المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ندوة المجلس العلمي الأعلى حول الإرهاب : عن أي إرهاب يتحدثون ؟



فؤاد بوعلي
19/05/2007, 12:42 PM
ندوة المجلس العلمي الأعلى حول الإرهاب : عن أي إرهاب يتحدثون ؟
ينظم المجلس العلمي الأعلى ـأكبر تجمع لعلماء المغرب ـ يومه السبت ندوة علمية في موضوع :"حكم الشرع في دعاوى الإرهاب" . وتأتي هذه الندوة تفعيلا وتفعيلا لما أقرته الدورة الخامسة للمجلس التي احتضنتها مدينة العيون في أبريل الماضي. وتتضمن أعمال الندوة التي ستتوزع على جلستين، صباحية ومسائية، عروضا يلقيها السادة العلماء:

- ذ. مصطفى بنحمزة: ثقافة الإرهاب (قراءة شرعية)؛
- ذ. إدريس خليفة: اللامذهبية؛
- ذ. اليزيد الراضي: الجهاد؛
- ذ. فريد الأنصاري: مفهوم "الولاء والبراء" في الإسلام؛
- ذ. إدريس بن الضاوية: الخوارج: فرقهم، وسماتهم، وجامع أفكارهم؛
- ذ. رضوان بنشقرون: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛
- ذ. عبد الرزاق الوزكيتي: الجاهلية: مفهومها وسماتها؛
- ذ. سعيد بيهي: فتنة التكفير؛
- ذ. الحسن العلمي: الحاكمية وظاهرة الغلو في الدين؛
- ذ. الزبير دحان: الخلافة الراشدة: الحكم والوهم؛
- ذ. توفيق الغلبزوري: الشورى والديمقراطية.
لكن يبقى التساؤل : هل هذا هو المدخل الحقيقي لمعالجة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت ظاهرة عالمية وبوصلتها لم تعد تتحكم فيها الصناعة القطرية ؟ وهل يستطيع العلماء بما يمثلونه من ثقل شرعي وشعبي وليس سياسي لٌجابة عن أسئلة الشباب الذين يفضلون الموت انتحارا على العيش في واقع مزري ؟
الواقع أن لا أحد منا يمكنه تجاهل أهمية العامل الفكري التوعوي في مقاربة هذا المرض الخبيث ، بل الأكثر من ذلك أن غياب علماء الشرع عن الساحة هو الذي أنتج هذا التوجه المتطرف في الفقه وألحكام الذي يبيح قتل الأنفس وتدمير الممتلكات من أجل قضية لا تحتاج في نظر أصحابها إلى كثير اختلاف . لكن التغييب الممنهج منذ مدى طويلة للعلماء عن ساحة الشأن العام الوطني وقصر أدورارهم في نقاشات الفروع الفقهية ، له دور أساسي في غياب المرجعية الدينية عن المواطن العادي . بل الأكثر من ذلك أن وجود نمط تفكير لدى النخبة السياسية الحاكمة يقضي بربط الأحداث الإرهابية التي عاشتها البيضاء بنمط متخلف من التفكير الديني فشرعت الدولة في حملات إصلاح ديني آخرها تعيين أحد الأمرييكين كمدير لدار الحديث الحسنية أرقى معهد شرعي في المغرب (وقد تم الاستغناء عن حدماته بعد موجة الرفض الشعبية والعلمية). لكن تيقى المقاربة في جوهرها ذات طابع أمني أو ما ىيسميه الوزير المسؤول بالأمن الروحي . أي أن البناء الروحي للوطن ينبغي تأمينه من خلال تركيز العمل في إدراج العلماء في التطبيل لطروحات الحكومة وجعلهم جزءا من مشروعها بل إن التنظيم الذي أصبج يؤطر فيه العلماء داخل مجالس متكاثرة ومتناسلة جعلها أشبه بجمعيات ثقافية من كونها أدوات للمقاربة الشرعية والإجابة العلمية عن أسئلة اللحظة المغربية . ومازلنا نعيد مفس الأنماط المنتجة للإرهاب والمتمثلة في توجيه العلماء والفقهاء نحو تنميط مقيت من المعالجات . فهل تكفي هذه الندوات في علاج الإرهاب ؟
أعتقد ـ كما يعتقد كثيرون ـ أن للإرهاب جذورا اجتماعية وثقافية وسياسية لا يمكن التعامل مع نوع دون آخر. فالإرهاتبي الذي خرج من ضواحي المدن المهمشة حيث يعيش حالة من الفقر المدقع ، هو نفسه الذي تقبل بسهولة الأمي أو الناقص تعليما أطروحات التكفير والتحريم ، فولدت لديه شعورا بالغربة داخل وطن لا يريده بينه سياسيا واجتماعيا . إن الحل الحقيقي في اعتقاديا ليس في تنظيم ندوات تلو الأخري ، أو في إصدار بيانات بعد أخرىة ، بل الحل هو إقامة ثقافة التعدد والفكر التنويري المؤسس لتعددية سياسية تنطلق من قبول الآخر الاجتماعي والديني والسياسي . لكطن كيف السبيل عندما يفقد الإنسان نكهة الحياة لحقيقية فيقرر طرح سؤال وجوده للنقاش ؟
نتمنى لهذه الندوة أن تجيبنا عن هذا السؤال وإن كنا غير متفائلين.