المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث وصور ذات دلالات وعبر



خالد أبو هبة
28/09/2006, 08:22 AM
تحية مجد وصمود لكل أبناء وطن واتا الأحرار..
رمضان مبارك وكريم، وكل عام وأنتم بألف خير
مساهمة متواضعة في الكشف عن وحشية وبشاعة كيان صهيوني غاشم يعتبر الأبشع في التاريخ الإنساني..


أحداث وصور ذات دلالات وعبر

إعداد: خالد الشطيبي أبو هبة


عديدة هي المجازر والمذابح التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني، ذلك الشعب الذي عانى وضحى وصمد ولا يزال لأكثر من نصف قرن، في وجه أبشع وأشرس استعمار إمبريالي واستيطاني عرفه التاريخ..
الشعب الفلسطيني قدم قوافل عريضة من الشهداء والمعتقلين والأسرى واللاجئين وجحافل ضخمة من اليتامى والأرامل والمعاقين.. ، وخلفت سياسات القتل والتدمير والإبادة اعتقال شعب وارتهان حلم مشروع بتأسيس وطن ينشر الحب والحياة والسلام..
حتى الأطفال لم يسلموا من مخطط الإبادة والتقتيل، ومن جو الإرهاب والتنكيل، لم تشفع لهم براءتهم أمام عدو محتل غاشم بنى كيانه على أنقاض الغصب والتهجير وتزوير التاريخ..


"لا أعتقد أن الطفل الصهيوني الذي استفاد من أعضاء جسم ابني سيحمل حقدا على أطفال فلسطين‏، لأن الذي أبقاه حيا طفل فلسطيني قتلته الأسلحة الصهيونية بدم بارد‏..".‏
هكذا تحدث والد الطفل الفلسطيني أحمد إسماعيل الخطيب (‏13‏عاما) الذي قتله جنود إسرائيليون السنة الماضية في أول أيام عيد الفطر المبارك عند اجتياحهم مدينة جنين شمال الضفة الغربية‏.‏

كذبت المصادر الإسرائيلية وصدق الطفل الشهيد‏..‏ كذبت عندما ادعت أنه كان يحمل بندقية، ليكتشفوا بعد قتله أنها كانت لعبة‏! بينما قالت أمه‏:‏ إنه كان في طريقه إلي السوق لشراء رابطة عنق لبذلته الجديدة‏، قبل توجهه إلى الملاهي مع ابن عمه للعب مع أصدقائهما‏.

إسماعيل الخطيب تلقى اتصالا هاتفيا من مكتب رئيس الكيان الصهيوني السابق أرييل شارون يعتذر فيه عما بدر من جيش الاحتلال بقتل طفله، ‏ كما دعاه إلى مكتبه ليعتذر له شخصيا. وفي تعليقه على تلك الدعوة آنذاك قال إسماعيل‏:‏ إذا كان هذا الشيء سيخدم القضية الفلسطينية‏,‏ ويخدم الهدف الذي أحمله‏,‏ وهو السلام العادل‏ فسأفعله، وسأذهب إلي شارون وأقابله‏,‏ سأوجه له رسالة بأننا نريد السلام‏,‏ فأوقفوا الحرب التي أودت بحياة طفلي وأطفال فلسطين‏.‏
إسماعيل الخطيب‏، وهو يتجرع آلام حزنه يضع عينه على السلام بأسلوبه الخاص‏، حيث أعلن عن تبرعه لأطفال إسرائيل بأعضاء من جسد ابنه: القلب‏، والكليتين‏,‏ والطحال‏,‏ والكبد، وبالفعل أجرى عدد من العمليات الناجحة لأطفال إسرائيليين كانوا على شفا موت محقق، وبذلك استطاع الطفل الشهيد أن يزرع الحياة في أجساد أطفال غرس فيهم كيانهم المحتل الكراهية والحقد والتعالي على الآخر..
ترى هل من الممكن افتراضا فقط أن نتصور عكس الصورة والحدث من قبل الجانب الآخر!!؟
يضيف الأب‏:‏ لا يهمني من سيستفيد من هذه الأعضاء‏، يهوديا‏، أم عربيا‏، أم مسيحيا‏، المهم أن تحيي أعضاء ابني الشهيد طفلا آخر شارف على الموت‏، وإن كنت أتمنى أن يستفيد من هذه الأعضاء طفل يهودي‏، لعل وعسى أن يكون له قيمة أو مركز ذات يوم في الدولة اليهودية فيضع حدا لما يحدث بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي‏.‏
رسالة إسماعيل كانت صادقة وكاشفة لوجه الإرهاب الإسرائيلي‏، وقد زاره وفد من الكونغرس الأمريكي‏ واعتذروا له عما بدر من القوات الإسرائيلية‏، ووجهوا له الشكر على تبرعه بأعضاء ابنه إلى الأطفال المحتاجين‏..‏
لا حاجة للشكر والكلام الإنشائي المعسول.. المهم أن يفهم العالم الرسالة حتى يستطيع فعل شيء ما، وحتى لا تصبح صورة الحدث عملا روتينيا عاديا ومكرورا في الحياة الفلسطينية اليومية.‏


ودمتم شامخين وصامدين
خالد الشطيبي أبو هبة/ صحفي وباحث جامعي
رئيس تحرير جريدة "أهلا وسهلا" بماليزيا.[/size][/size]