المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زجاجة العطر وأشياء أخرى...



هبة الأغا
27/05/2007, 08:34 PM
زجاجة العطر وأشياء أخرى...


تجتاحني مساحة من حزن الأزمنة العتيقة ...
وتغلفها حالات اشتياق تفصل بيننا فيها المسافة...
وجوهٌ يملأها سواد وحزن كما ليلة سرمدية ... وحالة من اللاوعي تستفز فينا كل شيئ .. كل شيئ.
أتمنى لو كنت حبراً أملؤه نفسي وأرسل به إليك ... كي يبقى بين يديك كما رغبة الاحتواء التي أريد .

هنا كل شيء يكاد يشعرني بالنعاس إلا أن رغبتي في النوم لا أكاد أستحضرها ..ربما لأنني أشعر بالحاجة إلى رؤياك قبل أن تغمض عيني أجفانها .
عربية أنا ولا أحمل من ملامحي إلا تلك الخريطة التي تشهد أني أحبك .. مرسوم على وجهي تقاسيم لا أكاد أخفيها عن عيونهم ولا عن أذهانهم .. فكلهم يدرك ماذا تعني هذه الخريطة بالنسبة لي ...

شيء ما يستوطن قلبي الصغير ... يحمّله إرادة فوق طاقته المهترئة والمقتطعة من عمر الزمن الذي يصر على الوقوف معي دائما برغم امكانياتي الفقيرة .
ربما أفتقد لزجاجة العطر التي أهديتني إياها وهي تحمل كل رائحتك ... أجل رائحتك كلها ... لم أكن أعلم أنها سوف تُكسربهذه السرعة ، فبالرغم من احتفاظي بها بعيداً عن المتناول إلا أنها كسرت ..أقسم لك أنها رغماً عن إرادتي كسرت ، لكن رائحتها لاتزال تلتصق بملابسي وآثارك لاتزال تلتصق بي كما تلتصق بي روحي .

أحتاج للكثير من الوقت كي أنسى تلك اللحظات التي قضيتها وأنا أعيش في تفاصيل الرواية التي قررنا أن نكتبها معا ، ولما وصلنا لمرحلة النضج وبدأت النهاية تأخذ وضعها ..ضاعت النسخة الوحيدة _ بل احترقت _ حينما سقط صاروخ على بيت الرواية ..وأذكر أنك قد تأثرت كثيرا .. ولكنني أخبرتك : أن ما حدث في الرواية يستدعي ان نكتب رواية أخرى وبنفسٍ أقوى .. لأننا قد ذقنا ألماً مشتركاً .

أذكر أني قد جمعت من خلف الحطام كوفية لك كنت لاتفارقها .. حتى إذا ماكانت ليلة المطر ، وضعت الرواية في الكوفية وأتيت بها إلىّ كي أراجعَ ما تبقى لديّ من أفكار ..كانت رغبتي في احتضان المطر أكثر من مراجعة الرواية .. فتركتها وكأنني أتركها لمصير الاحتراق كى أستمتع بفصل المطر ,لم أكن أعلم أنها النهــــــــاية ..
لاتقل لي انني لا أحتفظ بأشيائك ( زجاجة العطر _ الرواية _ الكوفية ) حتى رسائلك الخطية وورودك المجففة ، لكنك تعلم أنني أستطيع أن أحتفظ بحبك فقط ( حياً في قلبي) .
شوق شديد يجتاحني هذه الليلة .. يبدو أن أحشائي بدأت تتحرك بذلك الضيف القادم ، لازلت أذكر يوم ان تركتني ونحن لازلنا عروسين ... كان الوطن أكبر من كل شيئ ..كان الله أغلى من بقائك بجانبي .. أنا لن أتراجع عن دعمي لك ... لكنني أشتاقك وأخاف ان يأتي (عُمَر) إلى النور وهو لم ير أبيه ..

منذ يومين مر علىّ أسامة صديقك القديم ..وطلب مني أن أكتب لك رسالة خطية بيدي كى يحملها إليك ..فهو ذاهب إليك عما قريب ..
أمس تساقط المطر .. وشممت معه رائحة العطر التي كانت ترافقك ..أجل ياعلي ... كانت الشمس تختبئ في كومة من الغيوم .أشعر أنها سوف تظهر وتقترب قريبا ... شعرت أن الشمس لن تطيل غيابها .. فهي تعرف أن عمر ابننا يحتاج أن يراها .. كما كنت أنت .

أبي قرر أن يزرع جورية في حديقة منزلنا ، سأرسل لك في كل عيد وردة ، أحتفظ بها في صندوق الرسائل الخطية والورد المجفف.

الآن فقط أدركت قيمة الورد المجفف والرسائل الخطية و.. وزجاجة العطر .
الآن فقط .. أدركت قيمتك الحقيقية ياعلي .. أتيت متاخرةً إلى عالمك الوردي ..ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن أطبق الليل على كل المساكن واشتاقت القبور لأهلها .. وضاعت أحلامنا ..وكانت النسخة الوحيدة من الرواية تحت الركام ..
قصة تشبه الرماد .

محمد فؤاد منصور
27/05/2007, 09:28 PM
العزيزة هبة الأغا
أحييك على هذه المشاعر الرومانسية الناعمة والراقية وعلى تعبيراتك الرشيقة والتى تشهد ببراعتك فى إمتلاك أدواتك ، إنها المرة الأولى التى أصافح فيها نصاً لك ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة فللحرف بين يديك رشاقة تجعله يكاد يذوب رقة ولطفا..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية

إياد عاطف حياتله
27/05/2007, 09:50 PM
هبه الآغا
الأديبة الواعدة
والقاصّة التي تحمل هموم الوطن
وتنثرها حروفا تعمّدت بدماء الروح
ونمت وكبرت على عزف نبضات القلب

وصلت إلى هنا
فأهلا وسهلا ومرحبا
في بيتك
وبين أهلك وعائلتك

هبة الأغا
27/05/2007, 11:52 PM
العزيزة هبة الأغا
أحييك على هذه المشاعر الرومانسية الناعمة والراقية وعلى تعبيراتك الرشيقة والتى تشهد ببراعتك فى إمتلاك أدواتك ، إنها المرة الأولى التى أصافح فيها نصاً لك ولكنها بالتأكيد لن تكون الأخيرة فللحرف بين يديك رشاقة تجعله يكاد يذوب رقة ولطفا..تقبلى تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية



الدكتور الفاضل : محمد فؤاد منصور ..
لم أنتسب لواتا إلا منذ أسبوع ، ويشرفني هذا المكان كثيراً ..
وها هي أول مشاركة في هذا المجلس الأدبي الراقي ..

تحياتي

هبة الأغا
27/05/2007, 11:54 PM
هبه الآغا
الأديبة الواعدة
والقاصّة التي تحمل هموم الوطن
وتنثرها حروفا تعمّدت بدماء الروح
ونمت وكبرت على عزف نبضات القلب

وصلت إلى هنا
فأهلا وسهلا ومرحبا
في بيتك
وبين أهلك وعائلتك


عمو أبو عاطف ..
علمتنا في صميم شعرك ، أننا إن لم نكتب للوطن
فلاحاجة للقلم ، وهانحن ننثر هذا الحب ، لأجمل الأوطان
بكل الأحاسيس .. ، وننسج بكل الأريج حروفنا ,,

تحياتي

د.حنان فاروق
10/06/2007, 01:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوحك يشبه النغمات الرقيقة المنسابة من الطبيعة لا المصنوعة ..إنها رقة الانثى وصراعات عواطفها التناحرة المتلاحمة داخلها..
بارك الله في قلمك الرقيق..

هبة الأغا
06/09/2008, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوحك يشبه النغمات الرقيقة المنسابة من الطبيعة لا المصنوعة ..إنها رقة الانثى وصراعات عواطفها التناحرة المتلاحمة داخلها..
بارك الله في قلمك الرقيق..



عزيزتي د . حنان

عليكِ سلامُ اللهِ والرحمة تكتنفكِ،
هو رحيق الذكريات، وصراع الحنين، هي الأنثى بكل ما تحمل من رياح العواطف ...

هو القلم الذي يرتجف حباً ...

تحياتي ورمضان كريم، ورد متأخر جداً جداً جداً ...
:)