المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفزاعــــة



عبد العزيز غوردو
26/05/2007, 08:14 PM
الليلة الأولى:

لا أريد أن أنام...
سأظل هكذا مفتوح العينين، جاحظهما، محملقا في كل شيء كمثل مصباح بليد موقد ليل نهار...

لا أريد أن أنام...
يقولون بأن الليل صنو الموت، من يدريني إذن لعلي إذا نمت ألا أستيقظ بعدها أبدا؟ من يدريني أني لو غفوت مجرد برهة أنها ستكون النهاية، سيكون آخر عهدي بالنور... بالحياة... بالوجود...

لا أريد أن أنام...
سأظل هكذا مفتوح العينين، جاحظهما، أنظر ما تفعل الكائنات بعضها ببعض: سأراقب دبيب كل نملة وسقوط كل ورقة توت أو رمان... سأتفحص كيف تغرز الأوابد مخالبها الحديدية في اللحم الطري، وكيف تبتلع الحيات صغار الضفادع المائية... كيف تخون أنثى طيور الجنة زوجها مع عشيق آخر، وكيف يبكي التمساح وهو يهصر بين شدقيه بقايا فريسته...
سأراقب كل شيء، سأفترس كل شيء بنظراتي: لن تغرز الأوابد مخالبها الحديدية في اللحم الطري إلا تحت نظراتي، ولن تخون طيور الجنة زوجها مع عشيقها الغجري إلا تحت نظراتي، ولن يبكي التمساح إلا وأنا أحملق فيه، أتأمل برودة الدم التي يهصر بها العظام كما الأغصان اليابسة...
لن تغفو لي عين ولن أنام، سأتأمل كيف يسرق القط طعام ولي نعمته... وكيف ينبح الكلب في وجه كلب الجيران، فقط لأنه غريب عن الديار... وكيف يضاجع الذئب أخته التوأم دونما مراعاة لعلاقات الدم والقرابة...
سأراقب كل شيء ولن أنام... سأراقب كل شيء وأصمت: فقد مللت الكلام... سأظل هكذا طوال النهار... وفي الليل، آه من الليل، سأسامر ظلي... أختلي مع ضميري أعذبه وأقض مضجعه: أحكي له عن كل ما رأيت طول النهار، أحكي له عن مخالب الأوابد الحديدية، وعن دموع التماسيح، وعن عشق طيور الجنة الذي تضرب به الأمثال... هكذا سأعذب الضمير وأرعبه... سأكشفه أمام نفسه... تحت نظراتي سأجرده من ثيابه الكثيرة كالبصل: سأعريه قشرة قشرة، وكلما نزعت عنه غشاء إلا واحمر خجلا، وأنا أفترسه بنظراتي، أرعبه بحكاياتي... بكل ما رأيت طول النهار... وكلما حكيت له حكاية إلا وخلع ثوبا من ثيابه الأربعين... مثل البصل... وفي الأخير، وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، فقط كومة من الثياب كانت فوق بعضها البعض... فقط كومة من الثياب كانت تخفي بعضها بعضا... ولا شيء بالداخل غير العفونة...




الليلة الثانية:

انقضى الليل طويلا... كئيبا ثقيلا... وأنا ما زلت أسامر ظلي الذي بدأ يتلاشى مع طلائع النور رويدا رويدا...
ما زلت أرفض النوم وأجحظ بعيوني في كل شيء حتى لو كان الظلام... سأراقب كل شيء وأصمت: فقد كرهت الكلام...
تعتقد الأوابد أن عباءة الليل الكحلية تخفي جرائمها... لكني أجحظ في الظلام فأفضحها، تفترسها مقلتي فتكشف ما يعجز الليل عن إخفائه:
هاهنا تنقض بومة بشعة على جرذ صغير فزع يحاول الفرار دون جدوى... وهناك يتسلل ثعلب مخاتل بين فراخ الدجاج فيثير فيها الرعب والقشعريرة... وهذا الأسد الجبار يلغ بلسانه داخل أحشاء مهر جريح، بينما يتربع عقاب ضخم على أشلاء جيفة قذرة يبعثرها بمنقاره الناري... أما أميرة النحل فتضاجع عشيقها في ارتخاء... غدا سيصبح صريعا على شبّاك الخلية...
سأظل أجحظ في الظلام... تفترس مقلتي ما يعجز الليل عن إخفائه: تكشف أغشية البصل حتى النخاع... تعريها... وبعد قليل ستنقضي خلوتي، سيطلع النهار... لكنه مثل الليل مليء بالأوابد، وأنا سأتأملها وهي تستغرق وقتها في نهش بعضها بعضا، بهدوء... والساعات تنقضي بهدوء، تنطفئ مثل فقاعات الصابون الفارغة... وكلما انقضت ساعة إلا وطرقت مسمارا جديدا في نعشي...
سأظل هكذا، هادئا، قابعا في مكاني، ولن أوذي أحدا: حتى هذه الذبابة التي ترتطم بزجاج نافذتي باحثة عن مخرج... عن منفذ للخارج... فيستفزني طنينها... لن أحرك أي ساكن لإيذائها، سأتركها تبحث عن هذا "الخارج" وهي لا تعلم أنها ستسحق بمجرد عبورها لهذا الزجاج ووجودها بهذا الخارج الذي تجهد نفسها للدخول فيه... سأتركها تختار مصيرها بنفسها ولتتحمل مسؤولية ما اختارت... أما أنا فيكفيني أنني سأظل هكذا قابعا في مكاني ولن أؤذيها...



الليلة الثالثة:

لم أعد أستطيع الاحتمال: عيناي تسدلان الستار بتثاقل وأنا أحاول جاهدا فتحهما... لم أعد أطلب منهما الجحوظ، فقط أن تظلا مفتوحتين كي لا أنام... لكنني مهدود كالحطام... عيناي لم تعودا تسعفاني بعد كأنهما ليستا عيني... وأنا أرفض أن أنام... وهما تسدلان الستار: من يدريني أني لو طاوعتهما للحظة واحدة أنها ستكون النهاية ولن يرفع الستار بعدها أبدا... سينهشني الموت سيد الأوابد...
لكنني لم أعد أستطيع: هناك دائما فرق بين ما نريد وما نستطيع... سأغمض عيني فقط، لكني لن أنام... سأستغرق في التفكير كيما أحطم أشلاء الظلام... لكني بدل أن أستغرق في التفكير... استغرقت، دون شعور مني، في النوم... وتقاذفتني الأحلام:
في عمق الحلم رأيتني أتجول داخل حقل شوفان، عاري الرأس حافي الأقدام... في الطرف الآخر للحقل تنتصب فزاعة ضخمة، متشحة بالسواد وهي تمسك منجلا مصقولا يتطاير الموت منه... تماما كما كان "هوغو" يصور الموت في مؤلفاته... وأنا عاري الرأس حافي الأقدام: أطأ الشوك فيدميني، والحقل فارغ إلا مني... حتى الطيور هجرت هذا الحقل المشؤوم... وحدها الفزاعة المرعبة تنتصب قبالتي لا تحرك ساكنا... لكنها تشدني إليها بجاذبية قوية... أريد أن أقاومها، أغرز أقدامي في الأرض، لكنها تقتلعني من جذوري كأزهار الأقحوان، وتسحبني إليها... هكذا، خطوة خطوة... تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن، والمنجل الصارم بين يديها... أحاول أن أسير في اتجاه آخر لكني لا أستطيع... شيء ما يدفعني نحوها بقوة، ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... لم يعد بيني وبينها غير مسافة قصيرة... خطوة أو خطوتان... عيناها الناريتان أوقدتا في وجه ليس بوجه، ودثارها الفولاذي كأنما هو قطعة منه، أو امتداد له! وفجأة، وبسرعة البرق كمارد من الجان، لم أشعر إلا والمنجل السحري يلف عنقي بقوة: يحتز رأسي البائس الذي تدحرج مخضبا بدمائه... وبقيت عيناي في محاجرها تحملقان في جسدي المترنح تارة... وتفترسان الفزاعة التي عادت إلى وضعها الأول الساكن، تارة أخرى... ثم صرخت...
استيقظت مفزوعا من النوم وعدت أجحظ بعيوني في جوف الظلام... لست أدري كم استغرق هذا الكابوس البشع... خيل إلي للحظة أنها كانت النهاية فعلا، لكني طردت النوم عن مقلتي، نفضت الموت عن جفوني، وعدت أفترس كل شيء بعيوني...



الليلة الرابعة:

هذه الليلة أيضا تكرر الكابوس البشع عندما تعبت وصرعني النوم:
حقل الشوفان... ورجلاي داميتان... والفزاعة المشؤومة احتزت رأسي بضربة قوية من منجلها الصارم بعد أن جرتني إليها... تدحرج رأسي ثم صرخت...
استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني...
وفي الليلة الخامسة تكرر الكابوس أيضا... ثم في الليلة السادسة، تكرر بنفس التفاصيل والحيثيات:
حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور... وفزاعة الأحزان... ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... ثم رأسي الذي تدحرج تحت منجل الشيطان...



الليلة السابعة:

خرجت من الجحر الذي كنت فيه... مثل تلك الذبابة، انطلقت للخارج باحثا عن مصيري: إن بقائي داخل جحري يعني صراعا جديدا مع النوم اللعين، وأنا اكتفيت من الصراع والكوابيس...
بعد أن سرت مدة من الزمن، وجدتني أمام جحري من جديد: عندما تسير في مضمار مغلق فكلما ابتعدت عن نقطة انطلاقك إلا واقتربت منها في نفس الوقت... هكذا أخذت طريقا آخر مختلفا ومشيت الهوينى... ثم مشيت... خيل إلي أنني أمشي في هذا الطريق من سنين طويلة، وباستثناء هذه الخيالات فرأسي فارغ، خال من كل تفكير كالفقاعة... وحدها عيوني تبحث عن شيء تفترسه... وفجأة...
تسمرت في مكاني: وجدتني داخل حقل شوفان...
... تماما كما في الحلم اللعين...
وفي الطرف الآخر للحقل تنتصب فزاعة ضخمة متشحة بالسواد وهي تمسك منجلا صارما ولا تحرك ساكنا...
... تماما كما في الحلم اللعين...
حاولت أن أغرز أقدامي في الأرض لكنها اقتلعتني من جذوري كأزهار الأقحوان... حاولت أن أسير في اتجاه آخر دون جدوى... جاذبية قوية تشدني إليها وتسحبني، ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... أصبحت الآن قريبا منها، حملقت فيها: في العينين الناريتين والوجه الذي لا يشبه الوجه...
... تماما كما في الحلم اللعين...
والمنجل الصارم بين يديها... جف ريقي... جحظت عيناي فزعا... بعد قليل سيتدحرج رأسي مخضبا بدمائه... لم يطل انتظاري: هوت علي بمنجلها كالصاعقة...
صرخت...
... استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني...

ريمه الخاني
29/05/2007, 03:24 PM
تسجيل حضور
لي عودة بقراءة اخرى
تحية

ابراهيم عبد المعطى داود
29/05/2007, 11:05 PM
المبدع / عبد العزيز غوردو
سامحنى أخى العزيز النص مفرط فى التشاؤم وجلد الذات .لم أستطع تحمل قراءته الى النهاية
تقبل مودتى واعتزازي
ابراهيم عبد المعطى ابراهيم

محمد فؤاد منصور
30/05/2007, 11:44 PM
أخى الكاتب المبدع عبد العزيز
وكأنى بك تتحدث عن حتمية القدر الذى لافكاك منه حتى لو ظللنا مفتوحى العينين أبد الدهر نراقب كل فعل حركة كان او سكوناً، النص غامض بعض الشئ ولكن لغته شاعرية مدهشة مشحونة بالأسى المناسب تماماً للموضوع .
أهنئك وتقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

عبد العزيز غوردو
31/05/2007, 01:29 AM
المبدعة ريمة الخاني
أنا في انتظارها زيارتك الثانية... بقلب مفتوح
تشرفيني في أي وقت شئت

عبد العزيز غوردو
31/05/2007, 01:34 AM
العزيز المبدع إبراهيم عبد المعطي
لشد ما تمنيت أن تتمه إلى النهاية... جلدا لهذه الذات الخاوية الخراب... التي تفر من ضميرها، ولا تستطيع من فكاكا...

أرجو أن تعود لإتمام النص...
وأنا في انتظار تقييمك

تقبل مودتي

عبد العزيز غوردو
31/05/2007, 01:41 AM
للأستاذ الفاضل الدكتور: محمد فؤاد منصور مكانة خاصة في القلب

هو فعلا كما تفضلت بالقول: حتمية القدر الذي لا فكاك منه...

وتأبين لقيم الإنسان المعاصر... وتشظي وجوديته التي تخشى العدم...

شرفتني بالزيارة وبالرد أيها الفاضل... فأرجو أن تقبل خالص مودتي وامتناني

عبد الحميد الغرباوي
31/05/2007, 02:59 AM
العزيز غوردو،
عماذا أتحدث؟..
هل أتحدث عن اللغة الشاعرية التي نورت النص من البداية حتى النهاية؟..
هل أتحدث عن البناء الذي أتى متماسكا، و زجاجيا قويا، شفافا، رغم السوداوية التي تصبغه بألوانها القاتمة؟...
أم أتحدث عن الليالي، و أحلامها المدهشة، التي تصل درجة من السريالية، تغري بتشكيلها في لوحات زيتية باهرة؟...
أم أتحدث عن دلالة الرقم 7..؟.. لماذا توقفت الليالي بالضبط، عند رقم سبعة؟..هل كان حصرها عند الرقم المشار إليه، عن غير قصد، أم في الأمر اختيار و قصد؟..
أم أتحدث عن الرسالةالوجودية التي يختزنها النص بين ثناياه، و هي رسالة عميقة عمق المحيطات و ضخمة ضخامة جبل توبقال المغربي؟...
قطعة أدبية جديرة بأكثر من قراءة واحدة...
لكن هذا لا يمنع من أن أشير إلى بعض التشبيهات التي لم أستسغها، و ربما هذاعائد إلى ذائقتي الأدبية:
* ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان
*خرجت من الجحر الذي كنت فيه... مثل تلك الذبابة،...
مودتي

زاهية بنت البحر
31/05/2007, 04:33 AM
التكرار هو الحياة الروتينية للنفس وبه تُسلب أمنها في زحمة الهواجس من شيء، من لاشيء، من كل شيء ،من نفس هي هي، أو هي سواها بقبضة النهاية المفزعة لكل ذي عقل وروح..أخشى في كثير من الأحيان أن يكون للإنسان دور في رسم نهايته على يد أوهامه ، أو أحلامٍ تتجسد خيالات ربما تحققت ذات توهم فقضت عليه..إنسان اليوم هو أكثر رعبًا من سابقه زمنًا لكثرة النهايات غير المتوقعة، والتي تأتي صاعقة، فتجعله يعيش القلق ويتنفسه مع شهيقه كل لحظة ،ولوأنه اراح نفسه من التفكير بالغد وكوارثه ربما كان استراح وأراح ، ولكن كما يبدو فإنه يعيشه بكل وجوده ووجود ماحوله ..نص فخم لغة وتصويرا..دمت مبدعًا.
أختك
بنت البحر

عبد العزيز غوردو
01/06/2007, 07:27 PM
أستاذي الفاضل المبدع الناقد: عبد الحميد الغرباوي

هرم يطرق بابي مرتين: أي سعد أنا فيه اليوم؟

أم لعله "توبقال" ينزل بهيبته، ووقاره، على شرفتي فيزيدها ألقا... ويبهج صفحتها نورا...

للتوقف عند الرقم 7، دلالته القطعية بالتأكيد... بهالته وقدسيته المعروفة... التي تجعلنا ننحني أمامه إجلالا أو إكبارا... أو إجلالا وإكبارا...

وللنص فعلا، كما تفضلتم، حضور وجودي، بنكهة سريالية... يرنو إلى تجاوز "الأقليمي"، ومعانقة "الكوني"...

زيارتكم وتعقيبكم تفتح الأفق نورا أمام "فزاعتي" لتزيدها عبقا...

ممتن أنا إذن، ومكبل بالجميل

فأي شكر يكفيني؟

عبد العزيز غوردو
01/06/2007, 07:38 PM
أهلا بالصدر الكبير الذي احتضنني منذ نزلت، على "واتا"، "طائر فينيق" شارد...

المبدعة المتألقة دوما: زاهية بنت البحر

من شأن القراءة التي تفضلت بالقيام بها "للفزاعة"، أن تفتح أمامها فضاء تتنفس فيه ملء رئتيها...

زيارة كريمة... من أخت كريمة...

.....لا نمل من شكرها أبدا.....

يحي غوردو
05/08/2007, 03:07 AM
وكأني أغوص في كابوسية لكافكا، أو وجودية ممزقة لسارتر...

أين غاب عني هذا النص؟؟؟

جميل ما أبدعت... وأوافق تماما التشريح الذي تفضل به الأستاذ الفاضل عبد الحميد الغرباوي...

معذرة أيها العزيز: أريد معانقة هذا النص القوي مرة ثانية...

تقبل مروري ومودتي...

عبد العزيز غوردو
13/08/2007, 04:30 PM
من أيقظ "فزاعتي" من نومها الطويل؟؟؟

تجز الرؤوس.. تجر العويل...

تراود الأعناق على عشقها،

ثم تستلّها..

وتستلّ المشيمة من رحم النخيل...

" "

" "

يحي.. أيها المبدع..

بدوري أهنئك على تعليقك الباذخ... وأخجل أمام إطرائك، ووضعي جنبا إلى جنب العملاقين: كافكا وسارتر...

مودتي أيها العزيز..

نزار ب. الزين
13/08/2007, 05:29 PM
أخي الدكتور عبد العزيز غوردو
عندما تتكرر الكوابيس في أحلام شخص ما ، فإنها تشير إلى نفسيته المضطربة و المشحونة بالمخاوف و الوساوس ، أو أن صاحبها ارتكب إثما ما ، و عن طريقها يعذبه ضميره ، و الفزاعة في النص هي الضمير الذي يرغب بشدة اجتذاذ رأس الخطيئة .
نص يختلط فيه علم النفس بالفلسفة و الأدب بانسياب مدهش يشير إلى ابداع الدكتور عبد العزيز
دمت و دام تألقك
نزار

عبد العزيز غوردو
19/08/2007, 12:38 AM
أستاذي الفاضل نزار..

هو زمن تشظي الإنسان المعاصر، هذا الذي بتنا نعيش فيه...

تحنيط للقيم وتأبين للضمير والأخلاق...

بارد هذا الزمن... وممزق هذا الإنسان..

فكيف لا تطارده الكوابيس؟؟؟

تشريحك للنص، أستاذي، رائع وممتع...

ويكشف وجه هذا الإنسان.. وهذا الزمن..

تحيتي ليراعك المضيء..

الحاج بونيف
26/09/2007, 12:08 AM
أخي عبد العزيز غوردو
جميل هذا التناص في العناوين، قرأت الموؤودة ولي موؤدتي .. وقرأت الفزاعة ولي فزاعتي وهي منشورة في منتدى من المحيط إلى الخليج وقام الأستاذ الفاضل إبراهيم درغوثي بترجمتها إلى اللغة الفرنسية.. لكن المحتوى غير المحتوى .. أخي عبد العزيز سردكم جميل وجذاب ولغتكم راقية وأسلوبكم أنيق .. مودتي واحترامي.

عبد العزيز غوردو
27/09/2007, 08:58 PM
أخي المتألق الحاج:

لكل منا فزاعته... ولكل منا موؤودته أيضا...

أهو توارد في الخواطر، على مستوى العناوين على الأقل؟؟؟

هذا ما يبدو.. ليتأكد أن الفكر كافر بالحدود الجغرافية والسياسية...

شرفت بزيارتك وتعقيبك... أيها العزيز..

فيصل الزوايدي
09/10/2007, 01:45 AM
أخي عبد العزيز غوردو صدقني لقد جف حلقي و انا اتابع هذه " الكابوسية " الرهيبة ، و انا اعذر الاخ ابراهيم عبد المعطى ابراهيم تمام لعدم اكمال الليالي معكَ .. رائعة فعلا اخي عبد العزيز و لن اجد شيئا جديدا اضيفه على كلام السابقين
دمت في خير
مع مودتي

حنين حمودة
09/10/2007, 04:58 PM
ما هذه البشاعة التي خطها قلمك
بهذا الجمال!

النص بحاجة لقراءات
وليس لقراءة واحدة.
تقديري

NAJJAR
10/10/2007, 07:29 AM
الفزاعة... الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
ما زلت أحاول أن أنجو
وجريت لتلقفنى الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
أغمض عينىَّ أوأفتحها
فى كلٍ أجد الفزاعة
تلقفنى وأحاول أجرى
وكل طريقٍ للفزاعة
أضرب خدى أضرب صدرى
لا أحلم .. هذى الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
منجلها يلتف بعنقى
كالطوق ولا أجد شفاعة
رأسى تتدحرج هل وَقَعَت؟
ويحى ماذا يجرى الساعة؟
أصرخ أرفص أبكى أسمع
أمى توقظنى بوداعة
قم يا ولدى تربت كتفى
رأسى رأسى ..الفزاعة!!
أبصر بسمة أمى أهدأُ
أضحك تسأل ما الفزاعة
أرد أتهته فى خجلٍ
الفزاعة؟ الفزاعة؟
أفكنت أصيح الفزاعة؟

حقيقة أخى أرعبتنى وأرعبت كل جدران واتا. ترتج وتفزع، يستقيل الأعضاء متحججين بحججٍ شتى، والبعض ينسحب فى صمت، والبعض يسحب كلماته، والبعض يقول قصيد شجاعة، يشجب ويندد بالفزاعة، ثم يعود ويغلق بابه، ويردد همساً وضراعة، أعوذ بربى من الشيطان، ومن شر ظهور الفزاعة.

الفكرة أعجبتنى كثيراً، والقصة أمتعتنى أكثر. أشكر لك
إخافة قلبى، وإمتاعه
دمت مبدعاً
على أن تبعث قصتك التالية
فى قلبى بعض الشجاعة
حتى أنسى ما الفزاعة
أيمكن أن أنسى؟
ال..
ف
ز
ا
ع
ة
؟
على أنى أعترض وبشدة على أكل الفأر، وكان يجب أن تبحث عن شىءٍ يأكله الفأر، فربما يوماً ينقذك حين يقرض عصا الفزاعة، فتهوى وتبقى رأسك، تشكر فأرى طول الساعة.
وا فأراه
ذهب شجاعاً
ما كان ليخشى الفزاعة
لن أصنع قبل الثأر جنازة
لن أعزم قبل الثأر وداعه
والبومة لن تسعد يوماً
لا بل لن تسعد ساعة
وسأمسكها وأقيدها
حيث تمزقها الفزاعة
الفزاعة
الفزاعة
......

علمت بأن حنين فلسطين حين دعتنى لصفحة الفزاعة، كانت تعد من فأرى المسكين، وجبة إفطارٍ دسمة، لبومتها المتوحشة ذات العينين الواسعتين، والمنقار الذى يشبه منجل الفزاعة. أترى...بل لعلها هى نفسها الفزاعة !!؟ يا له من فأرٍ...طيب.

حنين حمودة
10/10/2007, 04:06 PM
استاذي غوردو
اظن ان اكثر ما هال الاخ محمد النجار
ان البومة اكلت الجرذ!

بمشيئة الله سنتساجل شعريا " بومتي"
و" فأره"
بعد العيد في منتدى ادب الاطفال.

انتم مدعون على .... العشاء!

تقديري

عبد العزيز غوردو
14/10/2007, 12:33 AM
أخي عبد العزيز غوردو صدقني لقد جف حلقي و انا اتابع هذه " الكابوسية " الرهيبة ، و انا اعذر الاخ ابراهيم عبد المعطى ابراهيم تمام لعدم اكمال الليالي معكَ .. رائعة فعلا اخي عبد العزيز و لن اجد شيئا جديدا اضيفه على كلام السابقين
دمت في خير
مع مودتي

.................................

وأنت أروع: أخي المتألق حد الإبهار.. فيصل..

فليدم تألقك...

مع خالص مودتي

عبد العزيز غوردو
14/10/2007, 12:36 AM
ما هذه البشاعة التي خطها قلمك
بهذا الجمال!

النص بحاجة لقراءات
وليس لقراءة واحدة.
تقديري

.............................

على اختزاله: هذا الرد من أجمل الردود التي قرأتها...

أما زيارتك الثانية فسأنتظرها بشغف ولهفة...

:fl:

عبد العزيز غوردو
14/10/2007, 12:39 AM
الفزاعة... الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
ما زلت أحاول أن أنجو
وجريت لتلقفنى الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
أغمض عينىَّ أوأفتحها
فى كلٍ أجد الفزاعة
تلقفنى وأحاول أجرى
وكل طريقٍ للفزاعة
أضرب خدى أضرب صدرى
لا أحلم .. هذى الفزاعة
تقطف رأسى تلك الساعة
منجلها يلتف بعنقى
كالطوق ولا أجد شفاعة
رأسى تتدحرج هل وَقَعَت؟
ويحى ماذا يجرى الساعة؟
أصرخ أرفص أبكى أسمع
أمى توقظنى بوداعة
قم يا ولدى تربت كتفى
رأسى رأسى ..الفزاعة!!
أبصر بسمة أمى أهدأُ
أضحك تسأل ما الفزاعة
أرد أتهته فى خجلٍ
الفزاعة؟ الفزاعة؟
أفكنت أصيح الفزاعة؟

حقيقة أخى أرعبتنى وأرعبت كل جدران واتا. ترتج وتفزع، يستقيل الأعضاء متحججين بحججٍ شتى، والبعض ينسحب فى صمت، والبعض يسحب كلماته، والبعض يقول قصيد شجاعة، يشجب ويندد بالفزاعة، ثم يعود ويغلق بابه، ويردد همساً وضراعة، أعوذ بربى من الشيطان، ومن شر ظهور الفزاعة.

الفكرة أعجبتنى كثيراً، والقصة أمتعتنى أكثر. أشكر لك
إخافة قلبى، وإمتاعه
دمت مبدعاً
على أن تبعث قصتك التالية
فى قلبى بعض الشجاعة
حتى أنسى ما الفزاعة
أيمكن أن أنسى؟
ال..
ف
ز
ا
ع
ة
؟
على أنى أعترض وبشدة على أكل الفأر، وكان يجب أن تبحث عن شىءٍ يأكله الفأر، فربما يوماً ينقذك حين يقرض عصا الفزاعة، فتهوى وتبقى رأسك، تشكر فأرى طول الساعة.
وا فأراه
ذهب شجاعاً
ما كان ليخشى الفزاعة
لن أصنع قبل الثأر جنازة
لن أعزم قبل الثأر وداعه
والبومة لن تسعد يوماً
لا بل لن تسعد ساعة
وسأمسكها وأقيدها
حيث تمزقها الفزاعة
الفزاعة
الفزاعة
......

علمت بأن حنين فلسطين حين دعتنى لصفحة الفزاعة، كانت تعد من فأرى المسكين، وجبة إفطارٍ دسمة، لبومتها المتوحشة ذات العينين الواسعتين، والمنقار الذى يشبه منجل الفزاعة. أترى...بل لعلها هى نفسها الفزاعة !!؟ يا له من فأرٍ...طيب.

................................................

شكرا لمرورك العطر والطريف أخي المبدع نجار...

قد خففت بردك بعضا من وحشية كابوسيتي...

فلك جزيل الشكر والامتنان..

وباقة ورد من القلب..

:fl:

معتصم الحارث الضوّي
14/10/2007, 12:49 AM
لامارتين القصة العربية
ذكّرتني قصتك هذه بروايةٍ أُعيدُ قراءتها حالياً للمرة الرابعة ، و عنوانها Absolute Friends للكاتب العملاق John Le Carre .
أتعلم ما القاسم المشترك بينهما ؟ أنهما أضافتا إلى معرفتي بالحياة و خبرتي بمسالكها الوعرة .

شكراً لك فقد أنرت دربي
:fl: :fl: :fl:

عبد العزيز غوردو
14/10/2007, 01:00 AM
استاذي غوردو
اظن ان اكثر ما هال الاخ محمد النجار
ان البومة اكلت الجرذ!

بمشيئة الله سنتساجل شعريا " بومتي"
و" فأره"
بعد العيد في منتدى ادب الاطفال.

انتم مدعون على .... العشاء!

تقديري

...............................

أكيد سأنتظر المساجلة بشوق...

وإن كانت "الطبيعة" تجعل من البومة صيادا.. ومن الفأر فريسة...

سوف نرى..

:good:

حنين حمودة
21/10/2007, 09:11 PM
شيطان أخرس بطلك أيها الكاتب
شيطان أخرس!!
فلو كان يصرخ ..
لو كان ينطق..
لو كان يفضح ما يرى لما خنقته الكوابيس

حنين حمودة
21/10/2007, 09:11 PM
شيطان أخرس بطلك أيها الكاتب
شيطان أخرس!!
فلو كان يصرخ ..
لو كان ينطق..
لو كان يفضح ما يرى لما خنقته الكوابيس

عبد العزيز غوردو
21/10/2007, 11:12 PM
لامارتين القصة العربية
ذكّرتني قصتك هذه بروايةٍ أُعيدُ قراءتها حالياً للمرة الرابعة ، و عنوانها Absolute Friends للكاتب العملاق John Le Carre .
أتعلم ما القاسم المشترك بينهما ؟ أنهما أضافتا إلى معرفتي بالحياة و خبرتي بمسالكها الوعرة .

شكراً لك فقد أنرت دربي
:fl: :fl: :fl:
................................................

قد أضافتني أقلام الإخوة الأفاضل، بهذه القصة، إلى عمالقة بحجم "كافكا" و"سارتر"...

وها أنت الآن أيها المفضال، بعد تلقيبي بلامارتين القصة العربية، تضيفني إلى عملاق آخر من عيار ثقيل... ثقيل جدا...

هي العبرات التي تسابق قلمي الآن...

لتُذكّر صغيرا مثلي بأن ما عليه إلا أن يتضاءل في حضور الكبار...

" "

أخي معتصم... أيها الكبير بكل المقاييس...

إني لأتوارى إلى الصفوف الخلفية بحضــورك...

عبد العزيز غوردو
21/10/2007, 11:12 PM
لامارتين القصة العربية
ذكّرتني قصتك هذه بروايةٍ أُعيدُ قراءتها حالياً للمرة الرابعة ، و عنوانها Absolute Friends للكاتب العملاق John Le Carre .
أتعلم ما القاسم المشترك بينهما ؟ أنهما أضافتا إلى معرفتي بالحياة و خبرتي بمسالكها الوعرة .

شكراً لك فقد أنرت دربي
:fl: :fl: :fl:
................................................

قد أضافتني أقلام الإخوة الأفاضل، بهذه القصة، إلى عمالقة بحجم "كافكا" و"سارتر"...

وها أنت الآن أيها المفضال، بعد تلقيبي بلامارتين القصة العربية، تضيفني إلى عملاق آخر من عيار ثقيل... ثقيل جدا...

هي العبرات التي تسابق قلمي الآن...

لتُذكّر صغيرا مثلي بأن ما عليه إلا أن يتضاءل في حضور الكبار...

" "

أخي معتصم... أيها الكبير بكل المقاييس...

إني لأتوارى إلى الصفوف الخلفية بحضــورك...

عبد العزيز غوردو
26/10/2007, 12:38 AM
شيطان أخرس بطلك أيها الكاتب
شيطان أخرس!!
فلو كان يصرخ ..
لو كان ينطق..
لو كان يفضح ما يرى لما خنقته الكوابيس

..................................................

للشياطين الخُرس كوابيسهم أيتها المبدعة حنين...

وللملائكة الصارخين كوابيسهم أيضا...

هي - الكوابيس - لا تختار جبين الشيطان لتحط عليه كما فراشة النار...

فقد يغريها جبين الملاك أيضا...

خالص مودتي

:fl:

صلاح م ع ابوشنب
28/10/2007, 02:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ عبد العزيز غوردو

هذا أول نص أقرأه لك ، محبس مظلم أظلمه غياب الضمير، ومن قبله غياب الوازع الدينى فأصبحت .. انها غابة كبرى يجول فيها العقاب فى الفضاء والضباع فوق الارض وتدمى الاشواك اقدام الفزعين ، ليت كل منا استطاع تعرية البصلة قشرة قشرة - اقصد جرد الضمير- ثم قيده وجلده كل ليلة قبل النوم لعل الفزع يهجر النفس .

احييى قلمك
صلاح ابوشنب

صلاح م ع ابوشنب
28/10/2007, 02:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ عبد العزيز غوردو

هذا أول نص أقرأه لك ، محبس مظلم أظلمه غياب الضمير، ومن قبله غياب الوازع الدينى فأصبحت غابة كبرى يجول فيها العقاب فى الفضاء والضباع فوق الارض وتدمى الاشواك اقدام الفزعين ، ليت كل منا استطاع تعرية البصلة قشرة قشرة - اقصد جرد الضمير- ثم قيده وجلده كل ليلة قبل النوم لعل الفزع يهجر النفس .

احييى قلمك
صلاح ابوشنب

حسن الرفيع
28/10/2007, 05:23 AM
الفزاعة ..
تحمل الكثير في طياتها ..
وجفاك النوم غصبا عنك .. أو بإرادتك
تريد أن ترى ما يجري بالعالم السفلي ..
لكنك تفاجئ دائما بفراعة تطيح برأسك مدمى .. تتسربل منه عروق تروي عطش الأرض لدماء .
وكنت تحاول التخلص في كل الليالي من فزاعتك .
تريد أن تستمر في رؤاك الليلية فلا يغمض لك جفن ..
ولكن تلك اللعينة .. لا فكاك منها ..
فالصحو الغير مرغوب به ..
لا بد سيسوقك إلا ما لا تشتهي ..
ورغما عنك ..
وبلا إرادة منك
تعود إلى نفس الطريق ..
لتحز الفزاعة عنقك .. مبلالا في سريرك .. ويتصبب منك الرعرق ..
لماذا سلكت هذا الطريق ..
هل هذا هو قدرك ..
أيها الباحث عن الحقيقة ..
بين الوهم .. والواقع المرير
لست أدري ربما هي خربشات على نصك الذي ..
أحسست بأن النوم جافاني ..
وتركني معلقا بين النوم واليقضة ..
وتلك الفزاعة بنصلها الذي أشعر بأنه يكاد يحز عنقي
متشائل ربما ..
كلنا نحاول أن نحيا ..
ولكن بلا فزاعات ..
هل نصحو يوما بلا كابوس يؤرق هدوء ليالينا ..
ربما ... وربما ؟!

حسن الرفيع

عبد العزيز غوردو
28/10/2007, 09:48 PM
المبدعة حنين...

لا تتصورين حجم سعادتي بتواصلك المستمر مع نصوصي...

فلك مني جزيل الشكر والامتنان..

وتحية متضمخة عطرا..

عبد العزيز غوردو
28/10/2007, 10:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ عبد العزيز غوردو

هذا أول نص أقرأه لك ، محبس مظلم أظلمه غياب الضمير، ومن قبله غياب الوازع الدينى فأصبحت .. انها غابة كبرى يجول فيها العقاب فى الفضاء والضباع فوق الارض وتدمى الاشواك اقدام الفزعين ، ليت كل منا استطاع تعرية البصلة قشرة قشرة - اقصد جرد الضمير- ثم قيده وجلده كل ليلة قبل النوم لعل الفزع يهجر النفس .

احييى قلمك
صلاح ابوشنب
............................................

أخي صلاح:

هي دنيانا التي تجمع مختلف الوقائع والبشر والضمائر أيضا...

ومبدع بائس مثلي ليس له إلا رصد بعض وجوهها.. وانتقادها أحيانا...

أتمنى أن أكون قد وفقت في هذا الرصد...

سعيد أنا بزيارتك...

وبتعليقك أنا أسعد..

خالص مودتي

عبد العزيز غوردو
28/10/2007, 10:38 PM
أخي صلاح:

لسبب من الأسباب تكرر تعليقك...

لا اريد أن أخوض في الأسباب..

لكن وجب تكريم التكرار...

تقبل مني باقة حب

:fl:

عبد العزيز غوردو
30/10/2007, 11:04 PM
الفزاعة ..
تحمل الكثير في طياتها ..
وجفاك النوم غصبا عنك .. أو بإرادتك
تريد أن ترى ما يجري بالعالم السفلي ..
لكنك تفاجئ دائما بفراعة تطيح برأسك مدمى .. تتسربل منه عروق تروي عطش الأرض لدماء .
وكنت تحاول التخلص في كل الليالي من فزاعتك .
تريد أن تستمر في رؤاك الليلية فلا يغمض لك جفن ..
ولكن تلك اللعينة .. لا فكاك منها ..
فالصحو الغير مرغوب به ..
لا بد سيسوقك إلا ما لا تشتهي ..
ورغما عنك ..
وبلا إرادة منك
تعود إلى نفس الطريق ..
لتحز الفزاعة عنقك .. مبلالا في سريرك .. ويتصبب منك الرعرق ..
لماذا سلكت هذا الطريق ..
هل هذا هو قدرك ..
أيها الباحث عن الحقيقة ..
بين الوهم .. والواقع المرير
لست أدري ربما هي خربشات على نصك الذي ..
أحسست بأن النوم جافاني ..
وتركني معلقا بين النوم واليقضة ..
وتلك الفزاعة بنصلها الذي أشعر بأنه يكاد يحز عنقي
متشائل ربما ..
كلنا نحاول أن نحيا ..
ولكن بلا فزاعات ..
هل نصحو يوما بلا كابوس يؤرق هدوء ليالينا ..
ربما ... وربما ؟!

حسن الرفيع
.....................................

أخي المبدع حسن...

لحظات التشظي تميز حياتنا المعاصرة...

تكبل مصائرنا... تغتال البسمة على شفاهنا...

تمزق فينا الحلم الجميل.. وتحيله إلى كابوس يحرمنا النوم...

هذه صورة الوجود المعاصر.. وليس بالضرورة أن يكون المبدع وجوديا - حتى النخاع - حتى يعيش المأساة أيضا...

يكفي تقمص بعض طقوس الإبداع التي تتخذ فينا أشكالا هي تختارها بالضرورة...

لنروي الحدث...

أسعدني التحاور معك أخي حسن..

وممتن أنا للزيارة والتعليق

:fl:

فايزة شرف الدين
01/11/2007, 06:57 PM
الأخ الدكتور / عبد العزيز
منذ التحقت بالمنتدي ، وعنون الفزاعة يلاحقني ، ولكني هذبت فضول نفسي ، حتي فاض بي الكيل ، فقرأت القصة .. فهي تحمل دلالات عميقة ، تشي بالخوف والقلق النفسي ، وتكرار العبارات يشيرإلي التشتت والهواجس اللذان يخيمان علي جو القصة ، ولعلها تذكرني ، بقصة قصيرة ، قرأتها لإدجار ألن بو منذ سنوات طويلة .
وجدت عيناي توقفتا فجأة عند الليلة الثالثة ظنا مني أن القصة انتهت ، وفي تصوري أن القصة كان من الأفضل أن تنتهي عندها ، لأن ما بعدها كان تكرارا ، ولم يضف شيء ، بغض النظر عن الدلالة الكونية للرقم سبعة ، وقد أختلف بحسب معتقدي الإسلامي ، أن الإنسان لا يمكن لروحه ، أن تصير إلي عدم ، حتي النظرية العلمية تؤكد ، أن المادة لاتخلق من العدم ، ولا تتحول إلي عدم ، فسامحوني لأني أختلف مع أصحاب الفلسفة ، وتلك الدوائر المفرغة ، وهذا التشاؤم والقلق النفسي .
تقبل مروري وشكرا لك

محمود عادل بادنجكي
04/11/2007, 08:00 PM
أخي عبد العزيز:
الأمر سيّان لدى المبدع... نائماً
كان... أو مستيقظاً...
عيناه... عدستا تصوير... تملكان
قوة تقريب كبيرة للصورة...
لتظهرا كامل التفاصيل الدقيقة...
وتغوصا في أعماق المشهد...

حتى وهما مغلقتان!!!

عبد العزيز غوردو
06/11/2007, 10:52 PM
الأخ الدكتور / عبد العزيز
منذ التحقت بالمنتدي ، وعنون الفزاعة يلاحقني ، ولكني هذبت فضول نفسي ، حتي فاض بي الكيل ، فقرأت القصة .. فهي تحمل دلالات عميقة ، تشي بالخوف والقلق النفسي ، وتكرار العبارات يشيرإلي التشتت والهواجس اللذان يخيمان علي جو القصة ، ولعلها تذكرني ، بقصة قصيرة ، قرأتها لإدجار ألن بو منذ سنوات طويلة .
وجدت عيناي توقفتا فجأة عند الليلة الثالثة ظنا مني أن القصة انتهت ، وفي تصوري أن القصة كان من الأفضل أن تنتهي عندها ، لأن ما بعدها كان تكرارا ، ولم يضف شيء ، بغض النظر عن الدلالة الكونية للرقم سبعة ، وقد أختلف بحسب معتقدي الإسلامي ، أن الإنسان لا يمكن لروحه ، أن تصير إلي عدم ، حتي النظرية العلمية تؤكد ، أن المادة لاتخلق من العدم ، ولا تتحول إلي عدم ، فسامحوني لأني أختلف مع أصحاب الفلسفة ، وتلك الدوائر المفرغة ، وهذا التشاؤم والقلق النفسي .
تقبل مروري وشكرا لك

.................................................

أختي المبدعة فايزة...

لي كبير الشرف أن تحاصرك "فزاعتي" منذ وطئت قدماك المنتدى...

وأتمنى ألا يكون ظنك قد خاب بعد قراءتها..

" "

فنيا، ما كان بالإمكان التوقف عند الليلة الثالثة...

لأن كل شيء تختزله قفلة الختام: الاستيقاظ في اليقظة...

تداخل الحلم واليقظة.. هو بالضبط ما أردته للعبتي الركحية...

أما اختيار الرقم سبعة للتوقف عنده فلم يكن بريئا قطعا...

بالمناسبة: ليس المسلمون وحدهم الذين يقدسون هذا الرقم..

" "

للتحاور معك طعم آخر، مشتهى، أيتها المبدعة...

وقد أحببته...

خالص مودتي..

:fl:

عبد العزيز غوردو
12/11/2007, 12:55 PM
أخي عبد العزيز:
الأمر سيّان لدى المبدع... نائماً
كان... أو مستيقظاً...
عيناه... عدستا تصوير... تملكان
قوة تقريب كبيرة للصورة...
لتظهرا كامل التفاصيل الدقيقة...
وتغوصا في أعماق المشهد...

حتى وهما مغلقتان!!!

..................................

أخي المبدع المتألق محمود...

أجدتَ في التشبيه:

...حتى وهما مغمضتان،

لا تتوقفان عن التصوير...

" "

اتسعت الحدقة هنا لتستوعب حجم الكابوس...

فهل التقطت اللقطة كاملة؟؟؟

" "

أعتقد أن عدسات أخرى... وأخرى... وأخرى...

ضرورية لتقريب الصورة...

فالكابوس أكبر من عدسة أو عدستين...

" "

خالص مودتي أخي العزيز

:)

عبد العزيز غوردو
01/12/2007, 07:46 PM
http://img156.imageshack.us/img156/360/72624077yq6.jpg

عبد العزيز غوردو
01/12/2007, 07:46 PM
http://img156.imageshack.us/img156/360/72624077yq6.jpg

معتصم الحارث الضوّي
02/12/2007, 12:34 AM
أخي المفضال د. عبد العزيز
تصميم رائع ومعبّر. هل تسمح لي باقتراح التخفيف من حدة الألوان بالنسبة للكائن الخرافي الذي يحمل المنجل، و للزهور أيضاً. أظنُ أن جعل هذين العنصرين باهتين إلى حدٍ ما سيجعل انتباه القارئ موزعاً بين جميع عناصر الصورة بالتساوي، وبذلك يتحقق الأثر النفسي والفني/ الجمالي المرّجو.

لك التقدير والمودة

معتصم الحارث الضوّي
02/12/2007, 12:34 AM
أخي المفضال د. عبد العزيز
تصميم رائع ومعبّر. هل تسمح لي باقتراح التخفيف من حدة الألوان بالنسبة للكائن الخرافي الذي يحمل المنجل، و للزهور أيضاً. أظنُ أن جعل هذين العنصرين باهتين إلى حدٍ ما سيجعل انتباه القارئ موزعاً بين جميع عناصر الصورة بالتساوي، وبذلك يتحقق الأثر النفسي والفني/ الجمالي المرّجو.

لك التقدير والمودة

معتصم الحارث الضوّي
02/12/2007, 12:36 AM
أخي المفضال د. عبد العزيز
أعملُ حالياً على ترجمة هذه الدرّة الفنية الرائعة إلى اللغة الإنكليزية. دعواتك لي بالتوفيق، فإنني دائماً ما أخاف الفشل في نقل الصورة الفنية و الإيحاءات والرموز.

مع فائق احترامي وتقديري

معتصم الحارث الضوّي
02/12/2007, 12:36 AM
أخي المفضال د. عبد العزيز
أعملُ حالياً على ترجمة هذه الدرّة الفنية الرائعة إلى اللغة الإنكليزية. دعواتك لي بالتوفيق، فإنني دائماً ما أخاف الفشل في نقل الصورة الفنية و الإيحاءات والرموز.

مع فائق احترامي وتقديري

عبد العزيز غوردو
05/12/2007, 10:32 PM
أخي المفضال د. عبد العزيز
تصميم رائع ومعبّر. هل تسمح لي باقتراح التخفيف من حدة الألوان بالنسبة للكائن الخرافي الذي يحمل المنجل، و للزهور أيضاً. أظنُ أن جعل هذين العنصرين باهتين إلى حدٍ ما سيجعل انتباه القارئ موزعاً بين جميع عناصر الصورة بالتساوي، وبذلك يتحقق الأثر النفسي والفني/ الجمالي المرّجو.

لك التقدير والمودة

*************************
أخي الحبيب معتصم...

أحمد الله أن تصميم الغلاف راق ذائقتك...

وقطعا سأعمل على إخضاعه لتجريب جديد بناء على اقتراحاتك الكريمة...

لك مني جزيل الشكر والامتنان...

:fl:

عبد العزيز غوردو
05/12/2007, 10:32 PM
أخي المفضال د. عبد العزيز
تصميم رائع ومعبّر. هل تسمح لي باقتراح التخفيف من حدة الألوان بالنسبة للكائن الخرافي الذي يحمل المنجل، و للزهور أيضاً. أظنُ أن جعل هذين العنصرين باهتين إلى حدٍ ما سيجعل انتباه القارئ موزعاً بين جميع عناصر الصورة بالتساوي، وبذلك يتحقق الأثر النفسي والفني/ الجمالي المرّجو.

لك التقدير والمودة

*************************
أخي الحبيب معتصم...

أحمد الله أن تصميم الغلاف راق ذائقتك...

وقطعا سأعمل على إخضاعه لتجريب جديد بناء على اقتراحاتك الكريمة...

لك مني جزيل الشكر والامتنان...

:fl:

عبد العزيز غوردو
05/12/2007, 10:39 PM
أخي المفضال د. عبد العزيز
أعملُ حالياً على ترجمة هذه الدرّة الفنية الرائعة إلى اللغة الإنكليزية. دعواتك لي بالتوفيق، فإنني دائماً ما أخاف الفشل في نقل الصورة الفنية و الإيحاءات والرموز.

مع فائق احترامي وتقديري

********************
أن تُتَرجَم أعمال الكاتب إلى لغة أجنبية، ذاك مدعاة للفخر والسعادة... ما في ذلك شك...

أن يتفضل بترجمتها عملاق بحجمك أيها الكبير بكل المقاييس... معتصم...

ذاك كفيل بأن يعقد لسان الكاتب، أي كاتب، عن الكلام...

تخوفك من الفشل... هو قمة إحساسك بالمسؤولية أيها الرائع...

لك دعواتي...

وشكري...

وامتناني...

ومحبتي...

أيها المفضال...

:fl:

عبد العزيز غوردو
05/12/2007, 10:39 PM
أخي المفضال د. عبد العزيز
أعملُ حالياً على ترجمة هذه الدرّة الفنية الرائعة إلى اللغة الإنكليزية. دعواتك لي بالتوفيق، فإنني دائماً ما أخاف الفشل في نقل الصورة الفنية و الإيحاءات والرموز.

مع فائق احترامي وتقديري

********************
أن تُتَرجَم أعمال الكاتب إلى لغة أجنبية، ذاك مدعاة للفخر والسعادة... ما في ذلك شك...

أن يتفضل بترجمتها عملاق بحجمك أيها الكبير بكل المقاييس... معتصم...

ذاك كفيل بأن يعقد لسان الكاتب، أي كاتب، عن الكلام...

تخوفك من الفشل... هو قمة إحساسك بالمسؤولية أيها الرائع...

لك دعواتي...

وشكري...

وامتناني...

ومحبتي...

أيها المفضال...

:fl:

يحي غوردو
09/12/2007, 07:27 PM
هذا الغلاف تحفة فنية رائعة ومعبرة

تهاني الحارة

عبد العزيز غوردو
14/12/2007, 11:14 PM
أشكر لك روعة ذوقك... أخي المفضال يحي..

أحييــــــــــــــــك

ابراهيم عبد المعطى داود
28/12/2007, 07:25 PM
لامارتين واتا الحبيب د/ عبد العزيز غوردو
تحية عاطرة
فى السادس والعشرين من شهر مايو عام 2007 , دارت عيناي على النص , وتنقلت بين الليالى الأولى والثانية حتى السابعة ,
ووجدت نفسى أسأل نفس الأسئلة .. مسهدا .. جاحظا بعينيى .. غير قادر على اغلاقهما ,
كيف تخون أنثى طيور الجنة ..؟
كيف يبكى التمساح وهو يهصر بين شدقيه بقايا فريسته .. ؟
كيف ..؟ كيف ..؟ كيف ..؟
أسئلة كثيرة لها اجابة واحدة وهى كلمات مثل فقاعات الصابون الفارغة !!
لكن فى الليلة الثالثة وفى عمق الحلم , إنتصبت امامه فزاعة ضخمة متشحة بالسواد قابضة بيديها على
منجل مصقول يتطاير الموت منه !! أهو الموت ! أهو العدم . .. أهو الفراغ القاتل .. أهو الجهل المطبق ..!
أهيى النفس الإنسانية بقوتها وبطشها .. وتكرر الكابوس فى الليلة الرابعة وحقول الشوفان هجرتها الطيور .
وفى قفزة طويلة من الرابعة الى السابعة , شاهد نفس الحلم اللعين حيث بعد قليل سيتدحرج الرأس مخضبا بالدماء !
ولكن لماذا من الرابعة إلى السابعة ..؟ أهو العلم ..؟ أهو التقدم التكنولوجى ..؟
هل هو صراع بين القديم والجديد ..؟
بين الظلام والنور ..؟
بين الوهم والحقيقة ..؟
حتى جاء تصميم الغلاف .. نارا تبدو فى الأفق الشرقيى .. الفزاعة الضخمة ذات المنجل الحديديى فى الأفق الغربيى
وبينهما تمتد أعواد الشوفان الصفراء والورود الحمراء !! لكن ثمة سور من الأسلاك يمتد من بعيد يحجز شخصا ما
من حقول الشوفان !!
التصميم رائع يشد الإنتباه .. ويدير فى الرأس أسئلة متعاقبة ..
ولازلت عند رأي فى مشاركتى الأولى
" نص غارق فى جلد الذات "
وكما قال الأستاذ الكبير عبد الحميد الغرباوى فى تعليقه :
" البناء أتى متماسكا , وزجاجيا قويا , شفافا , رغم السوادوية التى
تصبغه بألوانها القاتمة "
أرجو أن أكون قد وفقت فى فك بعض طلاسم وغموض هذا النص بكلماتى المتواضعة .
وتقبل فائق ودى وتقديرى ,
ابراهيم عبد المعطى داود

عبد العزيز غوردو
01/01/2008, 02:34 PM
لامارتين واتا الحبيب د/ عبد العزيز غوردو
تحية عاطرة
فى السادس والعشرين من شهر مايو عام 2007 , دارت عيناي على النص , وتنقلت بين الليالى الأولى والثانية حتى السابعة ,
ووجدت نفسى أسأل نفس الأسئلة .. مسهدا .. جاحظا بعينيى .. غير قادر على اغلاقهما ,
كيف تخون أنثى طيور الجنة ..؟
كيف يبكى التمساح وهو يهصر بين شدقيه بقايا فريسته .. ؟
كيف ..؟ كيف ..؟ كيف ..؟
أسئلة كثيرة لها اجابة واحدة وهى كلمات مثل فقاعات الصابون الفارغة !!
لكن فى الليلة الثالثة وفى عمق الحلم , إنتصبت امامه فزاعة ضخمة متشحة بالسواد قابضة بيديها على
منجل مصقول يتطاير الموت منه !! أهو الموت ! أهو العدم . .. أهو الفراغ القاتل .. أهو الجهل المطبق ..!
أهيى النفس الإنسانية بقوتها وبطشها .. وتكرر الكابوس فى الليلة الرابعة وحقول الشوفان هجرتها الطيور .
وفى قفزة طويلة من الرابعة الى السابعة , شاهد نفس الحلم اللعين حيث بعد قليل سيتدحرج الرأس مخضبا بالدماء !
ولكن لماذا من الرابعة إلى السابعة ..؟ أهو العلم ..؟ أهو التقدم التكنولوجى ..؟
هل هو صراع بين القديم والجديد ..؟
بين الظلام والنور ..؟
بين الوهم والحقيقة ..؟
حتى جاء تصميم الغلاف .. نارا تبدو فى الأفق الشرقيى .. الفزاعة الضخمة ذات المنجل الحديديى فى الأفق الغربيى
وبينهما تمتد أعواد الشوفان الصفراء والورود الحمراء !! لكن ثمة سور من الأسلاك يمتد من بعيد يحجز شخصا ما
من حقول الشوفان !!
التصميم رائع يشد الإنتباه .. ويدير فى الرأس أسئلة متعاقبة ..
ولازلت عند رأي فى مشاركتى الأولى
" نص غارق فى جلد الذات "
وكما قال الأستاذ الكبير عبد الحميد الغرباوى فى تعليقه :
" البناء أتى متماسكا , وزجاجيا قويا , شفافا , رغم السوادوية التى
تصبغه بألوانها القاتمة "
أرجو أن أكون قد وفقت فى فك بعض طلاسم وغموض هذا النص بكلماتى المتواضعة .
وتقبل فائق ودى وتقديرى ,
ابراهيم عبد المعطى داود

*****************************

هذا المرور كنت أنتظره من مدة طويلة أخي المتألق إبراهيم...

وهذه القراءة المتأنية، للنص/المتن... ولغلافه/الشكل.. أضفت عليه سحرا وجاذبية أكثر...

وأكيد سأستحضر مثل هذه الملاحظات عند طبع العمل ورقيا...

فلك خالص محبتي...

وجزيل شكري، وامتناني...

أخي الحبيب إبراهيم...

:fl:

طارق عليان
08/01/2008, 09:37 PM
السيد عبد العزيز
أدعوك سيدي لقراءة بعض مما أكتب للاستفادة من خبرتكم وتجربتكم
شكرا لكم

عبد العزيز غوردو
14/01/2008, 07:46 PM
السيد عبد العزيز
أدعوك سيدي لقراءة بعض مما أكتب للاستفادة من خبرتكم وتجربتكم
شكرا لكم

********************

أخي المبدع المُجيد طارق...

حصل لي كبير الشرف بالقراءة لك... والاستمتاع بما كتبت...

أشكر لك دماثة خلقك التي غمرتني بها...

وسأكون ممتنا جدا لو تفضلت بإبداء رأيك حول باقي نصوصي...

دام التواصل بيننا...

ودام توهجك...

:fl:

ريهام زمان
03/03/2008, 06:56 PM
رائع...

أكثر من رائع،

بل من أروع ما قرأت في حياتي

:good:

:vg:

عبد العزيز غوردو
07/03/2008, 01:02 AM
رائع...

أكثر من رائع،

بل من أروع ما قرأت في حياتي

:good:

:vg:

.................

أختي المبدعة ريهام زمان:

مثل هذه التعليقات ترعبني.. وتؤرقني...

لأنها تعلي العارضة أمامي أكثر.. وهذا شيء مرعب لكل كاتب:

أن يدخل المبدع في سباق مع الذات لتحطيم "أرقام قياسية"، أهذا ممكن؟؟؟

ونحن نعلم أنه (الإبداع) يتقمص كل مرة شكلا هو يحدده بالضرورة، فيرفعنا حينا.. ويطرحنا أرضا أحيانا كثيرة...

أليس هذا بالضبط قمة الرعب الذي يستبطنه فعل الكتابة؟؟؟

كل ما نفعل نحن، فقط المحاولة..

ولنحاذر منها لأنها خؤون بالطبيعة...

" "

لك باقة لطيب مشاعرك

:fl:

شوقي بن حاج
20/03/2008, 03:49 AM
الأستاذ / عبد العزيز غوردو

حينما بدات بكتابة إسمك في هذا التعليق كدت أن أنسى حرف الراء

وكأن النص انتقل بي إلى " في انتظار عودة غودو "

كأن هناك رابطا داخليا ما منح إشارة أثيرية بين الإسمين

النص : أقرأه عن الزمن والتعاقب الروتيني الممتد في الذات الإنسانية

والأسئلة المفتوحة عن معنى الوجود

وأعتقد أن آخر جملة " ... استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني..."

هي الجملة المفتاحية التي تقودنا إلى الوجودية الإيمانية ولكن بطريقة " عبد العزيز غوردو "

والله أعلم ...

سعدت بقراءة النص والتعليقات...

لك الخزامى.....

شوقي بن حاج
20/03/2008, 03:49 AM
الأستاذ / عبد العزيز غوردو

حينما بدات بكتابة إسمك في هذا التعليق كدت أن أنسى حرف الراء

وكأن النص انتقل بي إلى " في انتظار عودة غودو "

كأن هناك رابطا داخليا ما منح إشارة أثيرية بين الإسمين

النص : أقرأه عن الزمن والتعاقب الروتيني الممتد في الذات الإنسانية

والأسئلة المفتوحة عن معنى الوجود

وأعتقد أن آخر جملة " ... استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني..."

هي الجملة المفتاحية التي تقودنا إلى الوجودية الإيمانية ولكن بطريقة " عبد العزيز غوردو "

والله أعلم ...

سعدت بقراءة النص والتعليقات...

لك الخزامى.....

عبد العزيز غوردو
25/03/2008, 01:34 AM
الأستاذ / عبد العزيز غوردو

حينما بدات بكتابة إسمك في هذا التعليق كدت أن أنسى حرف الراء

وكأن النص انتقل بي إلى " في انتظار عودة غودو "

كأن هناك رابطا داخليا ما منح إشارة أثيرية بين الإسمين

النص : أقرأه عن الزمن والتعاقب الروتيني الممتد في الذات الإنسانية

والأسئلة المفتوحة عن معنى الوجود

وأعتقد أن آخر جملة " ... استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني..."

هي الجملة المفتاحية التي تقودنا إلى الوجودية الإيمانية ولكن بطريقة " عبد العزيز غوردو "

والله أعلم ...

سعدت بقراءة النص والتعليقات...

لك الخزامى.....

..................

أخي المبدع القدير شوقي...

أن تقرن اسمي برائعة الأدب العالمي: "في انتظار غودو"

ذلك فخر ما بعده فخر.. وليس لبائس مثلي إلا أن يسعد به حد الانتشاء...

ويمد يده ضارعة لك بالشكر والامتنان..

" "

بالنسبة لقراءتك لقفلة الختام، فأعنقد أنها كانت موفقة جدا...

هي بالذات ما أردته للعبتي الركحية: الاستيقاظ في اليقظة...

أتمنى أن أكون قد وفقت في تبليغ ذلك...

" "

وصلني أريج الخزامى..

وأهديك مثله..

ومثله..

ومثله..

" "

وأهديك محبتي معه.. صادقة...

" "

منى حسن محمد الحاج
09/05/2008, 08:05 PM
الأخ العزيز عبد العزيز غوردو:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما دعاني أخي العزيز معتصم الحارث اليوم لقراءة الفزاعة قائلاً لي: هل تتابعين مواضيع أخي د. عبد العزيز غوردو؟
فقلت له قرأت له بعض الكتابات.

فسألني هل قرأت الفزاعة؟
أجبته بلا
فأسرع بالرد: إقرأي له "الفزّاعة". هذا الرجل غير طبيعي يمتلك من نواحي اللغة ناصية خاصة به.
(بالطبع أعجبني وصفه لاسلوبك بالناصية الخاصة وكأننا في مدينة الآداب والمعرفة وأنت تربعت في أجمل ركن فيها)
فسألته ان يرسل لي الرابط لأقرأها فتفضل مشكوراً بإرساله. ولم أكن أتصور أني سأغوص مع النص لهذه الدرجة.
فليسمح لي الأخ العزيز معتصم بإستخدام وصفه وكلماته وإيرادها هنا واكرر قوله بأنك غير طبيعي في الإبداع وقوة التصوير.
الهروب من القدر بالصورة التي ذكرت فيه تصوير عجيب يحتاج فعلاً كما اسلف من سبقوني إلى إعادة القراءة ولكن هيهات لا نستطيع الوصول إلى قرار الفزاعة.
تقبل خالص تحياتي وتقديري وإعتذاري على عدم قراءة الفزاعة من قبل.

عبد العزيز غوردو
13/05/2008, 01:03 AM
الأخ العزيز عبد العزيز غوردو:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما دعاني أخي العزيز معتصم الحارث اليوم لقراءة الفزاعة قائلاً لي: هل تتابعين مواضيع أخي د. عبد العزيز غوردو؟
فقلت له قرأت له بعض الكتابات.

فسألني هل قرأت الفزاعة؟
أجبته بلا
فأسرع بالرد: إقرأي له "الفزّاعة". هذا الرجل غير طبيعي يمتلك من نواحي اللغة ناصية خاصة به.
(بالطبع أعجبني وصفه لاسلوبك بالناصية الخاصة وكأننا في مدينة الآداب والمعرفة وأنت تربعت في أجمل ركن فيها)
فسألته ان يرسل لي الرابط لأقرأها فتفضل مشكوراً بإرساله. ولم أكن أتصور أني سأغوص مع النص لهذه الدرجة.
فليسمح لي الأخ العزيز معتصم بإستخدام وصفه وكلماته وإيرادها هنا واكرر قوله بأنك غير طبيعي في الإبداع وقوة التصوير.
الهروب من القدر بالصورة التي ذكرت فيه تصوير عجيب يحتاج فعلاً كما اسلف من سبقوني إلى إعادة القراءة ولكن هيهات لا نستطيع الوصول إلى قرار الفزاعة.
تقبل خالص تحياتي وتقديري وإعتذاري على عدم قراءة الفزاعة من قبل.

**********
أختي العزيزة منى...

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

هذا الرد أشجاني.. جرفني إلى حدود البكاء...

إنه تكريم رائع لقلمي المتواضع...

والعزيز معتصم.. العزيز جدا معتصم:

ماذا عساني أقول لأوفيه حقه، هو النبيل الأصيل الدمث... في تواضع العلماء وسموهم في آن؟

لسن أدري... والله لست أدري...

تخونني اللغة... ويخذلني قلمي... فيجف...

أعتصره... أستقطره... أستمطره... في كلمة أخيرة، فيكتب:

شكرا لكما أيها السامقان

وباقة من أخلص المشاعر وأصدقها

:fl:

ابراهيم ابويه
13/05/2008, 02:36 AM
الليلة الأولى:

لا أريد أن أنام...
سأظل هكذا مفتوح العينين، جاحظهما، محملقا في كل شيء كمثل مصباح بليد موقد ليل نهار...

لا أريد أن أنام...
يقولون بأن الليل صنو الموت، من يدريني إذن لعلي إذا نمت ألا أستيقظ بعدها أبدا؟ من يدريني أني لو غفوت مجرد برهة أنها ستكون النهاية، سيكون آخر عهدي بالنور... بالحياة... بالوجود...

لا أريد أن أنام...
سأظل هكذا مفتوح العينين، جاحظهما، أنظر ما تفعل الكائنات بعضها ببعض: سأراقب دبيب كل نملة وسقوط كل ورقة توت أو رمان... سأتفحص كيف تغرز الأوابد مخالبها الحديدية في اللحم الطري، وكيف تبتلع الحيات صغار الضفادع المائية... كيف تخون أنثى طيور الجنة زوجها مع عشيق آخر، وكيف يبكي التمساح وهو يهصر بين شدقيه بقايا فريسته...
سأراقب كل شيء، سأفترس كل شيء بنظراتي: لن تغرز الأوابد مخالبها الحديدية في اللحم الطري إلا تحت نظراتي، ولن تخون طيور الجنة زوجها مع عشيقها الغجري إلا تحت نظراتي، ولن يبكي التمساح إلا وأنا أحملق فيه، أتأمل برودة الدم التي يهصر بها العظام كما الأغصان اليابسة...
لن تغفو لي عين ولن أنام، سأتأمل كيف يسرق القط طعام ولي نعمته... وكيف ينبح الكلب في وجه كلب الجيران، فقط لأنه غريب عن الديار... وكيف يضاجع الذئب أخته التوأم دونما مراعاة لعلاقات الدم والقرابة...
سأراقب كل شيء ولن أنام... سأراقب كل شيء وأصمت: فقد مللت الكلام... سأظل هكذا طوال النهار... وفي الليل، آه من الليل، سأسامر ظلي... أختلي مع ضميري أعذبه وأقض مضجعه: أحكي له عن كل ما رأيت طول النهار، أحكي له عن مخالب الأوابد الحديدية، وعن دموع التماسيح، وعن عشق طيور الجنة الذي تضرب به الأمثال... هكذا سأعذب الضمير وأرعبه... سأكشفه أمام نفسه... تحت نظراتي سأجرده من ثيابه الكثيرة كالبصل: سأعريه قشرة قشرة، وكلما نزعت عنه غشاء إلا واحمر خجلا، وأنا أفترسه بنظراتي، أرعبه بحكاياتي... بكل ما رأيت طول النهار... وكلما حكيت له حكاية إلا وخلع ثوبا من ثيابه الأربعين... مثل البصل... وفي الأخير، وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، فقط كومة من الثياب كانت فوق بعضها البعض... فقط كومة من الثياب كانت تخفي بعضها بعضا... ولا شيء بالداخل غير العفونة...



الليلة الثانية:

انقضى الليل طويلا... كئيبا ثقيلا... وأنا ما زلت أسامر ظلي الذي بدأ يتلاشى مع طلائع النور رويدا رويدا...
ما زلت أرفض النوم وأجحظ بعيوني في كل شيء حتى لو كان الظلام... سأراقب كل شيء وأصمت: فقد كرهت الكلام...
تعتقد الأوابد أن عباءة الليل الكحلية تخفي جرائمها... لكني أجحظ في الظلام فأفضحها، تفترسها مقلتي فتكشف ما يعجز الليل عن إخفائه:
هاهنا تنقض بومة بشعة على جرذ صغير فزع يحاول الفرار دون جدوى... وهناك يتسلل ثعلب مخاتل بين فراخ الدجاج فيثير فيها الرعب والقشعريرة... وهذا الأسد الجبار يلغ بلسانه داخل أحشاء مهر جريح، بينما يتربع عقاب ضخم على أشلاء جيفة قذرة يبعثرها بمنقاره الناري... أما أميرة النحل فتضاجع عشيقها في ارتخاء... غدا سيصبح صريعا على شبّاك الخلية...
سأظل أجحظ في الظلام... تفترس مقلتي ما يعجز الليل عن إخفائه: تكشف أغشية البصل حتى النخاع... تعريها... وبعد قليل ستنقضي خلوتي، سيطلع النهار... لكنه مثل الليل مليء بالأوابد، وأنا سأتأملها وهي تستغرق وقتها في نهش بعضها بعضا، بهدوء... والساعات تنقضي بهدوء، تنطفئ مثل فقاعات الصابون الفارغة... وكلما انقضت ساعة إلا وطرقت مسمارا جديدا في نعشي...
سأظل هكذا، هادئا، قابعا في مكاني، ولن أوذي أحدا: حتى هذه الذبابة التي ترتطم بزجاج نافذتي باحثة عن مخرج... عن منفذ للخارج... فيستفزني طنينها... لن أحرك أي ساكن لإيذائها، سأتركها تبحث عن هذا "الخارج" وهي لا تعلم أنها ستسحق بمجرد عبورها لهذا الزجاج ووجودها بهذا الخارج الذي تجهد نفسها للدخول فيه... سأتركها تختار مصيرها بنفسها ولتتحمل مسؤولية ما اختارت... أما أنا فيكفيني أنني سأظل هكذا قابعا في مكاني ولن أؤذيها...


الليلة الثالثة:

لم أعد أستطيع الاحتمال: عيناي تسدلان الستار بتثاقل وأنا أحاول جاهدا فتحهما... لم أعد أطلب منهما الجحوظ، فقط أن تظلا مفتوحتين كي لا أنام... لكنني مهدود كالحطام... عيناي لم تعودا تسعفاني بعد كأنهما ليستا عيني... وأنا أرفض أن أنام... وهما تسدلان الستار: من يدريني أني لو طاوعتهما للحظة واحدة أنها ستكون النهاية ولن يرفع الستار بعدها أبدا... سينهشني الموت سيد الأوابد...
لكنني لم أعد أستطيع: هناك دائما فرق بين ما نريد وما نستطيع... سأغمض عيني فقط، لكني لن أنام... سأستغرق في التفكير كيما أحطم أشلاء الظلام... لكني بدل أن أستغرق في التفكير... استغرقت، دون شعور مني، في النوم... وتقاذفتني الأحلام:
في عمق الحلم رأيتني أتجول داخل حقل شوفان، عاري الرأس حافي الأقدام... في الطرف الآخر للحقل تنتصب فزاعة ضخمة، متشحة بالسواد وهي تمسك منجلا مصقولا يتطاير الموت منه... تماما كما كان "هوغو" يصور الموت في مؤلفاته... وأنا عاري الرأس حافي الأقدام: أطأ الشوك فيدميني، والحقل فارغ إلا مني... حتى الطيور هجرت هذا الحقل المشؤوم... وحدها الفزاعة المرعبة تنتصب قبالتي لا تحرك ساكنا... لكنها تشدني إليها بجاذبية قوية... أريد أن أقاومها، أغرز أقدامي في الأرض، لكنها تقتلعني من جذوري كأزهار الأقحوان، وتسحبني إليها... هكذا، خطوة خطوة... تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن، والمنجل الصارم بين يديها... أحاول أن أسير في اتجاه آخر لكني لا أستطيع... شيء ما يدفعني نحوها بقوة، ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... لم يعد بيني وبينها غير مسافة قصيرة... خطوة أو خطوتان... عيناها الناريتان أوقدتا في وجه ليس بوجه، ودثارها الفولاذي كأنما هو قطعة منه، أو امتداد له! وفجأة، وبسرعة البرق كمارد من الجان، لم أشعر إلا والمنجل السحري يلف عنقي بقوة: يحتز رأسي البائس الذي تدحرج مخضبا بدمائه... وبقيت عيناي في محاجرها تحملقان في جسدي المترنح تارة... وتفترسان الفزاعة التي عادت إلى وضعها الأول الساكن، تارة أخرى... ثم صرخت...
استيقظت مفزوعا من النوم وعدت أجحظ بعيوني في جوف الظلام... لست أدري كم استغرق هذا الكابوس البشع... خيل إلي للحظة أنها كانت النهاية فعلا، لكني طردت النوم عن مقلتي، نفضت الموت عن جفوني، وعدت أفترس كل شيء بعيوني...


الليلة الرابعة:

هذه الليلة أيضا تكرر الكابوس البشع عندما تعبت وصرعني النوم:
حقل الشوفان... ورجلاي داميتان... والفزاعة المشؤومة احتزت رأسي بضربة قوية من منجلها الصارم بعد أن جرتني إليها... تدحرج رأسي ثم صرخت...
استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني...
وفي الليلة الخامسة تكرر الكابوس أيضا... ثم في الليلة السادسة، تكرر بنفس التفاصيل والحيثيات:
حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور... وفزاعة الأحزان... ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... ثم رأسي الذي تدحرج تحت منجل الشيطان...


الليلة السابعة:

خرجت من الجحر الذي كنت فيه... مثل تلك الذبابة، انطلقت للخارج باحثا عن مصيري: إن بقائي داخل جحري يعني صراعا جديدا مع النوم اللعين، وأنا اكتفيت من الصراع والكوابيس...
بعد أن سرت مدة من الزمن، وجدتني أمام جحري من جديد: عندما تسير في مضمار مغلق فكلما ابتعدت عن نقطة انطلاقك إلا واقتربت منها في نفس الوقت... هكذا أخذت طريقا آخر مختلفا ومشيت الهوينى... ثم مشيت... خيل إلي أنني أمشي في هذا الطريق من سنين طويلة، وباستثناء هذه الخيالات فرأسي فارغ، خال من كل تفكير كالفقاعة... وحدها عيوني تبحث عن شيء تفترسه... وفجأة...
تسمرت في مكاني: وجدتني داخل حقل شوفان...
... تماما كما في الحلم اللعين...
وفي الطرف الآخر للحقل تنتصب فزاعة ضخمة متشحة بالسواد وهي تمسك منجلا صارما ولا تحرك ساكنا...
... تماما كما في الحلم اللعين...
حاولت أن أغرز أقدامي في الأرض لكنها اقتلعتني من جذوري كأزهار الأقحوان... حاولت أن أسير في اتجاه آخر دون جدوى... جاذبية قوية تشدني إليها وتسحبني، ورجلاي داميتان كأزهار الأقحوان... أصبحت الآن قريبا منها، حملقت فيها: في العينين الناريتين والوجه الذي لا يشبه الوجه...
... تماما كما في الحلم اللعين...
والمنجل الصارم بين يديها... جف ريقي... جحظت عيناي فزعا... بعد قليل سيتدحرج رأسي مخضبا بدمائه... لم يطل انتظاري: هوت علي بمنجلها كالصاعقة...
صرخت...
... استيقظت مفزوعا وبدأت أفترس كل شيء بعيوني...

المبدع غوردو...

حكاية من العالم الاخر...حيث الزمان والمكان يغدوان نسيجا من الالم والخوف والانتظار.الزمان والمكان حلم، رؤيا ،نظرة من شرفة الذات التي تريد ان تفهم فلسفة الوجود والصراع الابدي بين الخير والشر .
ان مبدأ الرغبة ومبدأ الواقع كما يفسرهما فرويد ،يتجليان في سيرورة الحكي .فالرغبة في البقاء مستيقظا للتمكن من رؤية الاشياء وهي تعمل ،يناقضها مبدأ النوم باعتباره معطى طبيعيا ملتصقا بالكائنات الحية ،هو نوم داخل نوم ،رؤية اخرى للحياة الحقيقية التي لا نقبلها ونحن مستيقظون.
الليالي تكرر الصورة ذاتها ،صورة الخلق...صورة التجاذب بين الموت والحياة ،بين الشيئ ونقيضه ،بين الانا والاخر كيفما كان شكله او نوعه.الليل والنوم والفزاعة ،افكار حول الموت الذي يخطف كل شيئ ،هو الحتمية التي تنتهي عندها كل الصور...
لغة الحكي متينة ومتماسكة في بنائها المنطقي مع بعض الثغرات على مستوى القاموس اللغوي،تكرار بعض التراكيب بعينها يؤكد رغبة الكاتب في اشراك المتلقي همومه واوجاعه ليجعلها كونية ،بابعاد فلسفية قلما نجدها في انماط القص الحديثة...
تحيتي.

عبد العزيز غوردو
19/05/2008, 02:21 PM
المبدع غوردو...

حكاية من العالم الاخر...حيث الزمان والمكان يغدوان نسيجا من الالم والخوف والانتظار.الزمان والمكان حلم، رؤيا ،نظرة من شرفة الذات التي تريد ان تفهم فلسفة الوجود والصراع الابدي بين الخير والشر .
ان مبدأ الرغبة ومبدأ الواقع كما يفسرهما فرويد ،يتجليان في سيرورة الحكي .فالرغبة في البقاء مستيقظا للتمكن من رؤية الاشياء وهي تعمل ،يناقضها مبدأ النوم باعتباره معطى طبيعيا ملتصقا بالكائنات الحية ،هو نوم داخل نوم ،رؤية اخرى للحياة الحقيقية التي لا نقبلها ونحن مستيقظون.
الليالي تكرر الصورة ذاتها ،صورة الخلق...صورة التجاذب بين الموت والحياة ،بين الشيئ ونقيضه ،بين الانا والاخر كيفما كان شكله او نوعه.الليل والنوم والفزاعة ،افكار حول الموت الذي يخطف كل شيئ ،هو الحتمية التي تنتهي عندها كل الصور...
لغة الحكي متينة ومتماسكة في بنائها المنطقي مع بعض الثغرات على مستوى القاموس اللغوي،تكرار بعض التراكيب بعينها يؤكد رغبة الكاتب في اشراك المتلقي همومه واوجاعه ليجعلها كونية ،بابعاد فلسفية قلما نجدها في انماط القص الحديثة...
تحيتي.

*******

أخي المفضال إبراهيم..

قراءة متمعنة في دلالات النص ومكنونه... كم تمنيتها لو طالت أكثر...

تعرف أن المبدع يكتشف الجديد في نصوصه على يد الدارسين، كما قال سارتر...

مع طلب لو تفضلت، أخي الكريم:

أرجو أن تهديني إلى ثغرات القاموس اللغوي مباشرة حتى أتمكن من تصحيحها، لأن العمل تحت الطبع...

مع جزيل شكري وامتناني

عبد العزيز غوردو
19/05/2008, 02:21 PM
المبدع غوردو...

حكاية من العالم الاخر...حيث الزمان والمكان يغدوان نسيجا من الالم والخوف والانتظار.الزمان والمكان حلم، رؤيا ،نظرة من شرفة الذات التي تريد ان تفهم فلسفة الوجود والصراع الابدي بين الخير والشر .
ان مبدأ الرغبة ومبدأ الواقع كما يفسرهما فرويد ،يتجليان في سيرورة الحكي .فالرغبة في البقاء مستيقظا للتمكن من رؤية الاشياء وهي تعمل ،يناقضها مبدأ النوم باعتباره معطى طبيعيا ملتصقا بالكائنات الحية ،هو نوم داخل نوم ،رؤية اخرى للحياة الحقيقية التي لا نقبلها ونحن مستيقظون.
الليالي تكرر الصورة ذاتها ،صورة الخلق...صورة التجاذب بين الموت والحياة ،بين الشيئ ونقيضه ،بين الانا والاخر كيفما كان شكله او نوعه.الليل والنوم والفزاعة ،افكار حول الموت الذي يخطف كل شيئ ،هو الحتمية التي تنتهي عندها كل الصور...
لغة الحكي متينة ومتماسكة في بنائها المنطقي مع بعض الثغرات على مستوى القاموس اللغوي،تكرار بعض التراكيب بعينها يؤكد رغبة الكاتب في اشراك المتلقي همومه واوجاعه ليجعلها كونية ،بابعاد فلسفية قلما نجدها في انماط القص الحديثة...
تحيتي.

*******

أخي المفضال إبراهيم..

قراءة متمعنة في دلالات النص ومكنونه... كم تمنيتها لو طالت أكثر...

تعرف أن المبدع يكتشف الجديد في نصوصه على يد الدارسين، كما قال سارتر...

مع طلب لو تفضلت، أخي الكريم:

أرجو أن تهديني إلى ثغرات القاموس اللغوي مباشرة حتى أتمكن من تصحيحها، لأن العمل تحت الطبع...

مع جزيل شكري وامتناني

ابراهيم ابويه
19/05/2008, 04:36 PM
--مثل البصل... وفي الأخير، وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، فقط كومة من الثياب كانت فوق بعضها البعض... فقط كومة من الثياب كانت تخفي بعضها بعضا... ولا شيء بالداخل غير العفونة...
--سأستغرق في التفكير كيما أحطم أشلاء الظلام...
--والحقل فارغ إلا مني
-- تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن،
--حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور...
--خرجت من الجحر الذي كنت فيه...
لن اطلب منك تغيير نمط الحكاية ،ولكن هذه التعابير يمكن تأملها قليلا وشحنها بدلالات اكثر عمقا للحصول على معان اضافية .فبناؤها التركيبي لا يلائم سيرورة الحكي ،بمعنى انك لم تجعل مفردات اللغة(المدلولات) مطاوعة و اكثر تحررا وبلاغة...

ابراهيم ابويه
19/05/2008, 04:36 PM
--مثل البصل... وفي الأخير، وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، فقط كومة من الثياب كانت فوق بعضها البعض... فقط كومة من الثياب كانت تخفي بعضها بعضا... ولا شيء بالداخل غير العفونة...
--سأستغرق في التفكير كيما أحطم أشلاء الظلام...
--والحقل فارغ إلا مني
-- تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن،
--حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور...
--خرجت من الجحر الذي كنت فيه...
لن اطلب منك تغيير نمط الحكاية ،ولكن هذه التعابير يمكن تأملها قليلا وشحنها بدلالات اكثر عمقا للحصول على معان اضافية .فبناؤها التركيبي لا يلائم سيرورة الحكي ،بمعنى انك لم تجعل مفردات اللغة(المدلولات) مطاوعة و اكثر تحررا وبلاغة...

ابراهيم ابويه
20/05/2008, 09:04 PM
-- وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، --
--ولا شيء بالداخل غير العفونة...
هنا يغيب الصدق المنطقي في سيرورة الحكي.فالعفونة شيء وليست اي شيء.
--والحقل فارغ إلا مني-- هذا النوع من الاستثناء والذي تقصد به وجودك في الحقل وحيدا ،تنقصه البلاغة والدقة في الوصف ،فالاسلوب هنا لا يعطينا فكرة واضحة حول القصد من البناء ككل.
--تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن،--حبذا لو غيرت في الجزء الثاني من الجملة لتنقل القارىء الى عالم السكون الابدي الذي تريد الافصاح عنه.
--حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور... --هنا يظهرنوع من الخطاب الشفهي الذي يحتاج الى اليات صوتية لاظهار معناه .التكرار هنا لا يضيف شيئا جديدا لدلالات النص ككل .
هذه بعض الملاحظات التي تهم شكل القصة ،ولباسها اللغوي .اما القصة في مضمونها وفلسفتها وبحثها في تفاصيل النفس البشرية اعتمادا على معطيات علم النفس الفرويدي ،فانها تحفة فنية تتطلب دراسة واعية لاستخراج باطنها الكوني المدسوس بين ثنايا العبارات والتراكيب.
حظا سعيدا والى اللقاء.

عبد العزيز غوردو
20/05/2008, 11:40 PM
--مثل البصل... وفي الأخير، وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، فقط كومة من الثياب كانت فوق بعضها البعض... فقط كومة من الثياب كانت تخفي بعضها بعضا... ولا شيء بالداخل غير العفونة...
--سأستغرق في التفكير كيما أحطم أشلاء الظلام...
--والحقل فارغ إلا مني
-- تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن،
--حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور...
--خرجت من الجحر الذي كنت فيه...
لن اطلب منك تغيير نمط الحكاية ،ولكن هذه التعابير يمكن تأملها قليلا وشحنها بدلالات اكثر عمقا للحصول على معان اضافية .فبناؤها التركيبي لا يلائم سيرورة الحكي ،بمعنى انك لم تجعل مفردات اللغة(المدلولات) مطاوعة و اكثر تحررا وبلاغة...

*******

أخي المفضال إبراهيم...

أقدم لك اعتذاري، مشفوعا بجزيل شكري وامتناني، على تعبك من أجل قراءة النص مرة ثانية.. وثالثة...

أكيد سآخذ ملاحظاتك القيمة بعين الاعتبار، خاصة وأني أرسلت العمل منذ مدة إلى دار النشر،

وكلي أمل ألا يكون الناشر قد أعد النسخة النهائية التي سيخرجها للنشر...

أجدد شكري وامتناني أخي الكريم

وخالص مودتي وتقديري

:fl:

عبد العزيز غوردو
21/05/2008, 12:08 AM
-- وإذ يتعرى تماما لن أجد أي شيء، --
--ولا شيء بالداخل غير العفونة...
هنا يغيب الصدق المنطقي في سيرورة الحكي.فالعفونة شيء وليست اي شيء.
--والحقل فارغ إلا مني-- هذا النوع من الاستثناء والذي تقصد به وجودك في الحقل وحيدا ،تنقصه البلاغة والدقة في الوصف ،فالاسلوب هنا لا يعطينا فكرة واضحة حول القصد من البناء ككل.
--تشدني إليها بينما تنتصب هي دون تحريك أدنى ساكن،--حبذا لو غيرت في الجزء الثاني من الجملة لتنقل القارىء الى عالم السكون الابدي الذي تريد الافصاح عنه.
--حقل الشوفان... حقل الشوفان المشؤوم الذي هجرته الطيور... --هنا يظهرنوع من الخطاب الشفهي الذي يحتاج الى اليات صوتية لاظهار معناه .التكرار هنا لا يضيف شيئا جديدا لدلالات النص ككل .
هذه بعض الملاحظات التي تهم شكل القصة ،ولباسها اللغوي .اما القصة في مضمونها وفلسفتها وبحثها في تفاصيل النفس البشرية اعتمادا على معطيات علم النفس الفرويدي ،فانها تحفة فنية تتطلب دراسة واعية لاستخراج باطنها الكوني المدسوس بين ثنايا العبارات والتراكيب.
حظا سعيدا والى اللقاء.

*****

شكرا على الإضافات والتوضيحات... أخي الحبيب إبراهيم...

وجب تكريم هذا الرد كما يتسحق :emo_m1:

وأعلم أني مقصر.. فمعذرة

عبد العزيز غوردو
21/05/2008, 12:17 AM
*****

شكرا على الإضافات والتوضيحات... أخي الحبيب إبراهيم...

وجب تكريم هذا الرد كما يتسحق :emo_m1:

وأعلم أني مقصر.. فمعذرة[/align]

غفران طحّان
21/05/2008, 12:35 AM
ليس لأنني لم أقرأها سابقاً أمرّ الآن...
ربّما لأنني قرأتها حتّى حفظت العديد من كلماتها
هذه المرثيّة...منعتّني النوم
ولا أريد أن أنام...

الدكتور عبد العزيز
أظنّ أنّ فزّاعتي انتبهت...
وهي لم تمنعني النوم خوفاً
ولكنّها تسعى لمزيدٍ من الجمال....

كما العادة...سأقف صمتاً أمام حرفك الماجد
دمت متألقاً...

عبد العزيز غوردو
23/05/2008, 01:26 AM
ليس لأنني لم أقرأها سابقاً أمرّ الآن...
ربّما لأنني قرأتها حتّى حفظت العديد من كلماتها
هذه المرثيّة...منعتّني النوم
ولا أريد أن أنام...

الدكتور عبد العزيز
أظنّ أنّ فزّاعتي انتبهت...
وهي لم تمنعني النوم خوفاً
ولكنّها تسعى لمزيدٍ من الجمال....

كما العادة...سأقف صمتاً أمام حرفك الماجد
دمت متألقاً...

*******

الذي أعرف أن الأموات عادة لا يتحدثون عما جرى لهم قبل الموت،

أما أنا فقد عريت كل شيء، قبل أن أعود إليه/الموت، مرة ثانية...

الذي أعرف أيضا أن بوابة الهروب من الجحيم كانت مصفدة بسلاسل حديدية ثقيلة،

وجنازير ضخمة...

والقلق كان يحاصرني باستمرار، أتقلب في فراشي طوال الليل، فلا أنام...

لكن، ألا يعاني الجميع مشاكل في النوم في هذا العالم المجنون؟

" "

لا أخفيك أيتها المتألقة غفران..

عندما أكتب تعقيبا لك تضيق بي مساحات اللغة، فلا أجد إلا الفراغ.. والصمت...

تدفعني كتاباتك للغوص بعيدا، لاقتناص شيء في الأعماق..

لم أدركه بعد...

" "

فدمت متألقة كما أنت

" "

ابراهيم ابويه
23/05/2008, 02:02 AM
اخي العزيز غوردو...
اتمنى ان تجد كتابتك اذانا صاغية لا يلهيها الصخب لاستكشاف رؤيتك التي اهديتها لنا ،رؤية العالم من الداخل دون الافراط في اغماس الذات وارغامها على المتلقي.
انا في انتظار نسخة من المجموعة:)

عبد العزيز غوردو
26/05/2008, 11:49 PM
اخي العزيز غوردو...
اتمنى ان تجد كتابتك اذانا صاغية لا يلهيها الصخب لاستكشاف رؤيتك التي اهديتها لنا ،رؤية العالم من الداخل دون الافراط في اغماس الذات وارغامها على المتلقي.
انا في انتظار نسخة من المجموعة:)

*******

العزيز إبراهيم...

أضع يدي على يدك.. أقصد أمنيتينا معا...

للمتلقي حق القراءة.. والاختلاف...

وأنا أحترمه...

نسختك محفوظة أيها العزيز، ومعها خالص محبتي...

:fl: