المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منحة ...ومنحة



رود حجار
28/09/2006, 11:39 AM
ما كان ليخطر ببالي يوماً أن ...كانت يوماً نصرانية لولا أن تقودني المصادفة لمعرفة دلك...
قصة واقعية لإحدى الأخوات اللواتي اللواتي تعرفت عليهن ممن اعتنقن الاسلام بفضل الله ورحمته , أضعها بين أيديكم، وأروريها على لسانها، عله يكون فيها الفائدة والعبرة إن شاء الله.


منحة في منحة


....وأخذت أقرا القرآن....وأجمع الكتب التي تحكي عن الاسلام ...والقرآن
المعجزة الخالدة ...وأقرأ في تفاسيره باللغتين العربية والفرنسية..
كنت أعود في نهاية اليوم وبعد انتهاء الدوام لغرفتي .. .أسارع وأشعل ضوءا خافتا كي لا أوقظ رفيقة الغرفة المستسلمة للرقاد ...ولاأكاد احس بالساعات تمر.... أفر من متاعب اليوم الى كتبي القيمة... أبحث عن اجابات لأسئلتي المتدافعة في داخلي ..كنت أجد الاجابة لكل شيء ...إجابة منطقية عقلية وروحية بآن واحد ..وما كنت لأقتنع في قرارة نفسي أنني قد بدأت أعشق الاسلام..واعشق القرآن ..وتفسير آياته ..وأبرر أمام نفسي أنني طالما شغفت بالقراءة
والثقافة ..

وجاء رمضان ..وكانت نقطة فاصلة بالنسبة لي ...فحتى رفيقة الغرفة لا تعلم أني نصرانية ...صرت أستحيي أن أجاهر بذلك ..سيصوم المسلمون غدا ...ورفيقة الغرفة ستصوم ولا شك ..فلم لا أجرب الصوم معها ..وصمت أول رمضان لي في حياتي ..شهر دحر النفس وإخماد الشهوات ...وعشت ما طالما سمعت عنه من روحانية يحس بها المسلمون وسمو بالروح وقرب من الله ...عشت احلى اللحظات ....كنا نستيقظ ونتسحر معا ..ونتوقف عن الطعام لمجرد الاذان ... لايفصل بينها وبين اللحظة التي قبلها إلا كلمة ( الله اكبر) .. الله أراد ألا نأكل الآن وسمح لنا ان نفعل قبلها .... الله أكبر مما نريد ومما نشتهي ......كنا ننتظر لحظات الافطار ...بفارغ الصبر حتى يأذن لنا المؤذن( الله أكبر)..... فنسارع الى التمر والحليب...
مشاعر لاأستطيع أن أصفها ولكنني مازلت أذكر طعمها لأول مرة عشتها ...
وبقيت أقرا وأقرا في القرآن والتفسير.. والصراع يزداد في داخلي ومازلت لا أستطيع التغلب على نفسي
كانت رفيقتي لاتطبق من الاسلام إلا الصيام
وكنت أقرأ عن الصلاة....( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ...)( الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد ترك الدين )...(بين الرجل والكفر ترك الصلاة )...

وذات يوم سالت رفيقتي :
-....لم لاتصلين..؟؟
فلم تجبني ..فتابعت وقلت:
- ..ألا تعرفين أن الصلاة هي أول مايسأل عنه العبد يوم الحساب؟؟
فلم تجب أيضا وتشاغلت ...

عدت فقلت لها:
- ألا تعرفين أن كل اعمالك لن ينظر بها طالما إنك لا تصلين؟؟ وهنا أجابتني وهي تضحك بتهكم:

- وهل تصلين أنت أولا حتى تنصحي غيرك؟؟

وهنا سكت وبلعت غصة أحسست مررتها في حلقي....فقلت لها مراوغة :
- نعم أنا اعترف بتقصيري ولكن أنتظر أن يشجعني أحد ...

فأجابتني متسائلة
- حقا؟؟!!..إذاً.. نبدأ معا ً....مارأيك؟؟

فقلت لها على الفور :
- .نعم أنا مستعدة ومنذ اللحظة إن أحببت....
- اذاً سأذهب لأتوضأ قبلك ثم أنت .

كانت الشمس قد غربت .. وقد أذن المؤذن (ساعة الأذان ) بصوته الشجي وأفطرنا ...وعادت بعد دقائق قائلة:
- سأنتظرك لنصلي معا ..

.....ذهبت ودخلت الحجرة ...واتجهت للقبلة. ..كنت وحدي ..وقلت بصوت مرتعش...

(أشهد ألا اله إلا الله ......وأشهد أن محمدا رسول الله ... )

لقد نطقت بالشهادتين لأول مرة بلساني ....كنت أبكي ..
قلتها بصوت خافت ...ولم يسمعني أحد... إلا الله ..فقد كان معي ..وكان يكفيني...
سارعت لأغتسل من رجس الجاهلية والكفر ...ومن آخر أدران الشرك والنصرانية وولدت من جديد...

ووقفنا للصلاة معا ...وكانت صلاة المغرب هي أولى صلواتي في رمضان ...لن أنسى ما حييت ذلك الشعور الحبيب الذي غمرني..والاحساس بالطمأنينة واليقين اللذان ملآ روحي أكملا الجزء المتبقي الذي ملأه سمو الصيام...

..ومنذ ذلك اليوم ...دخلت عالم الاسلام... وما عدت للكفر والحمد لله
ومنذ ذلك اليوم ورفيقة الغرفة دخلت عالم الصلاة أيضا ..وماتركتها يوما.
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن ...لاتعرف رفيقتي وأخيتي الأولى بالله أنها كانت سببا لهدايتي كما كنت سببا لهدايتها...

هذه قصة (...) العربية الاصل ومن عائلة تدين وتتمسك بالنصرانية ...طالبة فلسطينة أتت من احدى دول الخليج مع مجموعة من صديقاتها...وكلهن مسلمات .. حصلن على منحة دراسية لمتابعة دراستهن بفرنسا اتت لتكمل دراستها...... فاعنتقت الاسلام هنا .....فسبحان الله وصلت الى بلاد( التحررو الرقي!!!)..ولكن لم ترق لها حياة الغربيات الاباحية ... ما استطاعت الانسجام في هذا المجتمع المتحلل ..ففضلت صحبة صديقاتها العربيات..وبدأت الفتيات باقامة حلقة بسيطة لتدارس القرآن والحديث بين بعضهن البعض ... وكانت تحضر معهن ..ولاحظت صديقاتها ذلك ..فأحببن أن يعرفنها الاسلام بشكل غير مباشر ,فعرضن عليها ان تقوم هي بتفسير القرآن وشرحه بحجة ان لغتها العربية قوية متينة ..ووافقت ..وتمر الشهور على هذه الحال ...
ثم تفرق بينهن الايام والدراسة ...ووجدت (...)نفسها في السكن الجامعي ومع رفيقة عربية من جديد ..... فيا لتقدير الاقدار...ويا لحكمة المولى الرحمن...
وهكذا ...ألقى الله في قلب أختنا نور الهداية وحب الاسلام ...
..وهكذا ..فالبذرة التي زرعتها أخواتها المسلمات حين اخترنها للتفسير ...أينعت وأورقت بعد حين...
(فلا تحقرن من المعروف شيئا )....
(ولئن يهدي بك الله رجلا خير لك من حمر النعم)
نسأل الله لنا جميعا الهداية والثبات.