محمد فؤاد منصور
25/05/2007, 03:21 PM
مظلوم والشيخ مسعود
كانوا ينادونه"مظلوم" فلم يكن أحد من أهل القرية يعرف له إسماً آخر وما إذا كان ذلك هو أسمه أم أنه قَدَره فهو لايعرف النطق وقصارى مايستطيعه أن يغمغم أو يتمتم بمالا يبين، إذا أراد أن يأكل جمع أصابعه لتصبح مدببة على إستقامتها وأشار بها إلى فمه ،وإذا أراد أن يشرب تحولت يده إلى قبضة ورفعها إلى فمه مع إمالة الرأس إلى الخلف ،وهكذا برع فى فن "البانتومايم" ليتواصل مع الناس.
لم يكن له فى قريتنا أب أو أم أو أهل أو بيت أو أرض وكأنما هبط من السماء! يمضي نهاره هائماً هارباً من مطاردة أطفال القرية الذين يمطرونه بالحجارة إذا صادفوه ماراً بهم ولم يكن يبادلهم قذفاً بقذف بل كان يتقى مايصل إليه منهم ويغمغم بكلمات غير مفهومة ولكنها غاضبة وكثيراً ماكان يتدخل الناس الطيبون لطرد الأطفال الملاحقين له ومنحه بعض الطعام فلم يكن يرضى بأن يأخذ مالاً من أحد لأن ظهوره أمام أحد الدكاكين كان كفيلاً بجلب المزيد من رشق الحجارة وربما أصابته قذيفة طائشة من بعض العابثين، لذلك كان يكتفي بالتهام مايقدم له على عجل ثم يمضى هارباً من ملاحقيه.
وحين يرخي الليل سدوله كان يأوي إلى منطقة خربة خلف المقابر لايصل إليها أحد قد علّمته التجارب أن الأطفال يخشون الإقتراب منها لإمتلائها "بالعفاريت" بزعمهم.
ولأن لكل قرية عبيطاً فقد أستقر العُرف على أن "مظلوم" هو عبيط قريتنا.
بعض الناس يدفعهم فرط التدين للإحسان إليه بتقديم قطعة خبز أو صحفة أرز والبعض كان يجفل من رؤيته ويرده رداً جميلاً لكنهم اتفقوا جميعاً على أنه ولد بائس لاأهل له فلايحفلون بغيابه فى مكمنه خلف المقابر الأيام ذات العدد إذا ماألمّ به مرض أو لحق به أذى ولايبحثون عنه.
الشخص الوحيد تقريباً الذى كان يتعامل معه بإنتظام من أهل القرية كان الشيخ مسعود وهو ذلك الكفيف الذى كان يتعيش من إدارة طلمبة المياه قبيل صلاة الفجر بمسجد القرية لملء خزانات المسجد قبل أن يتوافد المصلون فإذا ماأستبدّ الظمأ بمظلوم قادته قدماه إلى حيث يجلس الشيخ مسعود فيناوله وعاءً به بعض الماء يروي به ظمأه ثم ينصرف على الفور.
هكذا نشأت بين الأثنين صداقة وطيدة بلا حوار، وكما يجود المحسنون على مظلوم بإعطائه بعض الطعام كانوا كذلك يعطفون على مسعود بأن يدعوه لقراءة ماتيسر من القرآن فى بيوتهم لقاء قروش معدودة إذا مافرغ من عمله فى ملء الخزانات.
مسعود بدوره كان يعطف على مظلوم فيشترى له جلباباً أو سروالاً كلما تيسر له ذلك فنشأ بينهما نوع من التكافل شعر خلاله مسعود بمسئوليته عن مظلوم وكلما سارا جنباً إلى جنب أخذ مسعود يلوّح بعصاه يمنة ويسرة على غير هدى ليطرد العابثين ويردهم عن ملاحقة مظلوم.
هكذا مضت بهما الأيام وكان يمكن أن تمضي إلى ماشاء الله لولا أن كارثتين حلّتا معاً بالشيخ مسعود قلبتا موازين حياته رأساً على عقب.
دخلت المياه النقية إلى المسجد فعرف المصلون صنابير المياه الجارية بلا حساب بدلاً من تلك التى تغذيها الخزانات ففقد مسعود عمله فى ملئها, ودخلت الكهرباء إلى الدور فعرف القرويون تلاوة المذياع وشرائط الكاسيت وتقلّص دخل مسعود إلى الحد الأدنى ولم يعد له مصدر رزق إلا مايجود به المحسنون ورغم محاولاته العديدة أن يشيع بين الناس أن التلاوة لاتجوز إلا إذا قرأها الشيخ مباشرة فى الدور وأن وجود المذياع والكهرباء يطرد الملائكة ويستدعي الشياطين لتختلط مع مقرئي المذياع من خلال الأغاني والموسيقى لكن حيلته هذه لم تنطل على أحد وتحوّل معظم أهل القرية إلى السماع من المذياع مباشرة حتى أصبح إختلافه إلى الدور كسابق عهده يضعه فى مصاف من يطلب الصدقات أو من يستحق الزكاة.
توثقت العلاقة لذلك بين مظلوم ومسعود بسبب تلك التغييرات ، مظلوم فاقد النطق يطلب الطعام والشراب حين إحتياجهما بالأشارة ومسعود يمنعه كبرياؤه القديم من طلب الصدقات وقد كان ميسوراً بما تدره القراءة فى الدور وبما كان يدره ملء الخزانات ،وقد أهتدى لحل يعفيه من مسألة الناس بأن صار يطلب باسم مظلوم ماكان يرفضه مظلوم من مال بإعتباره راعياً له وقائماً على شئونه وبهذه الحيلة تفادى إراقة ماء وجهه فى طلب الصدقات أو أموال الزكاة لنفسه مباشرة.
ولأن دوام الحال من المحال كما يشاع فقد صحا مسعود يوماً فلم يجد "مظلوم".. بحث عنه فى كل مكان ، طاف بالدور جميعاً وسأل حتى الأطفال الذين كانوا يطاردونه فى أزقة القرية فلم يصل إلى أخباره وكأنما أنشقت الأرض وأبتلعته.
بعد يومين أصطحب أحد أطفال القرية بعد أن أغراه بقطعة كبيرة من الحلوى إلى ماوراء المقابر المهرب الأثير لمظلوم من مطاردات العابثين ، لم يكن يجرؤ أحد من أهل القرية على الإقتراب من ذلك المكان، كانوا يشيعون فيما بينهم أنه يعج " بالعفاريت" وأن "مظلوم" ليس أول من أختفى فى هذه الناحية بل لقد زاد البعض فقرر أن أصوات ضحكاتهم وتعابثهم تصله إلى حد داره حين يجن الليل.
أرتجف مسعود حين ألمّ به ذلك الخاطر وقبض على يد الطفل الذى همّ بالتراجع لكنه شجّعه قائلاً إن العفاريت لاتظهر بالنهار وإن ظهرت فلواحد فقط وليس لأثنين أو أكثر، وحين أصبح خلف المقابر تماماً أخذ يتفقد المكان بيديه على حين أبلغه الطفل أنه لايوجد أى شئ سوى بقايا كسرات من الخبز تجمعت عليها جحافل من النمل و شجيرة صغيرة لايزيد إرتفاعها عن قامة الرجل تجمع اسفلها أعواد الحطب فيما يشبه الوسادة.
تحسس مسعود المكان بيدٍ مدربة خبيرة وقاس إرتفاع الشجرة شبراً شبراً وتأكد من أن "مظلوم" لم يطرق المكان منذ عدة أيام حين فحص رائحة الطعام الملفوف فى ورقة والتى طغت عفونتها حتى أتّقاها بأن سدّ منخاريه بأصابعه وكرّ عائداً من حيث أتى.
أستبدّ به القلق وكلما مرّ يوم جديد قدّر أن فى الأمر سراً لايعرفه ، راحت أيام البحبوحة والرخاء وتقلّصت عطايا المحسنين حتى كاد يهلك جوعاً وحدّثته نفسه أن الكرامة أهم من الحياة وأنه لن يمد يده طالباً صدقة مهما كلّفه ذلك من عنت، كان يختلف إلى المسجد الكبير حيث كان يعمل من قبل آملاً أن تنقطع الكهرباء أو تنسد المواسير التى تنقل المياه فيعود القوم إليه صاغرين وساعتها لن يرضى بأقل من راتب شهري يضمن بقاء جهوده رهن الإنتظار.
صحت القرية ذات صباح على حكاية عجيبة أنطلقت خيوطها المنسوجة بإتقان من المسجد الكبير، قال مسعود إنه رأى فيما يرى النائم أن "مظلوم" قد أختفى وظهرت مكانه شجرة فى المكان القفر الذى كان يأوي إليه وأن مظلوماً قد تحدّث إليه بلسان فصيح دون تعثر وعليه ثياب خُضر وطلب إقامة مقبرته وعليها قبة عظيمة لتكون مزاراً لهذه العجيبة.
سرى الخبر فى القرية مسرى النار فى الهشيم وذهب وفد يتحقق من رؤيا الشيخ مسعود وحين عاد بالخبر اليقين خبط الناس كفاً بكف وقالوا:
- وكيف لأعمى أن يصف مكاناً قفراً بهذه الدقة والمهارة وهو الذى لايخطو بلا مساعدة إلا أن تكون رؤيته حقاً لامراء فيه.
سرعان ماتجمعت الأموال اللازمة وبُنى القبر والشاهد وفوقهما قبة هائلة وصار القادم إلى قريتنا يرى القبة من بعيد وإلى جوارها شجرة "سيدي مظلوم" وفى المدخل أستقرّ صندوق كبير للنذور يقصده الناس من كل صوب للتبرك بزيارة" سيدي المظلوم" أما الشيخ مسعود فيمضي كل وقته لابساً جبته الصوفية ومتدثراً بعباءته الكشمير بوصفه خادماً للمشهد. *******************
كانوا ينادونه"مظلوم" فلم يكن أحد من أهل القرية يعرف له إسماً آخر وما إذا كان ذلك هو أسمه أم أنه قَدَره فهو لايعرف النطق وقصارى مايستطيعه أن يغمغم أو يتمتم بمالا يبين، إذا أراد أن يأكل جمع أصابعه لتصبح مدببة على إستقامتها وأشار بها إلى فمه ،وإذا أراد أن يشرب تحولت يده إلى قبضة ورفعها إلى فمه مع إمالة الرأس إلى الخلف ،وهكذا برع فى فن "البانتومايم" ليتواصل مع الناس.
لم يكن له فى قريتنا أب أو أم أو أهل أو بيت أو أرض وكأنما هبط من السماء! يمضي نهاره هائماً هارباً من مطاردة أطفال القرية الذين يمطرونه بالحجارة إذا صادفوه ماراً بهم ولم يكن يبادلهم قذفاً بقذف بل كان يتقى مايصل إليه منهم ويغمغم بكلمات غير مفهومة ولكنها غاضبة وكثيراً ماكان يتدخل الناس الطيبون لطرد الأطفال الملاحقين له ومنحه بعض الطعام فلم يكن يرضى بأن يأخذ مالاً من أحد لأن ظهوره أمام أحد الدكاكين كان كفيلاً بجلب المزيد من رشق الحجارة وربما أصابته قذيفة طائشة من بعض العابثين، لذلك كان يكتفي بالتهام مايقدم له على عجل ثم يمضى هارباً من ملاحقيه.
وحين يرخي الليل سدوله كان يأوي إلى منطقة خربة خلف المقابر لايصل إليها أحد قد علّمته التجارب أن الأطفال يخشون الإقتراب منها لإمتلائها "بالعفاريت" بزعمهم.
ولأن لكل قرية عبيطاً فقد أستقر العُرف على أن "مظلوم" هو عبيط قريتنا.
بعض الناس يدفعهم فرط التدين للإحسان إليه بتقديم قطعة خبز أو صحفة أرز والبعض كان يجفل من رؤيته ويرده رداً جميلاً لكنهم اتفقوا جميعاً على أنه ولد بائس لاأهل له فلايحفلون بغيابه فى مكمنه خلف المقابر الأيام ذات العدد إذا ماألمّ به مرض أو لحق به أذى ولايبحثون عنه.
الشخص الوحيد تقريباً الذى كان يتعامل معه بإنتظام من أهل القرية كان الشيخ مسعود وهو ذلك الكفيف الذى كان يتعيش من إدارة طلمبة المياه قبيل صلاة الفجر بمسجد القرية لملء خزانات المسجد قبل أن يتوافد المصلون فإذا ماأستبدّ الظمأ بمظلوم قادته قدماه إلى حيث يجلس الشيخ مسعود فيناوله وعاءً به بعض الماء يروي به ظمأه ثم ينصرف على الفور.
هكذا نشأت بين الأثنين صداقة وطيدة بلا حوار، وكما يجود المحسنون على مظلوم بإعطائه بعض الطعام كانوا كذلك يعطفون على مسعود بأن يدعوه لقراءة ماتيسر من القرآن فى بيوتهم لقاء قروش معدودة إذا مافرغ من عمله فى ملء الخزانات.
مسعود بدوره كان يعطف على مظلوم فيشترى له جلباباً أو سروالاً كلما تيسر له ذلك فنشأ بينهما نوع من التكافل شعر خلاله مسعود بمسئوليته عن مظلوم وكلما سارا جنباً إلى جنب أخذ مسعود يلوّح بعصاه يمنة ويسرة على غير هدى ليطرد العابثين ويردهم عن ملاحقة مظلوم.
هكذا مضت بهما الأيام وكان يمكن أن تمضي إلى ماشاء الله لولا أن كارثتين حلّتا معاً بالشيخ مسعود قلبتا موازين حياته رأساً على عقب.
دخلت المياه النقية إلى المسجد فعرف المصلون صنابير المياه الجارية بلا حساب بدلاً من تلك التى تغذيها الخزانات ففقد مسعود عمله فى ملئها, ودخلت الكهرباء إلى الدور فعرف القرويون تلاوة المذياع وشرائط الكاسيت وتقلّص دخل مسعود إلى الحد الأدنى ولم يعد له مصدر رزق إلا مايجود به المحسنون ورغم محاولاته العديدة أن يشيع بين الناس أن التلاوة لاتجوز إلا إذا قرأها الشيخ مباشرة فى الدور وأن وجود المذياع والكهرباء يطرد الملائكة ويستدعي الشياطين لتختلط مع مقرئي المذياع من خلال الأغاني والموسيقى لكن حيلته هذه لم تنطل على أحد وتحوّل معظم أهل القرية إلى السماع من المذياع مباشرة حتى أصبح إختلافه إلى الدور كسابق عهده يضعه فى مصاف من يطلب الصدقات أو من يستحق الزكاة.
توثقت العلاقة لذلك بين مظلوم ومسعود بسبب تلك التغييرات ، مظلوم فاقد النطق يطلب الطعام والشراب حين إحتياجهما بالأشارة ومسعود يمنعه كبرياؤه القديم من طلب الصدقات وقد كان ميسوراً بما تدره القراءة فى الدور وبما كان يدره ملء الخزانات ،وقد أهتدى لحل يعفيه من مسألة الناس بأن صار يطلب باسم مظلوم ماكان يرفضه مظلوم من مال بإعتباره راعياً له وقائماً على شئونه وبهذه الحيلة تفادى إراقة ماء وجهه فى طلب الصدقات أو أموال الزكاة لنفسه مباشرة.
ولأن دوام الحال من المحال كما يشاع فقد صحا مسعود يوماً فلم يجد "مظلوم".. بحث عنه فى كل مكان ، طاف بالدور جميعاً وسأل حتى الأطفال الذين كانوا يطاردونه فى أزقة القرية فلم يصل إلى أخباره وكأنما أنشقت الأرض وأبتلعته.
بعد يومين أصطحب أحد أطفال القرية بعد أن أغراه بقطعة كبيرة من الحلوى إلى ماوراء المقابر المهرب الأثير لمظلوم من مطاردات العابثين ، لم يكن يجرؤ أحد من أهل القرية على الإقتراب من ذلك المكان، كانوا يشيعون فيما بينهم أنه يعج " بالعفاريت" وأن "مظلوم" ليس أول من أختفى فى هذه الناحية بل لقد زاد البعض فقرر أن أصوات ضحكاتهم وتعابثهم تصله إلى حد داره حين يجن الليل.
أرتجف مسعود حين ألمّ به ذلك الخاطر وقبض على يد الطفل الذى همّ بالتراجع لكنه شجّعه قائلاً إن العفاريت لاتظهر بالنهار وإن ظهرت فلواحد فقط وليس لأثنين أو أكثر، وحين أصبح خلف المقابر تماماً أخذ يتفقد المكان بيديه على حين أبلغه الطفل أنه لايوجد أى شئ سوى بقايا كسرات من الخبز تجمعت عليها جحافل من النمل و شجيرة صغيرة لايزيد إرتفاعها عن قامة الرجل تجمع اسفلها أعواد الحطب فيما يشبه الوسادة.
تحسس مسعود المكان بيدٍ مدربة خبيرة وقاس إرتفاع الشجرة شبراً شبراً وتأكد من أن "مظلوم" لم يطرق المكان منذ عدة أيام حين فحص رائحة الطعام الملفوف فى ورقة والتى طغت عفونتها حتى أتّقاها بأن سدّ منخاريه بأصابعه وكرّ عائداً من حيث أتى.
أستبدّ به القلق وكلما مرّ يوم جديد قدّر أن فى الأمر سراً لايعرفه ، راحت أيام البحبوحة والرخاء وتقلّصت عطايا المحسنين حتى كاد يهلك جوعاً وحدّثته نفسه أن الكرامة أهم من الحياة وأنه لن يمد يده طالباً صدقة مهما كلّفه ذلك من عنت، كان يختلف إلى المسجد الكبير حيث كان يعمل من قبل آملاً أن تنقطع الكهرباء أو تنسد المواسير التى تنقل المياه فيعود القوم إليه صاغرين وساعتها لن يرضى بأقل من راتب شهري يضمن بقاء جهوده رهن الإنتظار.
صحت القرية ذات صباح على حكاية عجيبة أنطلقت خيوطها المنسوجة بإتقان من المسجد الكبير، قال مسعود إنه رأى فيما يرى النائم أن "مظلوم" قد أختفى وظهرت مكانه شجرة فى المكان القفر الذى كان يأوي إليه وأن مظلوماً قد تحدّث إليه بلسان فصيح دون تعثر وعليه ثياب خُضر وطلب إقامة مقبرته وعليها قبة عظيمة لتكون مزاراً لهذه العجيبة.
سرى الخبر فى القرية مسرى النار فى الهشيم وذهب وفد يتحقق من رؤيا الشيخ مسعود وحين عاد بالخبر اليقين خبط الناس كفاً بكف وقالوا:
- وكيف لأعمى أن يصف مكاناً قفراً بهذه الدقة والمهارة وهو الذى لايخطو بلا مساعدة إلا أن تكون رؤيته حقاً لامراء فيه.
سرعان ماتجمعت الأموال اللازمة وبُنى القبر والشاهد وفوقهما قبة هائلة وصار القادم إلى قريتنا يرى القبة من بعيد وإلى جوارها شجرة "سيدي مظلوم" وفى المدخل أستقرّ صندوق كبير للنذور يقصده الناس من كل صوب للتبرك بزيارة" سيدي المظلوم" أما الشيخ مسعود فيمضي كل وقته لابساً جبته الصوفية ومتدثراً بعباءته الكشمير بوصفه خادماً للمشهد. *******************