر علية - -
وفى أيام أخرى وخصوصا فى أيام الشتاء يهدر بصخب - - وتعلو أمواجة فى توتر فيضرب الشاطى
بعنف - - ويتحول اللون الازرق الى لون رمادى سرعان مايكون أسود قاتما - - تساندة رياح عاتية
تعصف بشدة وتدفع امامها جبالا من السحب الكثيفة القاتمة وتتفتح أفواة السماء فجاءة وتلقى السحب
بما تحمل من ماء حتى ينتهى فيض الماء فتستيقظ الطبيعة من سباتها وتعلن عن نفسها فى فيض من
الالوان الزاهية التى تأخذ بالقلوب والابصار وتستعرض ثروتها العظيمة من الضوء والدفء والبهاء
هذا من ناحية البحر - - ففى البر مبانى على طراز فريد من الابهة والجمال --
والكورنيش بعد التجديد آية من آيات الفن الحديث - -
وكذلك أهل الاسكندرية أخذو من البحر وداعتة وهدوئة ورونقة - - ومن الرياح شدتها وقوتها - - -
ومن الضياء جمالة - - ولهجتهم محببة الى الانفس - -
وكلمة أيوة تخرج من أفواههم كنثرات العسل المصفى - -
وصديقنا الحاج عبد القدر الجهينى لة قصة عميقة الدلالة - -
جاء من الصعيد وهو فى العشرين من عمرة بعد انتهاء دراستة متوثبا الى الحياة الجديدة - - - وفى
قلبة شوق الى العلا - - وفى الفؤاد ومضات ساكنة برضاء اللة - - -
اجتذبتة التجارة - - وتذكر حديث الرسول ( تسعة أعشار الرزق فى التجارة ) فهام بها حبا - - - - - -
تنقل من تجارة الى أخرى - - ومن مكسب الى خسارة - - ومن خسارة الى مكسب - - حتى استقر
فى تجارة مستلزمات الكمبيوتر فأعطاها كل حبة وجهدة - - -
وفى غمرة الانشغال تذكر أنة يجب علية أن يحقق نصف دينة - - فأخذ يبحث عن زوجة تعينة على
التجارة وتساعدة فى دروبها - - حتى هداة القدر الى زوجة رائعة فى الخلق والخلق
صاحبة احدى الشركات الخاصة بالكمبيوتر التى تتعامل معة - -
تزوج وسرعان مارزقة اللة بالبنين والبنات - -
ودارت عجلة الزمن دورات متتالية - -
نمت التجارة واصبحت شركة كبيرة لها فروع متعددة - - -
كبر البنين والبنات آخذين من امهم جمال الخلق والخلق - - -
لم ينس الحاج عبد القادر حق اللة علية ---
فأداة فى خشوع وتبتل - - -
جاهد بمالة للفقراء والمساكين وأبناء السبيل وذوى الحاجة - -
لم تسنح لة فرصة ليقرض اللة قرضا حسنا - - - الا اغتنمها - -
سأل عن اليتامى والارامل بين أقاربة ومعارفة فجعل لهم راتبا شهريا
بحث فى قريتة وما أكثرهم عن المحرومين وأصحاب الحاجة وحقق لهم آمالهم - - -
كل ذلك بايمان قوى بأن اللة هو الغنى الحكيم - - -
وتواترت الايام وتعاقبت - - - وقارب الحاج سن الستين - -
شعر بالوهن يدب فى عظامة - - وآلام بدأت بسيطة فى المفاصل سرعان ما تغلغلت الى الجسم كلة
نصحة أولادة وزوجتة بزيارة للطبيب المختص - - - لكنة رفض - -
اشتد الوهن - - - واشتدت اللآلام يوما بعد يوم - -
وبمبادرة من الاولاد جاءوا بطبيب معهم فى منتصف الليل الى المنزل - -
حتى يكون أمام الامر الواقع --
تغير وجة الطبيب وأمتقع لونة - - وتمتم موجها كلامة الى ابنة البكر
يجب نقل الحاج الى المستشفى لاجراء بعض الفحوصات -- --
ارتعدت الاسرة بفعل زلزال شديد - - - وساد الجميع قلق - - -
تم نقل الحاج الى المستشفى وسط دموع الجميع - - واستسلام تام من الحاج لقضاء اللة وقدرة - -
وفى المستشفى خصصت لة الزوجة جناحا خاصا وأقامت معة ترعاة وتخدمة - -
وبعد اجراء الاشعة والفحوصات طلب الطبيب المعالج الزوجة وقال لها بدون لف او دوران
الحاج عندة ورم فى العمود الفقرى ويلزم اجراء جراحة فى الحال - -

****************************************
تأوهت الزوجة كمن طرق جنى رأسها بمطرقة ثقيلة
ماذا هل هذا معقول - - - ؟؟؟
ارتبكت وانعقد لسانها وجمد الدم فى عروقها ----
لملت أشلائها وخرجت مهمومة وأتجهت حيث يوجد زوجها ماذا تقول - - وكيف تبدأ - - ؟؟؟
التف حولها أولادها - - وأنساها ايمانها كل ماحولها - - تدفق شعورها فى سيل من الكلمات كانت
تقتتل على شفتبها اقتتالا - -
وأسقط فى يد الجميع -- !!!
والحاج يقابل كل ذلك بابتسامة باشة - - - رافعا عينية لرب العالمين
أو ساجدا لمالك يوم الدين
تبادل الجميع بما فيهم الاطباء وأخيرا قرروا جميعا السفر الى لندن لآجراء الجراحة الدقيقة - -
وبدأ تجهيز السفر وأتخذت الاجراءات المطلوبة
تم الحجز للمرافقين من أفراد الاسرة فى فندق قريب من المستشفى
جهزت الاشعات والتحاليل المطلوبة وارسلت بفاكس الى المستشفى
تم تجهيز طقم ثانى لادارة الشركة - - -
وعلى النت تبادل ابنة البكر الرأى مع الطبيب الانجليزى المعروف الذى صارحة بأن نسبة النجاح
ضئيلة جدا - - -
سالت قطرات الدموع على وجنتية ولكنة رفع رأسة ضارعا للخالق العظيم - - - ولم ييأس -!!!
وقبل السفر بيومين - - - حدث شى غريب - -!!!
طلب الحاج الخروج من المستشفى لآمر هام لم يفصح عنة - - وتحت الحاحة الشديد خرجت زوجتة
وابنة معة فى السيارة 0000
وفى الطريق أخرج من جيبة ورقة بها أسماء وعناوين كثيرة 000 وبدأ فى الطواف عليهم اسما اسما
وعند كل اسم كان يترجل من السيارة منفردا 00وينادى على صاحب الاسم ويدس فى يدة ما جاد
اللة بة ويسألة الدعاة 000
ثم تذكر طلب ست وجيدة وهى امراءة كفيفة تعول ثلاث بنات -000
انها لاتريد نقود 0000 بل تريد لحما00
وسأل عن أقرب جزار فقيل لة
أول شارع يمين
وسار متمهلا الى محل الجزارة والسيارة تتبعة 0 0 0 ووقف عند الجزار يطلب اللحم وبينما الجزار
منهمك فى عملة 00 لاحظ الحاج سيدة عجوز منحنية الظهر 00ترتدى جلبابا كالحا لالون لة 0000
لاحظ أنها تنتقى من الارض قطع من العظام 00 وتضعها فى سلة معها 0 0
اهتز وجدانة فى عنف واتجة ناحيتها وسألها فى عطف والدموع تترقرق من عينية
ماذا تفعلين ياحاجة 000؟؟
وبدون أن ترفع رأسها المقوس أجابت فى حياء
زى مانت شايف ياابنى !!!
وأكمل بغصة
لية ياحاجة 000 هل عندك قطط أو كلاب 00
ورفعت المراءة رأسها بسرعة ثم أشاحت بوجهها وقالت
لا يا ابنى عندى ثلاثة أطفال 000يتوقون الى أكل اللحم 00
وبسرعة همس الى الجزار وأخرج مبلغا كبيرا من جيبة وأعطاة لة 000
وخرج مسرعا من المحل وعلى سحنتة آية رائعة من آيات الرضا والخشوع 000
وعاد الى المستشفى بعد أن زار ست وجيدة 000استعدادا للسفر مساء اليوم التالى 00
ونادى الجزار على السيدة العجوز وقال لها وهو يناولها لفة كبيرة من اللحم 000
كل اسبوع فى مثل هذا اليوم لك لفة لحم مثل هذة 00ولمدة ثلاث سنوات
من الحاج ولكنة يطلب منك الدعاء المستمر 000
تهلل وجة المراءة بالسرور ورفعت يدها فى ضراوة وخشوع وتمتمت ببعض الكلمات وفاض الدمع
من عينيها فلم تشأ أن تزيلة 00
عاد الى المستشفى وكان أشبة بمركب شقت طريقها بصعوبة الى قمة التل ثم أخذت تنحدر على الجانب
الاخر من التل فى سهولة ويسر 0 0 0
وعند الفجر استيقظ الجميع بمشاعر وأحاسيس متقاربة 00
نهض الحاج من فراشة جزلا مسرورا مشفوعا بسر غامض -00!!
دب النشاط فى جسدة بصورة غريبة 000وتدفق الدم فى عروقة 00ولمعت عيناة بوميض بارق
صلى الفجر فلم يشعر بنهجان 000
سار فى الردهة الطويلة جيئة وزهابا فلم يشعر بالتعب أو الكلل
تطلع فى المرآة فلم بجد شحوبا أو زبولا 000!!!
بل وجد وجة نضر ينبض بالحيوية والدم يتدفق فى وجنتية تدفقا 000!!!
نظرت الزوجة الى وجة زوجها ومللأها العجب العجاب 00!!
فركت عينيها فى ذهول 000!!!
ثم تسللت الى حجرات أولادها وهمست فى آذانهم جميعا 00
جاءوا جميعا مسرعين وتطلعو الى وجة أبيهم فأعتراهم دهشة ممزوجة بالفرح العظيم 000!!!
خرج الابن الاكبر بسرعة الى الطبيب المعالج وقص لة ما رأى
جاء الطبيب وعلى المحمول حضر باقى الاطباء من جميع التخصصات 000
تداولت الكلمات 00 وتباينت الآراء 000 وأشتد الجدل 0 0
قطع أحدهم الجدل بقولة
عليكم بلاشعات والتحاليل 000ويرجى السفر
وتمتم آخر بدون أن يسمعة أحد
ربما تكون صحوة الموت 00
وعلى جهاز السونار ثم الاشعة المقطعية فأشعة الرنين المغناطيسى تم أخذ الصور لكل جزء
فى جسد الحاج وسط زهول البعض00وأيمان البعض الآخر بقدرة اللة العلى القدير 000
وتحلق الجميع حول الحاج 000
وقال لة رئيس القسم الاستاذ وهو يتفحصة بنظرة شاملة
بناذا تشعر الآن 00؟؟
أجاب الحاج بلهجة صادقة
للة الحمد والمنة أشعر بأنى رجعت ثلاثين عاما الى الوراء 00!!!
وأعقبة آخر
هل عندك آلام فى جسدك 000!!!
أجاب بنفس النبرة الهادئة الواثقة
لاليس هناك أى تعب والحمد للة 000
أضاف آخر
أين كنت بلأمس عندما خرجت -؟؟ ومع من تقابلت 00؟؟ 00 وماذا فعلت 00؟؟
أطرق الرجل رأسة الى الارض ورفض أن يعقب 000!!!
أحترم الطبيب ارادتة 00ثم أفصح لة
الحمد للة 000 هناك معجزة حدثت
ثم أكمل
ليس بك أى مرض على الاطلاق 000 التحاليل والاشعات أكدت أن الورم انتهى من
جسدك بكاملة 00!!!
كبر الحاضرون 00
انهمرت الدموع فى خشوع وفرح 000
وخر الرجل ساجدا شاكرا 000
خر فى سجودة كما تسقط الصخرة فى هوة عميقة فلا تتمهل أو تنحرف عن طريقها حتى تصل الى
قرارة الهوة ---
وأنهمرت الدموع وبكى
بكاء رجل لم يبك مذ طفولتة
**********************************************

فتحي شحتو
18/05/2007, 06:59 PM
سبحانه قادر على كل شىء

قصة مؤثرة 00 باركـ الله فيك 00 أخى الفاضل

ابراهيم عبد المعطى داود
30/05/2007, 12:56 AM
الأخ الكريم / فتحى شحتو
سعيد أنا بمرورك الكريم 00وتأكد يأخى الفاضل أن الخير لايأتى الا بالخير 00
وأن العمل الصالح هو نجاة الأنسان فى الدنيا والآخرة 000
شكرا لمرورك الكريم
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

موسى عبد المحسن
12/06/2007, 08:47 PM
جذبتني قصتك الرائعه بل اكثر من رائعه

ابراهيم عبد المعطى داود
12/06/2007, 11:22 PM
العزيز ألأستاذ / موسى عبد المحسن
كلماتكم عقد من الياسمين أزين به صدرى
فلك خاص مودتى
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم