محمد فؤاد منصور
29/05/2007, 12:49 AM
القهوة الخامسة
--------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
----------
m_mansour47@hotmail.com
أنتهت القهوة الثالثة ولم تحضر..مدّ بصره عبر الحاجز الزجاجى المطلّ على الطريق ، السيارات المتداخلة والشرطى الحائر فى تنظيم العبور بلا جدوى حتى صار جزءاً من المشهد الفوضوى أكثر من ساعة وهو ينتظر حضورها ..حتماً ستجئ.. قالت ربّما تحضر فنظر إليها وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة مشحونة بالثقة.
- ماذا تعنى ربّما؟
- إمّا نعم وإمّا لا
ولكنها فى كل مرة كانت تحضر وكانت ربّما تعنى نعم
نظر إلى الساعة ..مضت ساعتان منذ أحتلّ هذا الركن الهادئ المفضّل والذى أختاره ليكون بعيداً عن العيون المتلصصة ،الشرطى يلوّح بكلتا يديه للسيارات القادمة من كل الإتجاهات ،تملأه الثقة يعرف أنّ له تأثير السحر وأنها لن تعصى له أمرا، قال لابد من المجئ وفى كل مرة كانت ترضخ لإرادته.. هل أعلنت العصيان؟ هزّ رأسه يمنة ويسرة وكأنما ليزيح هذا الخاطر المقلق..حتماً ستجئ.. دائماً ربّما تعنى عندها نعم.
أخذ يعبث بهاتفه المحمول ويقلّبه بين أصابعه.. هل يتصل؟ ينتظر؟ حتماً ستجئ وستعتذر فلا داعى لإظهار اللهفة.
- نريد أن نضع حداً لهذا الأمر؟
- ماذا تقصدين؟
- علاقتنا لابد من وضع حدٍ لها
- لاأحب هذا الأسلوب.
أصطدمت سيارتان فهبط السائقان وبدأت المعركة التى وقف الشرطى يتفرج عليها ثمّ سرعان ماأنشغل فى تنظيم حركة المرور من حولهما وكأنّ الأمر لايعنيه.
طلب القهوة الرابعة ،وراح يحملق فى هاتفه المحمول وكأنما ينتظر أن تخرج منه,مابالها أخلفت موعدها الصباحى على غير العادة.
- نحن نمضى وقتاً طيباً معاً فما ضرورة التفكيرفى زمن ٍ لم يأت بعد.
- -أفكّر فى المستقبل.
- فكرى فى هذه اللحظة.. نحن سعداء معاً وهذا يكفى.
حادث آخر كاد يودى بحياة راكب دراجة فأنطلقت الشتائم تعبر الحاجز الزجاجى وألتفت الجميع للعراك الدائر.
طافت المضيفة بالمكان تعرض خدماتها ، كأنما لمح شبح إبتسامة ماكرة تجرى على زاوية فمها.. شماتة؟ ربما.. طالما كانت شاهدة على تسلطه وجبروته وكان دائماً يملى إرادته ويفعل مايشاء.
لم يعد هناك مفر ، ربما أصابها مكروه.. نقر عد مرات على الطاولة قبل أن يتخذ قراره النهائى، ضغط على أزرار الهاتف فى سرعة كأنما يخشى أن يضبطه أحد متلبساً بالتنازل.. الرقم غير متاح.. اللعنة على الجميع.
طلب القهوة الخامسة.!!
---------------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
27/5/2007
--------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
----------
m_mansour47@hotmail.com
أنتهت القهوة الثالثة ولم تحضر..مدّ بصره عبر الحاجز الزجاجى المطلّ على الطريق ، السيارات المتداخلة والشرطى الحائر فى تنظيم العبور بلا جدوى حتى صار جزءاً من المشهد الفوضوى أكثر من ساعة وهو ينتظر حضورها ..حتماً ستجئ.. قالت ربّما تحضر فنظر إليها وعلى شفتيه إبتسامة ساخرة مشحونة بالثقة.
- ماذا تعنى ربّما؟
- إمّا نعم وإمّا لا
ولكنها فى كل مرة كانت تحضر وكانت ربّما تعنى نعم
نظر إلى الساعة ..مضت ساعتان منذ أحتلّ هذا الركن الهادئ المفضّل والذى أختاره ليكون بعيداً عن العيون المتلصصة ،الشرطى يلوّح بكلتا يديه للسيارات القادمة من كل الإتجاهات ،تملأه الثقة يعرف أنّ له تأثير السحر وأنها لن تعصى له أمرا، قال لابد من المجئ وفى كل مرة كانت ترضخ لإرادته.. هل أعلنت العصيان؟ هزّ رأسه يمنة ويسرة وكأنما ليزيح هذا الخاطر المقلق..حتماً ستجئ.. دائماً ربّما تعنى عندها نعم.
أخذ يعبث بهاتفه المحمول ويقلّبه بين أصابعه.. هل يتصل؟ ينتظر؟ حتماً ستجئ وستعتذر فلا داعى لإظهار اللهفة.
- نريد أن نضع حداً لهذا الأمر؟
- ماذا تقصدين؟
- علاقتنا لابد من وضع حدٍ لها
- لاأحب هذا الأسلوب.
أصطدمت سيارتان فهبط السائقان وبدأت المعركة التى وقف الشرطى يتفرج عليها ثمّ سرعان ماأنشغل فى تنظيم حركة المرور من حولهما وكأنّ الأمر لايعنيه.
طلب القهوة الرابعة ،وراح يحملق فى هاتفه المحمول وكأنما ينتظر أن تخرج منه,مابالها أخلفت موعدها الصباحى على غير العادة.
- نحن نمضى وقتاً طيباً معاً فما ضرورة التفكيرفى زمن ٍ لم يأت بعد.
- -أفكّر فى المستقبل.
- فكرى فى هذه اللحظة.. نحن سعداء معاً وهذا يكفى.
حادث آخر كاد يودى بحياة راكب دراجة فأنطلقت الشتائم تعبر الحاجز الزجاجى وألتفت الجميع للعراك الدائر.
طافت المضيفة بالمكان تعرض خدماتها ، كأنما لمح شبح إبتسامة ماكرة تجرى على زاوية فمها.. شماتة؟ ربما.. طالما كانت شاهدة على تسلطه وجبروته وكان دائماً يملى إرادته ويفعل مايشاء.
لم يعد هناك مفر ، ربما أصابها مكروه.. نقر عد مرات على الطاولة قبل أن يتخذ قراره النهائى، ضغط على أزرار الهاتف فى سرعة كأنما يخشى أن يضبطه أحد متلبساً بالتنازل.. الرقم غير متاح.. اللعنة على الجميع.
طلب القهوة الخامسة.!!
---------------------
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
27/5/2007