المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدخل إسلامي



Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
29/10/2006, 05:03 PM
مدخل إسلامي لتعليم اللغة الإنجليزية
بوصفها لغة أجنبية

تأليف : د. محمد شافعي (بالإنجليزية)


في هذا البحث أعتزم تقديم مدخل إسلامي لتعليم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية. ولكي أقوم بهذا فسوف أتناول الجوانب التالية :

· ما هي أهداف تعليم اللغة الإنجليزية في مجتمع مسلم ؟

· ما هو المدخل الإسلامي لتعليم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية ؟

· الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة الإنجليزية.

· المشكلات والصعوبات التي تكتنف المدخل الإسلامي لتعليم اللغة الإنجليزية.

لا يمكن لأحد اليوم أن ينكر الأهمية العظمى للغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم. وتتزايد الحاجة إلى دراسة هذه اللغة. ومن حقائق الأمور ، بطبيعة الحال ، أنه في حين تغرب الشمس بانتظام عن الراية البريطانية في هذه الأيام ، فإنها لا تغرب أبداً عن اللغة الإنجليزية. ولقد زعم جوزيف تريم Joseph Treem في تقرير خاص أن "ما يقرب من 700 مليون* شخص يتكلمون بها .. بزيادة قدرها 40 في المائة على مدى العشرين سنة الماضية ، وبعدد إجمالي يمثل أكثر من سُبع سكان العالم. ولقد حلت محل اللغة الفرنسية في عالم الدبلوماسية ، واللغة الألمانية في مجال العلوم. وهي اللغة السائدة في الطب ، والإلكترونيات ، وتكنولوجيا الفضاء ، والتجارة الدولية ، والإعلان ، وفي الإذاعة ، والتليفزيون والأفلام. ولذلك فإن الإنجليزية لغة مهمة ، ومن ثم فمن المنطقي أن نتناول أهداف تعليم اللغة الإنجليزية في الدول الإسلامية.

ما الأهداف ؟

قد يسأل سائل : "ما العلاقة بين الأهداف ، والتعليم الفعلي للغة ؟" ولقد قام ميجر Mager بتحديد الهدف بأنه "عبارة تصف ناتج عملية التعليم ، أكثر مما تصف العمليات والإجراءات الخاصة بالتعليم. وهي تصف النتائج أكثر مما تصف وسائل تحقيق هذه النتائج." أما النقطة المهمة التي ينبغي ملاحظتها هنا فهي ناتج النشاط الخاص بالتعليم أو التعلم ، وهو النشاط الذي تتعلق به الأهداف.

ويقول عبد الحميد* ي معرض استعراضه لوظائف الأهداف : "عندما لا تكون هناك أهداف محددة بوضوح ، فمن المستحيل تقييم مقرر تعليمي أو برنامج بكفاءة ، وليس هناك أساس سليم لاختيار المواد التعليمية ، أو المحتوى ، أو طرق التدريس الملائمة."

أما شافعي فإنه يزعم أنه في البلاد المسلمة ، هناك تباين كبير بين أهداف تعليم الإنجليزية ، والهدف النهائي للتربية الإسلامية. ولقد خلق هذا خلطاً عظيماً. ولا يستطيع المرء إلا أنه يتفق مع برين Perren ، ومجيد Majid في أن أهداف تعليم اللغة الإنجليزية في معظم البلاد المسلمة يبدو أنه يلتبس مع الأهداف التعليمية الكبرى. كما يرى ويلكنز Wilkins أن "أساس المدخل السليم لتعليم اللغة هو معرفة ماهية أهداف التعليم." ومن ضمن الإجابات الخاصة بماهية أهداف تعليم اللغة الإنجليزية في معظم الدول الإسلامية ، لابد من أن نذكر :

1- إمداد الأعداد الضخمة من السكان بقدر كاف من معرفة اللغة الإنجليزية يُمَكِّنهم من التعامل مع الأجانب.

2- إمداد عدد أصغر من السكان بوسائل دراسة المواد في المستوى الثالث* من التعليم.

3- فتح "نافذة على العالم".

4- إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية دولية. ويبدو أنه ليس هناك ذكر للأهداف النهائية لتعليم الإنجليزية في المجتمع الإسلامي بحيث تسهِّل المهمة الرئيسية التي تتمثل في تنمية الشخصية المسلمة السوية المتوازنة ونموها. ومن الواضح أنه عندما لا يوجد أهداف واضحة المعالم فإن هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى عملية تعليمية غير مناسبة.

الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية

وما أقصده بالمدخل الإسلامي لتعليم اللغة الإنجليزية هو أن العملية الكاملة المختصة بتعليمها ينبغي أن تقوم على مفاهيم إسلامية واضحة. فالناشئة من المسلمين الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية ، عليهم أن يستوعبوا الأفكار المستنيرة الآتية من الغرب ، ولا ينبغي أن يفقدوا إيمانهم بالإسلام وتعاليمه. وخلال إقدامهم على اكتساب المعرفة باللغة الإنجليزية ينبغي أن تحكمهم العقيدة والقيم والمواقف الإسلامية الروحية والخلقية. وهذا يعني ضمنياً تعلم الإنجليزية المبني على العقيدة الإسلامية ، فكراً وسلوكاً ، واستبعاد الأيديولوجيات المضادة للدين، وغير الدينية فالناشئة المسلمون يريدون أن يكتسبوا معرفة الإنجليزية لا لكي يشبعوا الحاجات الدنيوية للعصر فحسب بل أيضاً لكي يكرسوا أنفسهم لدينهم ويكونوا على دراية به. وتعليم اللغة الإنجليزية ومعرفة الإنجليزية ينبغي أن يساعدا على تنمية الشخصية المسلمة المتوازنة وعلى أن يغرسا في الأذهان الملامح الأساسية للحياة الإسلامية كما وردت في القرآن الكريم والسنة (أي أقوال رسول الله وأفعاله).

ويمكن أن نثير تساؤلاً هو : ولماذا ينبغي استخدام مدخل إسلامي في تعليم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية ؟

إن هناك ما يقرب من 45 دولة مسلمة مستقلة في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. كما يعيش عدد كبير من المسلمين أيضاً بوصفهم أقليات في الهند ، والاتحاد السوفيتي*، وأوروبا، والصين ، وأمريكا الشمالية ، وكندا ، وبعض دول إفريقيا. وعلى هذا فإن الأمة الإسلامية تتكون من جنسيات مختلفة ذات خلفيات متباينة ؛ ولكن هناك شيئاً مشتركاً بين الجميع ، وهو القرآن الكريم والسنة بوصفهما مصدر المعرفة الموحى بها.

والتقدم الاقتصادي ، والتكنولوجيا ، والعلوم أمور ضرورية. ونظراً لأن الإنجليزية هي اللغة الدولية الرئيسية ، فإن اكتساب المعرفة المتقدمة يتم من خلالها (كما ذكرنا آنفاً). ولقد رأى المؤتمر العالمي الأول للتربية الإسلامية أن مثل هذه المعرفة تمثل إحدى الفئتين اللتين اتفق العلماء المسلمون في جميع أنحاء العالم على عدهما "معارف مكتسبة"ـ وتضم العلوم الاجتماعية والطبيعية والتطبيقية. إذ إن الهدف النهائي للتربية الإسلامية يكمن في تحقيق الخضوع الكامل لله. وينبغي إعطاء أهمية عظمى للفضيلة. وينبغي توجيه الإنسان وإرشاده إلى الخلاص من الذنوب أكثر من توجيهه إلى تنمية نفسه في معرض تنميته للحياة الدنيا. ومن ثم فهذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا إذا تم الحصول على المعرفة المكتسبة في خط موازٍ للمعرفة الموحى بها والمبنية على الوحي السماوي الذي يمثله القرآن والسنة. ولذلك ، فإن اللغة الإنجليزية أمامها دور حاسم لتؤديه في تحقيق الهدف النهائي من التربية الإسلامية. ويشمل هذا الدور جعل تعليم اللغة الإنجليزية بالكيفية الإسلامية ـ أي بجعل اللغة الإنجليزية نفسها لغة إسلامية. ويجب أن يكون تقدم المعارف المكتسبة عن طريق اللغة الإنجليزية متماشياً مع قيم المجتمع الإسلامي ومعاييره المستمدة من القرآن والسنة.

وفي هذا الإطار لابد من أن نأخذ في الحسبان بعض الأمور المفيدة المتعلقة بتعليم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية في الدول المسلمة.

الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة الإنجليزية

الثقافة تعني الإثراء ، وبصفة خاصة إثراء عقل الإنسان من أجل صالح البشرية. ولقد قال بكثول Pickthall : "بمصطلح الثقافة الإسلامية لست أعني الثقافة المستمدة من أي مصدر، والمكتسبة في أية لحظة معينة من قِبَل أناس يدينون بالإسلام ، ولكن نوع الثقافة الذي يُلزمنا به دين هدفه المحدد والمُعلن هو تقدم الإنسان."

والثقافة الإسلامية يمكن أن توجد فقط في مجتمع مسلم ، وهو مجتمع يلتزم بالإسلام ـ الذي هو دين عظيم ، وثورة سلام عظمى ، يشعر فيه الناس بالسلام مع الله ، ومع خلقه ، ومع أنفسهم. وعندما نفكر في حال الثقافة الإسلامية والمجتمع المسلم فإن المرء لا يمكنه أن يتجاهل الشروط الأساسية لأسلوب الحياة الإسلامية كما يذكرها السيد أبو العلا المودودي. وقبل أن يعهد الله بالخلافة على الأرض للإنسان ، أوضح الله له بكل جلاء أنه وحده هو السيد ، والحاكم ، والمعبود ـ ولا ينبغي للإنسان أن يظن نفسه حراً بلا حدود وأن يعلم أن هذه الأرض ليست هي مستقره الدائم. ولكن لابد للإنسان من أن يعيش في الحياة الدنيا مدركاً أنه سيحاسَب وأن هدفه الوحيد هو أن يستحق رضا الله حتى يكتب له النجاح في الاختبار الأخير. ويمكن للمرء أن يتساءل ، ولكن ما العلاقة بين الثقافة الإسلامية وتعليم اللغة الإنجليزية؟

لقد ذكر إدوارد سابير Edward Sapir أننا إذا وصفنا اللغة بأنها أحد أشكال سلوك الإنسان ، والثقافة بوصفها "سلوكاً وأنماط فإنه يتضح أن اللغة مكِّون أساسي من مكونات الثقافة. وعلى هذا فإن تعلم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية سوف يعني تغيير سلوك المتعلم وإدخال أسلوب حياة جديد وقيم جديدة في الحياة على نمط السلوك المستقر بالفعل لديه. وفي تعليم اللغة الإنجليزية فإن لغتين ، وبالتالي ثقافتين ، تتواصلان ومن الحقائق التي تؤيدها التجربة أن للناس المختلفين وجهات نظر ومفاهيم متباينة في حياتهم .. ويرى لادو Lado أنه إذا كانت الثقافة تعني أساليب حياة الناس ، فمن حقائق الأمور أن لكل أمة مفهوماً وأيديولوجية وفلسفة معينة خاصة بثقافتها. ويعني هذا أن الغالبية العظمى من الطلاب المسلمين ، عندما يقومون بالاتصال عن قرب لأول مرة بالثقافة الغربية عن طريق لغتها ، ربما يشعرون برد فعل من العداء ، أو التنافر العاطفي تجاه مجموعة مختلفة من القيم ، أو قد يحسون بالحيرة فحسب. ويمكن لرد الفعل هذا أن يختفي فقط عن طريق فهم واعٍ للاختلافـات الرئيسية بين الثقافتين. ويمكننا إثارة سؤال حول ما هو المطلوب من معلم اللغة الإنجليزية في مثل هذه الظروف ؟ تقول ريفرز Rivers باختصار إنه ينبغي أن تكون لديه نظرة ثاقبة واعية إلى ثقافة طلابه وفهم مماثل للثقافة التي تمثل اللغة التي يقوم بتدريسها جزءاً منها. وسوف يحتاج المتحدث الأصلي بالإنجليزية إلى أن يدرس بعناية كبيرة ثقافة طلابه حتى يتمكن من تقديم جانب من ثقافته هو بطريقة مقبولة بالنسبة لهم. وهذا الفهم للثقافتين سوف يساعده على تحديد الجوانب في خلفيته الثقافية التي ستكون غير مفهومة تماماً بالنسبة لطلابه. وينبغي أن يكون مدركاً للمواقف التي يمكن أن تشتمل على تهديد للمعتقدات الكامنة في نفوس طلابه. ولقد مرت الإشارة في الفقرات السابقة إلى أن اللغة كامنة بشكل عميق في الثقافة. وفيما يتعلق ببعض الناس فإن هذه تبدو ملاحظة لا يمكن استيعابها ، ولكن تبقى حقيقة أنه بسبب الفروق اللغوية فإن هناك فروقاً حقيقية في أنماط السلوك في كل ثقافة ؛ ولذا فإن معملي اللغة الإنجليزية ينبغي أن يكونوا على وعي بمثل هذه الأحكام المختلفة المتعلقة بالقيم. أما أُسجود Osgood (في كتاب ريفرز Rivers ، سنة 1968 ، ص 266) فإنه يرى أن جزءاً من معنى الكلمات ، كما قام بقياسه مستخدماً الوسائل الإحصائية ، يتعلق بالأحكام القيمية (مثل حسن – سيئ ، صحيح – خطأ – مقبول – غير مقبول).

مشكلات وصعوبات

أعتقد أنه من الملائم كثيراً هنا أن نتناول المشكلات العملية التي يمكن أن تنشأ عن تطبيق هذا المدخل إلى تعليم الإنجليزية في العالم الإسلامي.

أولاً ، هناك مشكلة إعادة تدريب معلمي اللغة الإنجليزية في جميع المراحل ، ومن بينهم المعلمون في الجامعات وغيرها من المعاهد العليا ، لكي يفكروا من وجهة نظر هذا المدخـل، ولكي "تُمحى أميتهم" بخصوص هذا الجانب من تعليم الإنجليزية.

ثانياً : هناك مشكلة صياغة الأهداف التي نريد تحقيقها ، وتطبيق طرق جديدة لتعليم الإنجليزية مبنية على المدخل الإسلامي. وهذا لا يمكن عمله إلا بعد أن تتضافر كل الدول الإسلامية للمساعدة على حل هذه المشكلة.

ثالثاً ، هناك مشكلة إعداد المادة العلمية ، والكتب الدراسية ، والمقررات الموضوعة خصيصاً والمبنية على المدخل الإسلامي في جميع أنحاء العالم الإسلامي وهو ما نحتاج لإنجازه إلى خبراء واختصاصيين في الإنجليزية للأغراض الخاصة ESP ملمين باللغة الإنجليزية الإسلامية.

وأخيراً ، فإننا بحاجة إلى وضع أنماط جديدة لإعداد معلمي اللغة الإنجليزية لكي تُخَرِّيج أعدادًا كافية من معلمي اللغة الإنجليزية المهرة. وبما أنني أقترح هذا المدخل إلى تعليم اللغة الإنجليزية في العالم الإسلامي فإنني أود أن أذكر في الجزء الأخير من هذا البحث بعض الاقتراحات التي يمكن تطبيقها إلى حدٍ ما.

اقتراحات ممكنة

أ – طريقة تدريس اللغة الإنجليزية

إن القرار الخاص باختيار طريقة التدريس يتوقف على النظرة الثاقبة للمعلم ، وعلى تدريبه ، وعلى اهتمامات المتعلم واحتياجاته ودوافعه ، والأهداف المزمع تحقيقها ، والأحوال والظروف التي تتم في ظلها عملية التعليم والتعلم. ويبين الشكل التوضيحي التالي أن تعليم الإنجليزية للطلاب المسلمين يحتاج إلى طريقة واضحة المعالم. وهذه هي الكيفية التي ينبغي أن تعمل بها طريقة التدريس.

الأهداف الإسلامية

(تُستمد من القرآن والسنة)







الطالب

(نجعل منه شخصية متوازنة)

المحتوى

(مبنى على احتياجات المجتمع الإسلامي)















ب – معلمو اللغة الإنجليزية



ينبغي أن يكون معلمو اللغة الإنجليزية أكفاء وأن يكونوا مدربين على تعليم اللغة الإنجليزية بحيث يساعدون الطلاب على اكتساب المعرفة الدنيوية ، كما ينبغي أن ندربهم تدريبا متخصصا على تعليم اللغة الإنجليزية الإسلامية للأغراض الخاصة إلى الحد الذي يمكن أن نحقق كلا من المعرفة المكتسبة والمعرفة المبنية على اللغة الإنجليزية الخاصة بالأغراض الإسلامية.



ج – تعليم المفردات

إن أحد مبادئ تعليم اللغة الإنجليزية هو استخدام المفردات في سياقات. وأعتقد أننا، عندما نقوم بتعليم الإنجليزية ، فإن الغالبية العظمى من المفردات ، إن لم يكن كلها ، يمكن تعليمها من ناحية علاقتها بالسياقات الإسلامية ؛ وعلى سبيل المثال فإن كلمات سبق تعليمها كلاً على حدة ، مثل permissible (مسموح به)، believer (مؤمن) ، option (اختيار) ، decision (قرار) ، يمكن شرح معانيها أكثر من ذلك في سياق مثل أن الله لا يسمح للمسلم المؤمن بأن يختار أي شيء أو أن يرضى به إذا كان يختلف عما سمح به هو ورسوله (عليه الصلاة والسلام).

يقول الله :

"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ من أمرهم"*

“It is not permissible for a believer man or woman when a matter has been decided by Allah and His Prophet to have any option about their decision.*







--------------------------------------------------------------------------------

* قارن ما جاء حول عدد المتكلمين بالإنجليزية في مقال "اللغة الإنجليزية بوصفها لغة دولية" (المترجم).

* الاسم الصحيح هو حسين ، إذ إن اسم الباحث - رحمه الله - (الذي كنت أعرفه شخصياُ، فقد كان أستاذا لي) هو د. عبد الحميد إبراهيم حسين. وبما أن الكاتب يذكر اسم الأسرة ، إذن فالاسم الصحيح هو حسين. ولقد ورد الاسم خطأ في قائمة المراجع في نهاية البحث ، حيث كان ينبغي أن يكون Hussein, Abdul Hamid Ibrahim. (المترجم)



* يُقصد بالمستوى الثالث المستوى الجامعي. (المترجم)



* نُشرت المقالة قبل تفكك الاتحاد السوفييتي. (المترجم)

* الأحزاب 36. (المترجم)

* هذه الترجمة لمعنى الآية الكريمة تقترب كثيرا من ترجمة عبد الله يوسف علي. (المترجم)

Subhi Wassim Tadefi
13/12/2006, 05:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الأستاذ الكبير أحمد شفيق الخطيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرب لكم عن عظيم تقديري واحترامي لما تقدمونه من مواضيع قيمة ومفيدة، ولقد أثرتم في تقديم هذه الترجمة اهتمامي، فأرجو التفضل بتزويدنا بالنص الانكليزي لهذا البحث، وجزاكم الله خيرا
صبحي وسيم تادفي من سراييفو - البوسنة والهرسك

Prof. Ahmed Shafik Elkhatib
13/12/2006, 09:45 PM
الأخ الكريم الأستاذ صبحي تادفي
النص الإنجليزي ليس تحت يدي حاليا، نظرا لوجودي بالسعودية، ووجود النص بمصر.
المقال منشور في مجلة رابطة العالم الإسلامي، التي تصدر بالإنجليزية، وليتك تتفضل -أو يتفضل أحد الأعضاء الكرام- بمحاولة العثور على رابط لها.
وشكرا.

DALIA Ahmed Mostafa
14/12/2006, 04:41 AM
: أعجبتني هذه المقالة
..متى حقاً نكف عن تأليه ما و من هم دون الإله الخالق الحق؟؟
الفكرة ملحة منذ زمن و وددت مشاركتكم في هذه الخواطر المهمة لهذا المبدع الكبير

سلام
داليا



الأوثان لميخائيل نعيمة

عرض مها زكريا و محمود عبد اللطيف





"لكل زمان أوثانه" .. هذا ما يكتبه ميخائيل نعيمه أحد أدباء المهجر البارزين في لبنان. و "الأوثان" التي رصد وجودها على مدى القرن العشرين لا زالت موجودة، إلى جانب الكثير غيرها. ونحن لن نستطيع أن نحطم أوثاننا إلا إذا تعرفنا عليها أولا. من هنا فالكتاب-كما يقول الناشر- هو رسالة "فكر نير يصوغها قلم ملهم ، إلي أبناء هذا الزمان... هي صرخة قلب مؤمن ، يدعو التائهين إلي الإيمان الحي . وواحة من الحق في صحراء الباطل الشاسعة .... قال أحد الذين قرءوها : لقد غيرت هذه الرسالة مجري حياتي ، فانا اليوم مبصر وكنت بالأمس أعمي".
يقول الكاتب : ( الوثنية فكرة تتجسد لا جسد يفكر . وهي لا تتحطم بتحطيم ما تجسدت فيه ، وقد تتجسد في خشبة ، كما تتجسد في كلمة). ( والوثنية هي أن يخلق الإنسان خالقه , ثم أن يمضي في عبادته ، كما لو كان في الواقع يملك القدرة المطلقة علي إسعاده و إشقائه ، فيسترضيه بكل عزيز وثمين ) . بعض الأوثان قد يكون متوارثا، أو مستحدثا ، وقد يتمتع بعضها بعبادة طبقة ، أو بعبادة الناس جميعاً . ومن هذه الأوثان :
المال : المال هو رمز للثروة ، ووسيلة لتبادلها وانتقالها ، وليس المال هو الثروة . ( والثروة : هي جميع مقومات الحياة البشرية ، التي تقدمها لنا الطبيعة بغير انقطاع ، فلا نستطيع التمتع بها إلا بإنفاق جهد جليل أو ضئيل ، قد يكون من أعصابنا وقد يكون من أدمغتنا . وهذا الجهد جهد مشترك يستحيل علي إنسان واحد أو جماعة واحده من الناس القيام به ).
ويري الكاتب أن المال قد جعل أثمانا للجهود الفردية ، وساعد ذلك البعض علي اكتناز الثروات الطائلة في حين نال الباقي قسطاً ضئيلاً أو حُرموا منها ، وفي ذلك منبع للبغض والحسد والنزاع بين الناس ، وهذا هو السر الذي جعل المال وثناً لا حد لسلطانه ، يبذل الناس في سبيله أعمارهم ، وأثمن ما في حياتهم من قيم ، واستعبد من يملكونه من لا يملكونه . وأصبحت عبادته تغرينا براحة وسعادة وقوة ، في ظاهرها، أما باطنها فكله تعبٌ و شقاءٌ و ضعفٌ .
القوة : يقول الكاتب : ( أن للقوة في شتي مظاهرها هيبة وسلطان علي الناس ، يجعلان لها مقام المعبود في أوهامهم ) ، ( فالقوة عندهم مجد وعز وسؤدد ، سواء كانت قوة عقل ، أو قوة دهاء ، أو قوة مال ، أو قوة سلاح أو سلطان ) . و هو يري أن القوة وسيلة وليست غاية ، وهي تسمو وتنحط إذا سمت غايتها أو انحطت . و أن أنبل غايات القوة هي تحرير الإنسان من الخوف ، وقوة إيمان الإنسان الذي لا ُيقهر ، بأنه بالغ يوماّ هذه الغاية ، هي القوة الحقيقية . ويقول : ( لكنما الناس لا يعبدون القوة طمعا بأن تحررهم من المخاوف ، بل ليزرعوا بمعونتها الخوف في قلوب أعدائهم ومنافسيهم ، وليبسطوا بذلك سلطانهم عليهم ، وليتمجدوا في عيون أنفسهم وفي عيون الآخرين كأقوياء ) .
السلطان : يقول الكاتب : ( والسلطان كما تعلمون ، يُخوِّل صاحبه حق الأمر والنهي والتصرف ، بشئون الناس الخاضعين له) ،( وهو يقوم علي دعامات ، بعضها في الأرض ، وبعضها في السماء . أما السماوية فهي نعمة الله ، وأما الأرضية فهي القانون) . فهو يري أن الحاكم يستمد سلطانه من الوهم السائد في بعض العقائد الدينية ، أن الملوك هم أبناء السماء المختارون الحاكمون بنعمة الله . وبعد قيام الثورات للتحرر من هذا الوهم ، لجأ الحكام إلي التحدث لا " بنعمة الله " ولكن باسم الشعب والقانون . وما أكثر الجرائم والموبقات التي تُرتكب باسم الشعب ، الذي أوهمه الحكام أنه المصدر الأول و الأخير للسلطة ، وأن حكامه خُدَّامه. وهكذا تولد السلطة ، ثم تنعكس الآية ( ويغدو الخادم مخدوماً ، والمخدوم خادماً . ويتحول الشعب إلي حارس لحُرَّاسة , وآلة في يد الآله التي ابتدعها لراحته وسلامته . وهكذا صارت السلطة وثنا يتسابق لاسترضائه الكبير والصغير ، ويُقدَّم علي مذبحه كل نفيس وعزيز ) .
وحيث أن كل ما في الكون يتكامل للقيام بمهمة الكون ، التي تتم بالإرادة الشاملة ، التي هي إرادة كل إنسان ، وكل منظور وغير منظور في الوجود ، ولهذه الإرادة وحدها السلطان في الكون ، فإن سلطانها وحدها حرىٌّ بالعبادة . ( أما سلطان الإنسان علي الإنسان فوثن قزم , دميم , زنيم . وهو للتحطيم لا للتكريم ) .
الرأي العام : (إن تعبيرنا " الرأي العام " تعبير خطأ . فالمقصود بالرأي العام هو متوسط رأي الأكثرية لا رأي العموم ).
والكاتب يري أننا لنصل إلي تحديد الرأي العام ، يجب أن تكون لنا القدرة علي أن نعرف ما في أفكار الناس ومشاعرهم ، وأن نعرف متوسط هذه الأفكار والمشاعر ، وأن تكون لنا القدرة علي أن نفصل بين الأكثرية والأقلية . ولكننا لا نستطيع الوصول إلي ذلك ، بالإضافة إلى أن الجماهير يشعرون ويتكلمون في الغالب بما يُلقَّنون ، ولهذا فإن الرأي العام الذي نخشاه ونهابه ، إنما هو ما يصوره لنا السلطان ، والمستفيدين من دهاء السلطان وسذاجة الجماهير . وأن الجماهير لا تميز بين رعاتها وجزاريها ، وأنها غالبا ما تُنَكِّل برعاتها وتستسلم لجزاريها ، كما حدث في مواقفهم من الأنبياء.
وقد تعرض الكاتب إلي عبادة أوثان أخري كعبادة البطن ، وعبادة الملاهي ، وعبادة اللياقات الاجتماعية وغيرها ، وأن أغرب العبادات في نظره هي عبادة العبادة ،أي أن الإنسان يعبد شكل العبادة ، حتى إذا أخل بجزء من هذا الشكل ، فسدت عبادته ، واغضب ربه ، فهو يعبد " برنامج " العبادة قبل أن يعبد ربه .
القومية : ( ليست العصبية القومية بالشيء الجديد . فالشعور بها يرقي إلي أقدم العصور . يوم لم يكن بد للقبيلة من أن تتكاتف للنضال ضد الطبيعة ، وضد قبائل أخري كانت تشن عليها الغارات ، لتسلبها ما لديها من مقومات العيش ).
ويري الكاتب أن الذي ساعد علي خلق القومية العمياء هو الاستعمار . حيث أنه ما من قوة إلا تخلق معانديها ، وقوة الاستعمار الغاشمة خلقت عناد القومية الجاهلة ، التي تقوم علي التغني بأمجاد السلف ، والإيمان بمبدأ الصراع للبقاء ، وأن البقاء للأنسب ، ويقول :( فاتحاد الشعوب لا يتم بابتلاع واحدها الآخر ، بل يتم كاتحاد الأوكسجين بالهيدروجين في الماء . فلا ذاك يفني في هذا ولا هذا في ذاك ، بل يُكوِّن إتحاد الاثنين عنصرا جديداً ، قوياً ، ونافعا ، وجميلاً هو الماء ) .
و قراءةً للواقع المعاصر الذي أصيح العالم فيه قريةً صغيرة ، يري الكاتب أن الشعوب تسير بخطي ، قد تكون وئيدة إلا أنها ثابتة ، نحو الوحدة الإنسانية ، ونبذ القومية الهوجاء العمياء ، وصولاً إلي هدف البشرية البعيد , ( ألا وهو توحيد قوي الإنسان وتحريره من قيود الحدود ، لراحة كل قوم ، ولمجد الناس أينما كانوا ، ومن أي جنس كانوا ).

الكلمة السوداء : ويعني الكاتب بالكلمة السوداء الكلمة المطبوعة ، وهي تُستَخدم لحجب الحقائق والتضليل كما تستخدم لكشف الحقائق والتنوير . والكلمة هي كل آلة الأدب وثروته وقوته . ويقول :( يقولون لكم في الأدب أشياء وأشياء ، ولكنهم يندر أن يقولوا لكم أن مهمة الأدب هي جمع الناس لا تفرقتهم . هي بناء عوالم جديدة أرحب وأجمل وأكثر نوراً من عالم نحن فيه . فعلينا نحن رجال الأدب ولا عدة لنا إلا الكلمة أن نطلقها مشحونة بالصدق والمحبة ، منزهة عن خساسات السياسات والقوميات ، صماء دون جنون الغوغاء ، مكهربة بإيماننا بالإنسان ، طاهرة من الخوف والشك والتردد . فالحياة صدق للصادقين ، ومحبة للمحبين ، ويقين للموقنين ) .
العلم : ( ما من شك علي الإطلاق أن للعلم إجمالاً ، وللحديث منه بنوع أخص ، فضلاً لا يقدر علي المدنية التي نقدرها فوق ما تستحق ، فالعلم قد ذلل عقبات كثيرة كانت تعترض سبيل الإنسان في دنياه . لكنه ما ذلل عقبة حتى خلق عقبات . والناس مع ذلك يؤمنون به إيماناً أعمي ويعبدونه عبادة لا تفتر فكل ما يُقرُّه العلم حقيقة في نظرهم لا تُدحض ) .
ويري أن العصمة التي أهلت العلم لهذه العبادة العمياء ، ترجع إلي أنه يستخلص كل قانون من قوانينه عن طريق الاختبار الحسي ، من تكرار النتائج الواحدة للظواهر الواحدة في الظروف الواحدة ، ويطبق هذا القانون عند الحاجة . إلا أن الكاتب رغم اعترافه بفضل العلم علي المدنية الحاضرة ، فأنه لا يعترف له بالعصمة والقدرة علي الوصول إلي المعرفة الشاملة ، التي تترتب عليها حرية الإنسان الكاملة ، وذلك لسببين :- أولهما أن العلم يعتمد علي الخبرة الحسية وهي محدودة ، ويجري اختباراته علي المحسوسات وهي غير ثابتة ، وثانيهما أن الإنسان وهو المُختَبِِِر ، دائم التطور وغير ثابت ، ولذلك فالاستنتاجات العلمية دائما محدودة وغير ثابتة ، وهي حقائق نسبية لا غير . أما الحقيقة الأم التي تحيط بالزمان والمكان ، ولا يحيط بها الزمان والمكان ، فالعلم قاصر عن إدراكها .
وقد بذل العلم جهوداً هائلة للتوصل إلي سر المادة إلا أنه لم يبحث في ماهية الطاقة أو الروح – لأنها غير محسوسة – رغم أنها هي التي تجمع الذرات وتُكوِّن منها الأشياء المحسوسة ، ولولاها ما كانت الكائنات و المحسوسات .
ويقول الكاتب : ( ولم لا تكون هذه الطاقة العاقلة المبصرة القاصدة ، مظهراً من مظاهر ذلك الروح الأزلي الأبدي ، القابض علي كل شيء ، الكائن في كل شيء ، والقادر علي كل شيء ، والخالق لكل شيء ، وهو روحكم وروحي وروح كل منظور وغير منظور في السماء وعلي الأرض ؟ منه القدرة لا من المال والسلاح والسلطان ، ومنه المجد لا من القوميات والأوطان ، ومنه النور لا من العلم والمختبرات ، ومنه الحياة والحرية لا من الدساتير و المعاهدات . ذلك الروح وحده حري بالعبادة فاعبدوه ، وبالسجود والتمجيد فاسجدوا له ومجدوه . فبه ، لا بغيره ، تحيون وتتحركون . وبه لا بغيره تتحررون وتتألهون ) .

نقلاً عن موقع: خطوات على الطريق
http://www.stepsontheroad.org/pages/nohaima.htm