ابراهيم عبد المعطى داود
23/05/2007, 07:13 PM
أحلام شهر مايو
فرك ابراهيم افندى كلتا يديه فى حبور وهو يتصفح العناوين الرئيسيةلاحدى الجرائد اليومية وكانت
العناوين كالآتى (بشرى سارة للعاملين فى الدولة - جداول العلاوة الجديدة - بدء تنفيذ الكادر الجديد للموظفين
الزيادة الجديدة تحقق التوازن بين الدخول والاسعار الخ ) !
ارتفع صوته وهو يتلو العناوين على اسرته المتحلقة حوله ووجهه يفيض بالبشر والسرور وابتسامة عريضة
ترتسم على شفتية المكتنزتين
قالت مها وهى ترمق والدها بنظرة فيها رجاء وأمل وترقب :
- بابا ..لاتنسى الفستان الجديد من فضلك ..؟؟
وأستطرد نور الصغير وهو يلتفت بكامل وجهه ناحية أبيه من أمام شاشة التلفزيون :
- وأنا يابابا..لاتنسانى فى مصاريف النادى الصيفى ..؟؟
لاحت نظرة ساخرة على وجه زوجتة اعتماد فلم تشأ أن تظهرها وأسرعت بكتمانها ولكنها قالت فى هدوء
مصطنع :
- لاتنسى ..؟هذة العناوين ككل عام وبنفس المواعيد تتكرر الوعود ذاتها !
أجاب ابراهيم بلسان فية ماء الامل :
- لكن هذا العام يختلف هناك زيادة كبيرة فى الدخل هل أذكرك ؟
هزت الزوجة رأسها وأضطرت الى اظهار ابتسامتها الساخرة على الملأ وقالت :
- ذكرنى يافكيك !!
رد ووجهة ينطق بالتحدى
- الزيادة الكبيرة فى الدخل القومى
وبنفس التحدى ردت الزوجة :
- من أين ؟؟
وكأنة متوقعا السؤال نفسة أجاب بسرعة :
- جبل الذهب الذى تم العثور علية فى الصحراء الشرقية
- الزيادة الكبيرة فى ايراد قناة السويس
- ارتفاع اسعار البترول عالميا
- تصدير الغاز الطبيعى بكميات وافرة
- بدأ مشروع توشكى يؤتى ثمارة وحاليا تصدر منتجاتة على قدم وساق
- استثمار اموال التأمينات والمعاشات
ابتسم ابراهيم وهو يكمل
- مارأيك .. هل أقول ثانى ؟؟
ضحكت الزوجة حتى ارتج جسدها المكتنز بشده ولاحت أسنان صفراء داخل فم كمغارة الجبل
قالت وقسمات وجهها تنم عن تحدى اكثر :
- وهل يافكيك سيعود عليك عائد ماقلتة ..؟أم أن الحكومة
قاطعها دون أن تكمل :
- لن يحدث .. وأن غدا لناظرة لقريب ..
*****************************************
قرب شهر مايو على الانتهاء ..
لازالت عناوين الكثير من الجرائد اليوميه تعلن نفس الانباء والاخبار مدعومة بعبارة ( لازيادة فى
الاسعار ) أو ( لامساس بالاسعار )
ويشتد الجدل وتكثر التكهنات وتنتشر حمى الاقاويل بين جموع الموظفين
مابين مترقب برجاء وأمل ..
وبين متشكك فى حذر وريبة
وبين متذبذب لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء
ويحلق ابراهيم افندى فى سماء الخيال الرحب وقبل أن يأوى الى فراشه كل يوم يمسك ورقة وقلما
وينهمك فى حسبة لوغاريتمات الزيادة ..ومصاريف الاولاد .ومتطلبات البيت .. وتتأرجح ملامح
وجهه بين الغبطة والامل والقلق ثم الحسرة ..فيمزق الورقة ويقذف بها تحت السرير ثم يعض شفتة
السفلى فى حنق واضطراب كل ذالك والزوجة ترقبه وهى ممددة بجواره على السرير فسرعان
مايهتز جسدها المكتنز فى ضحكة مكتومة ويتطلق لسانها وهى تدندن :
- يامواعدنى بكرة اوعى تنسى بكرة ..!
*****************************************
مر شهر مايو ويونيو والامواج تتلاطم والعيون مرتقبة والافئدة متطلعة والنقاش يدور فى اللجان الفرعية
تارة واللجان الرئيسية تارة اخرى ثم فى مجلس الشورى حينا ومجلس الشعب حينا آخر
ومطابع وزارة المالية تطبع المسودات والمنشورات والتعليمات والمذكرات الايضاحية وأخيرا
القرارات التنفيذية فتتلقفها الايدى والاعين والافئدة وتلهج الالسنة بالشكر ويعلوا الحمد والتسبيح
*********************************************
فى الاسبوع الاول من شهر يوليو وحرارة الجو تقترب من القمة والرطوبه تكتنف الخلق والشمس تلفح الارض بشواظ من نار فيزدرد الجميع ريقهم بصعوبة وضجر
ويسمع ابراهيم افندى وهو يمسح وجهه من العرق المتصبب يسمع من محصل الباص أثناء عودته من
عمله ليلا أن سعر التذكرة ارتفع ربع جنيه فيهمس لنفسه لابأس
لكنة يفاجىء أن الاسعار جميعها بدأت فى الارتفاع وبشكل جنونى وكأن الجميع اتفقوا على ذالك !
الطماطم - الخضروات - الالبان ومنتجاتها - فاتورة المياه- فاتورة الكهرباء والغاز والتليفون
اللحوم ..الاسماك ..الاحذية ..الخ
ويصرخ الرحمة يااله السموات والارض
ولكن ما يكاد يمر يوم الا ويعلن عن سعر جديد
رباه.. ماهذا الغلاء الفاحش .. ؟ لانستطيع الصبر ولا نحتمل الضيم
ارتفع سعر كل شىء الى السماء السابعة ..!
لم يعد للجنية قيمه شح المال بارت التجارة زاد الهرج والمرج فى الاسواق
زاد العراك وبض الدم كيلو المكرونه أصبح كيلو الا ربع وبنفس السعر
ووزير المالية يصرخ فى التلفزيون ( لازيادة فى الاسعار )!!!
ماهذا يارب ..؟
الرحمه ياملك الملوك وواهب الحياة وباسط الرزق...
لكن الحكومه فى مارينا ..!!
والشعب يصطلى النار الحارقة ...
ويصرخ ابراهيم افندى
انا لله وانا اليه راجعون
************************************************** **************
فرك ابراهيم افندى كلتا يديه فى حبور وهو يتصفح العناوين الرئيسيةلاحدى الجرائد اليومية وكانت
العناوين كالآتى (بشرى سارة للعاملين فى الدولة - جداول العلاوة الجديدة - بدء تنفيذ الكادر الجديد للموظفين
الزيادة الجديدة تحقق التوازن بين الدخول والاسعار الخ ) !
ارتفع صوته وهو يتلو العناوين على اسرته المتحلقة حوله ووجهه يفيض بالبشر والسرور وابتسامة عريضة
ترتسم على شفتية المكتنزتين
قالت مها وهى ترمق والدها بنظرة فيها رجاء وأمل وترقب :
- بابا ..لاتنسى الفستان الجديد من فضلك ..؟؟
وأستطرد نور الصغير وهو يلتفت بكامل وجهه ناحية أبيه من أمام شاشة التلفزيون :
- وأنا يابابا..لاتنسانى فى مصاريف النادى الصيفى ..؟؟
لاحت نظرة ساخرة على وجه زوجتة اعتماد فلم تشأ أن تظهرها وأسرعت بكتمانها ولكنها قالت فى هدوء
مصطنع :
- لاتنسى ..؟هذة العناوين ككل عام وبنفس المواعيد تتكرر الوعود ذاتها !
أجاب ابراهيم بلسان فية ماء الامل :
- لكن هذا العام يختلف هناك زيادة كبيرة فى الدخل هل أذكرك ؟
هزت الزوجة رأسها وأضطرت الى اظهار ابتسامتها الساخرة على الملأ وقالت :
- ذكرنى يافكيك !!
رد ووجهة ينطق بالتحدى
- الزيادة الكبيرة فى الدخل القومى
وبنفس التحدى ردت الزوجة :
- من أين ؟؟
وكأنة متوقعا السؤال نفسة أجاب بسرعة :
- جبل الذهب الذى تم العثور علية فى الصحراء الشرقية
- الزيادة الكبيرة فى ايراد قناة السويس
- ارتفاع اسعار البترول عالميا
- تصدير الغاز الطبيعى بكميات وافرة
- بدأ مشروع توشكى يؤتى ثمارة وحاليا تصدر منتجاتة على قدم وساق
- استثمار اموال التأمينات والمعاشات
ابتسم ابراهيم وهو يكمل
- مارأيك .. هل أقول ثانى ؟؟
ضحكت الزوجة حتى ارتج جسدها المكتنز بشده ولاحت أسنان صفراء داخل فم كمغارة الجبل
قالت وقسمات وجهها تنم عن تحدى اكثر :
- وهل يافكيك سيعود عليك عائد ماقلتة ..؟أم أن الحكومة
قاطعها دون أن تكمل :
- لن يحدث .. وأن غدا لناظرة لقريب ..
*****************************************
قرب شهر مايو على الانتهاء ..
لازالت عناوين الكثير من الجرائد اليوميه تعلن نفس الانباء والاخبار مدعومة بعبارة ( لازيادة فى
الاسعار ) أو ( لامساس بالاسعار )
ويشتد الجدل وتكثر التكهنات وتنتشر حمى الاقاويل بين جموع الموظفين
مابين مترقب برجاء وأمل ..
وبين متشكك فى حذر وريبة
وبين متذبذب لاالى هؤلاء ولا الى هؤلاء
ويحلق ابراهيم افندى فى سماء الخيال الرحب وقبل أن يأوى الى فراشه كل يوم يمسك ورقة وقلما
وينهمك فى حسبة لوغاريتمات الزيادة ..ومصاريف الاولاد .ومتطلبات البيت .. وتتأرجح ملامح
وجهه بين الغبطة والامل والقلق ثم الحسرة ..فيمزق الورقة ويقذف بها تحت السرير ثم يعض شفتة
السفلى فى حنق واضطراب كل ذالك والزوجة ترقبه وهى ممددة بجواره على السرير فسرعان
مايهتز جسدها المكتنز فى ضحكة مكتومة ويتطلق لسانها وهى تدندن :
- يامواعدنى بكرة اوعى تنسى بكرة ..!
*****************************************
مر شهر مايو ويونيو والامواج تتلاطم والعيون مرتقبة والافئدة متطلعة والنقاش يدور فى اللجان الفرعية
تارة واللجان الرئيسية تارة اخرى ثم فى مجلس الشورى حينا ومجلس الشعب حينا آخر
ومطابع وزارة المالية تطبع المسودات والمنشورات والتعليمات والمذكرات الايضاحية وأخيرا
القرارات التنفيذية فتتلقفها الايدى والاعين والافئدة وتلهج الالسنة بالشكر ويعلوا الحمد والتسبيح
*********************************************
فى الاسبوع الاول من شهر يوليو وحرارة الجو تقترب من القمة والرطوبه تكتنف الخلق والشمس تلفح الارض بشواظ من نار فيزدرد الجميع ريقهم بصعوبة وضجر
ويسمع ابراهيم افندى وهو يمسح وجهه من العرق المتصبب يسمع من محصل الباص أثناء عودته من
عمله ليلا أن سعر التذكرة ارتفع ربع جنيه فيهمس لنفسه لابأس
لكنة يفاجىء أن الاسعار جميعها بدأت فى الارتفاع وبشكل جنونى وكأن الجميع اتفقوا على ذالك !
الطماطم - الخضروات - الالبان ومنتجاتها - فاتورة المياه- فاتورة الكهرباء والغاز والتليفون
اللحوم ..الاسماك ..الاحذية ..الخ
ويصرخ الرحمة يااله السموات والارض
ولكن ما يكاد يمر يوم الا ويعلن عن سعر جديد
رباه.. ماهذا الغلاء الفاحش .. ؟ لانستطيع الصبر ولا نحتمل الضيم
ارتفع سعر كل شىء الى السماء السابعة ..!
لم يعد للجنية قيمه شح المال بارت التجارة زاد الهرج والمرج فى الاسواق
زاد العراك وبض الدم كيلو المكرونه أصبح كيلو الا ربع وبنفس السعر
ووزير المالية يصرخ فى التلفزيون ( لازيادة فى الاسعار )!!!
ماهذا يارب ..؟
الرحمه ياملك الملوك وواهب الحياة وباسط الرزق...
لكن الحكومه فى مارينا ..!!
والشعب يصطلى النار الحارقة ...
ويصرخ ابراهيم افندى
انا لله وانا اليه راجعون
************************************************** **************