المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الترجمة ......سلاح القوة المفقود



هشام فتحي
30/05/2007, 04:33 PM
الأخوة الأعزاء


جاء في جريدة البيان الإماراتية البوم مقال بعنوان "الترجمة سلاح القوة المفقود" بقلم د / لطيفة النجار . المقال في رأيي مهم جدا ينطوي على أبعاد جادة . أرجو من الجميع الدخول و قراءة المقال و المشاركة بالتعليقات . و هذا رابط المقال :


http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1180095129976&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

معتصم الحارث الضوّي
30/05/2007, 04:39 PM
الأخ العزيز هشام
شكراً جزيلاً لإيرادك هذا الموضوع ، و أنا كذلك أحثُّ الجميع على المشاركة الفاعلة .

مع فائق التحية و التقدير

هشام فتحي
31/05/2007, 06:09 PM
و هذا نص المقال لمن لم يستطع الدخول على الموقع


الترجمة ـ سلاح القوة المفقود
بقلم :د.لطيفة النجار



تمثل الترجمة نشاطاً علمياً أساسياً في نهضة الأمم، وفتح الأبواب المغلقة أمامها للدخول في عالم الجديد في العلوم والتكنولوجيا والآداب والفنون، وهي الوسيلة الفعالة التي تبقي الدول في الصفوف الأمامية في مجال التقدم والتطور بما تتيحه من تواصل علمي حضاري مع الآخر الذي استطاع أن يحقق نجاحات متميزة، وينجز قفزات كثيرة في مجالات المعرفة المختلفة.


وإذا كانت الترجمة منذ ميلاد الأمم ونشأة الدول نشاطاً مهما يحرص عليه المخلصون من العلماء والأدباء والمثقفين، فإنها في عصرنا الحالي تتعاظم في الأهمية، ويزداد دورها خطورة وحساسية؛ لما نراه من تقدم تكنولوجي، وانفجار معرفي هائل، وتوالد متسارع في العلوم والمعارف لا ينتظر المتقاعسين والمتواكلين. ويبدو واضحا أنّ أهمية الترجمة تزداد أكثر في الدول المستوردة للمعرفة العلمية، لأنها ستبقى تابعة للدول التي تصدر لها تلك المعرفة، ولن تستطيع أن تنجز مشروعها العلمي الخاص إلا إذا نجحت في الاستقلال التدريجي عن مصادر الإنتاج المعرفي في العالم الآخر.


وإذا تأملنا التاريخ فإننا سنرى شواهد كثيرة تدلل على ما نقول؛ ففي العصور الذهبية للحضارة العربية الإسلامية كانت الترجمة من أكثر الأنشطة العلمية وضوحا وتقديراً، فقد استطاع المسلمون - خاصة في العصر العباسي- أن ينقلوا ما لدى الحضارات الأخرى السابقة من علوم ومعارف في مجالات كثيرة متنوعة، وقد شهدت الترجمة في عهد الخليفة المأمون نشاطا مكثفا عزّ له نظير، فقد ترجمت في زمنه أمهات الكتب من مثل كتب أفلاطون وأرسطو وسقراط وجالينوس وإقليدس وبطليموس.


وقد قرأنا كيف أنّ المأمون كان يكافئ المترجم بمنحه وزن كتابه ذهبا. وهذا يشير إلى أنّ حركة الترجمة في ذلك العهد البعيد كانت منظمة مدعومة من قبل السلطة، ولولا هذا الدعم والتقدير لما آتت أكلها، فقد كان العلماء يعيشون آنذاك زمنهم الذهبي حقا.


ومن الطبيعي ألا يقتصر نشاط العلماء على الترجمة وحدها، فالترجمة تمثل حافزا قويا للمترجمين أن يتفاعلوا مع ما يترجمونه، وأن يتشربوه، بحيث يصبح جزءا من تفكيرهم وهمهم وحياتهم، فيدفعهم إلى الإضافة والتطوير والإسهام في دفع عجلة العلم إلى الأمام بجهد خالص ينسب إليهم ويسمى باسمهم، وهذا ما جعل الحضارة العربية الإسلامية مصدر إشعاع علمي حضاري للأمم الأخرى على مدى سنوات طويلة.


وقد عرف العلماء الأوربيون خطر الترجمة ودورها في تمكينهم من منافسة الآخر (العربي) الذي كان آنذاك مصدّرا للمعرفة منتجا لها. فعلى الرغم من أنّ كثيرا من أبناء الأوربيين كانوا يسافرون إلى الأندلس لطلب العلم، ويدرسون العلوم باللغة العربية، فإن ذلك لم يكن كافيا في نظر علمائهم، وقد كتب بعض رهبانهم رسائل عبّر فيها عن استيائه الشديد لرؤية أبناء أوروبا يتلذذون الكلام باللغة الأجنبية (العربية)، ويحفظون العلوم بكلمات ليست من لغتهم الأم.


ولذلك انكب الأوروبيون في القرن الثاني عشر على ترجمة الكتب العربية، فأنشئت مراكز للترجمة في طليطلة وصقلية، وانتشرت المدارس والجامعات التي تعتمد في تدريسها على الكتب العلمية المترجمة من العربية، مثل مدارس مونبلييه ونابولي وبولونيا وبادو وغيرها. وفي تلك الفترة ترجمت كتب الخوارزمي وابن سينا وابن النفيس وابن الهيثم والكندي والبيروني وغيرهم من العلماء العرب.


ومن المضحك حقا أنّ كثيرين من السذّج في هذا الزمان، حين يعللون تمسكهم باللغة الإنجليزية لتكون لغة التعليم، يذهبون إلى أنّ اللغة العربية كانت لغة العلم في زمن مضى، وأن الأوربيين تعلموا العلوم بها، ثم استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم نهضة علمية بارزة جعلتهم يتقدمون بعد تخلف، وأن هذا ما يحدث الآن في زمننا، مع اختلاف في الأدوار.


ولكنّ التاريخ والوثائق والرسائل تكذب ما يذهبون إليه، فأوروبا لم تكتف بأن يتعلم أبناؤها العلوم بالعربية، بل كان ذلك مما يقضّ مضجعها، ويثير هلعها، كما صرّح بذلك رهبانهم وعلماؤهم، ولذلك انكبوا على الترجمة رغبة منهم في التخلص من التبعية للآخر والتحرر من الحاجة إليه، وإذكاء التنافس معه، ومحاولة التقدم عليه.


وإذا نحن تأملنا واقع الترجمة في عالمنا العربي في الوقت الراهن فإننا سنجد، دون كبير عناء، أنّ هذه الحركة تعاني من الضعف وتبعثر الجهود وقلة الإمكانيات وتواضع الدعم الرسمي، مع قلة إيمان بدورها في الإسهام بالنهضة، خاصة في مناخ عام يتجه إلى نبذ التعريب في التعليم الجامعي والمدرسي، وهذا يشير إلى كثير من سوء التقدير والتكاسل عن بذل الجهود الحقيقية، واستمراء الاعتماد على الآخر في إنجاز ما يفترض أن ننجزه بأنفسنا لأنفسنا وأبنائنا.


ويكفي هنا أن نشير إلى تقرير التنمية الإنسانية العربي لعام 2000 الذي يقرر أنّ إجمالي ما ترجم من كتب منذ إنشاء دار الحكمة في عهد المأمون حتى الآن يقدر بعشرة آلاف كتاب، وهذا يوازي ما تترجمه إسبانيا وحدها في عام واحد. وإذا أردنا أن نضرب مثلا آخر على دولة استطاعت أن تضع نفسها في الصف الأول في مجال التقدم العلمي والتكنولوجي وفي مجال إنتاج المعرفة وتصدير العلوم، بعد أن كانت مهددة يوما بالفناء الكامل فإن اليابان تقدم مثالا ناصعا على ذلك؛ إذ تترجم اليابان ما يزيد على ثلاثين مليون صفحة سنويا، أي ما يعادل مئة ألف كتاب، وهذا يعادل ترجمة مليون كتاب في كل عقد من السنين.


ولنا أن نتساءل: لماذا تكلف اليابان أو إسبانيا أو فرنسا أو غيرها من الدول المتقدمة نفسها عناء الترجمة عن الآخر إذا كانت تستطيع أن تقرأ ما ينجزه هذا الآخر بلغته من دون أن يشكل ذلك مشكلة كبيرة أو صعوبة تستحق الذكر؟ لماذا تحرص على أن تضع الكتاب بين يدي أبنائها بلغتها رغم ما قد يكلفه ذلك من جهود وأموال؟


والسؤال الأهم: هل كانت اليابان وغيرها ستحقق ما حققته من تقدم في العلوم وصناعة المعرفة لو اكتفت بأن تأخذ إنجاز الآخر بلغته هو من دون أن تنقله إلى لغتها؟ على الرغم من أننا لا نقول إن الترجمة وحدها كفيلة بذلك، فهناك شروط كثيرة متضافرة يحتاجها أي تقدم علمي ومعرفي لكي يبزغ ويرى النور في أي بقعة من بقاع الأرض، إلا أنّ الترجمة مؤشر مهم على أنّ الدول تتحمل مسؤولية نفسها بنفسها، ولا تقبل أن تكون تابعا للآخر، وهي مقياس دقيق لنبذ التقاعس والتكاسل والتواني في بذل الجهود الحقيقية المضنية للإسهام في تحقيق التقدم والاستقلال المعرفي. ويكفي أن نتأمل حركة التاريخ التي ذكرنا طرفا منها في هذا المقال لنتأكد من ذلك.

سماح سليمان
01/06/2007, 08:21 PM
شكرًا أستاذ هشام على نقل هذا الموضوع

فهو موضوع هام فعلاً ويوضح أهمية إعتماد الأمة على نفسها وعدم التفريط في لغتها والحفاظ عليها بكل الطرق
وهو للأسف عكس ما يحدث في العالم العربي، فالعرب اليوم يتباهون بنطق اللغات الأخرى مع أن العربية هي أم جميع اللغات وهي التي ساعدت في تطور الأمم.
ليتهم يتفاخرون بلغتهم كما يتفاخرون بالإلمام بالغات الأخرى. وتدرك المجتمعات أهمية الترجمة في تقدم الأمم وإعطائها الاهتمام الكافي

تحياتي

ايمان حمد
01/06/2007, 08:35 PM
مقال رائع جدا :good:

بورك النقل اخى هشام فتحى

فعلا المقال يحتاج ان يكون فى مجله واتا و على البوابة كذلك

ويجب ان يستخدم لوسيلة لأقناع السلاطين بالتبرع للترجمة .. سأنقل الموضوع الى لجنة المتابعة لأهميته

و ننتظر ان تكون واتا لها رخصة تجارية وملف مهنى تستخدمه فى مناقشاتها لطلب الرعاية لأغراض الترجمـة

تقديرى:fl:

هشام فتحي
01/06/2007, 10:28 PM
الشكر و الحمد لله أولا الذي هداني لهذه المقالة المفيدة

ونشكر بالطبع السيدة الأستاذة / لطيفة النجار صاحبة هذا الفكر المبدعأشكر لكل من تفضل و تابع الموضوع :

السيد الأخ الفاضل / معتصم الحارث
السيدة الأخت الفاضلة / إيمان حمد
السيدة الاخت الفاضلة / سماح سليمان


وننتظر من باقي الأخوة متابعة الموضوع و أن يدلو كل بدلوه في هذا الأمر الهام ، و أرجو من إدارة الموقع أن يتم تثبيت هذا الموضوع في الشريط اعلى الصفحة و ذلك للإفادة .

ايمان حمد
01/06/2007, 10:38 PM
تم التثبيت

وأخذنا نسخة للنشرة الاسبوعية المعتادة

شكرا هشام فتحى

هشام فتحي
01/06/2007, 10:44 PM
شكرا لك أخت / إيمان على سرعة الاستجابة و الإهتمام

سحان الهاشمي
24/01/2010, 09:31 PM
فعلاً موضوع راااائع ومقالة مفيدة جدآآآآآ

شكراً اخي العزيز على طرح هذا المقال

تحياتي

سعد محمد سعد
12/11/2012, 06:04 AM
جزاك الله خير

عبدالله بن بريك
12/11/2012, 07:30 AM
مرحباً بك ،أخي المحترم "سعد".

أرجو أن تجد في المنتدى ما يسرّك و يفيدك.

شكراً على إحيائك لهذا الموضوع المفيد.

تحياتي.