على قيد الحياة !!

[محمد فؤاد منصور]

على قيد الحياة

------------------------

وقف التلميذ الصغير بقامته القصيرة وجسده النحيل أمام طبيبة المدرسة.. كان رأسه بالكاد يظهر من خلف الطاولة فبدا بشعره الأشعث ووجهه الممصوص كفازة مهملة على حرف المكتب، كان يشكو من نوبات الدوار وزغللة العينين التى تداهمه بين الحين والحين.. تطوعت الإخصائية الإجتماعية فرافقته إلى حجرة الكشف لتبلغ الطبيبة أنه يشكو بإستمرار وأنه لايرى السبورة بوضوح. تفرّست الطبيبة فى وجه الطفل وأشارت إليه أن يقترب .. تفحصته بعينها المدربة فهالها شحوبه ونحول جسمه وقد تهدّلت ملابسه الرثة بألوانها الكالحة فبدا كبلياتشو فى سيرك ردئ. لاحظت أصابع قدميه المتربة التى تطل من بقايا حذائه المهترئ.. بدت عظام الوجه ناتئة والعينان غائرتان فى وجه يغطيه نوع من "القشف" مع تقرحات بسيطة على جوانب الفم ، مدّت يدها لتفحص العينين فبدت الملتحمة من الداخل بيضاء تميل إلى الزرقة مع تساقط أجزاء من الحاجبين، أمرته أن يخرج لسانه فتحرّج قليلاً ثم أخرج لساناً لامعاً يتحرك كدودة ملساء فى جوف الفم. أدركت الطبيبة أنّ الطفل يعانى من أنيميا حادة وسوء تغذية شديد.. خبطت بجمع يدهاعلى الطاولة وصرخت فى وجه الطفل :
- بلاش دلع ولعب عيال.. إياك أن تنزل من البيت دون أن تتناول إفطارك، أعرفكم ايها الملاعين ،تهربون من البيت فى الصباح المبكر حتى يتيسر لكم لعب الكرة فى الشارع وتهملون تناول الفطور وهاهى النتيجة.. فقر دم حاد. حملق فيها الطفل ذاهلاً وهو لايعي شيئاً .. لم يسمع من قبل بفقر الدم وإن كانت المشاجرات اليومية بين أبويه قد زودته بمعلومات عن انواع اخرى من الفقر مثل " الفقر الدكر" و " وش الفقر"وماشابه أمّا فقر الدم فلم يسمع به من قبل.!
صحا من تأملاته على صوت الطبيبة وهى تلقي محاضرة عن ضرورة شرب اللبن قبل النوم وتناول البيض نصف المسلوق فى وجبة الإفطار.. كانت تتوجه بحديثها للإخصائية التى وقفت تنتظر نتيجة الفحص ثم ألتفتت إليه وقالت فى حزم :
- لاتنس عسل النحل، لابد من تناول ملعقة كبيرة منه قبل النوم.
وعادت لتنبه الإخصائية الإجتماعية - لابد من إستدعاء ولي الأمر ..الطفل فى حالة صعبة ولابد من نظام غذائي يشرف عليه الأب بنفسه سأكتب له بعض الفيتامينات والمعادن وسأحوّله لعمل نظارة طبية. فى اليوم التالي حضر الأب بناءً على استدعاء عاجل من إدارة المدرسة..دفع الطفل أمامه حتى كاد يسقط على وجهه.. كان يتوقع أنه لابد قد فعل مايستوجب العقاب فأراد أن يبرهن على حزمه وإستعداده لتأديب الطفل.. قبل أن تنطق الإخصائية راح يكيل الشتائم للطفل البائس الذي تدحرج على الأرض على إثر دفعة جديدة وقال:
- لايأتي من ورائكم غير وجع الدماغ.. سأكسر رقبتك لو تبين لي أنك أخطأت فى شئ . لاذ الطفل بالإخصائية فأحتضنته بين ذراعيها وأحتوته لتحميه من عدوان الأب وقالت:
- أهدأ قليلاً ياأستاذ الولد لم يفعل مايستوجب العقاب.. كل مافي الأمر أنه مريض ويعاني من سوء التغذية ونقص حاد فى الفيتامينات مع فقر الدم.
تململ الأب فى وقفته وحك رأسه ثم غمغم..
- ألا يكفي مانحن فيه من فقر ..حتى يضاف إلينا فقر جديد ؟
كان جلياً أن الرجل محدود الثقافة والدخل.. هيئته المتواضعة وملابسه المبعثرة وأسلوبه فى الكلام كل ذلك يؤكد حظه المحدود فى كل شئ. قالت الإخصائية وهي تضغط على الكلمات ليتمكن من فهم ماتقول :
- لابد من وجبة الإفطار فى الصباح.. هذا أمر أساسي ..لاتسمحوا له بالنزول من البيت قبل ان يتناول إفطاره.
تراجع الأب خطوة إلى الخلف وعاود الهرش فى رأسه وكأنما يبحث عن مخرج لأزمة ما ثم صاح فى الصغير وكأنه يؤدي مشهداً تمثيلياً بقصد التخلص من الموقف.
- قل لها أنك تفطر.. أليس كذلك؟ ألم تفطر اليوم؟
أجاب الطفل الذاهل عما حوله ببراءة شديدة .
- لا لم أفطر اليوم .. لم يكن اليوم دوري فى الإفطار ..كان الدور على أخي مصطفى.!!
حملقت الإخصائية فى وجه الأب غير مصدقة لما تسمع ، بدا كل شئ واضحاً تماماً رغم قسوة الحقائق. نكّس الرجل رأسه فى خزي وقال :
- ماذا أفعل وأنا موظف بسيط لايتعدى دخلي ثلاثمائة جنيه ؟ وعندي خمسة أطفال وأمهم.
ثم همس كأنما يحادث نفسه:
- لابد أن يكون الأكل بالدور.حتى يظلوا على قيد الحياة.!
--------------------------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

[ابراهيم عبد المعطى داود]

نعم ياسيدى العزيز هناك عوامل كثيره دفعت بالطفل البرىء الى الهزال والضعف 00 وفقر الدم أهمها :
1- الجهل 00آ فة الشعوب فاالرجل يهرش رأسة حتى يتسنى له فهم الموضوع فلا يستطيع أن يفهم الفرق بين فقر المادة وفقر الدم 00
2- الفقر سيطر على نفسه حتى أجهدها فتحول الى حاله من التبلد والقسوه جعلته يدفع ابنة دفعا حتى يكاد يسقط على الارض بلا شفقه وصدق
سيدنا على ابن ابى طالب حين قال ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) 0
لذلك ياسيدى يجب على الجهات المعنيه النظر بعين الاعتبار الى الطفل فى تلك المرحله السنيه لأنهم شباب الغد ورجال المستقبل والأمل منوط بهم
فى السنوات الصعبه القادمه 00
القصه بديعه وهادفه 00وكما عودتنا فى أعمالك القليله السابقه أنك تريد أن تقول شيئا 000
وأتذكر كلمات للشاعر التركى ناظم حكمت
نحن أبناء عالم غريب
عالم يغذون فيه الخنازير بالبطاطا
بينما يطعمون الاطفال بالكلمات والوعود
طبتم وطاب قلمكم الحر العفيف 00
دمتم فى محراب الادب عبادا ونساكا
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

[محمد فؤاد منصور]

:fl: أخى الكاتب المبدع إبراهيم
أشكرك على تعليقك الجميل وإطرائك الذى أثلج صدرى وعلى تحليلك الراقى لهذا العمل وهى شهادة أعتز بها أيما إعتزاز..لك تحياتى
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

[هري عبدالرحيم]

د.محمد فؤاد منصور:
تحية لك على نصوصك الراقية.
على قيد الحياة نص يترجم لا أقول الفقر المادي،إنما الفقر الفكري الذي هو أخطر بكثير مما هو مادي.أب لا يملك قوت عياله ويساعد على الخصوبة:خمسة أولاد.
لدينا مثل هنا في المغرب يقول:"الزّْلَطْ مَكَيَظْلَمْشِي"الزلط هو الفقر يعني أن الفقر لا يظلم أحدا،من كان فقيرا عليه أن لا يقيس نفسه بمن هو في بحبوحة من العيش،وهكذا سيعيش على قدره مرتاح البال،أما أن يلد خمسة أطفال ،فمن الظالم هو أم الفقر؟
أسلوب جيد في الوصف،مع إضافات طريفة وجديدة إنتقاها الكاتب بعناية من صلب المجتمع واضفى عليها عزيمة الكاتب المبدع ،فجاءت في حلة قشيبة تُسحر القاريء.
لا شك أن الكاتب يستفيد من عالمه كطبيب،ليصور لنا أدباً يحمل فائدتين،فائدة الإمتاع،وفائدة النصيحة الطبية،هذه النصيحة حتى وإن برع فيها غير الطبيب ،فإن المختص يتناولها بشكل أرقى لأنها ميدانه،وهذه رسالة أعتقد أن الدكتور محمد فؤاد منصور قد نجح في ايصالها كما ينبغي.
تحية لك دكتور،قلمك فيه متعة أتمنى أن لا تحرمنا منها.

[محمد فؤاد منصور]

الأستاذ الفاضل هرى عبد الرحيم
أشكر مرورك الكريم وتعمقك فيما وراء ظاهر النص وهى لاشك رؤية تضيف له أبعاداً هامة ،لقد تعودنا منك على الغوص فى أعماق النصوص لتستخرج ماخفى من جمال ولذلك أصبحت كلماتك شهادة يعتز بها المبدعون وأطواق زهور تحيط بأعناقهم
دمت ودام قلمك..وتقبل تحياتى..
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

[رأفت فؤاد منصور جمعه]

:fl: :fl: :fl: الأخ الفاضل / دكتور محمد فؤاد
يالها من قصة عظيمة تصور الوضع الراهن في بلدنا فهناك فروق كبيرة بين الأسر المصرية جعلت من هم في مستوي معين من العيش لا يشعرون بمن هم أدني منهم بكثير فها هي الطبيبة تنصح الأبن بضرورة تناول البيض واللبن بالإضافة إلي العسل النحل !!!! ذلك النوع من الغذاءالذي أصبح لايدخل بيوت كثيرة ممن يتمتعون بدخول كبيرة نسبياً فما بالنا بمن هم من معدومي الدخل فلم تفكر الطبيبة في ثمن البيض واللبن وتصورت ان هذا أمر في متناول الجميع . وتصور ايضاً كرمة الرجل وعفته في انه حاول ان يكذب أولاً حتي لا يبين فقره وأدعي ان الولد هو اللذي رفض الفطار رغم وفرته جتي فاجأنا الطفل بنظام غريب لم أكن أتصور انه يحدث في مجتمعنا وهو أن يكون الفطار بالدور فأنتهي عصر لقمه هنيه تكفي ميه والبركة في القليل وأشياء من هذا القبيل . وتعكس أيضاً حقيقة أعتقد ان الكثير من الناس يجهلها وهو ان مستوي الفقر إرتفع كثيرا فرغم ان مرتب الرجل 300 جنيها إلا ان هذا المبلغ المتواضع وضعه في قائمة الفقراء فمبالنا بأسر دخلها يقل عن المائة جنيه شهرياً إنه نداء للمسئولين بضرورة رفع المرتبات بالقدر اللذي يوفر حياة كريمة خالية من الأنميا لأفراد المجتمع ةتكفي لشراء البيض والعسل النحل ةاللبن ولو مرة كل أسبوع . تحية لقلمك وفي انتظار إبداعاتك الجديدة . رأفت جمعه

[Eman Ibrahim]

Excellent!! Elegant and YET very down to earth

Thank you, sir

[معتصم الحارث الضوّي]

الأخ الفاضل د. محمد فؤاد منصور
لا عجب أن يتميّز الطبيب في ساحات الأدب ، فالنطاسي يحمل مبضعه ليعالج هموم الجسد ، بينما الأديب يعالج آلام المجتمع و يعرّي نواقصه ، فتتسق الصورة و تتكامل الرسالة .
لقد أبدعت يا سيدي الفاضل في تناول الثلاثي المخيف : الفقر و الجهل و المرض بلغة أنيقة ، و تسارعت الأحداث في القصة تترى مثيرة ، مما يجعل القارئ يتفاعل مع النص بكامل جوارحه .
اختيار العنوان معبّر للغاية ، و به شيء من السوداوية التي ترتبط بنيوياً بمجريات القصة بما لا يدع مجالاً للشك عن محتواها .

دام قلمك النبيل المعطاء
مع فائق التقدير

[محمد فؤاد منصور]

الأخ الأستاذ رأفت
أشكرك على مشاركتك القيمة التى سبرت أغوار العمل وجملته بكلماتك الرقيقة..تقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

[محمد فؤاد منصور]

الأخت الفاضلة إيمان
أشكر تفضلك بالمرور على أحد أعمالى وهو ماأعتبره تقدير ذو مذاق خاص ..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية :fl:

[محمد فؤاد منصور]

الأخ العزيز معتصم
مرورك أسعدنى وكلماتك الجميلة حلقت بى فى آفاق بعيدة.. رؤية واعية من كاتب أريب وأديب..تقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

[رباب كساب]

دكتور : محمد

تحياتي

ها أنا قد أتيت وقرأت وتألمت كثيرا .

في الحياة صور واقعية يكاد لا يصدقها العقل لأنها أغرب أحيانا من الخيال .

سلمت يدك أستاذي .

دمت بكل الخير

رباب كساب

[رباب كساب]

دكتور : محمد

تحياتي

ها أنا قد أتيت وقرأت وتألمت كثيرا .

في الحياة صور واقعية يكاد لا يصدقها العقل لأنها أغرب أحيانا من الخيال .

سلمت يدك أستاذي .

دمت بكل الخير

رباب كساب

[غفران طحّان]

أستاذي الرائع دوماً محمّد
دائماً تبحث روحك عن المهم لتلقي عليها بروحك وقلمك نوراً يعريها
نص جذّاب في انتقالاته السرديّة
تصوير للشخصيّات متقن لدرجة رؤيتنا لها
أستاذي الفاضل
هم على قيد الحياة...
وهذا العالم على قيد الغفوة تجاههم
دام تألقك أستاذي
أحني رأسي أمام هذا الألق
دمت بألف خير
وسلامي لصرير الصدق في قلمك

[غفران طحّان]

أستاذي الرائع دوماً محمّد
دائماً تبحث روحك عن المهم لتلقي عليها بروحك وقلمك نوراً يعريها
نص جذّاب في انتقالاته السرديّة
تصوير للشخصيّات متقن لدرجة رؤيتنا لها
أستاذي الفاضل
هم على قيد الحياة...
وهذا العالم على قيد الغفوة تجاههم
دام تألقك أستاذي
أحني رأسي أمام هذا الألق
دمت بألف خير
وسلامي لصرير الصدق في قلمك

[بديعة بنمراح]

:fl:
المبدع العزيز محمد فؤاد منصور
برعت في تصوير حالة اجتماعية ، ما أكثر ما نراها في مجتمعاتنا العربية.
طفل في عمر الزهور ، لا حق له في الحياة ، في الفرح.
جسمه هزيل و نفسه ضمأى للحنان و المودة.
كل التقدير للمتألق الدكتور فؤاد منصور

[بديعة بنمراح]

:fl:
المبدع العزيز محمد فؤاد منصور
برعت في تصوير حالة اجتماعية ، ما أكثر ما نراها في مجتمعاتنا العربية.
طفل في عمر الزهور ، لا حق له في الحياة ، في الفرح.
جسمه هزيل و نفسه ضمأى للحنان و المودة.
كل التقدير للمتألق الدكتور فؤاد منصور

[محمد فؤاد منصور]

عزيزتي رباب
سلمت من الألم ..أفتقدك كثيراً في هذا المكان وأرجو ان يكون المانع خيراً بإذن الله ..أشكرك على حسك الراقي ومرورك العطر وتقبلي تحياتي.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية /USA :fl:

[منى هلال]

الله يلعن أبو الفقر - حاجة تقطع القلب

أسلوب سهل سلسل ممتع كالذي تعودناه منك دائماً
أنت عبقري يادكتور محمد والله
ما بدأت إحدى قصصك إلا وكان حتماً أن أختمها

شكراً لإعادة هذه القصة إلى الحياة بعد هذه الفترة

لك خالص تحياتي وتقديري وإعجابي بقلمك

[نزار ب. الزين]

أخي المبدع الدكتور محمد فؤاد منصور
ليس لي ما أقوله بعدما قدمه الزملاء من تحليلات متعمقة و تقريظ تستحقه
ليس لي ما أقوله سوى أنك شددتني حتى الحرف الأخير و أوجعت قلبي و أدمعت عيني.
و لكن المؤسف أن الطبيبة و الأخصائية الإجتماعية لم تفطنا إلى مدى فقره من هيئته المشبعة بالفقر ، فلامتاه لأنه لا يتناول فطور الصباح ( !!!! )
إنه ثالوث التخلف - يا أخي - الفقر و الجهل و المرض ، أما الفقر الذي ظل يتزايد مع زيادة عدد السكان باضطراد ، فقد ازدادت وتيرته ، مع الغلاء الفاحش ، الذي أخذ ينقل الكثيرين من الحالة المتوسطة ، إلى ما دون خط الفقر.
نص ناجح في جميع المقاييس ، اشد على يدك مهنئا ، :vg:
راجيا لك دوام التألق
نزار

[مريم محمود العلي]

الدكتور : محمد فؤاد منصور
نص مليء بالشجن والقهر
تفاعلت معه بكل مشاعر الأمومة وكرهت الفقر والجهل والتخلف
وحمدت الله كثيرا أن أطفالنا بألف خير
لكني تمنيت حقا أن نقدم شيئا لأمثال هؤلاء الأطفال
أحييك على هذا النص الرائع
دمت مبدعا ومتألقا
تحياتي

[عبد العزيز غوردو]

قلمك يجيد رسم لوحاته، أخي الحبيب محمد،

يشكل لويناتها كما يشتهي...

لغة طيعة، وسرد منساب، وصور حية معبرة...

نص قوي، بما تحمل الكلمة من دلالة...

محبتي الصادقة...

" "

[ناهد يوسف حسن]

قصة جميلة هادفة مكتملة العناصر التي تجعلها رائعة بمقاييس الكتابة والهدف ومعالجة الواقع
دمت مبدعاً معبراً عن هموم الفقراء ومن لا يجد سنداً

[محمد فؤاد منصور]

عزيزتي الرائعة غفران
لمرورك عبق خاص أما تعليقك فساحر ككتاباتك فماأدري والله كيف أرد لأوازن هذا الجمال ..أشكرك على كل شئ..تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور :fl:

[الحاج بونيف]

الدكتور المحترم/ محمد فؤاد منصور
تحية طيبة
سرد ممتع وجميل يصور حالة الفقر التي انتشرت في عالمنا العربي، وأصبحت لافتة لكل ذي ضمير.
أطفالنا يعانون من سوء التغذية.
أهنئك على هذا النجاح ..
وتقبل تحيتي.

[د- صلاح الدين محمد ابوالرب]

الفاضل الدكتور محمد فؤاد منصور

وقفت طويلا امام هذا السرد الجميل للصراع الازلي

ولما بحثنا عن اسباب العديد من الامراض الاجتماعية لعرفنا ان من اهم اسبابها الفقر والجوع والمرض
مع ما يتبعها من خوف وحسد وكره
تصويرك كان مبدعا كما انت دوما
تحية

[منى حسن محمد الحاج]

على قيد الحياة
-----------------------------------------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
----------
m_mansour47@hotmail.com
--------------------------------------------
تفحصته بعينها المدربة فهالها شحوبه ونحول جسمه وقد تهدّلت ملابسه الرثة بألوانها الكالحة فبدا كبلياتشو فى سيرك ردئ. لاحظت أصابع قدميه المتربة التى تطل من بقايا حذائه المهترئ.. بدت عظام الوجه ناتئة والعينان غائرتان فى وجه يغطيه نوع من "القشف" مع تقرحات بسيطة على جوانب الفم ، مدّت يدها لتفحص العينين فبدت الملتحمة من الداخل بيضاء تميل إلى الزرقة مع تساقط أجزاء من الحاجبين، أمرته ان يخرج لسانه فتحرّج قليلاً ثم أخرج لساناً لامعاً يتحرك كدودة ملساء فى جوف الفم. أدركت الطبيبة أنّ الطفل يعانى من أنيميا حادة وسوء تغذية شديد..
------------------------------------------------------------------------------------
. تراجع الأب خطوة إلى الخلف وعاود الهرش فى رأسه وكأنما يبحث عن مخرج لأزمة ما ثم صاح فى الصغير وكأنه يؤدى مشهداً تمثيلياً بقصد التخلص من الموقف. - قل لها أنك تفطر.. أليس كذلك؟ ألم تفطر اليوم؟ أجاب الطفل الذاهل عما حوله ببراءة شديدة . - لا لم أفطر اليوم .. لم يكن اليوم دورى فى الإفطار ..كان الدور على أخى مصطفى.!! حملقت الإخصائية فى وجه الأب غير مصدقة لما تسمع ، بدا كل شئ واضحاً تماماً رغم قسوة الحقائق. نكّس الرجل رأسه فى خزى وقال : - ماذا أفعل وأنا موظف بسيط لايتعدى دخلى ثلاثمائة جنيه ؟ وعندى خمسة أطفال وأمهم. ثم همس كأنما يحادث نفسه: - لابد أن يكون الأكل بالدور.حتى يظلوا على قيد الحياة.!
--------------------------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
تصوير رائع واسلوب شيق يشد القارئ ويستفز الدموع.
إن حالة هذا الطفل ليست خاصة وإنما متكررة للعديد من الأطفال وحسب آخر إحصائية لمنظمة الغذاء العالمي ذكرت أن عشرة مليون طفل حول العالم يذهبون للمدارس يومياً بدون إفطار!!!
لو اتبع المسلمون تعاليم دينهم وأخرج أغنيائهم فائض ما عندهم لفقرائهم لتغير الحال.
لو اهتمت الدول ورؤسائها بموازنة دخل الفرد مع منصرفه لتغير الحال.
قصة مست فينا الوجع...
أذكر قبل ثلاث سنوات أن جاراً لنا كان يبني عمارته الجديدة وكان بها غفير يعيش هو وأسرته المكونة من ستة أطفال وأمهم وان أحد الأطفال كان يبكي بشدة وهو متعلق بأحد الأعمدة فوق العمارة.
إنزعج من هم في بيتنا وقالوا مابال هذا الطفل المزعج رد عليهم أبي رحمه الله لا تتحدثوا مع الجيران ربما كان الطفل جائعاً!!
كان رحمه الله عطوفاً بطبعه. لم يذهب أحد ممن في بيتنا لهذا الإحتمال إلا هو.
حمل إليهم بعض الطعام ثم عاد وقد تأكد أن الطفل كان يبكي من الجوع فعلاً.
يوم وفاته .. كانت هنالك امرأة تبكي بشدة وتتدحرج على الأرض وعندما سُئلت قالت : المرحوم كان هو من يتفقدنا وهو الوحيد الذي يرحمنا من بين سكان الحي وهو الوحيد الذي ينظر إلينا كبشر ويدخل علينا في الأعياد.
قلت حينها سبحان الله . فأبي في آخر أيامه مات موت الصالحين وماكان في يمينه لم يكن ملكه أبداً ولكن الله قوى قلبه وكان يجود حتى بالقليل.
هذه القصة جعلتني دوماً أنظر بالعين التي كان ينظر بها رحمه الله.
وليس مسؤولية الإنسان تغيير المجتمع لكن لو فعل كل منا ما يستطيع لتغيرت حياتنا.
آسفه للإطالة عليكم فقد تأثرت لطرح الموضوع الرائع ولأسلوب الكتابة الشيق الذي يصيب صميم الحقائق كما عودنا.
دمت بود ولك خالص التحايا.:fl:

[محمد فؤاد منصور]

أيتها البديعة ..عزيزتي بديعة
أشكرك على مرورك بهذا النص ، وعلى تعليقك الذي أعتبره نوط امتياز من مبدعة بديعة ..تقبلي تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور :fl:

[محمد فؤاد منصور]

عزيزتي الرائعة منى هلال
تقديرك للنص وإشادتك بكتاباتي ملأني زهواً حتى خشيت أن أطير في الهواء فأصل إلى استراليا لأشد على يديك ..جمال الكتابة لايفوقها إلا روعة التعليق والرضا ..إنه المكافأة الحقيقية . صديقتي الرائعة...تقبلي تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور :fl:

[صلاح م ع ابوشنب]

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز د. محمد فؤاد منصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كعادتك تضع المبضع على موطن الالم ، بأصابع حساسه تقبض على مكان العلة ، علة المجتمع وتلك الآفة الفتاكه الا وهى الفقر ، الذى يذل الرقاب الشامخه ، أعاذنا الله وإياك من شروره ، إن اجتمع الفقر مع الجهل حلت الكارثه الكبرى ، حيث تظلم أجيال بكاملها ، التوعيه المستمرة ضروريه ، للابوين ، وعلى الجهات المسؤلة دور كبير فى نشر التوعيه الاسريه من خلال ما تملكه من وسائل اعلاميه فاعله ، قصه هادفه من صلب المجتمع .. سلم يراعك وفكرك .
وتقبل تحياتى وودى ،،،
اخوك صلاح ابوشنب

[خالد ابراهيم]

صديقى وأستاذنا الجميل د.محمد
دائما ما ننتظر منك ما يمثل قيمة وهدف سامى وأفكارك دائما ما تمثل عنصر مفاجأة حتى لأنفسنا لأنك تنظر بعين الإنسان والمبدع
جميل جدا هذا العمل رغم قسوة الواقع وهو يمثل الصفعة على وجوه الجهلاء وألأغنياء الذين شغلتهم أموالهم عن حق الفقراء وهى رسالة الى معدومى الإحساس
يبقى كونك طبيب مميز أصبحت أدرك الأن أعراض فقر الدم
أحييك على قدرتك على وصف البؤساء والفقراء لقد كان الفقر محبوكا ومطرزا حتى كاننا نراهم
أخى وصديقى د.محمد دمت بود ودام قلمك المبدع
خالد ابراهيم

[خالد ابراهيم]

صديقى وأستاذنا الجميل د.محمد
دائما ما ننتظر منك ما يمثل قيمة وهدف سامى وأفكارك دائما ما تمثل عنصر مفاجأة حتى لأنفسنا لأنك تنظر بعين الإنسان والمبدع
جميل جدا هذا العمل رغم قسوة الواقع وهو يمثل الصفعة على وجوه الجهلاء وألأغنياء الذين شغلتهم أموالهم عن حق الفقراء وهى رسالة الى معدومى الإحساس
يبقى كونك طبيب مميز أصبحت أدرك الأن أعراض فقر الدم
أحييك على قدرتك على وصف البؤساء والفقراء لقد كان الفقر محبوكا ومطرزا حتى كاننا نراهم
أخى وصديقى د.محمد دمت بود ودام قلمك المبدع
خالد ابراهيم

[محمد فؤاد منصور]

أستاذنا الجليل نزار ب. الزين
لمرورك بأعمالي فرح خاص استشعره بمجرد أن أرى اسمك فوق متصفحي .. أشكرك على حفاوتك الدائمة بأعمالي ودمت لنا معلماً ونبراساً ..تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور

[جوتيار تمر]

دكتور...

النص جاء وفق معيار سردي رائع ، مترابط متين قوي الحبكة، ومتناغم من حيث التسلسل الزمكاني ، وطغى عليه الوصفة المكانية بشكل ملفت للنظر ،حيث ابرزت الحالة تلك القيمة المكانية للنص ككل ،وللرؤية الذاتية للسارد بشكل خاص ، وقد استطاع النص ان يلم بموجبات الواقع ، وقام بتعريته وفق رؤية عميقة دالة موحية ، نافذة ونابعة من عمق انساني يشعر بما آلت اليه الامور في الحياة بالاخص عند بعض الفئات البشرية داخل المجتمعات التي نعيشها ، حتى غدا الافطار على الدور ، هذه التفاتة رائعة من اديب رائع بلغته الانسانية استطاع ان يصور لنا ماهية الفقر داخل المجتمع ، واستطاع ان يجعل من الصورة هذه رؤية اجمالية عن الممكن واللاممكن في الاجتماع.

دم بخير
محبتي
جوتيار

[محمد فؤاد منصور]

عزيزتي مريم العلي
أسعدني مرورك بمتصفحي فلك الشكر على المرور والتعليق واعتذر عن التأخر في الرد.. وأرجو أن ألتقي بك دائماً تثرين مواضيعي بمداخلاتك الواعية ..تقبلي أرق تحياتي.:fl:

[محمد فؤاد منصور]

أخي الحبيب المبدع المتألق عبد العزيز غوردو
مدين لك بالإعتذار عن التأخير ، ولكن مكانتك في القلب أنت تعرفها ، شكري وامتناني لمرورك الثري بأعمالي ، إنه تكريم وتشريف لي ولعملي أن تضع توقيعك عليه .. مودة بلاحدود