المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاولة طيران



علي الشاهين
30/05/2007, 07:06 PM
فتح عينيه ببطأ , كان المشهد غائما, حاول أن يتبين الوقت تماما, لم يكن من السهل أن يعرف في أية ساعة من النهار هو , فرك جفنيه وأعاد فتح عينيه, كانت الصورة ما تزال شبه مشوشة. لكنه إستطاع التركيز قليلا على جناحين من الريش يغلفان ذراعيه , أخذته الدهشة على حين غرة , فحين نام بالأمس لم يكن يجد أي أمر غريب كهذا, كان كائنا سويا على قدمين ويدين وجسد بشري دون أية إستثناءات, فما الذي حصل له , أمتد نظره إلى أسفل ليجد مزيدا من الريش يغطيه تماما , ريش ملون ناعم , يجعله أشبه شيء بكنار حط على سريره فجأة ودون إستئذان. قفز من فراشه إلى المرآة التي تحتل نصف الجدار المقابل , يا للدهشة إنه هو دون أدنى تغيير , سوى منقار صغير يطوق شفتيه أما جسده وذراعاه وقدماه فهن ا اللواتي عرفهن وصاحبنه طوال الثلاثين سنة الماضية من حياته , عاد بنظره إلى جسده متجاوزا صورة المرآة ليجد ذلك الكنار الملون الذي لبسه وكسا كل تفاصيله , من ريشة الرأس حتى أصابع القدمين اللتين تخرج منهما أظافر حادة تمكنه من الأمساك بالأرض والتحرك عليها ,عاد إلى المرآة ونظر لها بتمعن لم ترتبك الصورة ولم تتغير إطلاقا هو ذاته ذلك الشاب الثلاثيني الرشيق الذي طالما وقف أمام مرآته ليختار اللباس اللائق المناسب , على الجدار المقابل صورة لكنار جميل يقف على النافذة , لاتختلف إطلاقا عما يرى نفسه عليها الأن , تقدم خطوات داخل الغرفة بإتجاه الباب لم تطاوعه نفسه ان يخرج منها بهذه الصورة , أهل الفتاة التي خطبها ينتظرونه ليشاركهم فطور الصباح ويتحدثون حول تفاصيل العرس و الزفاف على عروسه ( نبع ) ..تلك الأنسة الرقيقة التي تشبه وردة البنفسج , كم كان مسرورا وهو يدق بابهم ليجد الترحاب به ,وأستقبله أهلها بكل رقة وعذوبة وبعد جلسة ودودة قرروا ان ينام ليلته ويؤجل الحديث الى الغد , فما الذي حدث ؟ وهل سيخرج من الغرفة وهو يشبه طائرا ملونا ليواجههم بهذه الصورة ,؟ عاد الى الخلف , نظر مرات كثيرة في المرآة التي تصر أنه هو ذاته لم يتغير بشيء , وعاد يدقق النظر في نفسه ليجد كل تفاصيل الطيور تنطبق عليه , إلتفت الى الخلف فوجد ذيلا ملونا جميلا يستطيل قليلا وراءه , نظر الى رقبته وجد عليها باقة من ريش لماع , صدره كان مكسوا تماما كسائر جسده بذلك الريش , أراد ان يصرخ من الغضب والتعجب , لم تطاوعه حنجرته إلا بترديد تغريد رقيق غمر المكان , عاد الى الصورة المعلقة على الحائط , كان ذلك الكنار يحط فيه ويلبسه تماما , وكأنها صورة أخذت له على الفور , وبين حيرته واستغرابه لمح في المرآة خطيبته( نبع )تنعكس صورتها من خارج النافذة , كانت الغرفة في الطابق الرابع فكيف يتسنى لنبع ان تظهر صورتها في المرآة , حدق خارج النافذة شاهد بأم عينه أنثى كنار تحط على غصن شجرة مرتفع , تلك الشجرة التي لا يبدو منها إلا رأسها وهي تحتضن بغصونها تلك الكنار الملونة مثله , عاد إلى المرآة شاهد نفسه هو كما كان قبلا وحدق في صورة الفتاة من النافذة هي خطيبته نبع , ترك المرآة وحدق في نفسه شاهد الكنار , وخارج النافذة انثى كنار جميل تلوح له بجناحيها , كانت هناك أصوات أقدام تقترب من باب الغرفة , ثمة طرق على الباب , هناك من يناديه للألتحاق بالفطور , ربما سنفتح الباب ويشاهدونه , كيف سيجد تفسيرا لكل هذا ؟ إقترب من النافذة , كانت كما تركها بالأمس مفتوحة , وأنثى الكنار تصفق له بجناحيها مشيرة ( تعال , تعال ,).. تزايدت الطرقات على الباب وبدا مقبضه يتحرك , وسمع صوت الأب وهو يناديه باسمه , أراد أن يرد تعالى من فمه تغريد طائر , نظر الى المرآة كانت تعكس عيون ( نبع) وهي تستحثه اللحاق بها , قفز الى النافذة في الوقت الذي بدأ به الباب بالأنفتاح إلى الداخل , نظر إلى انثى الكنار على أغصان الشجرة العالية تأكد انها خطيبته , وسرعان ما قفز من النافذة وطار إليها

ريمه الخاني
30/05/2007, 08:14 PM
اول مرة اقرا لك
تحية لقلمك

علي الشاهين
31/05/2007, 01:12 AM
الغالية ريمه الخاني
يسعد قلمي أن تكوني من قرائه
هذه مشاركتي الأولى بهذا المنتدى
على أن علي الشاهين لديه الكثير مما سبق
وبإذن الله مما سيأتي
شعرا وقصا
تحيتي المشبعة بالندى

جمال عبد القادر الجلاصي
31/05/2007, 01:52 PM
المبدع علي شاهين

جميلة جدا هي القصةالأولى التي أقرؤها لك

لغة جميلة وأسلوب مميز

ننتظر منك المزيد

احترامي ومحبتي

علي الشاهين
01/06/2007, 01:46 AM
العزيز جمال الجلاصي
سلم حضورك الرقيق
وشكرا على إطراء أتمنى أن أحافظ عليه
أعدكم بالمزيد
وانتظر دوما ردودكم القيمة