المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـُلخص سيناريو فانتازي



إيمان عبد العظيم
19/05/2007, 11:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله

سأطرح لحضراتكم في هذا المنتدى ، مـُلخص سيناريو قد قمت بكتابته

خصيصا للشاشة الفضية ، أعرف أنه يحمل في طياته الكثير من الجدل

و الخلافات ، لكنه يحمل طابع الفانتازي تاريخي قديم و معاصر.

ربما لن يرى النور كفيلم على الشاشة ،
لأنه لن يجد من يجازف بإنتاجه.

بالرغم من هذا وددت أن أشاطركم همومي بعرض المـُلخص
و أتمنى أن يناقش كفكرة و رؤية سينمائية.

معتصم الحارث الضوّي
19/05/2007, 11:29 PM
الأخت الكريمة إيمان عبد العظيم
تحية عطرة و أنتظرُ بشغف الإطلاع على ملخص السيناريو.

مع فائق التحية و الاحترام

ايمان حمد
19/05/2007, 11:34 PM
واحجز مقعد ايضا مع معتصم فى صفوف المشاهدين

ايمان لا تتركينا ننتظر طويلا

تحيتى

إيمان عبد العظيم
19/05/2007, 11:37 PM
زمن الأحداث يقع في أواخر الأربعينات فترة المَلكٌية،
حكم الملك فاروق.
البطل الرئيسي :رجل مصري الجنسية ،يهودي الديانة،عاش أجداده في مصر و
لا يعرف لأسرته وطن غير مصر منذ مئات السنين إسمه داوود بيجين درس علم
المصريات على يد أستاذه الدكتور أحمد رضوان الأستاذ بكلية الآداب،
قسم التاريخ جامعة القاهرة ، كان داوود يعمل معه مدير حفريات الكلية ،
أيضاً كان يساعد البعثات الأجنبية في ترميم الآثار و حفظها في المتحف المصري
تحت إشراف الجامعة و إدارة المتحف.
داوود متزوج من سيدة يهودية أيضاً أسرتها كانت تعيش في مصر منذ زمن طويل
لا يدركوا أو يعوا مداه،الزوجة تـُدعى راشيل و هي متعصّبة لعرقها
و لا تـُخفي كرهها للمصريين بشكل واضح.

ثمرة هذا الزواج إبنة وحيدة سمٌاها أبوها إسم فرعوني مصري ،
مـَروت و يعني باللغة المصرية المَُحبـٌوبة لكل شئ و أي شئ.
داوود في العقد الرابع ، يحب إبنته و وطنه و عمله أكثر من أي شئ أخر،
يعاني في زواجه مع راشيل و لكنه يحتمل من أجل تربية إبنته الحبيبة.

تبدأ القصة بحلم ،يحلم به داوود منذ نعومة أظافره ،
هذا الحلم يـُثبـّت جذوره
بمصر بشكل لا إرادي و بدون تفسيير ،الحلم يتكرر على فترات متباعدة من حياته ،
و لكنه عاد بشكل مـُلٌح يفرض نفسه على اللاوعي منذ بداية إهتمامه بالآثار
و التاريخ المصري القديم ، ثم إشتغاله بالحفريات فيما بعد.
الحلم يصور شاب يهودي من رواد المؤمنين قريب لنبي الله موسى
الذي يحاول الهروب من بطش و تعذيب الفرعون و الجنود لأهله و التنكيل بهم.
تتعاطف معهم فتاة مصرية تؤمن برسالة النبي موسى و بتعاليمه و وحدانية الله ،
تقع في حب هذا الشاب اليهودي .

يصمد حب الشاب و الفتاة في وجه الصعوبات و التحديات ،
تبقى الفتاة معهم حتى يأذن لهم الله بالخروج من مصر نهائيا بقيادة نبي الله موسى.
تخرج الفتاة من مصر مع حبيبها لإيمانها القوي برسالة الوحدانية.
كان الأثري أحمد رضوان يحاول إكتشاف و حلٌ قضية فرعون الخروج
فبدأ في حفريات تحت إشراف الكلية بمساعدة صديقه و تلميذه داوود
قـُرب معبد الرامسيوم بالأقصر منذ عدة سنوات مما إستدعى وجودهم هناك
بصفة دورية و على مدار الشهر كان داوود يبقى في الأقصر 3 أسابيع
و أسبوع واحد في القاهرة مع أسرته ، الدكتور أحمد كان يقضي وقته مسافراً
بين المدينتين ذهاب و عودة على مدار السنة.
تدخل مـَروت الجامعة في نفس تخصص والدها الذي كان يود إتمام تعليمه الجامعي،
أسباب مادية لم تمكنه من إكمال دراسته.
تتوطد صداقتها بزميل لها مصري مسلم يـُدعى إبراهيم ،
تـُجن أمها راشيل عند معرفتها بهذا و تستدعي أبوها
ليعاقبها على مجرد التفكير في صداقة مصري مسلم ، تحاول منع مـَروت
من إنهاء دراستها لكي تزوجها بقريبها اليهودي مثلها.
يأتي داوود للقاهرة لكي يتحدث مع مـَروت التي توضح لوالدها مدى تمسك
أمها بأرائها و أنها لن تتزوج قريبها تحت أي ظرف.

يعود الحلم ليراود داوود بشكل مـُختلف هذه المرة
يرى أحفاد من نسل الحبيبان اليهودي و المصرية يعودوا إلى مصر من أورشليم ،
يصبح داوود على يقين من إرتباط جذوره بمصر أكثر من ذي قبل ،
فقد شعر أن الدماء المصرية النقية تجري في عروقه ،
يرجع إلى الأقصر ليحكي لأستاذه عن هذا الحلم و تطٌوراته على مدار حياته ،
يحاول مع صديقه الدكتور تحليل تلك الأحلام و أسبابها و مدلولاتها.


يأتي مجموعة من الرجال ليقابلوا داوود في خيمته بالأقصر مقر
موقع الحفريات ، يحاولوا إستمالة داوود بإسم العرق و العقيدة بأن
يسهل لهم دسٌ ختم إسرائيلي حديث العهد قبل دخول الرومان مباشرة لفلسطين
ليدسّها بالرامسيوم لكي يعتقد الجميع أن عصر الأسرة 19 كان مواكب لتلك الفترة،
فيقيموا الحـُجة للجميع وجود بني إسرائيل في عصر الدولة القديمة بناة الأهرام ،
لكي يكون لهم الفضل في بناء الأهرامات و إقناع العالم بأن الحضارة المصرية
أقيمت فوق أكتاف و أعناق اليهود.
يرفض داوود و يُبلٌغ الدكتور أحمد رضوان الذي يشدد الحراسة على موقع
الحفريات و الرامسيوم .
ترفض مـَروت عروض أمها المـُتكررة في الذهاب معها لفلسطين ،
تتمسك مـَروت ببقائها في مصر و إبراهيم بدوره يحاول مساعدتها ضد طغيان أمها ،
و فرضها رأيها بالقوة لكي تسافر معها إبنتها ضد رغبتها.

تـُحاك المكائد حول قتل داوود من قِبل عملاء إسرائيل
تكتشف مـَروت تورط أمها معهم منذ فترة طويلة ، تهدد الفتاة أمها بفضحها،
التي تـُهددها بدورها بقتل أبوها و دسٌ السم له بعد ذهابها عن طريق العملاء
المنتشرين في مصر.

يذهبوا إلى أخو إبراهيم فاروق ضابط الشرطة الذي ينصحهم بتوخي الحذر
و عدم إفتعال مواجهة مع راشيل و أهلها.
يراقب فاروق تحركات الزوجة راشيل التي تقابل بعض شركائها في المعبد اليهودي
في شارع طلعت حرب ، فتشعر راشيل بالمراقبة ، ترجع إلى المنزل تضرب إبنتها ،
توضح لها أن الموت سيكون في إنتظار والدها و زميلها إبراهيم أيضاً ،
تقنعها بضرورة السفر معها إلى فلسطين حتى تضمن لوالدها و لإبراهيم الحياة .

يحاول داوود و إبراهيم إرجاع مـَروت عن قرارها بالسفر ،
بلا فائدة تحجز الأم على الباخرة الذاهبة إلى إيطاليا ،
تستعد مع إبنتها للسفر التي تقسم لأمها إذا حدث أي شئ لأبوها
و إبراهيم بعد ذهابها لن تتردد بالإنتحار.
يأتي يوم سفر راشيل و مـَروت ،يسافر الجميع للأسكندرية لأخذ الباخرة
من الميناء إلى نابولي، يذهب إبراهيم مع أخوه إلى الأسكندرية لكي يودع
حبيبته للمرة الأخيرة ، تنسٌل مـَروت من وراء أمها فتنزل لبهو الفندق
لتقابل إبراهيم ، مشهد الفراق و الحب الغير مكتمل الذي كـُتب له النهاية الحزينة.
يـُهدئ إبراهيم لها قلادة عين حورس ذات الخرزة الزرقاء لحمايتها و السهر
عليها في الغربة يحيط بها إطار ذهبي عليه نقش فرعوني باللغة الهيروغليفية ،
أحبك إلى الأبد !! يُلبسها إبراهيم القلادة ، تجري من أمامه و هي تبكي
، عند ميعاد الباخرة يذهب الجميع لرصيف الميناء .
تسلّـُخ مـَروت نفسها من حضن أبيها و تشيح بوجهها عن نظرات حبيبها
المُلتاعة لفقدها للأبد ، تصعد مع راشيل لسطح الباخرة و هي تحمل حقيبة يدها
التي تحتوي على هدية إبراهيم بعد أن إنتزعتها أمها من عنقها
،كما وضعت راشيل بسبور إبنتها المصري في شنطتها حتى تضمن عدم
هروبها منها في أي فرصة تجدها .
يلٌوح داوود مع إبراهيم لمـَروت الواقفة بجانب أمها التي كانت تـُمسك بكتفها
كأنها تتشبث بها حتى تـُبحر السفينة من الرصيف فتبتعد رويداً

لتترك المياه الإقليمية إلى عرض البحر.
بعد صدور صفارة الإبحار ، فجأة تأتي مـَروت بحركة كأنها تتراخى و يُغمى عليها
لتقع على أرض الباخرة تنحني راشيل لتسندها ،
فتلّف حقيبتها حول رقبتها و تدفع نفسها للأمام ثم تقفز من حاجز الباخرة إلى الماء.


في سرعة متناهية بدون أن تستطيع راشيل و بعض أقاربها حولها منع أو الإمساك بمروت
التي ظلٌت تسبح بدون توقف لكي تصل إلى الرصيف .
يقفز إبراهيم ليساعدها على الصعود إلى رصيف الميناء ، في نفس الوقت أخرج
فاروق مسدسه الذي أحضره معه تحسباً لأي موقف مـُعادي من عملاء الموساد
ضد داوود و إبراهيم لكي يحميهم حتى إبتعدت تماماً الباخرة عن مرمى البصر
إلى الأفق المترامي، تحتضن مـَروت والدها و تمسك بيد إبراهيم الذي يخرج القلادة
من حقيبتها لكي ترتديها لتقول لهم في فرحة و حب :
إذا كنت سأموت أفضل الموت على تراب مصر
بين حضن أبي و ذراع خطيبي .

تـــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــــت

1_الدلالة التي يــُشير لها العمل ، فكرة فصل الدين عن الوطن و عدم دمجهما معا ً .

2_السماحة التي حـثــّّت عليها كل الأديان ، بلا تعصّب عرق أو ديانة للأخرى.

3_ربط حياة اليهود في مصر قديما و خروجهم ، هجرتهم المنظمة مع نبي الله موسى ،

بهجرتهم و خروجهم من مصر ، بعد حرب 48 و خضوع فلسطين لليهود و قيام دولتهم هناك.

4_خط حقبة مصر الفرعونية أواسط الأسرة 19 ، مجدول تماما في نسيج العمل مع خط حقبة

التاريخ المعاصر ، بعد حرب 48 ، هجرات اليهود من مصر المـُتتابعة إلا قلة قليلة منهم.

معتصم الحارث الضوّي
19/05/2007, 11:55 PM
الأخت الكريمة إيمان
قرأتُ النص بشكل سريع ، و سأعود بعد قراءة متأنية للتعليق .

مع فائق التحية

إيمان عبد العظيم
20/05/2007, 01:12 PM
سأنتظر أرائكم جميعا ، إذا كان هناك أي إستفسار أو مناقشة على نقطة ما

سأكون سعيدة جدا بمناقشتها مع جميع الأعضاء .

جزاكم الله جميعا كل خير

و جعل أعمالنا كلها ، تخدم ديننا الحنيف و وطنـّا الأكبر من المحيط للخليج

و رسالة سيد الخلّق محمد صلى الله عليه و سلم للبشرية جمعاء.

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/05/2007, 09:10 AM
الأخت الفاضلة إيمان عبد العظيم

في البداية لك التحية وكل الأحترام

قرأت التيمة وأستخلصت لنفسي الرد واستسمحك بطرح النقاش في تبادل يعود علينا وعليك بمشيئة الله بالأفادة
أولا : التيمة المقدمة قديمة وإن اختلف التناول واختلفت الشخوص إلا أنك تحاولين ومن خلال السباحة وراء الفكرة الأساسية طرح مفاهيم قد تتعارض تاريخياً والسلوك اليهودي علي وجه العموم ففي الغالب وهذا من خلال الواقع أستطاعت الحركة الصهيونية جمع يهود العالم لفاسطين ولا يخفي عليك أختنا الكريمة انهم وصلت بهم الدرجة لتبليغ السلطات في البلدان عن اعمال تخريبية قام بتنفيذها اليهود فتتحرك السلطات ورائهم وهذا حدث في مصر بالفعل وتبدأ السلطات بمطاردتهم وتقديمهم للمحاكمات وبالتالي يحدث لباقي اليهود الهلع مما يسهل خروجهم وتوجههم لفلسطين وهناك وقائع علي أرض مصر تثبت هذا بالتحديد ولم تكن ليهودي فرصة ولو ضئيلة للميل للبقاء بمصر مما يتنافي وطرحك في السرد الروائي للقصة وسأوافيكي برابط تطالعين فيه الكثير في هذا الصدد


ولنا عودة نستكمل سويا النقاش فحديثي لم ينتهي
وهناك جوانب فنية سنتناولها بمشيئة اللهانتظريني

ولك التحية

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/05/2007, 09:12 AM
الأخت الفاضلة إيمان عبد العظيم

في البداية لك التحية وكل الأحترام

قرأت التيمة وأستخلصت لنفسي الرد واستسمحك بطرح النقاش في تبادل يعود علينا وعليك بمشيئة الله بالأفادة
أولا : التيمة المقدمة قديمة وإن اختلف التناول واختلفت الشخوص إلا أنك تحاولين ومن خلال السباحة وراء الفكرة الأساسية طرح مفاهيم قد تتعارض تاريخياً والسلوك اليهودي علي وجه العموم ففي الغالب وهذا من خلال الواقع أستطاعت الحركة الصهيونية جمع يهود العالم لفاسطين ولا يخفي عليك أختنا الكريمة انهم وصلت بهم الدرجة لتبليغ السلطات في البلدان عن اعمال تخريبية قام بتنفيذها اليهود فتتحرك السلطات ورائهم وهذا حدث في مصر بالفعل وتبدأ السلطات بمطاردتهم وتقديمهم للمحاكمات وبالتالي يحدث لباقي اليهود الهلع مما يسهل خروجهم وتوجههم لفلسطين وهناك وقائع علي أرض مصر تثبت هذا بالتحديد ولم تكن ليهودي فرصة ولو ضئيلة للميل للبقاء بمصر مما يتنافي وطرحك في السرد الروائي للقصة وسأوافيكي برابط تطالعين فيه الكثير في هذا الصدد


ولنا عودة نستكمل سويا النقاش فحديثي لم ينتهي
وهناك جوانب فنية سنتناولها بمشيئة الله

انتظريني

ولك التحية

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
22/05/2007, 09:31 AM
تاريخ يهود مصر فى العصر الحديث

علي هذا الرابط

http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?p=80687#post80687

فسوف يدعمك تماما تاريخياً

تحيتي
ومودتي

صابرين الصباغ
22/05/2007, 12:45 PM
اختي الكريمة إيمان
اعجبني النص والحبكة الدرامية فيه
لكن لي بعض الملاحظات سأتأكد من معلوماتي وأعود حتى يكون حديثي منطقيا
جميل ان نرى السينما بحروفك الفضية
دمت رحيقا

إيمان عبد العظيم
22/05/2007, 03:46 PM
جزاكما الله كل خير و جعلكما سندا لمن يريد النصيحة و المشورة

سأزور الرابط الذي حددته أستاذ محمد لكي أتعرف أكثر على

تاريخ اليهود الحديث في مصر

ربما كل ما بنيت عليه الحبكة و شخصية البطل ،

كتاب كتبه رجل يهودي أستمر به المقام في مصر بعد الثورة

و حتى توفى منذ بضعة سنين ، أولاده بقوا أيضا في مصر

و كان لإبنته و إسمها ماجدة زكي ،

لقاء مع المذيع مفيد فوزي في برنامج حديث المدينة ،

تحدثت عن تجربتها هي و أولادها في مصر و كيف تشعر بإنها مواطنة مصرية ،

تحدثت عن كتاب والدها عن تفاصيل إقامته في مصر ( لا أتذكر إسم الكتاب)

ربما أكون إهتممت أكثر بالبحث و التنقيب عن تاريخ

اليهود قديما و أغفلت تاريخهم حديثا في مصر،

لكن الرجل يعتبر ظاهرة فردية ، مثل عمر الشريف ، ليلى مراد و نجوى فؤاد ،

لقد إستمروا في التواصل و البقاء في مصر أيا كانت توجهات معتقداتهم الدينية .

الأخت الفاضلة صابرين الصباغ ، سعدت كثيرا بتواجدك و إنفعالك بالحبكة ،

ربما أود من هذا السيناريو أن نخرج من حالة الركود الذهني و المفاهيم السطحية

التي تـُطرح بشكل مـُكثف في السينما المصرية على وجه الخصوص .

منذر أبو هواش
02/06/2007, 12:50 AM
الأخت إيمان عبد العظيم،

شخصيا أفهم جيدا الفكرة العلمانية لفصل الدين عن الدولة وإن كنت أعارضها من حيث المبدأ، لكنني لم أفهم تماما هدفك من طرح فكرة فصل الدين عن الوطن وعدم دمجهما معا، إذ إن هذا الطرح من قبل كاتبة ذات توجه إسلامي يبدو غريبا ومحدثا، فنحن نعيش في واقع الأمر في دول إسلامية دينها الإسلام، ويعيش فيها غير المسلمين مع المسلمين في سلام ووئام طالما هم يحترمون هذا المفهوم وهذه الخصوصية ضمن احترامهم للدساتير والقوانين والأعراف المرعية.

السماحة والتسامح مع غير المسلمين شرطها انتماءهم إلى ثقافة بلادهم الإسلامية، والإعلان في كل مناسبة عن براءتهم من أعداء الأمة وإن كانوا من نفس الديانة والعقيدة. وهذا أمر يمارسه كثير من غير المسلمين الذين أعرفهم مما يعزز انتمائهم إلى هذه البلاد من دون تنازلات ومن دون تعصب.

مع التحفظ على العلاقة بين يهود الأمس (بني إسرائيل) ويهود اليوم مختلفي الأصول والمنابت توجد روايتان لخروج بني إسرائيل إحداهما قرآنية تستند إلى القرآن الكريم الذي اتصل إلينا تواترا وكتابة منذ أربعة عشر قرنا، ورواية أخرى توراتية ضعيفة خيالية ويصعب مطابقتها مع الواقع كما يريد لها أصحاب الإدعاءات والأطماع السياسية الصهيونية في المناطق الممتدة ما بين النيل والفرات. وعلينا كمسلمين في هذه الظروف أن نستبعد الخوض في حيثيات الرواية التوراتية التي ثبت زيفها، والتي تم تفسيرها لتكريس الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة والذي يعتبر استمرارا للعدوان والاستعمار الغربي الذي ما زالت المنطقة تعاني من آثاره وتتجرع مره.

هناك تناسب عكسي أكيد بين الإقليمية والدين، وكلما كان الرابط الديني قويا كان الرابط الإقليمي ضعيفا، لذلك ليس من المنطقي أن نحاول التوفيق ولو نظريا بين الإقليمية والدين، وليس ذلك من مصلحتنا في ضوء عقيدتنا وظروفنا التاريخية.

كتابة القصص الخيالية عن قصص حب مختلط (يهودي – مصري) في هذه المرحلة تصب في خانة التطبيع مع الإسرائيليين الذين يحتلون الأرض ويضطهدون الأهل، وأستغرب استخدامك للمصطلحات الإسرائيلية بدلا من المصطلحات العربية (تقولين أورشليم بدلا من القدس)، وهذا غير مقبول، كما أن عبارات مثل (الدماء المصرية النقية) يمكن تصنيفها ضمن قاموس المصطلحات العنصرية التي أتمنى أن نترفع عن استخدامها.

الصهاينة يبحثون منذ أكثر من قرن، والإسرائيليون الجدد يبحثون منذ أكثر من ستين عاما، لكنهم لم يعثروا على أية أختام أو آثار إسرائيلية، وهم لذلك يحاولون تجيير آثار غيرهم لهم، لكن هذه المحاولات ومحاولات التزوير باستخدام وسائل العلم الحديث في أحدث المختبرات كلها كشفت بفضل التقدم في العلم الحديث نفسه. وافتراض وجود مثل هذه الآثار الإسرائيلية من دون دليل يصب في خانة الادعاءات الصهيونية الباطلة، فهل لك مصلحة معينة في ذلك؟

أرجو الدخول إلى مشاركاتي على الانترنت من خلال محركات البحث، ومشاركاتي السابقة على منتديات الجمعية، وخاصة منتدى الوثائق التاريخية، فلعلك تجدين فيها ما يفيد.

تحياتي واحترامي

منذر أبو هواش

إيمان عبد العظيم
02/06/2007, 01:44 AM
السلام عليكم و رحمة الله

الأستاذ الفاضل \ منذر أبو هواش

شكرا لسيادتكم التفضل بالرد على هذا الموضوع الذي أردت به خيرا

يعلم الله أن كل ما جئت به ، بالذات في مرحلة اليهود قديما من الآيات

القرآنية التي تحدثت عن بني إسرائيل و ما أكثرها ،

و من كتابات إسلامية من مواقع كبيرة إسلامية عن الإبتلاءات الذي

أصابت المصريين في المرحلة المباشرة لخروج نبي الله موسى و قومه

من مصر . أما بالنسبة لفكرة فصل الدين عن الوطن ، لم أتطرّق لها

من الناحية العلمانية ، لكن إستخلصتها من مفهوم المواطنة عند الإسلام ،
فاليهود عاشوا في مصر سنين طويلة ، خالطوا فيها أهلها ، قبل حرب 48
كمواطنين مصريين بحق المواطنة في مصر ، لهم حقوق و عليهم واجبات معروفة.

ما حاولت شرحه في فصل الدين عن الوطن ، يصب في خلط هوية اليهود الدينية

بفلسطين الأرض ، كيف أنهم يحاولوا إستخلاص فلسطين لهم كأرض عاش بها

اليهود قديما و أستقروا بها لفترة زمنية معلومة ، ففكرة الخلط هذه خاطئة لأنها

أرض عربية عاش بها ، اليهود مع النصارى مع المسلمين في بوتقة واحدة!

في ظلّ العصور الإسلامية السابقة و من قبلها العصر الروماني .(يهود و مسيحيين)

فما كتبته يؤكد أن فلسطين ليست حكرا على اليهود أو الصهيونية كما يريدون

أن يؤكدوا أن هويتها خالصة لهم فقط ، فلسطين أرض عربية كانت في وقت ما
مثل مصر و سوريا بها الأديان السماوية الثلاث ، كل يحمل هوية بلده المختلفة.

بالنسبة لموضوع قضية الحب بين يهودي و مسلم ، يمكن أن أصلحها فتكون مجرد
إرتباط إنساني ، لا يذهب إلى الحب و الزواج ( ربما أردت في سياق القصة أن أطرح
الزواج بكتابية لم يكن شيئا نخجل منه ، لأن رسولنا الكريم قد فعله من قبل )

بالنسبة لتساؤلك الكريم سيدي ،

الصهاينة يبحثون منذ أكثر من قرن، والإسرائيليون الجدد يبحثون منذ أكثر من ستين عاما، لكنهم لم يعثروا على أية أختام أو آثار إسرائيلية، وهم لذلك يحاولون تجيير آثار غيرهم لهم، لكن هذه المحاولات ومحاولات التزوير باستخدام وسائل العلم الحديث في أحدث المختبرات كلها كشفت بفضل التقدم في العلم الحديث نفسه. وافتراض وجود مثل هذه الآثار الإسرائيلية من دون دليل يصب في خانة الادعاءات الصهيونية الباطلة، فهل لك مصلحة معينة في ذلك؟

لقد لّفت نظري سيدي الفاضل ، إلى تلك الحقيقة أنهم بالفعل لم يجدوا شيئا

في فترة العصر الحديث .
لذلك سأغير في سياق القصة أن الأشياء التي أرادوا دسّها في معبد الرامسيوم،
هي آثار مـُلفّقة ، لكي يحاولوا إثبات بناء الأهرام على أكتافهم.

بالطبع سأدخل على محركات البحث ، لرؤية محاضراتك الوثائقية عن

الموضوع ، فقط أود أن ألّفت نظركم ، أنني كتبت مـُلخص و ليس المعالجة

كاملة ، يمكن أن تعطي إنطباع أخر غير الذي أردت أن أعطيه في السياق
و المضمون الأصلي بهيئته الكاملة .

و لكم مني كل الشكر و الأحترام و العرفان.

منذر أبو هواش
02/06/2007, 02:40 AM
الأخت الفاضلة الأستاذة إيمان عبد العظيم،

السلام عليكم و رحمة الله

أشكرك على التفهم والتفاعل وعلى ردك الهادئ الايجابي.

أرجو الانتباه إلى عدة أمور هامة منها:

- أن يهود الأمس قوم موسى بني إسرائيل هم قوم عاصروا الفراعنة، وأنهم ذابوا في غيرهم من الشعوب، وبادوا مثلهم، ولم يعد لهم وجود عرقي، وأن اليهود الإسرائيليين اليوم شيء آخر مختلف تماما عن قوم موسى، ربما كانوا يعتقدون في نفس الديانة اليهودية أو ما يشابهها لكن لا توجد إلى حد الآن أية أدلة علمية تؤكد أية صلة عنصرية أو قومية أو عرقية بين هؤلاء وهؤلاء. لدينا اليوم الشيفرة الوراثية (دي ان ايه) فليثبتوا لنا ادعاءاتهم في النسب إلى قوم موسى، ولن يثبتوا.

- قوم موسى بني إسرائيل كانوا قوما ضعافا بدليل خروجهم من مصر، كذلك فقد تبين آثاريا وتاريخيا أن دولتهم أيام الأنبياء داوود وسليمان وعلى عكس ما تدعيه كتبهم المحرفة كانت دولة بسيطة صغيرة إلى درجة أنه لا يوجد لها أي ذكر في الوثائق الفرعونية الكثيرة المنقوشة والتي تم اكتشافها، والتي أرخت للفراعنة الذين كانوا يصولون ويجولون في المنطقة، ويسجلون بالتفصيل كافة المعلومات حول حروبهم وحول الشعوب والدول من حولهم.

- الشواهد القرآنية والتاريخية والآثارية والأدلة اللغوية تشير كلها إلى أن الموطن الأصلي لقوم موسى بني إسرائيل بعد الخروج عبر البحر إلى الساحل السعودي، وبعد تيههم أربعين عاما في صحراء الربع الخالي، ووفاة موسى وهارون في ذلك التيه كان في المنطقة بين عسير وحدود اليمن حيث كانت مملكة بلقيس، وأن فلسطين لم تكن موطنا أصليا لهم أو لدولتهم في أي مرحلة من مراحل التاريخ، وإن انتشروا في المنطقة كأفراد أو جماعات دينية صغيرة خارج موطنهم الأصلي. لذلك فإن ادعاءاتهم حول فلسطين كلها تزوير وليس لها أساس من الصحة. اليهود كانوا عابرين وافدين في فلسطين ولم يكونوا مواطنين أصليين.

- الادعاء الذي طرحه بعض اليهود حول كونهم بناة للأهرام ليس ادعاءا جادا، لأنه ليس له سند من علم أو تاريخ، بل هو يدخل في باب النفخ الإعلامي الكاذب من أجل تعظيم دور اليهود التاريخي في المنطقة، ومن يدري لعلهم يخططون لمرحلة توسع قادمة بعد أن تستقر لهم الأمور في فلسطين وربما العراق لا قدر الله. الادعاء الذي يشغل بالهم ويهمهم تعزيزه وتثبيته الآن هو مطابقة الروايات والخرائط التوراتية الحالمة على الأرض الفلسطينية، لكن هذه الأحلام أيضا فشلت فشلا ذريعا رغم الجهود الجبارة المبذولة في التهويد الاعتباطي للأماكن والأوابد العربية والرومانية والبيزنطية المتبقية، عن طريق اختلاق التسميات اليهودية المختلفة وربطها اعتباطا بالآثار الإسلامية والعربية.

أنت الآن على الطريق الصحيح، وأعتقد أننا سنقرأ لك عملا عظيما إذا ما أخذت العناصر التي ذكرتها لك بعين الاعتبار.

أشكرك على تعاونك وعلى جهودك الخيرة، وأتمنى لك كل التوفيق والنجاح، والسلام عليكم.

منذر أبو هواش

إيمان عبد العظيم
02/06/2007, 01:14 PM
سيدي الكريم

لا خاب من إستشار ، و اسألوا أهل العـِلم

مقولتان صحيحتان لا يمكن للإنسان العاقل أن يستغنى عنهما .

قرأت ملحوظاتك القيمة بعناية و ردّ سيادتكم السابق ،

لكي أستعين بما جاء فيهما لتعديل سياق الأحداث بما يتناسب

مع تلك الملحوظات ، منّ الله عليك بفضله و أفاض عليك بعلمه دائما.

جزاك الله كل خير عني.