المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لنسأل أنفسنا !!؟؟؟...



بنت الشهباء
21/05/2007, 04:53 PM
لنسأل أنفسنا !!؟؟؟...

رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول :
( اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك هذا )حديث صحيح
ترى هل عملنا بها!! ؟؟...
ماذا صنعنا مع أنفسنا !!؟؟..
ماذا عملنا لزاد آخرتنا !!؟؟..
وماذا عملنا لأمتنا !!؟؟...
الفساد والمجون دخل عقر دارنا , وانتشار الفاحشة والمجون أهلكت أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا , وأمة الإسلام لاهية وغافلة عما يجري حولها ...
صدف الشاعر حين قال :

وليس بعامر بنيان قوم ***** إذا أخلاقهم كانت خرابا

والله لن ينهزم المجتمع إلا إذا هزمت الأخلاق , وضاعت القيم !!؟؟...

قرآن مهجور وسنة معطلة , والكل يجول ويصول مع شهوات الدنيا ومباهجها , ومخططات الحرب الصليبية الصهيونية تسعى لتشريح جسد أمتنا ..
صلاح الدين الأيوبي قاهر الحروب الصليبية كان يقوم قبل صلاة الفجر ويصلي ويدعو ويقول لأبناء أمته :
استعينوا بدعاء السحر على أعداء الله
وعجبا من أبناء أمتنا وهم يقضون ليلهم مع حفلات الفسق والرذيلة والفساد والمجون , وقد أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ..
( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا )
سورة مريم ( 59 )
ألم يكن مصير هؤلاء سوى الضياع والهلاك والتشريد والضلال !!؟؟..
ما مصير هؤلاء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم, أولئك كالأنعام بل هم أضلّ سبيلا !!؟؟..
رب العزة والجلال والإكرام ينادينا :

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدّمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )
الحشر ( 18- 19 )
لنسأل أنفسنا بصدق:

أين أمة العرب والإسلام اليوم من الأمس , ومكانتها بين الأمم !!؟؟؟...

هل شهدت الأرض نظاما مثل نظامها مر الزمان والعصور !!؟؟؟..
ومن هم أجدادنا العظام الذين فتحوا لنا مشارق الأرض ومغاربها , والذي جعلوا من البحر الأحمر , والبحر الأبيض المتوسط بحيرتان تجريان في أرض الإسلام !!؟؟..
ما مصدر قوة أجدادنا العظام الذين درسوا في مدرسة الحبيب المصطفى ,.وما هي الأسس القوية الثابتة كطود الجبال الراسخة التي قامت عليها دولة الإسلام !!؟؟...
الحبيب النبي الأمي محمد – صلى الله عليه وسلم – أقام دولة الإسلام على ثلاثة مبادئ ..
عقيدة خالصة, وعلم , وعمل
أجدادنا علموا بإخلاص يقينهم وقوة عقيدتهم أن خالقهم ومعبودهم هو الله كافيهم وحسبهم !!!...
أجدادنا علموا أن الاستعلاء على المادة وزينة الدنيا ومباهجها هي السبيل الوحيد لنصرة دينهم !!!...
أجدادنا علموا أن المحافظة على القيم والمبادئ والأخلاق هي التي ترفع من شأن أمة حبيبهم !!!...
أجدادنا علموا أن إصلاح الأسرة والبيت هي السبيل الوحيد لرفع كيانهم وتحقيق سمو أهدافهم!!..
أجدادنا علموا أن القرآن هو منهج شريعة ,و قول وعمل وعلم لهم وسنة النبي الأمي وصحبه قدوتهم !!...
أجدادنا علموا أن الروح لا يملكها خالقها ومدبر أمورها , فقالوا كلمة الحق لا يخشون فيها إلا الله !!!...
أجدادنا كان شعارهم وغاية سمو هدفهم قول النبي الحبيب القائد المعلم :
( ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس )
أجدادنا لم يتعرضوا لأمراض ضغط الدم وتصلب الشرايين وووو... وكان دواءهم الوحيد قول الله تعالى :
( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )الإسراء ( 82 )


والله لم تشهد الأرض مثل نظام حكمهم , ألم يكن لنا هذا فخر وعز أننا من أبناء خير أمة أخرجت للناس !!؟؟....


بقلم : ابنة الشهباء

محمد على حسن
21/05/2007, 07:10 PM
جزاكم الله خيراً على هذه التذكرة

بنت الشهباء
21/05/2007, 08:38 PM
أخي الكريم
محمد علي حسن

بإذن الله ستكون هذه ضمن سلسلة كنت قد كتبتها , ونشرتها في منتدى البحوث والدراسات الاسلامية , وفي شبكة المسك النسائية ,
وراية الاسلام
والآن قررت أن أعيد تنسيق المقالات من جديد لأنني أفكر بطباعتها تحت عنوان : لنسأل أنفسنا

وأسأل الله أن يكون عملنا خالصًا لوجه الله
إنه سميع مجيب

غالب ياسين
21/05/2007, 08:46 PM
سلمت يمناك ايتها الاخت الطيبه الامينه المؤتمنه
يا ليت الناس جميعهم يقتدون بالاجداد
وفقك الله اختي الكريمه
:fl: :fl: :fl:

بنت الشهباء
21/05/2007, 11:17 PM
سلمت يمناك ايتها الاخت الطيبه الامينه المؤتمنه
يا ليت الناس جميعهم يقتدون بالاجداد
وفقك الله اختي الكريمه
:fl: :fl: :fl:



وأسعدكَ الله أخي الطيب
غالب ياسين وأهلكَ
سعادة الدارين
إنه سميع مجيب

د. محمد اياد فضلون
22/05/2007, 01:25 AM
السلام عليكم
شكرا لك اختي العزيزة بنت الشهباء على المشاركة القيمة
اعتقد انه في عصرنا الحالي ابتعد الناس عن الدين الاسلامي و تعاليمه
بسبب قلة فهمهم للغة العربية و كلمات القرآن و الرسول(ص)
حيث ان الكلمات لا تقع على قلوبهم مثلما وقعت على اجدادنا و لاينظرون الى الامر بهيبة و خوف
كان اجدادنا عندما يسمع آية من القرآن يخشعون خوفا و ايمانا من شدة و قوة التعبير و الاداء
و لكنهم اليوم يسمعون القرآن و كأنه كلام عادي او شعر ثقيل على اسماعهم فيه ما فيه من التهديد و الوعيد و النصيحة و العبرة
و لا يغوصون في معنى كل كلمة و شرحها

مجرد فكرة و نظرة فلسفية و بإمكانك ان تسميها خاطرة
و لكن للأسف الشديد هذا هو الواقع

تحية مفعمة بحب الاسلام و الغيرة عليه

بنت الشهباء
18/06/2007, 04:27 PM
السلام عليكم
شكرا لك اختي العزيزة بنت الشهباء على المشاركة القيمة
اعتقد انه في عصرنا الحالي ابتعد الناس عن الدين الاسلامي و تعاليمه
بسبب قلة فهمهم للغة العربية و كلمات القرآن و الرسول(ص)
حيث ان الكلمات لا تقع على قلوبهم مثلما وقعت على اجدادنا و لاينظرون الى الامر بهيبة و خوف
كان اجدادنا عندما يسمع آية من القرآن يخشعون خوفا و ايمانا من شدة و قوة التعبير و الاداء
و لكنهم اليوم يسمعون القرآن و كأنه كلام عادي او شعر ثقيل على اسماعهم فيه ما فيه من التهديد و الوعيد و النصيحة و العبرة
و لا يغوصون في معنى كل كلمة و شرحها

مجرد فكرة و نظرة فلسفية و بإمكانك ان تسميها خاطرة
و لكن للأسف الشديد هذا هو الواقع

تحية مفعمة بحب الاسلام و الغيرة عليه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل

بل إن عصرنا الحالي يا أخي وقع في متاهات الحقد والبغض , وابتعد بعد المشرقين عن الأخوة والمحبة في الله
فكيف له أن يفهم آيات الله والذكر الحكيم وقد أغلقت قلوبهم ومسامعهم عن منهج الله وسنة الحبيب النبي الأميّ !!!؟؟؟....

بل نجد الأخ يأكل في لحم أخيه , والابن عاق لوالديه , والأسرة تسبر لحافة الانهيار والسقوط ....
ةالأمة ذليلة منكسرة لمن هم دونها .... وأعداء الله ورسوله تعيث فسادًا وقتلًا على أراضيها , ونتنهك حرماتها , وتنهب ثرواتها .......
أمة تخلخلت قوتها , وباتت أشبه بغثاء السيل لا فائدة منها .......
هذه حالنا وللأسف ....
نسأل الله أن يردنا لديننا , ويثبتنا ويعيننا على قول الحق , وأن يعيد العزة والنصر لأمتنا
إنه سميع مجيب

بنت الشهباء
18/06/2007, 04:31 PM
من سينافح عن الحبيب !!؟؟...



(( لقد كنا قديما أول من هتف بكلمات ( الحرية والمساواة والإخاء ) وما انفكت هذه الكلمات تردّدها ببغاوات جاهلة , يتجمهرون من كلّ حدْبٍ وصَوْبٍ حول هذه الشعارات المغرية ,
التي حصلوا عن طريقها ازدهار العالم , وحريّة الفرد الشخصية الحقيقية التي كانت من قبل في حمى يحفظها مِنْ أنْ يخنقها السفلة .))
هذا ما جاء به حكماء صهيون في البروتوكول الأول

تلك هي الحرية التي ينادي بها هؤلاء المغضوب عليهم , ويردّدها معهم النصارى الضالين !!؟؟...
إنّها حرية الرأي والنشر , وحقوقها يجب أنْ تكون محفوظة لا تمسّها الأيدي بالسوء , وخاصّةً إذا كانت ضدِّ الإسلام ونبيّها الكريم !!؟؟...
أيّ نغمة نسمعها منهم , وأيُّ حجّةٍ يتطرقون إليها بحجة الدفاع عن حريةِ الرأيِ والصحافة !!؟؟..

لنسأل أنفسنا يا أمة القرآن :

ما هي الحرية , ومبادئها , وأسسها التي ينادي بها هؤلاء الفسقة المعتوهين !!؟؟..
هل هي الحرية التي يحقّ لها أَنْ تهتكَ, و تهدرَ دماء المسلمين في العراق , وفلسطين , وأفغانستان , وتنْهبَ ثرواتنا و!!؟؟...
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تعتدي على حرمات المساجد في فلسطين الحبيبة , وتحوّلها إلى مراقص , وبارات !!؟؟....
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تمارس فيها الدول الديمقراطية أبشع , وأقذر أنواع التعذيب في سجونها!!؟؟..
هل هي الحرية التي يحقّ لها أنْ تهين فيها أشرف , وأطهر مخلوق على وجه الأرض , سيدنا ونبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم !!؟؟..
هل هي الحرية التي تفرض علينا أن نُحَاوِرَ هؤلاء الذين لا يعرفون عهداً , ولا ذمةً , ولا وفاءً على مرِّ الزمان والعصور !!؟؟...

لنسأل أنفسنا :

ألم نعلم بأنّ الله قد بعث النبيّ الأميّ , وخاتم الأنبياء , وسيد المرسلين , وأكرمنا به ليكون رحمةً للناس أجمعين !!؟؟...
أيحقّ لنا إذا أنْ نُحَاوِر من هم الذين شهد الله, ورسوله المصطفى خير الرسل لهم بالكفر , والضلال !!؟؟.
أيحقّ لنا أنْ نُحَاوِر من يسئ لنبيّنا الأميّ , سيد المرسلين , وخاتم الأنبياء , ونقبل بهذه الإهانة !!؟؟...
أنحاورهم , ولم نسمع قول الله ربنا :

{ وَمَنْ يَبْتغِ غَيْرَ الإسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الآَخِرةِ مَنَ الخَاسِريِن }
[ آل عمران 85]

أيَحقُّ لنا أنْ نُحاوِر هؤلاء , ونحن نعلم بحقًّ أنَّ كتاب نبيّنا هُوَ الحقُّ مصدّقاّ لّمَا بينَ يديه من التوراة والإنجيل !!؟؟

عن عبد الله بن ثابت قال :جاء عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال :
يا رسول الله :
إنّي مَررْت بأخِ لي مِنْ بني قريظة, فكتب لي جوامع من التوراة , أّلاَ أَعْرِضها عليكَ ؟.
قال : فتغيَّر وجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ,
قال : عبد الله – يعني ابن ثابت :
فقلت : أَلاَ تَرى ما بِوْجه رسول الله صلى الله عليه وسلم !؟؟.
فقال عمر :
رضينا بالله ربّاً , وبالإسلام دينًا , وبمحمّد صلى الله عليه وسلم رَسُولاً ,
قال : فسريََ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال :

(( والذي نفس محمّد بيدهِ : لَوْ أَصْبَح فيكم مُوسى ثمّ اتبعتُمُوه , وتركْتُموني لَضَللْتُم , أنْتُم حظِّي مِنَ الأُمَم , وأنا حَظُكم مِنَ النبييّن ))
(رواه أحمد والطبراني)

من منّا سيحمل قلمهُ , ويهْجُو بلسانِهِ هَؤلاء الأقزام !!؟؟...
أليس هذا من حقِّنا !!؟؟...
أَوَلَم نعلم بأنّ سيّد المرسلين قَدْ وضعَ لشاعرِ الإسلام حسَّان بن ثابت مِنْبَراً يهجُو بهِ المشركين !!؟؟...
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
{اهْجُوا قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ}
فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ:
{ اهْجُهُمْ}
فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ..
فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ,
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ:
( قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ)
ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ فَقَالَ :
(وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
{ لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا ,وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي}
فَأَتَاهُ حَسَّانُ ,ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ:
( يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ , وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ).
قَالَتْ عَائِشَةُ:
فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ:
{ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }
وَقَالَتْ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى}.
قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّـدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ** وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَـــــزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمّـــــَدًا بَرًّا حَنِيفًا ** رَسُـــــولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَــاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِــي ** لِعِرْضِ مُحَمّــــَدٍ مِنْـكُمْ وِقَــاءُ
ثَكِلْـــتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَـمْ تَرَوْهَا ** تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنفـــــــيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْــــعِدَاتٍ ** عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَســـــَلُ الظِّمَاءُ
تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطّــــــِرَاتٍ ** تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّســـــــــَاءُ
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُوعَنَّا اعْتَمَرْنـَا ** وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَــاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ ** يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشـــــــــــَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبــْدًا ** يَقُولُ الْحَــقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَـــــاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْـــدًا ** هُمْ الْأَنْصـــَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَـــــدٍّ ** سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَـــــــــاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكـــــ ** ـــُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَــــــوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُــولُ اللَّهِ فِينَا ** وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفـَــاءُ
صحيح مسلم

من منّا سينافح عن الحبيبِ ,ويُقَاطِع , ويهْجُو هذه الحملة الصليبية الخبيثة , الضاربة بحقدِها , ومكرِها على الإسلام , ونبيّه من زمن بعيد !!؟؟..
أَلمْ يَأِن لنا أنْ نقف وقفةَ رجلٍ واحدٍ لِنْنصُرَ الحبيب الذي هو أَوْلَى مِنْ مالِنا وولدِنا وأهلِنا وديارِنا لنكونَ مِنَ المُفْلِحينَ المُخْلَصِين !!؟؟..

{ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
[الأعراف 157]

ألَم تَكن المقاطعة هي أَقل ما يجب أنْ نعمل به لِننْصر حبيب الله وصفيّه وسيّد الأنبياء, والمرسلين !!؟؟...

ثمامة بن أثال – رضي الله عنه – لمّا حاصر النبي – صلى الله عليه وسلم – بني النضير , والطائف قال لكفارِ قريش :

( لا والله لا تَأْتيكم مِنَ اليمامة حبَّة حِنْطة , حتّى يأْذنَ في ذلك رسول الله – صلى الله عليه وسلم )
متفق عليه

أمّة الحبيب :

والله من عقُود والحرب المتصهينة الشنيعة , والخبيثة على أشدّها , يشتمُون , ويقتلُون , ويسبُّون نبينا , ويهتكوُن أعراضِنا , وينهبونَ ثَرَواتِنا ,
ومع ذلك فما زلْنا غافلُون ولا هوُن ومتناسوُن هذه الحرب القذرة على نبيّنا ودِيننا !!؟؟....
يجب علينا أنْ لا نَنْسى مَوْقِفَ الإتحاد الأَوْرِبي معَ الدانمرك , والتهديد لأمّةِ الإسلام والعرب معاٍ !!؟؟...
يتّحدوُن , ويجتمعوُن معاً لهدفٍ واحدٍ :

هو القضاء على الإسلام بحجّة مكافحة الإرهاب, والتّطرف !!؟؟

أما آنَ لنا أنْ يكونَ لنا شأواً بينَ الأممِ , ونجتمعَ , ونتفقَ معاً لنرفعَ من جديد مكانتنا, وتعودَ لنا عزّتنا ,وكرامتنا المسلوبة !!؟؟.

نسأل الله العليّ القدير بأنْ يُعيدَ لأمتنا عزّتها وكرامتها , وتعلُو رايةَ الحقِّ والإيمان , ويرفع من شأنِ الإسلامِ والمُسْلمين , ويوحّد قلوبهم على شعار :
لا إِلَهَ إِلاَّ الله مُحَمَّدٌ رَسُول الله

يا رب إنّك سميعٌ مجيب

بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
18/06/2007, 04:32 PM
الوفاء عنوان رسالتنا ...

عروة بن مسعود الثقفي يصف لنا حال الحبيب ، وصحبه ، فيقول :
( إنّي قد جئت كسرى في ملكه , وقيصر في ملكه , والنجاشي في ملكه , وإنّي والله ما رأيت ملكا في قومه قط ، مثل محمّد وأصحابه !..)
إنه نبيّنا الأميّ , وخاتم الأنبياء والمرسلين , وأشرف مخلوق على وجه الأرض ....
وقع حبّك في قلبهم وقعاً متمكناً , وألْزمت الكون بحبّ سيرتك, وبهاء روعة عظمتك, وأمانة صدق رسالتك ...
القلب لم يأنس إلاّ بحبّ رضاك , والفكر لن يستقيم إلا بإتباع سنتك , وهو يأمل من الله أن تكون له شفيعاً عند حوضك ..
أوصاف كمالك يا حبيبي شيمتها الصبر والجود والوفاء , ومكارم الأخلاق أبهى معالم حُسنك , وعظيم قدْر شَأْنك ....
محبتك يا حبيبي يا رسول الله لنْ تناسب إلاّ الأرواح الذّكية , والقلوب الطاهرة , ولن يأْنس بها إلاّ أصحاب الفكر العالية ....
شريعتك كان عنوانها الوفاء حتّى على الملل الأخرى ...

{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
[الأنفال : 72]

لم يكن الحبيب حتّى قبل أن يبلّغه الله برسالته إلاّ أنْ يكون وفيّاً أميناً لصدق العهد ...
يقول عبد الله بن أبي الحسماء : بايعت – أي بعت له شيئا – محمّداً , ووعدته أن آتيه في مكانه , فنسيت , فذكرته بعد ثلاثة أيام , فإذا هو مكانه , فلما رآني لمْ يزد على أنْ قال : لقد شققت عليَّ , أنا هُنا منذ ثلاثة أيامٍ أنتظرك )
[سنن أبي داود]

النبيّ الأميّ, والمربّي العظيم رمز الوفاء , والحبّ كان لأهله ...

عن عائشة قالت : جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي .
فقال لها : من أنت ؟.
قالت: أنا جثامة المزنية .
قال : بل أنت حسانة المزنية..
كيف كنتم كيف حالكم كيف أنتم بعدنا !؟.
قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
فلما خرجت ، قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال.
فقال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة , وإن حسن العهد من الإيمان )..
[ حديث صحيح على شرط الشيخين]

الحبيب الذي أرسله الله ليكون رحمة للعالمين كان رمزاً للرحمة والوفاء ، حتّى على الفئة الباغية الطاغية ، التي كانت تحارب دعوة صدق رسالته ...
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال :
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، وجاءته وفود هوازن ، قبيلة خوزان ، كانت من أشد الأعداء للرسول الحبيب وصحبه في حربها للإسلام والمسلمين , وبعد وقعة حنين ، وبعد أن انتصر المسلمين ، أرسلت الفئة الطاغية الباغية ( هوزان ) وفداً إلى الرسول ، تطلب منه فكّ أسراها ...
فقالوا يا محمد : إنّا أصل وعشيرة ، فمن علينا من الله عليك ، فإنه قد نزل بنا من البلاء مالا يخفي عليك .
فقال : اختاروا بين نسائكم ، وأموالكم ، وأبنائكم .
قالوا : خيّرتنا بين أحسابنا وأموالنا ، نختار أبناءنا .
فقال : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب ، فهو لكم ، فإذا صليت الظهر فقولوا : إنا نستشفع برسول الله - صلى الله عليه وسلم- على المؤمنين وبالمؤمنين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في نسائنا ، وأبنائنا قال : ففعلوا .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
أما ما كان لي ولبني عبد المطلب ، فهو لكم .
وقال المهاجرون : ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت الأنصار : مثل ذلك
وبذلك رد على هوزان آلاف الأسرى ... )
[مسند الإمام أحمد ]

لم يكن الوفاء للأنْصار أهل الخير والحبّ أَنْ يفارقه أبداً ..
قام خطيباً إلى أصحابه نبينا سيّد الأوفياء - بعد أن صلى واستغفر لشهداء أحد-
فقال لهم :
{ إنّكم يا معشر المهاجرين تزيدون , وإنّ الأنصار لا يزيدون وإنّ الأنصار عيبتي التي آويت إليها أكرموا كريمهم , وتجاوزوا عن مسيئهم فإنّهم قد قضوا الذي عليهم , وبقي الذي لهم }
[ رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح]

تُرى هلْ وجد التاريخ مثلاً لحكمته , ووفائه !!؟؟...

إنه والله بحقّ كان أعظم رجل ٍ , وأشرف مخلوقٍ حمل الوفاء بين جنبات صدره !!....
ترى أين هؤلاء الذين كانوا يدافعون عن نبيّ الوفاء وأمانة الرسالة !!؟؟
أين نحن من الصدّيق وابن الخطاب, وسعد وعمرو بن العاص , وخالد بن الوليد وو.... !!!؟؟؟
أين نحن من أهل الوفاء ، وأهل الإخلاص لسيّد المخْلَصين , والأوفياء !!؟؟
رجلٌ عظيم من آلِ عبد المطلب ، كان مولعاً في الصّيد , وإذا ما رجع منه طاف بالكعبة , ثم مرّ على أندية قريش يسلّم على أهلها ..
كان أعّز فتى عندهم , وأبعدهم عن دين محمّد النبّي الأمّي ...
إنه حمزة- سيد الشهداء –
وهو يطوف بالكعبة ، وجدته جارية ، فقالت له :
إنّ أبا الحكم بن هشام ( أبا جهل ) , وجد محمداً هاهنا جالسا , فسبّه ونالَ منه ما يكره , وانصرف عنه , ولم يكلمه محمّد , فغضب حمزة ، وثأر لابن أخيه , وضرب بالقوس أبا جهل أمام قريش ، وشجّه شجّةً منكرة , ثم قال له : أَتَشْتمه , وأنا على دينه ، أقول ما أقول ...

إنها والله صورة من صور الكرامة والوفاء للنبي الأمي !!...
صورة حيّة من صور الدفاع عن الحقّ المبين , وسيد الأنبياء والمرسلين !!...
والله لو قلبنا كتب التاريخ , ودرسنا أخلاق الأمم , وفضائل الشعوب لما وجدنا مثل مدرسة محمّد النبيّ الأميّ , وصحبه !!؟؟...

مدرسة عظيمة , ورسالة حقٍّ وفيّة , وجوهرة مضيئة , وذؤابة نور أنارت حلكة البشرية وظلماتها ..


لنسأل أنفسنا يا أمة الحبيب :

متى نضمن الإنصاف , ومتى نستعيد الكرامة , ومتى نتزيّن بالمروءة والنخوة والشهامة , ومتى تستقيم لنا الحياة !!؟؟
أليس الوفاء هو قوام الحياة !!؟؟
أليس الوفاء من شيم المروءة , والأخلاق !!؟؟
أين نحن من سيّد الرجال , وسيّد الوفاء , خاتم الأنبياء الصادق الأمين !!؟؟
أين نحن من صاحب الروح السارية ، التي أضاءت بنور جلالها ظلمة الجهل , والجاهلية !!!!؟؟؟؟

ألمْ يكفنا فخراً وعزّةً وكرامةً ، أنّنا من أبناء هذه الأمّة العظيمة الوفيّة ، التي دان لها كل من في الأرض ؛ لتنشر دين الوفاء والبرّ والصدق ...

تلك هي النفس الوفية , والروح الصادقة الأبيّة ، التي لا يمكن لها إلا أن تبقى حيّة ؛ لنتعلم من مدرستها معنى الوفاء ، والإخلاص ...

بكلّ حب ووفاء أناديكم :

أين نحن من وفاء وكرامة أصحاب النبي الأميّ !!!!؟؟؟

فقدنا القوّة والعزّة والكرامة , وارتضينا الذل والهوان والهزيمة حياةً لنا !!؟؟
أصبحنا في غفلة عن ديننا , وفي غفلة عن أنفسنا ..
ألفنا الفسق والفجور , وانسلخنا عن أمتنا ، في مخالفتنا لدين الله ، وشريعة نبينا !!!
أغمضنا أعيننا , وأطبقنا أفواهنا , ووضعنا أصابعنا في آذاننا , ولمْ نَعد نرى ونسمع شيئاً ممّا يدور حولنا !!!؟؟؟

والله الذي لا إله إلا هو ، لَنْ يكشف عن الأمّة الغمّ ، والظلم ، والعار ، إلاّ إذا ما عادت بصدق ، ووفاء إلى الله ، وسنّة رسوله ، وصحبه ...
لن يكشف عن الأمّة العار ، إلاّ إذا ما وقفنا يداً ، وقلبا ، ولساناً واحدا ؛ للدفاع عن رمز الوفاء والصدق ، نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم- !!؟؟
لن يكشف عنّا الغم إلاّ إذا ما علمنا بأننّا :
خير أمّةٍ أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر !!!؟؟
ولا يمكن ، والله حينها لهؤلاء المارقين ، والحاقدين على الإسلام ، وحبيبه ، إلاّ أن يأخذهم أخذَ عزيزٍ مُقْتدر , وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب سينقلبون .........



بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
23/06/2007, 03:46 PM
أين نحن من سلامة الصدر!!؟؟..

عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . قال:
قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ :
كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ ، صَدُوقِ اللِّسَانِ . قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ ؟ قَالَ : هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، لاَ إِثْمَ فِيهِ ، وَلاَ بَغْيَ ، وَلاَ غِلَّ ، وَلاَ حَسَدَ.
[أخرجه ابن ماجة ]
هل هناك أروع من أن يحيا الإنسان وقلبه سليما من الأحقاد والضغينة والأوشاب !!؟؟..
وهل هناك أجمل من هذه النعمة الإلهية التي فطر الناس عليها ليحقق للجماعة المسلمة عواطف الحب , والود , والتآلف, والمودة فيما بينهم !!؟؟..
ترى هل نستطيع أن نطهر أنفسنا ونزكيها ونحن نأمل من الله أن يجمع , ويؤلف بين قلوب أبناء أمتنا !!؟؟..
ننظر إلى هنا وهناك فلم نرَ إلا جماعات مسلمة , وشيعا متفرقة , ومتناحرة , وأعداء الله يتربصون بنا الدوائر دون رحمة ولا شفقة ...
صراع يحتدم بين الجماعات الإسلامية , وكل واحدة منهم شعارها :
لا إله إلا الله محمد رسول الله
هؤلاء يسمون أنفسهم باسم .. وأولئك سموا أنفسهم اسما آخر ..
وهذه جماعة .... وتلك جماعة .....
وأمة الإسلام تحترق بلهيب نار الظلم , والطغيان ....
عجبا نرى فهذا يسب , وذاك يشتم , وهذا....!!...........
عجبا نرى الشحناء , والبغضاء بدأت تتراخى مع مسيرة الليالي وامتداد الأيام!! ..
أي مأساة وصلت إليه أمة العرب والإسلام !! ؟؟..
إن الذي أصاب الأمة اليوم من ويلات وكوارث , وحروب طاحنة تدور رحاها في كل مكان ليس له إلا سببا واحدا هو الخلاف فيما بيننا ..
هل استطاع معسكر الشرك في كل الغزوات أن يهزموا كلمة التوحيد !!؟؟..
لنسمع معا قول النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أنس
{ لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا}
[رواه مالك والبخاري وأبو داود والترمذي والنسائي]
هل نتلمس العيوب على غيرنا , ونفتري عليهم , و ننسى عيوب أنفسنا , والله يخبرنا أن جريمة الافتراء لهي أشد جريمة عنده !!!.....
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}
[الأحزاب آية 58]
أين نحن من سلامة الصدر , والحب والإخاء !!؟؟..
أين نحن من مشاعر الود والتآلف مع الأخ المسلم الإنسان!! ؟؟..
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{ خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله وإن شرار أمتي المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الاحبة الباغون للبرآء العيب}.
[رواه الطبراني]
أي والله المفرقون بين الأحبة!! ؟؟..
أعداء الله يجتمعون ويتفقون على كلمة واحدة ألا وهي :
علينا أن نقضي على كلمة التوحيد !!....
ونحن لا نجتمع , فكيف لنا أن نتفق !!!؟؟...
لنسأل أنفسنا بصدق ونعود إلى ما كانت عليه أمة الإسلام ....
ما هي النواة الأولى في حياة الجماعة المسلمة!! ؟؟..
كيف انتصر المسلمين , وشعروا بالحياة الحرة الكريمة !!؟؟...
ما سبب امتداد الدولة الإسلامية إلى مشارق الأرض , ومغاربها !!؟؟؟..
وما هي المبادئ والأسس التي قامت عليها دولة الإسلام!! ؟؟....
هل كان صحابة رسول الله في صدورهم حسدا على إخوانهم !!؟؟؟..
لو رجعنا إلى سيرة نبينا وصحبه , واقتفينا آثارهم , ونهجنا نهجهم لما وصل بنا الحال إلى ما وصل إليه اليوم ...
كل مظاهر الكفر والشرك, والظلم والبغي والطغيان اجتمعت للقضاء على الفئة المسلمة , لكن لم تستطع رغم قوتها , وجبروتها , وطغيانها ..لأن الذي كان يجمع المسلمون شعارا واحدا :
{إنما المؤمنون إخوة }
جيل الحبيب كان الإخاء , والمحبة , والإيثار عنوان حياتهم ...
جيل كان هدفه التضامن, والألفة, والمحبة التي تصفو لها القلوب, وتسعد بها الأرواح ..
جيل النبي كان عنوان مبدأه :
{ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[الحشر آية : 9]
خطاب جاء ليربي النفوس , ويربطها بالحقائق العليا بعيدا عن نزوات الحقد, ونزعات الحسد والضغينة !!..
النبي الأميّ معلم البشرية كان يقول لأصحابه حين يلتقي بهم:
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ، فإني أحب أن أخرج إليهم ، وأنا سليم الصدر ".
[ أخرجه أبو داود والترمذي ]
هذا هو نبينا ومعلمنا حبيب الله ومصطفاه ...
هذا هو أستاذنا الجليل , والمربي الفاضل ...
هذا هو حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
هذا هو إسلامنا وديننا الحنيف !!..
دين الحب والوفاء والصدق , والتسامح , ودين الأخوة , والمحبة في الله !!!...

عجبا منك يا أمتي !!...
عجبا منك وربك , ونبيك , وكتابك واحد !!..
عجبا منك وأعداء الإسلام يتربصون بك الدوائر وأنت في خلاف مع أهلك !!..
عجبا منك يا أمتي!!!...


بقلم : ابنة الشهباء

عامر العظم
23/06/2007, 04:39 PM
صدري واسع وقلبي كبير ويتسع جميع الطيبين والأذكياء فقط:)
لا أحسد ..لا أفسد..لا أحقد..لا أتدخل فيما لا أحيط أو أعلم:)
لا أعتبر نفسي وصيا ولا حكما على أحد لكنني زعيم هذه المسيرة وقائد هذه السفينة الجميلة:)

راوية سامي
23/06/2007, 04:51 PM
:fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl:

:fl: :fl: :fl: :fl: :fl: :fl:


دمت أمينة المؤتمنة
إلى اللقاء في حلب الشهباء...
أختك،
راوية

اسامه مصطفى الشاذلى
24/06/2007, 03:36 AM
كلمات تقتلع الرواسي من اصولها
جزاك الله خيرا اختنا الاستاذه بنت الشهباء

ولكى يكلل هذا الكلام بالعمل نريد خلق جو اسري
على شاكله ورش عمل يتم فيه اقتراحات عن كيفية
تنفيذ ما نحلم به من وحدة لأمتنا ونصرة لرسولنا
ومودة دائمة فيما بيننا وعفو عن مخطئنا ودفع
الحسنة بالسيئه وسائر اخلاق المسلم وذلك فقط حتى
نستحق ان يطلق علينا لفظ مسلم فلرب مسلم لا يحمل
الاسلام إلا الاسم وفقط , فكثير من الناس ينفرون من الاسلام
ومن الالتزام لما يرونه من سلوك المسلم ( البعيد عن دينه )
وذلك ليس إلا لأنه وضع الدنيا نصب عينيه وجعلها شغله الشاغل
لذلك فإنى اناشدكم بعمل ( شئ مثل تقويم ) نشاط يشمل صفات المسلم
وخلقه ومن ثم نتابع ونسرد كل ما حاولنا تحقيقه من " وأما بنعمة ربك فحدث "
من الممكن مثلا ان يكون فى واتا مجموعة لفض المشاحنات وتقريب وجهات النظر
ومجموعات دعوية اخرى الى غير ذلك ...............بدئا من واتا ثم الى حيث يشاء الله .................... فى انتظار ردكم

د.ملاك
20/07/2007, 02:32 AM
ايقظتي دمعة داخل عيني
ما اجمل التذكرة حين تكون غائبة عن انسان
تحياتي ودامت نصائحك

سعيد المحفوظ
10/09/2007, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخت الكريمة بنت الشهباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يوجد كما نراى في وقتنا (الراهن) حرب على الإسلام ونبية وأهلة ، من قبل الكفرة ، ولكننا نراى حروب اقتصاديه وسياسية بحته، تغلف أذا دعت الحاجة بأسم الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.والله أعلم .:don't:

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:23 PM
صدري واسع وقلبي كبير ويتسع جميع الطيبين والأذكياء فقط:)
لا أحسد ..لا أفسد..لا أحقد..لا أتدخل فيما لا أحيط أو أعلم:)
لا أعتبر نفسي وصيا ولا حكما على أحد لكنني زعيم هذه المسيرة وقائد هذه السفينة الجميلة:)

ونحن دائما نأمل أخي عامر أن يكون صدرنا واسعا , وقلبنا كبير
يتسع لكل من حولنا , ونحن نهدف لأن تكون رسالتنا رسالة محبة وإخاء
ونسعى لأن نطهر قلوبنا من الشوائب العالقة , والخلافات التي لا تغني ولا تسمن من جوع
وليكن هذا هو عنوان مسيرتنا , وغاية هدفنا , وأمل رسالتنا

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:23 PM
صدري واسع وقلبي كبير ويتسع جميع الطيبين والأذكياء فقط:)
لا أحسد ..لا أفسد..لا أحقد..لا أتدخل فيما لا أحيط أو أعلم:)
لا أعتبر نفسي وصيا ولا حكما على أحد لكنني زعيم هذه المسيرة وقائد هذه السفينة الجميلة:)

ونحن دائما نأمل أخي عامر أن يكون صدرنا واسعا , وقلبنا كبير
يتسع لكل من حولنا , ونحن نهدف لأن تكون رسالتنا رسالة محبة وإخاء
ونسعى لأن نطهر قلوبنا من الشوائب العالقة , والخلافات التي لا تغني ولا تسمن من جوع
وليكن هذا هو عنوان مسيرتنا , وغاية هدفنا , وأمل رسالتنا

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:26 PM
الغالية أختي راوية
فقد مرت الأيام والشهور
وكم كنت والله أتمنى أن ألقاك في حلب الشهباء
لكن يبدو أن زيارتك كانت قصيرة ...
لكن ما زلت على أمل أن ألقاك - بإذن الله - في الزيارة القادمة
لك مني أطيب التحيات

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:26 PM
الغالية أختي راوية
فقد مرت الأيام والشهور
وكم كنت والله أتمنى أن ألقاك في حلب الشهباء
لكن يبدو أن زيارتك كانت قصيرة ...
لكن ما زلت على أمل أن ألقاك - بإذن الله - في الزيارة القادمة
لك مني أطيب التحيات

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:28 PM
أختي الكريمة
الدكتور ملاك
وهل هناك أجمل من أن نعيش معا عالم الموعظة الحسنة , لنخرج أنفسنا من كبوتها
ونرفعها إلى حيث الخير والصلاح لنا ولكل من حولنا ....
إنه والله يا أختي ملاك وقفة صادقة دائما نحلم أن لا نتوه ولا نزيغ عنها


أخي الكريم
سعيد محفوظ
نعم إنها حرب اقتصادية , واجتماعية , وسياسية , وعسكرية تشنها علينا الصهيونية والامبريالية العالمية , والغرب بهدف أن يخلعوا عن الأمة جلدتها وثوابتها , ويسهل عليهم نهب ثرواتها , وهتك حرماتها وأعراضها .....
فالحرب هي على ديننا ونبينا
وليتنا نستفيق من غفوتنا , ونعود بصدق إلى منهج الله , ونقتدي بسيرة نبينا , ونعلم حق اليقين أننا بهذا الدين الله رفعنا وأكرمنا بين العالمين


من الممكن مثلا ان يكون فى واتا مجموعة لفض المشاحنات وتقريب وجهات النظر
ومجموعات دعوية اخرى الى غير ذلك ...............بدئا من واتا ثم الى حيث يشاء الله .................... فى انتظار ردكم

أخي الكريم
أسامة مصطفى الشاذلي
مقترحك هذا عظيم , ويحمل لنا معه درر من الكنوز والحكم
فما يمنعنا من أن يكون في واتا مجموعة من أساتذتنا الأفاضل لفض المشاحنات , وتقريب وجهات النظر بين أفراد الأمة !!!!؟؟؟....
وبذلك يكون قد بدأنا نحن من هنا لنكون مثلا ساميا في حواراتنا , وأطروحاتنا , ومناقشاتنا .

فالأمة اليوم والله لهي أشد الحاجة لمثل هذه المجموعات بهدف توحيد جهودها وامكانياتها للعدو الحقيقي الذي يتربص بها , ويسعى لإذلالها ...
أمن الممكن أن نجمع نحن الأمة وشتاتها , وندعو معا لنبذ الخلافات والشقاقات , وتطهير الأنفس من الشوائب والعالقات , ونصل معا إلى أجمل وأعظم أمل في وحدة أمتنا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال !!!؟؟...
أم أنه سيبقى حلما في صدورنا !!!؟؟......

بنت الشهباء
21/11/2007, 09:28 PM
أختي الكريمة
الدكتور ملاك
وهل هناك أجمل من أن نعيش معا عالم الموعظة الحسنة , لنخرج أنفسنا من كبوتها
ونرفعها إلى حيث الخير والصلاح لنا ولكل من حولنا ....
إنه والله يا أختي ملاك وقفة صادقة دائما نحلم أن لا نتوه ولا نزيغ عنها


أخي الكريم
سعيد محفوظ
نعم إنها حرب اقتصادية , واجتماعية , وسياسية , وعسكرية تشنها علينا الصهيونية والامبريالية العالمية , والغرب بهدف أن يخلعوا عن الأمة جلدتها وثوابتها , ويسهل عليهم نهب ثرواتها , وهتك حرماتها وأعراضها .....
فالحرب هي على ديننا ونبينا
وليتنا نستفيق من غفوتنا , ونعود بصدق إلى منهج الله , ونقتدي بسيرة نبينا , ونعلم حق اليقين أننا بهذا الدين الله رفعنا وأكرمنا بين العالمين


من الممكن مثلا ان يكون فى واتا مجموعة لفض المشاحنات وتقريب وجهات النظر
ومجموعات دعوية اخرى الى غير ذلك ...............بدئا من واتا ثم الى حيث يشاء الله .................... فى انتظار ردكم

أخي الكريم
أسامة مصطفى الشاذلي
مقترحك هذا عظيم , ويحمل لنا معه درر من الكنوز والحكم
فما يمنعنا من أن يكون في واتا مجموعة من أساتذتنا الأفاضل لفض المشاحنات , وتقريب وجهات النظر بين أفراد الأمة !!!!؟؟؟....
وبذلك يكون قد بدأنا نحن من هنا لنكون مثلا ساميا في حواراتنا , وأطروحاتنا , ومناقشاتنا .

فالأمة اليوم والله لهي أشد الحاجة لمثل هذه المجموعات بهدف توحيد جهودها وامكانياتها للعدو الحقيقي الذي يتربص بها , ويسعى لإذلالها ...
أمن الممكن أن نجمع نحن الأمة وشتاتها , وندعو معا لنبذ الخلافات والشقاقات , وتطهير الأنفس من الشوائب والعالقات , ونصل معا إلى أجمل وأعظم أمل في وحدة أمتنا من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال !!!؟؟...
أم أنه سيبقى حلما في صدورنا !!!؟؟......

بنت الشهباء
29/11/2007, 04:16 PM
حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا !!...

فاروق الأمة وأميرها العادل عمر بن الخطاب يتفقد أحوال الرعية ويتلمس أخبارهم بعد عودته من بلاد الشام إلى المدينة المنورة
وكما جاء في [سمط النجوم العوالي لعبد الملك العاصمي المكي 2/470 ].


لما رجع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -من الشام إلى المدينة انفرد عن الناس ليتعرّف أخبار رعيته , فمرّ بعجوز لها خباء فقصدها .
فقالت: يا هذا ما فعل عمر؟
قال: قد أقبل من الشام سالما .
فقالت: لا جزاه الله عني خيرا .
قال لها :ولم ؟
قالت: لأنه ما فاتني من عطائه منذ وليّ أمر المسلمين دينار , ولا درهم .
فقال: وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
فقالت: سبحان الله ما ظننت أن أحدا يلي على الناس , ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها؟
فبكى عمر فقال: واعمراه بك أتدافعه منك حتى العجائز !.ثم قال لها:
يا أمة الله بكم تبيعيني ظلامتك من عمر فإنّي أرحمه من النار .
فقالت :لا تهزأ بي يرحمك الله.
فقال عمر: لست بهزاء .
فلم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا .
فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب ,وعبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما -فقالا :السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت :واسوأتاه شتمت أمير المؤمنين في وجهه .
فقال: لا عليك يرحمك الله
ثم طلب وفاء فلم يجده, فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما اشترى عمر ظلامتها منذ وليّ إلى يوم كذا بخمسة وعشرين دينارا , فما تدعيه عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فهو منه بريء. شهد على ذلك من فلانة علي بن أبي طالب ,وعبد الله بن مسعود
قال أبو طلحة ثم دفع الكتاب إليّ وقال:
( إذا مت فاجعله في كفني ألقى به ربي عز وجل ) .
ترى هل يكفينا مالنا كلّه لنشتري به ظلامة من حولنا !!؟؟؟...
أين نحن أمام تلك الصورة النظيفة الخالية من الكره والحسد والضغينة!!؟؟...
أين نحن أمام تلك الصورة الندية الوضيئة التي عاشها أصحاب المدرسة المحمدية !!؟؟...
أين نحن من صفاء الروح , وخشية القلب, والخوف من الجليل المنتقم الجبار الذي لا تأخذه سنة ولا نوم !!؟؟؟..
لو عدنا إلى سير هؤلاء العظماء , واقتدينا بنهجهم لوصلنا إلى أرفع وأكرم القيم والفضائل الإنسانية !!؟؟؟....
لنتأمل معا ونسأل أنفسنا :
هل نحن عباد الله إخوانا متحابين في الله ولله !!؟؟...
هل سمعنا حديث النبي الأمي ومعلم البشرية محمد – صلى الله عليه وسلم - :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا - وأشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة.

أم أننا نظلم ونخذل بعضنا البعض, ونتحاسد ونتباغض , ونخوض في الحرمات وهتك الأعراض ولم نعد نكترث لظلامة من حولنا !!؟؟...
هل لنا أن نحاسب ونزن أعمالنا وننظر ما قدمت أنفسنا لغد يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب طاهر نظيف سليم !!؟؟....
نداء رباني قدسي سماوي موجه إلينا يا أمة الحبيب :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

الحشر18
صورة والله لو وعيناها في صدورنا , وحملناها في قلوبنا لأيقظت النفس من مواطن ضعفها , وجعلت من القلب لا ينام ويغفو مادام مقصّرا في حق الله , وحق نفسه , وحق من حوله وجمعت له رصيدًا من الخير والزاد للبشرية جمعاء ......
وهل هناك أجمل وأعظم من أن نحمل تلك المبادئ السامية والقيم الرفيعة في قلوبنا وذلك حين نحاسب أنفسنا قبل أن نُحِاسب غيرنا !!؟؟؟....
لنذهب معًا إلى إصلاح النفوس من الضغائن , وتنقية القلوب من الشوائب والتوجه إلى الله .. لننطلق معا لبناء قلوب مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وحرمان وتضحية حتى الموت .. لا ننتظر جزاء في هذه الأرض , بل ننتظر الآخرة ونحن نأمل من أن نكون فيمن قال الله تعالى فيهم :
{وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }
الأنعام69
لننطلق إلى الآفاق العليا والقيم الوضيئة ونتصل مع الله فهو حسبنا وكافينا .. تلك والله هي العقيدة التي من شأنها أن ترفع المؤمن إلى الثبات والصبر والفوز في الدارين .

بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
02/12/2007, 03:24 PM
أما آن لنا أن نتوب إلى الله !!؟؟....

جاهلية انطفأت .. وسار الزمن في جنازتها ..
نور انبثق , وفجر بزغ بعد ليل بهيم ...
انبثق فجرًا خالدًا في غار حرّاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ...
انبثق نورًا ليضيء مشارق الأرض, ومغاربها ...
من قطرة نداه ازدانت الأرض بحضارتها , فعاشت ربيعًا لا خريف من بعده , وانتصر الإنسان ...
جاء النبيّ الأميّ ليكون معلمًا للبشرية و رحمًة للعالمين , فبلغت دعوته آفاق الكون , وعنان السماء ...
النبيّ جاء ليصوغ إنسان هذا الأرض , ويغزو قلبه وعقله في وقت واحد ...فكانت رسالته نارًا, ونورًا, وسراجًا مضيئًا ..
نارًا تحرق الطغاة والظالمين, ونورًا يضيء القلوب الحائرة بالهدي والإيمان...
القرآن لم يزل إلا أن يسمو بنفوسهم , ويزكي جمرة قلوبهم , ومجالس الحبيب المصطفى تزيدهم إيمانًا ويقينًا , وهدى وتقوى في سبيل مرضاة الله ورسوله ..
يطيعون معلمهم, وقائدهم في المكره والمنشط , وينفرون في سبيل الله خفافًا وثقالًا ...وهانت عليهم الدنيا , وزخرفها , ومتاعها في سبيل رفع راية الإسلام ..
لاتجزعهم مصيبة , ولا تبطرهم نعمة , ولا يشغلهم عن الله ورسوله متاعًا , ولا تجارة ...
مدرسة محمد كانت مدرسة خلقية , وتربية نفسية نقلت صاحبها من عالم الرذايا والإثم إلى عالم الطهر والنقاء .. ولا يرتاح صاحبه من وخز الضمير حتى يعترف بذنبه أمام معلمه وقائده ونبيه المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم -..
عن بريدة بن الحصيب قال :
( جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال : يا رسول الله طهرني فقال : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه قال : فرجع غير بعيد ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيم أطهرك ؟ فقال : من الزنى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبه جنون ؟ فأخبر أنه ليس بمجنون فقال : أشرب خمرا فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أزنيت ؟ فقال : نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين : قائل يقول : لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول : ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال : اقتلني بالحجارة قال : فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال : استغفروا لماعز بن مالك قال : فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم . قال : ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت : يا رسول الله طهرني فقال : ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه فقالت : أراك تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك ! قال : وما ذاك ؟ قالت : إنها حبلى من الزنى . فقال : أنت ؟ ! قالت : نعم فقال لها حتى تضعي ما في بطنك قال : فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد وضعت الغامدية فقال : إذن لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه فقام رجل من الأنصار فقال : إلي رضاعه
يا نبى الله ! قال : فرجمها ) .
أخرجه مسلم ( 5 / 119 - 120 ) وأبو داود ( 4433 - 4442 ) والدار قطني ( 327 ) وأحمد ( 5 / 347 - 348 ) وقال الدارقطني : ( حديث صحيح )

الإيمان كان حارسا لأمانة الإنسان , وعفافه وكرامته, والاعتراف بذنبه وخطيئته ...

هؤلاء أرادوا أن ينظفوا أنفسهم من درائن الإثم والرذيلة فلم يجدوا من بد إلا أن يعترفوا أمام الحبيب بما اقترفوه من فاحشة ...

الاستسلام لله , والخشية منه, والخوف من عذاب النار هو الذي دفعهم إلى اتخاذ هذا المسلك , والاعتراف أمام النبي بخطيئتهم ..
شعلة الإيمان لن تجف في قلوبهم , وصلتهم بالله عادت من جديد فلم يجدوا من بد إلا يعودوا بصدق إلى حمى الله , وملاذه الآمن ...
إنهم أرادوا أن يطهروا خطيئتهم في الحياة الدنيا, ليهنئوا بجنة عرضها السماوات والأرض ...
الإسلام ودين الله رفع بالأمة المسلمة لتصبح حلما يمشي على وجه الأرض, وجيلا رائعا لم يشهد التاريخ مثلا له ...

لنسأل أنفسنا بصدق :

أليس في القلب حسرة ولوعة مما نشاهده اليوم من فجور, وفسق على شاشات التلفاز دون أي وازع أو رادع!! ؟؟...
أليس في القلب حسرة ونحن نرى فتيات , وشباب المسلمين في ضلال وضياع , و لهو مظلم وهم يغوصون في الأوحال !!؟؟...
أليس في القلب حسرة ونحن نرى المجون والفسق , وبيوت الدعارة قد أصبحت مرتعا وخيما في ديار بلاد الإسلام !!؟؟..
أليس في القلب حسرة ونحن نحن عري الأجساد والقلوب , والأفكار باتت خاوية من كل الفضائل والقيم والأخلاق التي جاء بها رسولنا النبي الأمي!! ؟؟..
والله إن في القلب لوعة وحسرة ونحن نرى بأم أعيننا الفساد قد استشرى بأعضاء جسد أمتنا !!..
أما آن لنا أن نعود إلى المحضن الطبيعي الذي فطرنا الله عليه !!؟؟..
أما آن أن نستخلص العبر, والدروس من مدرسة معلمنا , وحبيبنا النبي الأميّ!!؟؟.....
أما آن لنا أن نتوب إلى الله توبة صادقة عسى الله أن يرحمنا, ويعيد للأمة عزتها , وكرامتها !! ؟؟...
يا رب اغفر لنا ذنوبنا , وإسرافنا في أمرنا , وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..


بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
07/12/2007, 05:25 PM
إنه النبيّ الأميّ

أشرق الصحراء نورها , واهتزت حبات رمالها , وتفجّرت الينابيع من جوفها حين انبثق فجر ضياء نور رسول الله نبينا حبيبنا سيد العلماء , وعظيم العظماء , وقائد الأبطال , ومربي الأجيال...
سراجًا وهّاجًا أزاح عن الكون بمولد رسالته حلكة الظلام البهيم , واستنهض فجر الأمم بنور الإيمان والهدي , ونشر في الكون شذا خضر نسيم دعوته , ورحمة إنسانيته , وخلق حسنه , وصفاء هديه , وسماحة رسالته , وذكاء قريحته , ووفور عقله , وأمانة معاملته , وعبقرية عظمة شخصيته...
آياته أبهرت العيون , وخشعت لها الأرواح , وسكنت في رياضها القلوب حين أعلن بقوة الإيمان الحق للإنسانية , حق المساواة بين البشر جمعاء ..

وهل هناك أروع وأعظم وأنبل من رسالته التي لم تكن سوى مدرسة إلهية لكلّ عظيم , وزعيم وقائد , وأب ومعلّم ومربّي, وكلّ سياسي وحكيم !!؟؟..

(وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً)
{الأحزاب 46}

لم يكن الحبيب النبي الأميّ الذي أرسله الله رسولا لقبيلة , ولا لأمة العرب والعجم , بل كانت رسالته رحمةً , وسراجاً منيراً للعالمين :

(قُلْ ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
[ الأعراف 158]

لم يترّفع عن الفقراء والضعفاء , والمساكين والخدم , بل كان مثلا ً وأسوة وقدوةً لهم :

(قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا)
[الكهف110]

لم ينقض عهدًا, ولم يمثّل بعدوٍ , ولم يقتل ضعيفًا , وكانت حربه مع الظلم , والشرك والكفر والطغيان حرب عادلة تستهدف السلم لا العدوان , وتوطيد أركان السلام في أرجاء المعمورة ..
حرب الإسلام مع الكفر لم تكن- يا أهل الإرهاب والقتل- سوى حربا عادلة تحترم حياة وأملاك الأبرياء , وتعامل الأسرى والرهائن بالحسنى ..
وليست كما يصورها الغرب الصليبي المتصهين بأنها حرب إرهابية...
فادى أغنياء الأسرى يوم بدرٍ بالمال , وأطلق سراح الفقراء , وكلّف المتعلمين منهم بتعليم أطفال المسلمين القراءة والكتابة , ثم أطلق سراحهم بعد إنهاء مهمة التعليم , وأوصى صحابته فقال لهم :
قالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي نُبِيّهُ بْنُ وَهْبٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدّارِ . أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ أَقْبَلَ بِالْأُسَارَى فَرّقَهُمْ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَقَالَ:

( اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا)

وهل وصلت الإنسانية إلى علو رسالته السمحة وهو يقول لهم إذا خرجوا للغزو في سبيل الله فيقول لهم :

(اخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الوالدين ولا أصحاب الصوامع)
[ رواه ابن ابي شيبة والامام وأبو يعلى ]

حربنا لم تكن مع الكفر , والطغيان لأغراض مادية , ولا من أجل التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل – كما يزعمون –
و نشر الديمقراطية الزائفة , والحرية المسلوبة, بل كانت دفاعا عن حرية الرأي والعقيدة :

{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
[البقرة 256]

رسالة نبينا هي فكرة الوحدة الإنسانية الشاملة , والسلام والمحبّة حين قال الله تعالى :
(لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
[الممتحنة 8]
أهل الكفر والشرك في مكة- أم القرى - ارتكبت أبشع أنواع الظلم والعدوان والتنكيل بالحبيب وصحبه, فتركوا الديار وهاجروا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ..
ومع ذلك فقد قال لهم نبي الرحمة والإنسانية حين فتح مكة- التي أخرجته من ديارها ظلما وعدوانا - :

{ما ترون أني صانع بكم}
قالوا :
خيرا أخ كريم وابن أخ كريم
قال:
{ اذهبوا فأنتم الطلقاء}

لنسأل أنفسنا :

أي القوانين البشرية , ومنظمات حقوق الإنسان , وهيئة الأمم المتحدة تساوي هذه الحقوق التي جاء بها نبينا الأمي , والقائد العظيم , والمربي الإنساني!! ؟؟...
هل للغرب عقيدة لهم سوى أهواء الجاهلية , وعصبية الجنس والعرق , وحب الفخر والتفاخر!!؟؟ ..
هل للغرب عقيدة سوى استعباد الفقراء . واحتكار الأموال , ونهب الثروات , واستعمار البلاد !!!؟؟؟
أيّ حرية ينادي بها الغرب المتصهين !!؟؟؟..
هل هي الحرية التي أباحت لأمريكا – صاحبة الحرية والديمقراطية المزيّفة - إفناء الهنود الحمر إفناءً كاملا تحت مرأى, ومسامع العالم ,
وأباحت لحكومات روسيا والصين , والهند والحبشة ويوغسلافيا , وغيرها إفناء المسلمين بالجملة!!؟؟؟. ...
هل هي الحرية التي تهتك الحرمات , وتعتدي على الأعراض , وتنهب الثروات , وتقتل الأبرياء بحجّة محاربة الإرهاب !!؟؟؟...

هل هؤلاء هم أصحاب الحرية والمساواة ؟؟؟..
ألم يأن لنا أن نفهم ما يتشدق به الغرب بأنه خداع , وزيف , وباطل يُخفي وراءه أطماع خبيثة , ومؤامرات دنيئة هدفها الأول والأخير هو القضاء على رسالة السلام والمحبة !!؟؟؟..

رسالة نبينا لم تأت إلا بهدف إسعاد البشرية , ونقلها من عالم الظلمات والجهل إلى عالم الهدي والإيمان, فلا فضل عربي على أعجمي إلا ّبالتقوى....
{ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
[الحجرات13]

وهل لنا خير من مدرسة نبينا ومعلمنا الحبيب, وصحبه التي هي مثلاّ أعلى في الصلاح , ونظافة الروح , وإنسانية القلب !!؟؟..
تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه كانت تربية روحية , وجسدية ومعنوية , وفكرية لحمل أمانة هذا الدين , ونشر رسالته ..
عقيدة راسخة شيّدت على أسس متينة في قلوبهم , وأهدافهم كانت سامية حرّرت وجدانهم , وضمائرهم من كل الاعتبارات الزائفة , والأكاذيب الباطلة لأنها فهمت الإسلام على حقيقة أصله وثوابته , واستلهمت روح نهجه , وسلكت سبل النبيّ الأميّ وصحبه , فأخرج لنا من مدرسته أصحاب النفوس العالية , وأساتذة النوابغ والعلماء , ومصابيح الفاتحين لتنير مشارق الدنيا ومغاربها برسالة نبيّ الإنسانية والسلام...

رسالة نبينا ازدانت بالحنو, والعطف على اليتيم والفقير , والأرمل والبائس والضعيف , وبلغت معاملته للأرقاء والعبيد , ووصاياه فيهم لم تبلغها الإنسانية من قبل, بل جعلت من العبيد أسياد ورجال الأمم , فلا تفاضل فيها ولا صلاح , ولا فخر ولا عزّة إلا بالتقوى..

وهاهو خادم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم – أنس بن مالك – رضي الله عنه يقول :
{خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أف قط , ولا قال لشيء صنعته :
لمَ صنعته؟
ولا لشيء تركته :
لمَ تركته ؟
وكان لا يظلم أحدا أجره }
[رواه البخاري ]

إنه الحبيب المربي الذي علّمنا في رسالته مبادئ الإصلاح , والحرية ومبادئ الإنسانية لتسعد بها البشرية على مر العصور والأزمان ...
سأله رجل للحبيب صلى الله عليه وسلم :
أيّ الإسلام خير ؟
فقال :
{ تطعم الطعام , وتقرأ السلام على من عرفت , ومن لم تعرف }
[رواه البخاري]

تلك هي مبادئ الحرية التي جاءت بها رسالة نبينا الأمي !!؟؟...

هل وُجد في تاريخ القانون البشري دستورا لتكريم البشرية مثل ما جاء به كتاب الله ربنا , وسنة نبينا !!؟؟؟

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}
[ الإسراء 70]

أي تربية إنسانية أظهرها الله في حكمته , وتهذيبه , ورجولته !!؟؟..
أي تاريخ يستطيع أن ينسق سيرته العظيمة , ويستطيع أن يفكّ رموزها وأسرارها !!؟؟..
هل هناك معجم استطاع أن يجمع بين طيات صفحاته صفات النبي الأمي , وأصول حكمته , وشيم أخلاقه وفضائل إنسانيته , وقدر علوه , ونور إيمانه , وحسن وصف هيئته , وشمائل بديع سيرته , وضوابط إنسانيته !!؟؟...
إنها والله صفات في مجموعها طابع إلهي على حياة البشرية , ليعلن للعالم والكون بأنه خير البشر , والرسل والأنام ...

مدرسة سيد البشرية ما دخلها طالب إلا نال منها الحكمة والخير , وهذّبت روحه وصقلت فكره , وأنشأت منه قلبا ينبض بالخير والمحبة , والوجدانية للإنسانية جمعاء , لأنها جاءت قبرًا للباطل العتيد , ونصرًا للحقّ المبين ...
وبفضل مدرسة الحبيب فتحت لنا مشارق الأرض ومغاربها , وشيّد المسلمون حضارتهم لتبقى شاخصة بالمدنية والإنسانية , ويتعلم منها البشر مبادئ , وأسس الحرية ..

فما أجدر بالأمة أن تعود إلى منهجك الفريد , وتنضوي تحت لواء رسالتك , وتستقي منهج دعوتك , وتخشع إجلالًا وإكبارًا لعظمة رسالتك لتنهل منها مبادئ السلام والمحبة والوئام , والتعاون والإخاء بين الشعوب والأمم!!؟؟...

بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
10/12/2007, 08:24 PM
العزة للإسلام يا دنيا فاسمعي .........

كوكب يلمع وبريق يستطير وشعلة من النور وعروس تضيء بلباسها العتيق آفاق كل
ما في الكون...
نور أزلي ونبع سماوي أضاء ظلام الدنيا , وحطّم ركام الجاهلية والفساد ليكون مثابة للناس وأمنا ..
من هنا وهناك جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله عليه ...
بسم الله والله أكبر يرددونها معا وبصوت واحد ....
لا يرهبنك عدو مادامت كلمة بسم الله والله أكبر تهز المشاعر لتسير على درب محمّد..
لا يرهبنك ظالم جبان معتد مادامت دعوة النبي الأميّ هي المنى والهدف الأوحد ...
العزة للإسلام يا دنيا فاسمعي , ومفاتيح النصر معقودة على نهج رسالة الحبيب محمد...

بكاء وتوسل وتضرع ونفس عالية مثل النجمة المضيئة أراها وهي تصدح في الآفاق :
لبيك اللهم لبيك لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك.....
كلّ أعداء دين النبي الأميّ ألقى السلاح يوم فتح مكة ولم يزد على أهل مكة إلا أن قال لهم :
اذهبوا فأنتم الطلقاء ..
أيّ ضمير لا يحركه قول النبي الأميّ الحبيب المصطفى وهو يخطب في أهل مكة :

( لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ..
يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظّمها بالآباء . الناس من آدم وآدم من تراب . قال الله تعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم )). ثم قال : يا معشر قريش ما ترون إني فاعل بكم ؟ . قالوا : خيرا , أخ كريم وابن أخ كريم . قال : فاذهبوا فأنتم الطلقاء )
هذا هو قول نبينا الذي أرسله الله ليكون رحمة للعالمين ...
سار في مكة حانيا رأسه وهو يردد :

( جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا )

لنسأل أنفسنا بصدق :

أين نحن من رسالة النبيّ الأميّ !!!؟؟؟..
أين نحن من الاستقامة والأمانة والصدق!!! ؟؟..
أين نحن من الصفاء الروحي والتفاؤل بالمستقبل ؟؟..
أين نحن من الثبات والجرأة على قول الصدق وكلمة لسان الحق !!!؟؟...
كفانا والله سقوطا في حمأة النفاق والتعامل مع أهل البغي والطغيان والظلم !!...
أما آنَ لنا أن نعود للطريق المستقيم الذي رسمه لنا ربّ العزة والخلق !!!؟؟..
أما آنَ لنا أن نبحث عن السبب الذي جعل من أمة الحبيب في شقوة وتردي !!!؟؟..
أما آنَ لنا أن نعرف بأنَّ الله أكبر فوق كلّ باغ وظالم ومعتد !!!؟؟...
مهما يكن من مكر هؤلاء الطغاة على أمة الحبيب محمّد فسيعود الإسلام وينتصر مادامت كلمة الله أكبر تصدح خمس مرات في اليوم ....

سيدنا بلال مؤذن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
شعاره سيبقى حيّا ولم يمت إلى الأبد ...

والنبي الأمي الحبيب المصطفى يطوف بالبيت العتيق سبعا على راحلته ويُمسك بيد بلال ويعلن كلمة التوحيد للعالم بأسره ...

الله أكبر ..الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسول الله

مشهد والله عظيم وبلال الحبشي يعلن كلمة التوحيد في بيت الله الحرام ليذيع بيان النصر على الكفر والطغيان والبغي ...
لو اجتمعت كلّ قوى العالم لم تسطع على إسكاتِ هذا البيان وصدّه .....
الألوف المسلمة وقفت ساكنة , ووجلة خاشعة تردد كلمات الآذان وراء بلال ...

لم يعد اليوم ينحني الإنسان لجبار وطاغية ... فروعة الزمان والمكان والمناسبة ستبقى خالدة مخلّدة إلى الأبد ....
هيبة وجلال سماوي أشرق على الدنيا وأنار الكون ليضيء برسالة النبي الأميّ
طريق الإنسان ويجمع له رؤية الحق و يَهبَه عزّة الكرامة والإباء ...
بعثَ في الإنسانية حياة جديدة .. وعمد إلى الذخائر البشرية التي أضاعتها الجاهلية بالكفر والفساد فأوجد فيها الإيمان والهدي وأنار لها طريق الصلاح والهدي ...
الإنسان كان أعمى لا يبصر طريقه فأصبح قائدا بصيرا يقود مشارق الأرض ومغاربها وينشر دين المحبة والخير ..

{أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
الأنعام122
نوابغ وعجائب الدهر وعظماء التاريخ صنعها نور الله ورسوله فكانت كتلة بشرية لم يرَ العالم المتمدن مثيلا لها على مدى التاريخ والزمن ....


رجال نذروا حياتهم من أجل دينهم ...
فكانوا روادا متألقين بتفوقهم وكمالهم وعظمة سيرتهم...
هذا هو العهد الإسلامي يا من تتشدقون بالحرية والديمقراطية والعلمانية والماسونية وو...
هذا هو العهد الإسلامي يا من يبتغ غير الله ربّا والقرآن دستورا , والنبي الأميّ رسولا ....

لنسأل أنفسنا يا أمة الإسلام بصدق :

ألم تكن لُجج الأديان والمذاهب قد ترامت أمام هذا الدين العظيم والنظام الإلهي الجبار !!؟؟..
ألم تكن سلطة جبروت الظلم والطغيان قد سقطت وترامت أمام هذا النور الأزلي والمنهج القويم !!؟؟...
ألم يكفينا عزة وفخرا بأن الدنيا دانت لدعوة الحبيب نبينا , واستمدّت النور العظيم من معالم ضوء القرآن دستورنا !!؟؟؟...



بقلم : ابنة الشهباء

بنت الشهباء
22/12/2007, 02:29 AM
هل من كان مع الله يخيب سعيه !!؟؟.....

ستمائة ألف من بني إسرائيل يتوجهون إلى صحراء سيناء بأمر من الله لنبيهم موسى كليم الله .. ولما وقفوا أمام شاطئ البحر نظروا وراءهم فوجدوا فرعون وخيله , ودولته العظيمة وإذ بهم يقولون لنبيهم :
إنا لمدركون !!؟؟...
بني إسرائيل على مدى الزمان والعصور قد جُبلت قلوبهم على الجبن والخوف,
ولا يقين لهم , ولا ثقة بالله خالقهم.....
موسى عليه السلام أجابهم إجابة المؤمن الواثق من ربه :

كلا إن معي ربي سيهديني

هل من كان في عين الله يخيب سعيه !!؟؟..
هل من كان مع الله تزلّ قدمه !!؟؟؟...
هل من كان مع الله يخاف ممن هم من دونه !!؟؟..

أبا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه يقول لمعلمّه , وحبيبه وهما في الغار :
" لو أن أحدهم نظر إلى قدمه لأبصرنا تحت قدميه"
الإمام أحمد والشيخان

ولكن المعلّم الحبيب علم كيف يطمئن الصدّيق الصدوق ,ويهدّئ من روعه وجزعه
لا على نفسه, بل على حبيب الأمة ..
فقال له الحبيب كلمته الخالدة :
فقال: " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".
وأخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما
الحبيب النبي الأمي يعطينا دروسا عظيمة وجليلة لمن أراد أن يعرف ثمرة التوكل ,والاعتماد على الله خالقنا , ومدبّر أمورنا ...
لو عدنا إلى كتاب الله العزيز, ومدرسة النبي الأمي لم نهلك , ولن نضيع ما دامت قلوبنا في اتصال دائم مع الله رب الخلق والعالمين.....
حينها لن نخاف , ولم نخش إلا الله ولو اجتمعت كل جحافل الظلم ,والطغيان للقضاء علينا ...
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
الزمر36
آية جليلة لو وعيناها في صدورنا, وحملناها في قلوبنا لوجدنا أن كلّ ما في الأرض ,ومن عليها لا يساوي شيئاً أمام هذه الآية العظيمة..
موقف لا يحتاج إلى دراسة , ولا إلى تفكير ما دام الله معه يحرسه ..
والذين يخوّفونه هم من دون الله...
لنعد معا إلى دار الخلافة الأولى زمن الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونسأل أنفسنا :
كيف استطاع سيف الله المسلول خالد بن الوليد أن يحطّم جبهة الفرس في زمن الخليفة الصديق رضي الله عنه !!؟؟..
يقف أمام جيش عدده مائة وعشرون ألفا , وجيش التوحيد لم يبلغ ثلاثون ألفا . .. فلم يرَ من بدّ إلاّ أن يطلب النجدة من خليفة المسلمين ...

أبا بكر الصديق ينظر من وراء الأفق فلم يرَ أمامه سوى جيشا قوامه رجلاً واحداً......
قوامه رجلاً..
لكنّه يساوي آلاف الرجال...
إنه القعقاع بن عمرو ...
أرسله إلى سيف الله المسلول ومعه كتاب عنوانه :

" إن الله لن يهزم جيشاً فيه القعقاع بن عمرو"

صدقوا الله فصدقهم الله فهو حسبهم , وناصرهم , وكافيهم ...
رجال ربّاهم سيّد الرجال ,وخاتم الأنبياء, وخير بني البشر النبيّ الأميّ المعلّم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ....
يتقدم قائد الجيش سيف الله المسلول , ويبارز العدو بينما قائد الفرس أوصى بعض جنده إذا ما بدأ بمبارزة خالد بن الوليد فليأتي أحداً من خلفه ,ويطعن سيف الله المسلول بسيفه , وليلقه على الأرض صريعاً ..
خالد أستاذ الحروب وفنّها ,وسيف الله المسلول يبارز قائد الفرس ..
وإذ ببعض جنود الفرس يأتي من وراء ظهره ليطعنه , ومن فوره يهبّ القعقاع بن عمرو كالأسد الكاسر ويقتله ...
صدقت يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت :
جيشا فيه القعقاع لن يهزم !!؟؟...
تلك هي ثمرة التوكل والثقة , واليقين بالله...

إذا سألت فاسأل الله , وإذا استعنت فاستعن بالله .....

لنسأل أنفسنا بصدق :

لم كان أجدادنا لم يعرفوا معنى اليأس والقنوط!!؟؟....
لو عدنا إلى سيرتهم العظيمة, واقتفينا آثارها لوجدنا أنّهم جاهدوا في الله حق جهاده , وعلموا أولاً وأخيراً أن الثقة بالله , والتوكّل عليه هي من أهم الأسس التي نشأت عليها بناء دولتهم المسلمة ....
فالثقة والتوكل على الله , والإيمان به دفعتهم إلى أن يفتحوا لنا مشارق الأرض ومغاربها , ليس بقوّة السلاح , وكثرة العدد والعدة , بل بقوّة الإيمان والاعتزاز بالعقيدة التي كانوا يحملونها بصدق , وثبات بين جنبات صدورهم ..
علموا أن التوكّل على الله , واللجوء إلى حِمَاه , والانكسار بين يديه , والإخلاص في الطاعة له هو هدفهم , وعنوان حياتهم ..
علموا أن التوكّل على الله , والثقة بنصرة أوليائه على جحافل الظلم والطغيان هي السبيل الوحيد لنصرة دينهم ...
لقمان كان يقول لابنه :

" يابنيّ إنّ الدنيا بحرٌ عميقٌ قد غرق فيها ناس كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله , وحَشْوها إيمان بالله عز وجل , وشراعها التوكّل على الله لعلك ناجٍ ولا أراك إلاّ ناجياً"..

نسألك اللهم ربنا صدق التوكل عليك, وحسن الظن بك
إنك سميع مجيب ....

بقلم : ابنة الشهباء