المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!



جواد البشيتي
19/05/2007, 01:30 PM
أهو عام القضاء على القضية الفلسطينية؟!

جواد البشيتي

حتى الآن، وبدافع متضاءل من حُسْن الظن، نرى في الأمر "تزامنا"، هو في حدِّ ذاته أمر في منتهى السوء؛ وقد يَظْهَر لنا عمَّا قريب ما يقيم الدليل على أنَّ هذا "التزامن" هو ظاهر الأمر ليس إلا، فإذا اتَّضح ذلك وتأكَّد فلا مناص، عندئذٍ، من القول، بما يشبه اليقين (وليس التنجيم) السياسي، إنَّ العام 2007 لن يَدْخُل التاريخ إلا باعتباره عام القضاء على القضية الفلسطينية بوصفها قضية حقوق قومية للشعب الفلسطيني.

"التزامن" إنَّما هو تزامن الاقتتال الفلسطيني، في قطاع غزة، مع القتل الإسرائيلي للفلسطينيين من أبنائه، فالمقتتلون يقتتلون وكأنْ لا حرب شرعت إسرائيل تشنها عليهم.. وكأنْ لا أهمية فلسطينية تُذْكر لأمر هو في منزلة الحقائق التاريخية وهو أنَّ الخطر الخارجي يمكن ويجب أن يكون عامِل توحيد لكل الذين يتهدَّدهم هذا الخطر.

وإسرائيل تشن حربها الجديدة في قطاع غزة وكأنَّ الفلسطينيين من أهله، هذه المرَّة، بينهم من عوامل الفرقة والانقسام والعداء ما يُعْجِز هذا الخطر الخارجي عن جعلهم يتَّحدون، وينبذون الاقتتال والحرب الأهلية ولو إلى حين.

الشعب هناك محاصَرٌ، إسرائيليا ودوليا وعربيا، حتى الموت، الفردي والجماعي، جوعا ومرضا. وها هو زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي من أجل منعه من أن يصبح رئيسا للوزراء، ومن أجل أهداف أخرى أكثر أهمية، قرَّرت حكومة اولمرت ـ بيريتس شن الحرب الجديدة، يدعو إلى عملية عسكرية إسرائيلية برية في قطاع غزة، وإلى مزيد من الحصار الإسرائيلي للقطاع، وإلى ضرب البنى التحتية المدنية فيه ووقف إمداد إسرائيل للفلسطينيين (في القطاع) بالكهرباء والماء، توصُّلا إلى وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية (التي لا تضر إسرائيل ولا تنفع الفلسطينيين إنْ لم تضرهم) على سديروت.

والمسلَّحون الملثَّمون، الذين يشبهون العاملين لدى الشركات الأمنية في العراق، والذين تُسيِّرهم قيادات لها من المصالح والأهداف ما يجعلها في انفصال متزايد عن المصالح والأهداف العامة للفلسطينيين، يمضون في اقتتالهم، وفي قَتْل أبناء شعبهم، والقضاء على سُبُل عيشهم، وعلى مقوِّمات وجودهم الإنساني.. ويمضون في حرب، يريدونها أو لا يريدونها ضد القضية القومية للشعب الفلسطيني، وكأنَّ العداء لإسرائيل، والعداء الإسرائيلي للفلسطينيين، ما عادا برادع يردعهم عن ارتكاب مزيد من الجرائم في حق شعبهم وقضيته القومية.

هذه حرب، إنْ استمرَّت وتوسَّعت، فلن ينتصر فيها فريق على فريق؛ فإذا كان الفريقان المتصارعان بالحديد والنار هما "حماس" و"فتح" فإنَّ أحدهما لن ينتصر، بقوة السلاح، على الآخر. ومع ذلك فلن تكون حربا لا منتصر فيها ولا مهزوم، فالمنتصر حتما هو إسرائيل، والمهزوم حتما هو الشعب الفلسطيني وقضيته القومية، فهل يقتتلون من أجل ذلك؟!

هؤلاء لم ينفصلوا عن شعبهم فحسب، فما نراه إنَّما يُظْهِر ويؤكِّد أنَّهم قد انفصلوا، أو شرعوا ينفصلوا، عن آبائهم وأمَّهاتهم من التنظيمات والقيادات الفلسطينية، وكأنَّ موقِّعي "اتِّفاق مكة" يراد لهم أن يتحوَّلوا إلى ظلال لتلك الأجسام "الغريبة" عن الشعب الفلسطيني وقضيته القومية.

وأخشى ما أخشاه في مناخ الاقتتال هذا أن يقوم "مجهولون" باغتيال قيادات فلسطينية بارزة، ولها من الأهمية الرمزية، ما من شأنه أن يسكب زيتا على النار يكفي لجعلها موقَدَةً حتى تأتي على الأخضر واليابس من الشعب وقضيته، فالأيادي الخفية أكثر كثيرا من تلك التي نراها.

لقد حان لكل القوى الفلسطينية المضادة للحرب الأهلية أن تتَّحِد، وأن تتحِّد مع الشعب، في الصراع ضد قوى الحرب الأهلية، ما ظَهَر منها وما استتر.. ولموقِّعي "اتِّفاق مكة" حان لهم، على وجه الخصوص، أن ينفصلوا عن "المنفصلين (عنهم وعن الشعب)"، وأن يقضوا على "جماعات الثلاثين من الفضة"، فليس من هدف يعلو الآن على هدف اجتناب الحرب الأهلية، التي هي "الشارونية" وقد بُذِرَت بذورها في قطاع غزة "المحرَّر"!

خالد الهمشري
19/05/2007, 05:38 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد اعجبني مقالك اخي جواد بشيتي فنشرته في موقعي طولكرم نت (http://www.tulkrm.org)

مع الشكر والاحترام لادارة واتا:fl:

Dr. Schaker S. Schubaer
19/05/2007, 07:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين
لدينا مفاهم استوعبنا العالم من خلالها، هذه المفاهيم ليست وحي، إنما هي اجتهاداتنا. وأعتقد أن استيعابنا لعملية تدفق التيار الكهربي من القطب السالب إلى القطب الموجب لأنه تيار من الإلكترونيات، مع أنه من المفروض أن يكون من الأعلى إلى الأقل، ما هي إلا مثل على ذلك. تيقننا النفسي من صدق هذه المفاهيم التي نرتكن إليها يعيقنا أحياناً من فهم الواقع، ويزداد الأمر سوءاً إذا بدأنا من تلك المفاهيم كمنطلقات للتحليل.
لذا من الأفضل أن نبدأ في التحليل العلمي للظواهر من نقاط البيانات التي يتم جمعها حقلياً، ثم تنظيمها هذه البيانات بما تفرضة عناصر الظاهرة، أي طبقاً لمواصفاتها، وبعدها نبدأ في عملية الاستقراء.
لنرجع مع بداية ظهور النتائج التي أسفرت عن نجاح حماس الكاسح في الانتخابات. المفروض أن الرئيس عباس سلم كافة الوزارات بما فيها وزارة الداخلية للحزب الفائز بالانتخابات وهي حماس. هذه هي التقاليد الديمقراطية، فعندما تسلم ساركوزيه من شيراك منصب الرئاسة الفرنسية بعد فوزه في الانتخابات، قام شيراك بإعطاه الشفرة النووية قبل أن يعطية قصر الإليزيه. لا يحق للرئيس شيراك أن يشكك في وطنية الرئيس المنتخب ساركوزيه، ولوعملها لقام الشعب الفرنسي كله في مظاهرات ضد شيراك. كما أن الرئيس عباس لا يحق له التشكيك في وطنية حماس. القوات التي تنتظم تحت الرئاسة ليست إرثاً شخصياً لأي فرد.
ثم سؤال يدور في ذهن كل فلسطيني: لماذا على الجميع أن يقبل بفوز شارون أو نتنياهو إن فاز بالانتخابات، بينما نضع فوز حماس في تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان.
بالطبع إذا بدأنا من مقولات عقلية، فما يستقر في عقولنا أن فتح هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني، فتح هي خيمة تجميعية لجميع الاتجاهات الأيديولوجية التي تتوجه لمحاربة إسرائيل، وتنظيمها في هذا الاتجاه. وبالتالي هناك محظورات لا يمكن أن تقوم بها فتح لأنها تناقض تعريفها التكويني.
نقاط البيانات الحقلية تقول إن الاقتتال بين فتح كطرف وحماس كطرف آخر. أفراد فتح يقاتلون أفراد حماس. إسرائيل تضرب مقار حماس، ومقار القوة التنفيذية التابعة لحماس أيضاً. ويظهر من خلال رؤية الصورة من الخارج أن الطيران الإسرائيلي والمدفعية الإسرائيلية تقوم لقوات فتح بنفس الوظيفة التي تقوم بها القوات المتحالفة في العراق للقوات العراقية، (هذه بيانات حقلية من نشرات الأخبار). فهل المعركة على أرض فلسطين هي بين قوات التحالف فتح وإسرائيل من جهة وبين قوات حماس أو قوات المقاومة من الجهة الأخرى؟؟!! أسأل هذا السؤال لأنه عند تطبيق اختبار الإشارة على نقط البيانات الحقلية التي تم تجميعها، وتحت مستوى أهمية خمسة في المائة، تستطيع رفض الفرضية العدمية وهي فرضية الصدفة (التي تقول بأن التناسق بين هجمات إسرائيل وهجمات فتح على حماس هي محض صدفة)، وطالما رفضنا الفرضية العدمية فعلينا القبول بالفرضية البديلة، وهي فرضية التحالف بين فتح وإسرائيل ضد حماس. أتوصل إلى هذا الاستنتاج وأنا أدعو الله أن يكون مجرد خطأ استنباطي المعروف بالنوع الأول.
وهذا يعني أن المسألة ليست إقتتال داخلي فلسطيني، دخلت فيه إسرائيل على الخط، إنما هو مجابهة قوات التحالف (فتح وإسرائيل) لقوات المقاومة (حماس). ثم ماذا بعد؟ إلى أين إن كان الأمر كذلك؟ وهل 2007 هو عام تصفية القضية الفلسطينية وتصفية حقوق الشعب الفلسطيني في العودة، تصفية تتم على يد حركة تحريرها الوطني بمساندة القوات ا؟لإسرائيلية؟؟؟!!!
وبالله التوفيق.

د . محمد أيوب
24/06/2007, 02:55 AM
أشكرك أخي الدكتور جواد البشيتي على مقالك الرائع ، لأن أي صراع هو ضد مصلحة الشعب الفلسطيني ، ومن يصر على الصراع يخسر نفسه مهما قدم من مبررات ، الغريب أن البعض يتناقضون مع أنفسهم ، يتهمون فتح بالخيانة وبأنها تيار لحدي ثم يبدون استعدادهم للحوار ، أي حوار يمكن أن يحدث بعد كل الدماء التي سالت وبعد كل القبلات التي تم تبادلها في الحوارات السابقة ، كيف يمكن التحاور مع من يتهمون ليل نهار بأنهم خونة ، وإذا كان هناك تحالف بين فتح وإسرائيل فإن سؤالا يطرح نفسه : لماذا لم تقم إسرائيل بنجدة حلفائها ؟ ولماذا تركتهم بهذه البساطة ، لقد تورطت حماس في شرك نصب لها كما تورطت من قبل في شرك الانتخابات ، فقد حرموا الانتخابات تحت ظل أوسلوا وفجأة أصبحت الانتخابات حلالا ، وإذا كان البعض يعتقد أن الشعب معه فلماذا الخوف من التوجه إلى الانتخابات ولماذا السير في طريق الدم ، ما المانع في أن يجدد الشعب ثقته بدلا من الطريق المسدود الذي أوصلونا إليه ، إن مصلحة الوطن آخر شيء يفكر فيه المتصارعون ، هم يفكرون في مصالحهم الضيقة .