المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق: أكثر من مائة أرملة و400 يتيم يضافون إلى مجتمع بغداد يومياً



غالب ياسين
22/05/2007, 09:01 PM
كشفت دراسة اجتماعية عراقية أرقاما مخيفة عن تدهور الوضع الاجتماعي في العراق حيث أكدت أن هناك أكثر من 100 أرملة و 400 يتيم يضافون يوميا إلى المجتمع في بغداد بسبب العنف الدائر والذي لم تبرز أية نهاية له.

وكشفت الدراسة التي أعدها الباحث الاجتماعي الدكتور عدنان ياسين مصطفى أستاذ الدراسات الاجتماعية.. إن حالة العراق في ظل الاحتلال، ليست سوى مسلسل من عمليات القتل العشوائي التي تحصد العشرات كل يوم، وفقدان الشعور بالأمن، وتفكك الأسرة العراقية، وازدياد حالات الطلاق، بالإضافة إلى انتشار جرائم الفساد الإداري والاعتداء على الملكية العامة، وارتفاع جرائم السرقة والسطو المسلح، والاختطاف، والاغتصاب، وجنوح الأحداث.

ويدلل الباحث على سوء الأوضاع الاجتماعية في العراق، بالتقارير والإحصائيات التي تصدرها الأمم المتحدة والتي تشير إلى إن 100 امرأة تصبح أرملة في بغداد يومياً نتيجة للعنف الدائر وان 400 يتيماً يوميا في بغداد وحدها أيضا، وهو ما يعني من وجهة نظر الباحث العراقي إن " أسرة جديدة تبنى على أنقاض أربع عوائل".

وأشار إلى إن المجتمع العراقي قد أصيب بالانهيار بعد الضربات المتتالية التي تلقاها في حربين إبان الثمانينيات والتسعينيات، أعقبه حصار اقتصادي استمر عشر سنوات ثم غزو دمر البنية التحتية وهياكل الدولة في عام 2003 وما بعدها.

وأضاف أنه بسبب التهميش وسوء المعاملة التي يلقونها من قوات الاحتلال وقوات الأمن يسود التوتر بين المواطنين ويشعر الجميع بفقدان المعايير الخاصة لاسيما بعد إذكاء روح التعصب الطائفي والقبلي على حساب الهوية الوطنية، بحيث لا تؤدي الخطط الأمنية المتواصلة بكل ما فيها من أسلحة وقوات إلى إعادة الأمن المفقود.

ويستعرض الباحث بعضا من هذه الصور فيقول: ازدادت أعداد الأرامل اللاتي يعلن أسرهن ولم تتمكن وزارة الشؤون الاجتماعية من تسجيل العدد كاملا حتى الآن والرقم الحالي 560 ألفا، وسجل مكتب المنسق الإنساني للأمم المتحدة في العراق إن النساء اللاتي ترملن بسبب الحرب وأصبح أطفالهن مشردين من عرب الأهوار وصل عددهن إلى 100 ألف امرأة.

وقال إن تقرير المنظمة الدولية أشار إلى إن معدلات الطلاق ارتفعت من عام 2003- 2006 بنسبة 200% في حين تراجعت نسبة الزواج لنفس الفترة إلى 50%، بحسب إحصاءات وزارة العدل العراقية. وتسجل التقارير إن التضخم المتزايد في الاقتصاد العراقي يوجد ضغوطا مستمرة ومتزايدة على الأسرة، وان الحرمان أدى إلى زيادة أعداد أطفال الشوارع وان جيوب الفقر منتشرة في المدن والقرى على السواء.

على صعيد آخر أسهمت الحرب والنزاعات في تلويث بيئة العراق على نطاق واسع بالألغام والأسلحة الفتاكة التي تستخدمها قوات الاحتلال وتشكل نزيفا يوميا من الضحايا، إلى جانب الأسلحة التي لم تنفجر في جنوب وشرق البلاد. ويظل الخطر ماثلا لمئات الآلاف من الأشخاص المشردين داخل وطنهم الذين يعيشون في المباني المهجورة، إذ انتشرت ظاهرة النزوح من العاصمة بغداد والمدن الأخرى، ويقدر عدد المشردين بأكثر من ربع سكان العراق موزعين بين داخل العراق وخارجه.


http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&sectionid=1&id=12099&task=view